«رُوسُوفوبيَا»: في ذمِّ مثقف الكولونيالــيّات «الشَّقراء»

رشـيد وحـتي

 

بسحب أبي رغال، الدليلِ العربي لجيش أبرهة، من سياقه التاريخي، صارَ استعارة يمكن أن تنطبق على بني جلدتنا من المثقّفين الذين استرشدت بهم الحملات الاستعمارية القديمة والنيوكولونيالية الرّاهنة لسحق الشعوب وتضليلها. وفي أدنى الدرجات ادّعاء التزام حياد بارد بزعم خلال احتدام الصراعات المحلية والإقليمية والدولية. وربما كان أمثل نموذج على ذلك توصيف بورخيس لحرب جزر المالوين بين بلاده الأرجنتين وإنكلترا بأنّها «أصلعان يتحاربان من أجل مُشط».

أما بلادنا العربية، فقد عرفت دوماً المثقَّف التَّابع، سواء لأنظمة بدورها تابعة أو للقوى الاستعمارية مباشرة. لكن الأنكى هو ما برز قبل وخلال وبعد سقوط بغداد (2003) وخلال الطوفان السوري، ظاهرةُ ما يمكن تسميته بـ «المثقّف اليساري السابق الذي يقدّم خدماته للسفارات والقنصليات وصنائعها من جماعات السّلفية الجهادية». ولئن شهِدنا حتى أواخر القرن الماضي تحالفات لا تفاجئ أحداً، تمتد من اليمين الليبرالي المحلي حتى أسياده الغربيّين مروراً بجماعات الإسلام السياسي؛ فقد أُضيف لهذا التحالف ــــ مع بداية القرن الحالي وقَبْلَهُ مع التّيه الأيديولوجي المتأتّي من تفكّك الاتحاد السوفياتي ــــ المثقفُ «اليساري» السابق، الذي لا يرى ضيراً في تبرير حصار وتجويع العراقيّين، ولا في تقديم خدمات استشاريّة للبنتاغون وما يوازيه من أذرع عسكرية ومخابراتية، ولا حتى في تدبيج «رسالة شكر وعرفان واعتراف بالجميل إلى الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير وإلى الشعبين الأميركي والبريطاني وجيشَي البلدين في مناسبة تسليم السلطة للعراقيّين» (كان وراء الرسالة المفكّر التونسي المجالِسي العفيف الأخضر، صاحب أدقّ وأكمل ترجمة لـ «البيان الشيوعي» والسريالي العراقي المتمركس عبد القادر الجنابي). سياق هذه المقدمة هو الهستيريا الغربية الحالية التي تريد بالقسر والتضليل صنع رأي عالمي مصاب بما يشبه الـ«روسوفوبيا» الذي نَدُرَ أن يتميز به المثقّف العربي (والعالمثالثي عموماً) عن المثقّف الغربي. بل إنّ بعض مواقف الأول تكاد تكون استنساخاً مبتذلاً لمواقف الثاني. وبالعودة إلى الروسوفوبيا، فنحن ندرك جيداً أنّ المنظومة الروسية الحالية لا يمكن أبداً اعتبارها لا تقدّمية ولا ذات أدنى صلة باليسار العالمي، لكننا كنا دوماً نُنَزِّه وِيتْمَنْ وهمينغواي عمّا يقترفه البنتاغون، ولا نأخذ كاتباً أو فناناً بجريرة رئيس. لكنّ توالي ما جرى بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا من ردود أفعال غربية طالت التراث الأدبي والفني الروسي وإعلامه بلغ حدّاً من السخافة والقرف لا يسعنا إزاءه إلا التضامن المطلق مع ضحاياه: فمن وقف تدريس دوستويفسكي في «جامعة بيكوكا» الإيطالية (تم التراجع عن القرار بعد حملات الضغط والاستهجان)، إلى فرض «الجمعية الدولية للقطط» عقوبات على القطط الروسية، إلى وقف «نتفليكس» تصوير فيلم مقتبَس عن «آنا كارنينا» للروائي العظيم تولستوي، مروراً بمنع الرياضيّين والسينمائيّين والموسيقيّين والراقصين الروس من المشاركة في أيّ مهرجانات أو لقاءات أوروبية ودولية ... كلّ هذا ولا يكفّ الغرب عن تذكيرنا بأنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فنّان، قادم من العالم الفني. في خضم هذا الصراع المحتدم، حيث تحاول أكثر من قوة قتل الروح النقدية وعزل الأحداث عن سياقاتها التاريخية، قمنا في هذا الملف بتجميع آراء راهنة (مرتبطة بالحدث) وأخرى فكرية/ نظرية (تستند إلى قراءة تاريخية لمآلات التطور البشري)، ولم نشأ التعليق على بعضها فرادى، رغم ما تحويه من تضليل، تاركين للقارئ تكوين رأيه الخاص به، بتحفيزه على معرفة وتحرٍّ يحاولان العودة إلى جذور القلاقل التي يتتبعها الآن على الشاشات

