رسالة ليبيا

مناشط أماسي ومركز جهاد الليبيين

محمد الأصفر

تميزت الأنشطة الثقافية بليبيا خلال الشهر الماضي بكثافتها وخاصة في المناشط التي انتظمت لنصرة الشعب الفلسطيني ومعاضدته أثناء وبعد العدوان الصهيوني الغاشم على مدينة غزة. وهذه الأنشطة لم تقتصر على شعبية "محافظة" واحدة إنما شملت جميع الروابط والاتحادات والمنتديات الثقافية بالمدن الليبية وحتى المدارس والجامعات ورياض الأطفال أيضا. فكل الأمسيات الشعرية والقصصية ومعارض التشكيل والمسرحيات والمهرجانات الخطابية والمباريات الرياضية والحفلات الغنائية وحملات جمع التبرعات المالية أو التبرع بالدم أو إرسال قوافل المواد الغذائية والطبية عبر البر والجو والبحر، ركزت على ادانت وتجريم العدوان الصهيوني على غزة ومجدت كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في صده، وأدانت بالمقابل الموقف العربي المتخاذل، الذي يرى الشعب الفلسطيني يستشهد وهو مختلف عن أماكن عقد القمة، وعن نوعها وعن الكثير من الشكليات التي ساهمت في المزيد من تدفق الدم الفلسطيني، ولم تعمل على حقنه والدفاع عنه من أول يوم في العدوان.

وفي الشهر الماضي أيضا شهد مركز دراسات جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي مجموعة من المحاضرات القيمة التي تعقد بصورة منتظمة كل أربعاء. أيضا شهد منتدى جديد أشهر مؤخرا تحت اسم أماسي في مدينة البيضاء بالجبل الأخضر عدة أمسيات شعرية وقصصية وتاريخية نشطت الحركة الثقافية بالمدينة وحضر مناشطه مثقفون ليبيون وعرب والجدير بالذكر أن هذا المنتدى قد أثبت وفي فترة وجيزة على أن النشاط الثقافي متى ما توفر الحماس والنية الحسنة والإخلاص للثقافة فإنه سيتواصل ولن يتوقف وسيتغلب على كل ما يعترضه من صعاب إدارية أو تمويلية فتحية لمثقفي هذا المنتدى المتألق والحي. وشهدت مناشطه إقبالا جماهيريا فاعلا خاصة عندما تنتهي الأمسية ويبدأون في مناقشة الشاعر أو القاص أو المحاضر حول إبداعه. أيضا شهد الشهر الماضي انطلاق أول مدونة ليبية تعني بفن القصة القصيرة باسم الخروبة، وتحت اشراف القاص الليبي أحمد يوسف عقيلة، وقد شهدت المدونة إقبالا كبيرا من القصاصين الليبيين، وبعض القصاصين العرب الذين مدوها بجديدهم من القصص والدراسات القصصية. كذلك ظهرت العديد من الإصدارات الثقافية الجديدة في شتى مجالات الأدب.

كذلك شهد الشهر الماضي مشاركة خجولة للجهات الثقافية بليبيا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقد قام الكثير من الكتاب بنقد هذه الدورة معبرين عن استيائهم من انخفاض حجم المشاركة أو من الاجراءات غير الجميلة المتخذة من ادارة المعرض خاصة في التفتيش الأمني، وقفل منتدى الأدباء الذي كان هو أهم ما يجعل الأدباء العرب يحرصون على الحضور من اجل الحوار وتبادل وجهات النظر والكتب ورؤية الأصدقاء وسأقتصر في هذه المتابعة على نشر مقالة للكاتب الليبي المعروف أمين مازن تختزل الكثير مما قيل حول هذه الدورة. أيضا شهد الشهر الماضي رحيل الأديب الليبي المعروف تيسير بن موسى رحمه الله وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان والنشاط الثقافي في ليبيا متواصل وكثير ومن الصعب حصره كله في رسالة واحدة لذلك نسلط الضوء على ما استطعت جمعه بنفسي أو عن طريق الأصدقاء من صحفيين وكتاب ونقترح علي قراء مجلة الكلمة متابعته عبر هذه العناوين والسطور المختصرة: 

