حدود

عاطف عبد العزيز

لا شيءَ بيدنا،
والجسدُ -كما ترينَ- مضخَّةٌ،
ننامُ،
بينما يشتغلُُ وحده طيلةَ الليلِ
يراكمُ الشوق.

هيييه!
لا مدعاةَ إلى الكسوفِ إذن،
مادام ارتعاشَنا فوق الأسرَّةِ
باتَ
أمرًا لا يخصُّنا،
مادمنا لسنا سوى قنطرةٍ
صامتةٍ
ولا تحتاجُ إلى غفران،
يمرُّ فوقها الغرباءُ فيتركون لها
نسيانًا،
ويلتقطون نسيان.

يجوزُ –والأمرُ هكذا- أن نكتبَ
تاريخَ المحبَّةِ من جديد،
نكتبهُ
بشيءٍ من المحبَّة.

 

ينبغي ألا يفوتَنا
حذفُ علاماتٍ كنا زرعناها
على الجانبينِ
لنضلِّلَ قاطعي الطرق،
العلامات
التي –في الآخرِ– ضلَّلتْنا .

نقْدرُ الآن أن نختبئَ وراءنا،
وكلما ظفروا بواحدٍ منا
أطلقنا له صفيرًا،
أو لوَّحنا بالمناديلِ من بعيد، 
حتى يأخذَ حذرَهُ،
ويعبرَ الحدودَ سالمًا
..
يعبرَ
إلى ما بعد جثتهِ.