عبد اللطيف اللعبي (*)
المجدُ للشعب الأوكراني
يدرك الكُلُّ بأيّ قدر من الشجاعة، من الإصرار، قاد الشعبُ الأوكراني، في 2014، ثورتَه من ساحة مايْدَنْ، مجبِراً رئيسَ ساعتئذٍ، خادِمَ سيد الكرملين، على جمع حقائبه، ما سمح أخيراً بإجراء انتخابات حرَّة في البلاد والخلاص إلى إقامة ديموقراطية حقيقية.
الحربُ دون هوادة التي يقودها النظام الديكتاتوري ضدَّ الديموقراطية الأوكرانية الفتيَّة لا يمكن وصفُها إلا بالجريمة ضدَّ الإنسانية. فلا ينبغي لنا أن نأخذ التهديد الذي يلوِّح به فلاديمير بوتين على محمل استهتار. فهو نابعٌ من شخص يمكن حقاً التشكيك بتوازنه العقلي. هي المرة الأولى في تاريخ البشرية التي يمكن فيها لما لا يخطُر على بال (أعني الاستعمال غير اللائق وخارج أيّ ضبط للسلاح النووي) أن يحدث، للأسف، لينتج عنه أمر آخر لا يخطُر على بال: كارثة على صعيد الكوكب، ستضع استمرار الجنس البشري موضِعَ خطر.

في الوضع الراهن، أفضِّل أن أكون «متخوِّفاً» على أن أكون «واقعياً». فاليوم، لا يفعل بوتين إلّا ما اقترَفَه هتلر في 1939 باجتياحه بولونيا كمقدمة لمشروعه الإجرامي في التوسع والإبادة. مع هذا الفرق، المروّع رغم ذلك، المتمثل في كون بوتين يمتلك ترسانة نووية لا سبيلَ لها أن تضاهي نظيرتها لدى باقي القُوى.
لهذا أظُنُّ أنّ الخطبَ جَلَلٌ، جِدُّ جللٍ. الدعم المتعدِّد الأشكال، ودون أدنى تحفّظ، للشعب الأوكراني المِقدام، ينبغي له أن يصير واجباً إنسانياً، كونياً، فهذا الشعب هو المتواجِد، اليومَ، في الخطوط الأولى للكفاح ضد الهمجية، مقدِّماً من أجل ذلك أكبر التضحيات.

عن صفحة الشاعر الخاصة على فايسبوك.

(*) شاعر مغربي (فاس، 1942)، مقيم حالياً في فرنساً. مؤسّس مجلة «أنفاس» التي كانت رائدةً في التعريف بالثقافة التحرّرية وفضح الخطاب الكولونيالي. معتقَل سابق، باعتباره من أبرز قادة حركة «إلى الأمام» الماركسية-اللينينية. أهم فصائل اليسار الجديد المغربي في سبعينيات القرن الماضي.

 

محمد الناجي (*)
اتِّخاذُ موقف؟
بكلّ بداهة لا، ليست المسألة أبداً في أخذ موقف، فالأطرافُ المتحاربة لا تكترث أبداً بتموقُفِنا المفترَض. ففي حكم المؤكَّد أننا ضدّ الحروب، إذ نحن أكثرُ ضحاياها. ولكن، رغماً عنَّا، تضعنا هذه الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وتلكَ المقَنَّعة للحلف الأطلسي ضد روسيا، أمام موقف، بمعنى أنّها تُرينا مكانَنا الحقيقي، وتعكس لنا وجهَنا الحقيقي، نحن لا شيء، ففي العالَم العربي ــ الإسلامي وخَارِجَه، هوجمت الشعوب، قُنْبِلَتْ، أُفْقِرَتْ، هُجِّرَت، والأدهى من كل هذا: تَمَّ تجريمها في وسائل الإعلام الصهيوغربية، علينا أن نجهَر بهذه العبارة من دون خوف، لأنها تصف الواقع كما هو. هذه ليست حربنا، ولكنها في الوقت نفسه تعنينا مباشرة، وهي تُشير لنا بالإصبع من دون أن تلقي في اتِّجاهِنا ولو أبسطَ نظرة، لِتُفْهِمَنَا قيمتنا كأصفار في عيون الغرب.

