حوار مع الناقد السينمائي مصطفى المسناوي

المخرج المغربي خاسر تجاريا

عبد الرحمن الماجدي

ثقافته السينمائية ورزانته كقاض تدلان عليه كأحد اعضاء لجنة تحكيم مسابقة الصقر الخاصة بمهرجان الفلم العربي في روتردام. ومثله مثل باقي اعضاء لجنة التحكيم فهم مجبرون على مشاهدة جميع الافلام المرشحة للجائزة التي يستمر عرض بعضها حتى ساعة متأخرة من الليل. الناقد السينمائي مصطفى المسناوي، التقيته في استراحة له بين فلمين وكان معه هذا اللقاء السريع عن السينما المغاربية والمغربية وخصوصيتها .

سألته، كما غيره من المشاركين، هل هناك ازمة السينما العربية وهل هي ازمة عامة ام لكل سينما عربية ازمتها الخاصة؟
يصعب الحديث عن ازمة السينما العربية بشكل عام لان لكل سينما عربية مشاكلها الخاصة؛ فمثلا يمكن المقارنة بين السينما المصرية والمغربية او السينما التونسية والسورية .. لكل سينما خصوصيتها، وبالتالي فان الازمة تتعلق بكل سينما لحالها . لذا سأتحدث عن ازمة السينما في المغرب التي تتمثل في قلة الافلام التي تنتج سنويا، والهجوم الكاسح - كما في البلدان العربية الاخرى - للفلم الاجنبي الامريكي او الهندي .. فاذا كان لديك عدد قاعات عرض يتراوح ما بين 240 - 250 قاعة، فان هذه القاعات ستعمل بشكل مستمر بمعدل فلم كل اسبوع في ظل انتاج لايتعدى 3 افلام في السنة لن يستطيع -هذا الانتاج ـ ان يغطي كل هذه الصالات؛ لذا فالفلم لن يجد له صالة عرض مستعدة ان تفسح له المجال أمام الافلام الاجنبية. فاذا كان هناك بلد لديه انتاج سينمائي كبير مثل مصر او الهند فانه لا يعاني من الصعوبة التي يعاني منها بلد ذو انتاج سينمائي قليل مثل المغرب .

وماذا عن صعوبة فهم اللهجة المغربية من قبل المشاهد العربي ؟
هذه حجة يطرحها البعض.

وبماذا تبرر اتجاهها للسوق غير العربية وتقبلها هناك أليس لأنها تصل مترجمة؟
اذا كان المشكلة في اللهجة يمكن للموزع ان يترجم الفلم .

لكن سيبدو الامر ترجمة لفلم عربي الى اللغة العربية! فما هو برأيك عدم شهرة الفلم المغربي عربيا ؟
علينا ان لاننسى ان السينما المصرية اجتاحت الساحة العربية بكثافة انتاجها، اذ لديها سلطة البداية (من يبدأ اولا فله السلطة) فكان من الصعب على سينمات اخرى مثل السورية او التونسية ان تجد لها مكانا.

كيف تنظر لانتشار الافلام المغاربية ذات الطابع الايروتيكي، كما في بعض افلام المغاربة المنتجة مؤخرا، هل هو تقليد لنمط معين من السينما المصرية التي تسعى للربح التجاري وعيونها دائما على الشباك، وجيب المشاهد؟
لا يمكن ان نقول ان السينما المغاربية ناجحة تجاريا، فهي خاسرة من ناحية الشباك ...

انا قصدت انها لجأت لافلام الاثارة الجنسية لتكسب الشباك .
المغرب لا، اما في بلدان مغاربية اخرى فربما .. بعض الافلام التونسية ربما وظفت طابعا لا أقول جنسيا انما كانت ذات طابع ايروتيكي؛ فتلك تخاطب المشاهد الغربي ـ وليس العربي ـ او النقاد في المهرجانات الغربية. ربما مشكلة السينما المغربية انها لا تراع الجانب التجاري. ومخرجها خاسر تجاريا؛ اذ الدعم الحكومي بنسبة الثلثين فقط.

عن (إيلاف)