نجم آخر يغيب .. مالم يذكر عن يوسف الخطيب

محاسن الحمصي

نجم آخر يغيب، يودع الدنيا وقلبه يتوقف قبل ان يرى نور الحرية تسطع في سماء بلاده، قلب عاش ينبض ثمانين حولا على أمل العودة لارض مباركة غادرها مكرها على يد احتلال بغيض، احتلال حاربه بالفكر والقلم ’ بالشعر والكلمة، والصوت القوي. وحين تكتب عن يوسف الخطيب وتجمع عنه ملفا تشعر بغصة وانه سافر في رحلة لا رجعة فيها ولن تراه او تسمعه وأصبح ذكرى خالدة وانضم الى سرب الراحلين من الذين تركوا ارثا مميزا من الثقافة والابداع. جاء موته مفاجئا رغم انه تجاوز الثمانين والاعمار بيد الله الا ان الخبر كان صدمة للجميع. ولأن الصحف والكتاب والادباء نعوه بما يليق باسمه ومكانته ومحبة الناس وجدت من الصعوبة اضافة المزيد عنه والاقلام الكبيرة ومن رافقه في العمل والابداع لم يترك لي ما اقول، لذا توجهت الى (أريج الخطيب) صديقة وابنة ومقربة الى قلبي أسالها عن يوسف الخطيب العم ورب العائلة وان كان لديها من المعلومات مالا يعرفه البعض عن شخصية الشاعر الراحل قالت بكلمات حزينة:

عمي كان والد التوأم بادي وباسل هو (ابو بادي) بادي موظف في الامم المتحدة في فيننا، (باسل الخطيب) المخرج التلفزيوني المعروف أخرج مسلسلات هامة مثل: ذي قار، هولاكو، نزار قباني، هوى بحري، جمال عبد الناصر، وأنا القدس. (وضاح الخطيب) وهو دكتور لغات في جامعة دمشق. (د. أسيل طبيبة أسنان)، (هديل الخطيب) تعمل مذيعة في قناة للاطفال، (تليد) درس العلوم السياسية وهو مؤلف ايضا وكان اكثر الملازمين لوالده، (أندى) حاصلة على ماجيستير في ادارة الاعمال. زوجته هي ( بهاء الريس) من عائلات غزة المرموقة وابنة منير الريس. كان ممنوعا من دخول الأردن لأسباب سياسية منذ زمن بعيد، رفض الحصول على اي جنسية أملا في العودة الى فلسطين المحررة، ورفض عروضا للعودة الى فلسطين المقسمة المحتلة، اخر مرة التقيته منذ 4 سنوات لكن كنا نتواصل دائما عن طريق الهاتف والرسائل على النت.

ملامحه القاسية تخفي خلفها حنانا جارفا. عنيد في الحق وقد كلفه ذلك الكثير. ولد للشيخ محمود الخطيب في عائلة عرف عنها حبها للعلم في زمن كان البسطاء في جهل عميق له 8 أخوات و 8 اخوة من ثلاث زوجات لجدي، والدي عيسى رحمه الله شقيقه الوحيد من ام واحدة. كان يعشق الموسيقى الكلاسيكية وضمها لاشعاره مسجلة بصوته، كما عشق الفن التشكيلي. فنجان القهوة والسيجارة الاهم في مجلسه. اذا غضب هرب الكل من حوله واذا ضحك ملأ المكان بهجة وفرحا، برجه الحوت مواليد 6-3-1931 في دورا الخليل.
درس الحقوق في دمشق
توفي فجاة اثر جلطة دماغية تماما كما توفي والدي.
خطه جميل جدا يجيد فن الالقاء للشعر بصوته الجهوري الرائع وهذا ما ميزه خلال عمله كمذيع.
كان يحبني جدا ويناديني حبيبة قلب عمها أريج. لديه خمسة احفاد.