يموت الأطفال في فلسطين في كلّ وقت، وفي هذه الأيام بالذات، لكنهم مجرد أطفال عرب، إرهابيون افتراضيون في «الأرض الإبراهيمية المقدَّسة جداً»، رغم أنّها عربية، كما يريدُ ذلكَ التفكير الديموقراطي جداً والحرّ لدى الفرنسيّين وغيرهم. لكن، لِنَعِ على الأقل أنّ الغرب وحش يسلِّط عليه هذا الصراعُ الأضواءَ، والاقتناع بذلك يمثّل على الأقل تقدُّماً. ابتلع الصحافيون والمعلِّقون ألسنتهم وصاروا يردّدون، من دون أن يرفَّ لهم جفنٌ، نفسَ الخطاب. لكن يتوجّب علينا تحية بعض الأصوات، النادرة جداً في الواقع، التي تجرُؤُ على تذكيرنا بسياق هذه الحرب، ولِمَ تمَّ إشعالها، ومن هم محرِّكوها الأساسيون. وعلينا أن نتذكَّر أيضاً أنهم إذا كانوا بحاجةٍ، مرة أخرى، إلى أراضينا ومواردنا، لن يتردّدوا أبداً في سلبنا إيَّاها، مع إمطارنا بالقنابل باسم الكفاح من أجل الديموقراطية في وجه الهمج. العار لبلدان الأنوار حيث تَعُمُّ منذ الآن الظَّلاميَّة!
-
عن فايسبوك.
(*)
عالِم اجتماع مغربي وأستاذ في «جامعة محمد الخامس» في الرباط

 

زكريا محمد (*)
غربٌ فاشي
الغرب الذي أراد أن يظهر دوماً هادئاً ورزيناً تحوّل أمام أول اختبار لما يُعتقد أنه تهديد لأمنه إلى غرب فاشي شعوباً وحكومات. الغرب يسلك سلوك عصابات بلطجيّة. يمنع وصول الحقيقة إلى الناس بكلّ طريقة. فهناك حقيقة واحدة فقط هي التي تقرّرها العصابة الغربية.

للمرة الأولى منذ عقود طويلة جداً، تتشكل فرصة للمبادرة إلى الاشتباك مع إسرائيل من جانبنا. فأميركا والغرب مشغولان بحربهما الضارية التي ستطول مع روسيا. وهذا ما يجعلهما بيدين مكبّلتين تجاه أحداث منطقتنا، فهما لا يستطيعان الدخول في حربين معاً. لذا فأسوأ كوابيسهما هو أن تحصل حرب ضد إسرائيل.

بناءً عليه، فهذه فرصة لم تحصل من قبل للقوى التي تسمّي نفسها مقاومة وممانعة ومدافعة وما إلى ذلك من أسماء. هذا هو وقتها إن أرادت الفعل حقاً. ولن تحصل على فرصة أفضل من هذه أبداً. هذه هبة من الله، وفرصة لا تفوّت مطلقاً.
إنها فرصة لتحقيق الكابوس الغربي.
غير ذلك سيكون هراء.
أما الهراء الأكبر، وهو هراء مثقّفين وإخونجيّين، فهو أن نذهب إلى الحرب إلى جانب الأوكرانيّين بدل ذلك.
-
عن فايسبوك

(*) شاعر وباحث فلسطيني

 

سلافوي جيجيك (*)
الحرب العالمية الثالثة
ثمّة إذن، على ما يبدو، صنفان من اللاجئين، لاجئونا (الأوروبيون)، أي «اللاجئون الحقيقيون»، ولاجئو العالم الثالث، الذين لا يستحقّون ضيافتنا. نشرت الحكومة السلوفينيّة تغريدة على حسابها على تويتر، يوم 25 شباط (فبراير)، مقيمةً بكل وضوح هذه التفرقة: «لاجئو أوكرانيا قادمون من بيئة ثقافية، دينية وتاريخية مختلفة كلياً عن نظيرتها لدى اللاجئين الأفغان». بعد الضجة التي افتعلتها هذه التغريدة، سحبها مقترفوها سريعاً، لكن مارد الحقيقة الوقحة انفلت من القمقم للحظة وجيزة.

بعد العدوان الروسي، فضَّل بعض المتموقعين «يساراً» (لا يمكنني استعمال الكلمة، في هذا السياق، من دون زوجي مزدوجات) توجيه اللوم إلى الغرب. القصة معروفة: الأطلسي يخنق ويزعزع روسيا ببطء؛ ولنتذكر أنّ الغرب هاجم روسيا مرتين خلال القرن الماضي. ثمة فعلاً بعضُ حقيقةٍ هنا، لكن التصريح به يبرّر لهتلر إلقاء اللوم على اتفاقية فرساي التي حطّمت الاقتصاد الألماني. ما يعني أيضاً أنه قد يكون للقوى الكبرى حقّ مراقبة مجالات تأثيرها، مضحيةً باستقلالية الأمم الصغيرة على مذبح الاستقرار العالمي.