مقتطف من مناشط منتدى أماسي:
1 ـ محاضرة بعنوان (الأبعاد الجغرافية السياسية للغة والهيمنة اللغوية في ظل العولمة).
أقام منتدى أماسي البيضاء الثقافي خامس أماسيه الثقافية لهذا العام، يوم الإثنين الموافق 16/ 2/ 2009 بمقر مسرح هواة الفن بالبيضاء، وهي محاضرة بعنوان: (الأبعاد الجغرافية السياسية للغة والهيمنة اللغوية في ظل العولمة)، ألقاها الدكتور: عبّاس غالي الحديثي. عضو هيأة التدريس بجامعة عمر المختار، وأدار الجلسة القاص أحمد يوسف عقيلة، وبعد انتهاء المحاضرة التي استغرقت ساعة كاملة، أسهم الحضور في إثراء الموضوع بمداخلاتهم وأسئلتهم، فشارك كل من الأستاذ الباحث في التراث ميكائيل الحبوني، والدكتور فتح الله خليفة، والدكتور جعفر حسن الطائي، والشاعر عبدالسلام الحجازي، وألقت مساهماتهم مزيداً من الضوء على هذا الموضوع الشائق، وهذا تلخيص لأهم ما ورد في المحاضرة:

اللغات أصبحت عبر التاريخ مثل الجيوش تهزِم وتُهزَم، ولهذا حاولت أكثر من حكومة حماية لغة شعبها من خطرين:

ـ الأول سيطرة أجنبية تستبدل تدريجيا لغة بلغة.
ـ الثاني تغلغل غير منظم ربما بتعاون جزء من الشعب نفسه.

اللغة: المفهوم ـ الخصائص ـ الانواع:

لم تعد اللغة مجرد وسيلة للتواصل والتفاهم بل أصبحت أداة للهيمنة والتأثير والنفوذ مما قاد كثير من الباحثين وصناع القرار الى القيام بالدراسات والأبحاث حول الموضوع والدعوة الى تبنى ذلك على المستوى الوطنى والاقليمى والعالمى مما ادخل اللغة وبالتالى الثقافة والمعلومة ضمن مقومات القوة لأي دولة او مجتمع اواقليم لما يعنيه ذلك من مكاسب اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.

مفهوم اللغة: لعل إحدى المشكلات التى تبدو غريبة هى تعريف اللغة نفسها(1) ولهذا فقد تعددت تعاريف اللغة وبالتالى تحديد مفهومها، فيعرفها سابير Sapir عام 1921 بانها طريقة بشرية وغير غريزية لنقل الافكار والأحاسيس والرغبات بواسطة رموز تنتج طوعا. اما هول Hall فيذهب الى ان اللغة (نمط سلوك جماعى يقوم البشر بواسطته بالاتصال والتفاعل بعضهم مع بعض برموز شفهية سمعية توفيقية يستخدمونها بحكم العادة). اما نعوم تشومسكى فيذهب بعيدا بما سبق اذ يقول سوف اعتبر ان أية لغة هى (عبارة عن مجموعة "محدودة اوغير محدودة" من الجمل، كل منها محدودة فى الطول ومركبة من مجموعة محدودة من العناصر). ومن أكثر تعريفات اللغة شمولا ذلك الذي قدمته الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والمسمع المعروفة بـ(أشا ASHA)، تنظر (أشا) الى اللغة على أنها (نظام معقد ديناميكي من الرموز المتفق عليها تستخدم فى شتى أنواع التفكير والتواصل).

خصائص اللغة: تمتاز اللغة بالعديد من الخصائص لعل أهمها من منظور الجغرافية السياسية هى الآتي:

1 ـ القابلية على النمو والتطور.
2 ـ قابليتها للترجمة.
3 ـ قابلية اللغة على تكوين أقاليم لغوية.

وهكذا قامت اللغة بعدة أدوار متباينة فى الجغرافية السياسية والتاريخ السياسي للعالم وهى:

أولا: قامت بدور الحاجز بين المجتمعات المتباينة اللغات واللهجات، بحكم طبيعتها التطورية.

ثانيا: قامت بدور الجسر بينها عن طريق النقل والترجمة، بحكم قابليتها للترجمة.

ثالثا: قامت بتكوين أقاليم لغوية عالمية، بحكم قابليتها للانتشار والتعلم.

أنواع اللغات:

ـ اللغة الوطنية.

هي لغة جماعة كبيرة من المواطنين فى داخل الدولة الواحدة ولايعني بالضرورة انها لغة الاغلبية فهناك دول كثيرة ليست بها اغلبية لغوية بالمعني الحقيقي للكلمة بل تسودها عدة لغات وطنية. ففي باكستان نجد اللغات الاردية والبنجابية والسندية ولغة الباشتو واللغة البلوشية جنبا الى جنب، وهذه لغات وطنية فى باكستان وليست هناك لغة من هذه اللغات يمكن ان توصف بانها لغة اغليبة.

ـ اللغة الرسمية.

هي اللغة التي ينص عليها فى الدستور، وتوجد انظمة دستورية فى اكثر دول العالم. وينص الدستور فى كل دولة من هذه الدول على تسمية لغة معينة هي اللغة الرسمية فى الدولة. والمقصود باللغة الرسمية، تلك اللغة التي تستخدم فى الادارة وفي المجالس النيابية والتي تصدر بها مراسيم الحكومة وتقدم بها الطلبات الى الوزارات المختلفة وتتعامل بها المؤسسات والوزارات المختلفة.

