تبدو سعيدة

مهند السبتي

إلى الشهيدة سالي زهران

 

ربما لأجلِ تلك الابتسامةِ

قامت النارُ إلى قطعة الحطب

تلك المطفأة الملقاةِ في جوفٍ

 مُثلَّجِ الجدرانِ والسقوف

 

ربما لأجل تلك الابتسامةِ

تَفَوَّهَ الفمُ بالكلام الذي كان صعباً

على النُّطقِ

كيف يمكن للجسد المنهوكِ

أنْ يزحفََ

كيف يمكنُهُ الرّكض

في إثرِ هراوات تضربهُ

ويصيحُ : ربحت الجولةَ

 

ثمّةَ مَنْ يُغلقُ بابَ المألوفِ

فلا يصيرُ ممكناً

تجريبُ ما كان ينفعُ

ما كان يُضحِكُ

ما كان مؤسفاً مُحزناً

ثمّةَ من حرّكَ الغصنَ

أكثرَ مِنْ حدِّ احتمالِهِ

فانكسر

 

هل هذه الابتسامةُ الأولى

أم الأخيرة ُ؟

لستُ أدري..

كم مرة هزمَتْها الشُّرفاتُ

لم ينظُرْها عابرٌ للسبيلِ

ولا المقيمُ في الجوارِ مِنْ مخاضِها

ربما قالت لوجهِها : كفَّ

لا تُبْدِ السُّرورَ

و لا تودِعْ في المارّةِ تلكَ الابتسامةَ

لا تُطْلِق سهامك

فلطالما تجمّعَت في يدِ الخيبة ِ

ربما قالت لقاطِفِ النَّضَارةِ مِنْ وجهِها

خُذْ هذه الابتسامةَ

كنتُ لملمتُها لكَ من شُقوقِ البيوت

مِنْ حُبٍّ مسروقٍ مُستَتِرٍ عن عينِ الفقر

كنتُ لملمتها من مواكب القادمينَ 

مِنْ مدينةِ الشمسِ

إلى مدينةِ الحدودِ والقصاص

خُذْ هذه الابتسامةَ العنيدةَ

عبّئْها في سلاحك القاتل

وانثرها في جسد الناس

 

لم تعُدْ تحتملُ الغرفةُ الصغيرةُ

هذه الابتسامةَ

لم تعُدْ تتّسعُ لضوضائِها

و نشيدِها اليوميِّ

صار يلزمُ الخروجُ

صار يلزمُ تطويقُ عالَمٍ كبير

قيل لي : إنَّهُ عالَمٌ لا يضيقُ

عالمٌ لم يمُتْ

رغمَ كثرةِ السُّمومِ التي أُطلِقَتْ في سمائهِ

فلماذا سيَئِنُّ مِنْ وقْعِ ابتسامتي

و يمووووووت

 

Mohannad.alsapti@gmail.com