ما يفعله بوتين الآن استنساخ متأخّر للتوسّعية الإمبريالية الغربية. ولصدّه، علينا مدّ جسور نحو بلدان العالم الثالث، التي للعديد منها قائمة طويلة من الإدانات المبرَّرة ضد الاستعمار والاستغلال الغربيَّيْن. لا يكفي «الدفاع عن أوروبا»: تتمثّل مهمّتنا الحقيقية في إقناع دول العالم الثالث أننا، في وجه مشكلاتنا العالمية، نستطيع أن نقدم لهم خيارات أحسن من خيارات روسيا أو الصين، وأنّ الطريقة الوحيدة لبلوغ ذلك هي أن نغيّر أنفسنا فيما وراء السياسة الملائِمة المابعد كولونيالية، أن نتخلّص من دون رحمة ممّا فينا من أشكال النيوكولونيالية، بما فيها تلك المقَنَّعة بالمعونات الإنسانية. وإذا لم نقم بهذا، فما علينا إلّا أن نتساءل لماذا لا يرى أهالي العالم الثالث في الدفاع عن أوروبا دفاعاً أيضاً عن حريّتهم، لا يرون ذلك لأننا لا نقوم به حقاً. هل نحن مستعدون للقيام به؟ أشك في ذلك.
ـــ عن (نوفيل أوبسرفاتور)
(*) فيلسوف سلوفيني، يَحتسب نفسه من أهمّ مؤثّري تيار اليسار الراديكالي، يغرف من هيغل، ماركس ولاكان

 

فاطمة المحسن (*)

القفزة الحمقاء
القفزة الحمقاء في الهواء تكلّف الشعوب أثماناً باهظة. لعل غزو بوتين لأوكرانيا يذكّر بما فعله صدام في الكويت. فصدام لم يكن يؤمن بالتاريخ ولا تحرّك الجغرافيا، ولهذا وقع في حفرتيهما بسهولة. كان يردّد مثل بوتين اليوم، هذا الجزء المقطوع من الشجرة الأم وأريد إعادة الفرع إلى الأصل. طبعاً، هذه كذبة فصيحة لابتلاع ثروات الكويت بعدما أفلسز وهكذا غدت الحفرة جاهزة. لكن ما هو الثمن الذي ستدفعه روسيا في ظلّ وضع عالمي جديد؟ لعلّها لن تخضع لعقوبات في المستقبل مثلما جرى للعراق، ولن تضطر لدفع تعويضات لجارتها العزيزة أو لشقيقتها المنتقمة، فالعراق دائماً يسقط في شرك مصالح الأخوة الأعداء.

حمى الله الشعوب من حروب النقمة والانتقام، وقرارت الغطرسة والوطنيات الحمقاء.
-
عن فايسبوك
(*) كاتبة وناقدة عراقية

 

كفى الزعبي (*)
أزمة فكرية
انتقلت الأحزاب الشيوعية العربية إلى الرفيق الأعلى ما إن انهار الاتحاد السوفياتي. أمّا فتات هذه الأحزاب من شيوعيّين عرب، فقد ورثوا أسوأ ما في هذه التجربة: أزمتها الفكرية التي أخذت تتجلّى بوضوح منذ بداية هذا القرن إبّان احتلال العراق وظهور «شيوعيّين أميركيّي الهوى». ثم تجلّت هذه الأزمة أكثر مع بداية «الربيع العربي» بظهور شيوعيّين مؤيّدين لهذا «الربيع» على اعتبار أنه ثورة! وها هو بوتين الآن يستفزّ مشاعرهم التي تبدو لي في جوهرها ذات طابع قبلي (ولاء قبلي لرموز الحركة الشيوعية العالمية)، حينما انتقد لينين!

لقد أعلن بوتين مراراً وتكراراً أنّه ليس شيوعياً. إنه قومي روسي يدافع عن مصالح وطنه القومية الإستراتيجية التي تتناقض مع مصالح الغرب. الغرب لا يريد روسيا دولة قوية، وإن كانت تنتهج النمط الرأسمالي في الإنتاج، خصوصاً أنّ البنية الثقافية لهذه الدولة تتناقض جوهرياً مع البنية الثقافية الغربية. لقد سعوا لتدمير روسيا حتى في عهد يلتسين الذي سلّمهم كل شيء.

رغم الطبيعة القومية الرجعية لهذا النظام، نجاح روسيا في تعديل ميزان القوى العالمي يمكن أن يمثّل متنفّساً لبلدان الجنوب (غسان بن خليفة)

لكن الشيوعيّين العرب (سواء كانوا أميركيّي أو لينينيّي الهوى) يغضّون الآن النظر عن أنّ سياسات بوتين الخارجية تتقاطع مع المصالح القومية الإستراتيجية للعرب: لنا! أنا شخصياً لا يهمّني الآن عمّال العالم ومن ضمنهم عامل إسرائيلي يحتلّ أرض فلسطين ويُصارع الرأسمالية (ولا سيّما أنّه في واقع الحال لا يصارعها، بل يصارع العامل الفلسطيني).
(*)
كاتبة أردنية

