صورة المغرب في فرنسا وصورة فرنسا في المغرب

أصبح من البديهي أن الصور المتبادلة بين الأفراد والأمم والثقافات هي نتاج تفاعلات التاريخ والجغرافية، الهنا والهناك، الماضي والحاضر، الذات في علاقتها مع الذات، أو في علاقتها مع الأخر,,, ولما كانت الصورة نتاجا لذلك، فإنها، بالضرورة، خضعت لكل أشكال التفسير، ولكل أنماط التأويل، وامتلأت، بسبب ذلك، بمختلف المفارقات التي توزعت بين الذاتي والموضوعي، المركزي والهامشي، الوهمي والحقيقي,,
هكذا ارتبطت الصورة، شأن كل الخطابات، بطبيعة المرسل الذي صدر في تشكيله للصور عن وضعه داخل ما سبقت الإشارة إليه من عوامل مختلفة لعبت دورها في إنتاج مختلف الصور عن الأفراد والشعوب والفضاءات المختلفة,
واستطاع الخطاب الرحلي أن يجسد أداة مركزية في نقل الصور، أولا، وفي تفكيكها ثانيا. ومن ثمة كان الخطاب الرحلي وراء ازدهار علوم ومقاربات مختلفة انسحبت على(الصورلوجيا) والأدب المقارن، والاثنوغرافيا والتحقيق(الروبورتاج) والدليل السياحي.
في سياق ما سبق، يطمح هذا اللقاء الى الاقتراب من هذه الصور، المتبادلة بين المغرب وفرنسا، وبين فرنسا والمغرب، بهدف التعرف على محطات أساسية من تاريخنا المشترك الذي تشكل عبر الدم أحيانا، وعبر الوهم والتوهم أحيانا أخرى، عبر المركزية الظالمة أحيانا، والهامش الطافح بالاستيهامات والإسقاطات أحيانا أخرى، بين العلمي أحيانا والعلموي أحيانا أخرى، بين الإرث الاستعماري، وبين الرغبة في التحرر منه بإنتاج صور مضادة.
هذه الأسئلة، وغيرها، تقترحها عليكم الجمعية المغربية للبحث في الرحلة لتبادل الرأي حول صورنا المشتركة التي ننحتها، يوميا، من مواقع مختلفة، ولأغراض متعددة.
التاريخ المقترح للقاء: نهاية دحنبر من السنة الحالية. وآخر أجل لتلقى المداخلات هو نهاية شهرنونبر 2008-
الجمعية المغربية للبحث في الرحلة
rihlamrr@yahoo.fr