حين يتملك الجسد الاغتراب في هذا العالم، تستطيع قصيدة الشاعر الدنماركي المرموق هنا، أن تستعيده في هذه الومضة الشعرية وبتكثيف مجازي يمزج الإنساني بالحيواني، حيث تصبح كل حركة استعارة لبعض ما يفتقده الإنسان اليوم، روحه وأمله في عالم أضحى أكثر غرابة ولا سبيل للقصيدة إلا في كتابة هذا السوء الفهم.

لعثمة

نيلس هاو

ترجمها إلى العربية حسن العاصي

ألا يشبه نقر القرد بالحجر على القوقعة

هلوساتنا

وصراخنا الصامت

كأن أرواحنا تاهت

في صخب الحياة

للحيوانات ذكاء

يحلّق بأجنحة كالعصافير

تجدهم يتحسسون إيقاع الكون

بلا كلام

لا يمكن للناس

تجرع الحياة بصمت

ما زال البشر يثرثرون

ليعيشون

لا يمكن لهذا الضجيج أن يهدأ

ولهذا ترانا أشقياء

الحروف كالأسماك في الأعماق

تعوم في الطرق الضريرة

ترى خطاها بلا هدى

وللحروف أفواه

ودروب

وبحور

وأرصفة

للحروف ألسن تتلون بلا معنى

لأجسادنا قوافل

ومرايا

وأوتار تعزف بقوس المحبة

لكن كل شيء يصبح

أكثر وأكثر بلا نكهة

للثعالب كهوف،

ولطيور السماء أعشاش

والعقل يتذكر المساكن

في البراري الشاسعة

تنتصب قلاع الهواء المجهولة

تتكدس نحن فوق الرفوف الممتلئة

مثل قواميس بلا أسماء

ولا عناوين

في كل طابق منها

فماذا نسمي هذا؟

 

شاعر من الدنمارك