عباس بيضون (*)
عبادة القوّة
عبادة القوّة عميقة في العقل القومي ونسيبه الديني العربيّين. هذا وراء الافتتان ببوتين والغزو الروسي لدى البعض غير القليل. لو وقف بوتين في شرق أوكرانيا لكانت له، بحسبه وحسبه وحده حجة. لكنّ التقدم إلى كلّ أوكرانيا، وإلى العاصمة يُظهر أنّ الهدف هو القضاء على أوكرانيا كلّها شعباً ودولة. أوكرانيا بالنسبة لبوتين، بلا شعب ولا وجود، مثلها في ذلك مثل فلسطين بالنسبة إلى الإسرائيليّين.
-
عن فايسبوك
(*) شاعر لبناني

 

غسان بن خليفة (*)
متنفّس لبلدان الجنوب
ملاحظات سريعة حول الحرب في أوكرانيا
- الاستخفاف بمشاهد الحرب وما تخلّفه من موت ودمار يدلّ على تبلّد في المشاعر وعلى تفاهة فكرية وأخلاقيّة.

- التعامل بمنطق «ضدّ روسيا وضدّ أوكرانيا» على حد سواء من دون محاولة تعليل هذا الموقف (على طريقة «كلنّ يعني كلّن» في لبنان) يدلّ على نوع من الكسل الذهني لدى البعض، وعلى نزعة أخلاقوية لدى البعض الآخر.

- الدفاع عن الطبقات الشعبية (أي الانتماء إلى الفكر الاشتراكي) لا يعني بالضرورة السقوط في خطاب ماركسي «أممي» سطحي من نوع «بوتين يكره لينين». لذا نحن ضدّه أو «نحن مع الطبقة العاملة الأوكرانية المعتدى عليها». فالبرجوازيون الأوكران أيضاً يتعرّضون للاعتداء من الدولة البرجوازية الروسية.

- مصالح الطبقات الشعبية في مختلف بلدان العالم هي مسألة أساسية بلا شكّ لدى أصحاب الفكر الاشتراكي. لكن حتى هذه المسألة تخضع للتنسيب ولمنطق الأولويات. إذ لا يمكن التفكير مثلاً في المساواة بين الطبقات الكادحة الصهيونية والطبقات الكادحة الفلسطينيّة، كما لا يمكن التعاطف مع طبقة عاملة مهيمَن عليها ثقافياً (مثل الطبقة العاملة الأميركية) لطالما ساندت أو صمتت عن/ أو أفادت من غزو دولتها البرجوازية لبلدان العالم، ولا النظر بالطريقة نفسها إلى الطبقات الكادحة في بلدان الجنوب (التي تعاني التفقير والإذلال القومي إلى جانب استغلال الرأسمالية المحلية التابعة للمراكز الإمبريالية) والطبقات الكادحة في بلدان الشمال الإمبريالي (التي تعاني الاستغلال الرأسمالي لكن مقابل أجور وخدمات اجتماعية معقولة بفضل الرّيع الإمبريالي الذي تحصّله برجوازيّاتها من بلدان الجنوب).

- الجهل عند مثقّفينا المعاصرين يجمع بين جهل السلوك وجهل العقل. وأكثر ما يجهله مثقّفونا هو التاريخ (هادي العلوي)

- بالنسبة إلى الاشتراكيّين، المسألة الرئيسية في التحليل يفترض بتقديري أن تكون السعي نحو الشروط الموضوعية والذاتية الأنسب لقيام ثورات متتالية تقضي على النظام الرأسمالي وتبني على أنقاضه الاشتراكية في مختلف أرجاء العالم. ولا شكّ في أنّ تحليل لينين بأنّ بلدان الجنوب (المستعمرة وشبه المستعمرة) هي «الحلقة الأضعف في السلسلة»، بما يرشّحها لاحتضان هذه الثورات، ما زال قائماً. وهذا ما يتطلبّ بلا شكّ في مرحلة أولى حصول حدّ أدنى من توازن القوى العالمي، بما يسمح لدول الجنوب التي تصل فيها أنظمة اشتراكية ثورية باللعب على التناقضات وحماية تجربتها وتطويرها ونشرها. والمعلوم أنّ الصين وروسيا هما من أكثر الدول المرشّحة لتعديل ميزان القوى مع الإمبرياليات الغربية المهيمنة.

- لا معنى للشرط السابق ذكره من دون حصول ثورات تقودها قوى اشتراكية. حصول هذا التعديل في ميزان القوى لن يؤدّي آلياً إلى انتهاء المنظومة الرأسمالية المعولمة، بل قد ينتهي الصراع بين القوى الإمبريالية القديمة والصاعدة إلى توافقات جديدة على حساب بلدان الجنوب.

- يجب وضع هذه الحرب في سياقها العامّ: هي ردّة فعل روسيّة على استمرار القوى الإمبريالية الغربية (وذراعها العسكرية حلف الناتو) بقيادة الولايات المتحدة في محاصرة روسيا، بهدف منع تحوّلها إلى قوّة عظمى من جديد. والنظام الأوكراني هو بيدق بيد هذه القوى الإمبريالية التي دفعته إلى المخاطرة واستفزاز النظام الروسي بطلبه «الانضمام إلى الناتو». وقد تكون هذه الحرب بمثابة الفخّ الذي استدرجت إليه روسيا من أجل استنزافها ومنعها من التحوّل إلى قوّة إمبريالية صاعدة كما يصبو إليه قادتها.

- ما سبق ذكره لا يجب أن ينسينا الطبيعة البرجوازية والرجعية لنظام بوتين. فهو لا يواجه الناتو من أجل إرجاع الاتحاد السوفياتي واستئناف النضال من أجل نظام اشتراكي عادل يخلّص البشرية من شرور الرأسمالية، بل هو يكافح من أجل استرجاع أمجاد الإمبراطورية الروسيّة ويسعى لأن يكون للبرجوازية الروسية نصيب أكبر من «كعكة العالم» الذي تحتكره البرجوازيات الغربية عموماً.

- رغم الطبيعة القومية الرجعية لهذا النظام، نجاح روسيا في تعديل ميزان القوى العالمي يمكن أن يمثّل متنفّساً لبلدان الجنوب، التي قد تشهد اندلاع ثورات في المرحلة المقبلة. لكن حتى هذا مشروط بتمكّن بلدان الجنوب (خاصة في منطقتنا العربية) التي تنجح فيها الثورات ذات القيادة الاشتراكية الوطنية، من بناء تكتلات إقليمية وازنة قادرة على التفاوض والمناورة. وقياساً على ذلك، ينطبق التحليل نفسه إقليمياً على النظام الإيراني الذي يوسّع ـــ رغم شوفينيّته ومحافظته ــــ من خلال صراعه مع الكيان الصهيوني باب الخيارات الممكنة للشعوب العربية.

- رغم الاقتناع بالطبيعة الرجعية العميلة للنظام الأوكراني، فإنّه لا يجب الموافقة على التدخّل العسكري الروسي في أوكرانيا وانتهاك سيادتها والعمل على احتلال عاصمتها وتغيير نظامها. فمن يقبل بذلك اليوم في أوكرانيا، لن يستطيع رفضه غداً عندما يأتي دوره. وتغيير الأنظمة مسألة تخصّ الشعوب وحدها.

- إن كان لهذه الحرب من منافع، فهي بلا شكّ فضحها (مجدّداً) لعمق نفاق المراكز الإمبريالية الغربية وازدواجية معاييرها. فما هو ممنوع اليوم ومدان بالنسبة إلى روسيا، كان وما زال مباحاً ومتاحاً لأميركا والكيان الصهيوني في فلسطين والعراق وسوريا وأفغانستان وغيرها.

- أوضحت هذه الحرب بعد مرور أسبوع واحد على اندلاعها مدى تهافت الخطاب الليبرالي الغربي وزيفه. فإلى جانب تنكّر الدول الغربية لخطابها المخاتل عن رفض أسلوب المقاطعة (عندما تستعمله شعوبنا ضدّ الكيان الصهيوني المحتلّ وحروبه)، رأينا جامعات واتحادات دولية رياضية ومؤسسات فنية تقاطع روسيا من دون تمييز بين حكومة وشعب. كذلك، نرى درجة الشراسة التي يمكن أن يبلغها حصار القوى الإمبريالية الغربية. إذ رأينا الشركات الرأسمالية الغربية تنسحب من مشاريع مشتركة في روسيا («شل» و«بي بي» في مجالات الطاقة مثلاً). بل وصل الأمر حتى بشركات الإنترنت (فايسبوك وإنستغرام وتويتر وغوغل) إلى حجب المحتوى الروسي. كذلك، رأينا كيف أنّ صندوق النقد الدولي والبنك العالمي لم يتردّدا في تخصيص مساعدات عاجلة لأوكرانيا (من دون شروط مجحفة أو طلب «إصلاحات مؤلمة» كما اعتادا فعله مع بلدان الجنوب).

- عن فايسبوك

(*)  كاتب تونسي

 

نعوم تشومسكي (*)
مسؤولية التأزم في أوكرانيا
الحل الأمثل لسلامة أوكرانيا (والعالم) أن يكون على شاكلة الحياد النمسوي/ الإسكندنافي الذي مورس خلال الحرب الباردة، ما كان يُسمح لهذه البلدان بالانتماء إلى أوروبا الغربية على هواها، من دون السماح بنشر قواعد أميركية على أراضيها. قواعد كانت ستُعتبر تهديداً لها ولروسيا. بالنسبة إلى الصراعات الداخلية الأوكرانية، يوفّر اتفاق «مينسك 2» إطاراً عاماً. كانت واشنطن قد تعهّدت لغورباتشوف «بأنّ الحلف الأطلسي لن يتوسّع ولو بوصة واحدة شرقاً»، وهو العهد الذي أخلفه كلينتون سريعاً، وبوش بإفراط. لم يكن ليتغيّر شيء، حتى لو تحوّل العهد الشفوي إلى وثيقة موقَّعة.

فمرافعة الولايات المتحدة، هنا، لا ترقى حتى إلى مستوى الكوميديا. للولايات المتحدة احتقار مطلق للمبادئ التي تتغنّى بها. وهو ما يؤكده التاريخ الراهن مرة أخرى بطريقة فُرجوية. المشكل، بالنسبة إلى واشنطن، أعمق: كل حلول إقليمية تشكل تهديداً حقيقياً لدور الولايات المتحدة الدولي. وهو قلق ما انفك يتزايد منذ الحرب الباردة. فهل بوسع أوروبا أن تلعب دوراً مستقلاً في الشؤون الدولية؟ هل بوسعها أن تسير على خط ديغول، مع فكرة عن أوروبا الممتدة من البحر الأطلسي إلى جبال الأورال، وهي الفكرة التي أعاد غورباتشوف إحياءها في مرافعته، خلال 1989، عند حديثه عن «بيت أوربي مشترَك»، و«فضاء اقتصادي فسيح من البحر الأطلسي إلى الأورال»؟

لم يكن، ساعتئذ، التفكير ممكناً في هذه الرؤية الواسعة لغورباتشوف، بوجود نظام أمني أوروآسيوي من لشبونة حتى فلاديفوستوك، ومن دون تكتلات عسكرية. وهي فكرة تم رفضها بالمطلق خلال المفاوضات، منذ ثلاثين سنة، بعد تصفية ما بعد الحرب الباردة. هو الأمر نفسه في المواجهة مع الصين. خرق الصين للقانون الدولي في البحار المجاورة، يطرح مشكلات جدية، رغم أن الولايات المتحدة، كقوة ملاحية، وباعتبارها البلد الوحيد الذي يرفض المصادقة على القانون الملاحي للأمم المتحدة، ليست في موقف قوة يسمح لها بمصارعة الصين.

في نظام مبني على القوانين، الولايات المتحدة هي من يصوغ القوانين.

لا أظن أن الولايات المتحدة ابتكرت طرقاً جديدة في الوحشية الإمبريالية الغربية. يكفينا النظر إلى أسلافها المباشرين في السيطرة على العالم. الغنى والسطوة العالمية للبريطانيّين مُتَأَتِّيَانِ من القرصنة (شخصيات مُؤَسْطَرَة كالسير فرانسيس دْرِيْكْ)، من نهب الهند بالمكائد والعنف، من الاستعباد البغيض، من أكبر شركة للمتاجرة الدولية بالمخدرات وأفعال أخرى تجاوزها «بهاءً»؛ فرنسا ليست أقل شأناً. أما بلجيكا، فقط حطمت الرقم القياسي في ما يخص الجرائم المروعة.
-
عن موقع investigaction.net
(*)
 عالم لغويات أميركي وأهم دارسي الخطاب السياسي المعاصر

 

إدوارد سعيد (*)
خيانة المثقّف... لا مقاومةَ من دون ذاكرة
لا مقاومةَ من دون ذاكرة ومن دون قيم كونية. فإذا كان التطهير العِرقي شرّاً في يوغوسلافيا — من سيشكك في ذلك؟ — فهو أيضاً شرٌّ في تركيا، في فلسطين في أفريقيا وفي أماكنَ أخرى. والأزمات لا تتوقف أبداً عندما تتوقف CNN عن تغطيتها. وإذا كانت الحرب قاسية ومكلفة، فهي كذلك، سواء كان الطَّيَّارون الأميركيون على ارتفاع 5000 متر أو لا. وإذا كانت الديبلوماسية دوماً أحسن من الوسائل العسكرية، فلا ينبغي إذن التضحية بها حتى عندما لا تكون الضحية من الجنس الأبيض ولا أوروبية.
تبدأ المقاومة لدينا، في وجه قوَّة لنا عليها سطوةٌ كمواطِنين. عندما يتم تمويهُ الوطنية في شكل نزعة قومية لتدَّعيَ الخضوع لإجراءٍ أخلاقي، وعندما تضع الإخلاصَ تجاه أُمَّتِها فوق كل اعتبار، بحيث يصير هذا الإخلاصُ أقوى من الوعي النقدي، فإن خيانةَ المثقفين وإفلاسهم الأخلاقي يصيران في حكم القضاء المبرَم.

- من مقالة بالعنوان نفسه، نُشِرَتْ في «لوموند ديبلوماتيك» (الطبعة الفرنسية، آب/ أغسطس 1999، في سياق القصف الأطلسي الممنهَج لصربيا)
(*) مفكر فلسطيني (1935 – 2003)، رائد الدراسات المابعد-كولونيالية والدراسات الثقافية مع كتابه (الاستشراق)

 

هادي العلوي (*)
الجهل بالتاريخ
الجاهل قد يكون مثقفاً كبيراً، والأمّي إذا نظرناه في غِرَارِيَّةِ الفرد العادي قد يكون أصحّ وعياً من المثقف الكبير. فالأمية لا ترادف الجهل، بل قد تجد ترادفاً بين الجهل والثقافة. الأمي هو الفرد العادي، لا يقرأ ولا يكتب, والجاهل قد يقرأ ويكتب ويكون له نصيب من الثقافة، لكنه يُسيء فهم حقائق الأشياء، ويفتقر إلى الوعي الاجتماعي والسياسي. ويصدر عن الجاهل المثقّف من التصرفات والأفكار الضارة أكثر ما يصدر عن الأمي. وقد تحدّثت عن الثوابت الثلاثة عند الأميين. وهي تشكل نقاط وعي ومؤثرة وعميقة في المجتمع. وهذه تجتمع في الجماهير الأمية، وقلّما تجدها مجتمعة في الوسط الثقافي. وقد ميّزت الفلسفة الإسلامية بين مرتبتين من الجهل، هما الجهل البسيط، والجهل المركب.

معنى الأول، أن لا تفهم شيئاً. ومعنى الثاني، أن تفهم أشياء مغلوطة. وهذا الأخير هو ما أقصده بجهل المثقف الذي يُسيء فهم الأشياء رغم اشتماله على المعرفة. ولو أردنا متابعة جهالات المثقفين في العصر الحاضر سواء في الشرق أو الغرب، لوقفنا على حقيقة ما أريد إثباته. برتراند رسل، أعظم فلاسفة القرن العشرين، دعا سنة 1947 الولايات المتحدة الأميركية إلى قصف الاتحاد السوفياتي بالقنابل الذرية للقضاء عليه قبل أن يمتلك القنبلة الذرية. أيُّ جهلٍ أشد من هذا الجهل الذي يرتكبه فليسوف كبير، حين يدعو إلى إبادة شعوب بكاملها من أجل بقاء حضارته الغربية؟
برتراند رسل أيضاً ذهب في الثلاثينيات إلى الصين، ضمن حملة غربية لاستعمار الصين ثقافياً. وفي كتابه الهام جداً «تاريخ الفلسفة الغربية»، شطب رسل على الرشدية اللاتينية التي شغلت أربعة قرون من تاريخ أوروبا. والدافع عنصري. هذه تصرفات أكبر فلاسفة القرن العشرين!

ألا يحق لي الحديث إذن عن الجهل المركَّب للمثقفين؟ والجهل الثقافي لا يتمثل فقط في السلوكيات الجاهلة، بل في عدم معرفة حقيقيّة لأمور كثيرة يُفترض أن لا يجهلها أهل المعرفة. والجهل عند مثقّفينا المعاصرين يجمع بين جهل السلوك وجهل العقل. وأكثر ما يجهله مثقّفونا هو التاريخ.

عندما قسَّمتُ الثقافة المعاصرة إلى ثقافة غربية وثقافة حديثة، وأخذت بالحديثة ورفضت الغربية، فهذا يعني أخذ الكثير ممّا هو معنون كفكر غربي لكنه حديث، وميزته عن الفكر الغربي بخصائصه المعادية للآخر، سواء كان هذا الآخر جغرافيا سياسية أم جغرافيا اجتماعية تنتمي إلى معسكر الفكر نفسه «الطبقاتُ العاملة في الغرب».
وأودّ الإشارة أيضاً إلى الفكر المعارض في الغرب، وهذا قد يكون معارضاً في نطاق السياسة الداخلية وهو كثير، ومعارضاً في السياسة الخارجية وهو قليل. نعوم تشومسكي مثلاً الذي ينتمي إلى خط الثقافة الحديثة خارجاً من قيود الثقافة الغربية. الفكر المعارض في الغرب قام ويقوم بدور عظيم في إصلاح المجتمع الغربي وتخليصه من آثار الهمجية. وعلماء الاجتماع الغربيون ساهموا بدور عظيم في تحسين وضع السجون الأوروبية التي كانت حتى القرن التاسع عشر مسالخ بشرية، لكن هؤلاء العلماء أنفسهم لم يطلقوا صيحة واحدة ضد المسالخ البشرية التي يصنعها الغربيون في القارات الملونة. أعداد منهم كانوا ولا زالوا يصدرون عن حالة انشقاق فردي، فيخرجون عن السائد.

- هادي العلوي: «حوار الحاضر والمستقبل» (1999).
(*)
مفكر ومؤرخ ولغوي عراقي (بغداد، 1932 – دمشق، 1998)؛ باحث منقِّب في التاريخ العربي ـــ الإسلامي بمنهجية ماركسية، على خطى معلمه العلَّامة الشهيد حسين مروة.

* عناوين النصوص من وضع التحرير

 

عن (الأخبار اللبنانية)