ـ اللغة الدولية.

اما لغات العمل فهي لغات محدودة العدد استقرت فى السنوات الاخيرة فى أطار التعامل بين الدول. ففي منظمة الامم المتحدة ووكالات المتخصصة مثل اليونسكو نجد مجموعة لغات توصف بأنها (لغات العمل). لقد كانت لغات العمل فى منظمة الامم المتحدة عقب انشائها بعد الحرب العالمية الثانية هي اللغات: الانكليزية والفرنسية والروسية والصينية والاسبانية. ولم يحدث بعد ذلك الا تعديل واحد وذلك بإضافة اللغة العربية الى تلك اللغات الخمس فأصبحت لغات العمل فى الامم المتحدة ست لغات.

كما ان هناك من حاول ان يتميز بين نوعين من اللغات هما:

1 ـ اللغات الميتة: وهي التي لم يعد احد يتحدث بها والتي استطعنا الحفاظ على اثارها كاللاتينية والاغريقية.

2 ـ اللغات المنقرضة: وهي التي ضاعت ذاكرتها بصفة نهائية.

الخاتمة: ان دراسة اللغة من منظور الجغرافيا السياسية لا تبدو بالنسبة للباحث على الاقل ناضجة فى الوقت الحاضر، خاصة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار تحدي ظاهرة العولمة بأبعادها المختلفة. ولهذا يُعد هذا البحث محاولة أولية لتوجيه الانتباه الى اللغة ليس كظاهرة اجتماعية فقط، وإنما كظاهرة متعددة الابعاد ـ اجتماعية واقتصادية وسياسية وجغرافية ـ يمكن فى حالة استغلالها تحقيق مكاسب جوهرية فى هذه المجالات بما يحقق امكانية الحصول على النفوذ والتأثير والهيمنة الاقليمية والعالمية ايضا كما هو الحال بالنسبة للغة الانكليزية التى هى لغة القطب الامريكي المهيمن على النظام العالمي والتى يتوقع لها الاستمرار فى هذا الاتجاه بما يحقق مزيدا من القوة الولايات المتحدة وبما يمكن أن يقود الى حروب لغوية بين القوة المهيمنة، والقوة الناهضة المقاومة كالصين أو القوة التقليدية كفرنسا عبر رابطتها اللغوية المعروفة بالفرنكفونية كأهم آليات المقاومة.

ولعل هذا ينطبق على الوطن العربي ولغته العربية التى يعتقد البعض أنها عرضة للانقراض واستنتج ذلك من شواهد عديدة منها خصخصة التعليم وكذلك افتتاح مدارس ومعاهد وجامعات أجنبية فى الوطن العربي وقيام هذه المدارس والمعاهد والجامعات بتدريس مقرراتها بالإنكليزية أو الفرنسية بدعوى الاستجابة للطلب المتزايد على التعليم العالي وتوفير كفاءات عالية تتلائم مع طلبات سوق العمل، وبدعوى إيجاد تنافس بينها وبين الجامعات الوطنية.

كما أن هناك من يشير الى ان منظمة الأمم المتحدة تتجه الى الغاء العربية من بين اللغات العالمية الرسمية فى المنظمة وهى: الانكليزية والأسبانية والفرنسية والروسية والصينية والعربية وذلك لثلاث أسباب هى:ـ

ـ عدم استعمال ممثلي الدول العربية للغة العربية فى الأمم المتحدة فهم يستعملون الانكليزية أو الفرنسية.
ـ عدم وجود مترجمين عرب أكفاء يجيدون اللغة العربية.
ـ عدم وفاء معظم الدول العربية بالتزاماتها المتعلقة بدفع نفقات استعمال العربية فى المنظمة.

يضاف الى ما تم ذكره، فإن تبعية الوطن العربي الثقافية والاقتصادية والعسكرية للمركز الرأسمالي العالمي Core بزعامة الولايات المتحدة يتبعه انتشار لغة الغالب فى بلاد المغلوب وحلولها محل لغته.

كل ما ذكر يدفع باتجاه تبني سياسة لغوية متكاملة الابعاد وفعالة ومدعومة حكوميا حفاظا على مستقبل الأمة وهويتها ومقاومتها لما يعرف بالأمبريالية اللغوية والتخلص من الهيمنة اللغوية. 

2 ـ مسرحية بانوراما غزة تحت الحصار
وسط حضور غير مسبوق وتضامناً مع غزة ( العزة) عرض مسرح الغد للفنون والدراما وعلى خشبة دار الرعاية بالبيضاء يوم الاثنين الموافق 9/ 2/ 2009 مسرحية بعنوان (بانوراما غزة تحت النار) من إعداد وإخراج الفنان: عزالدين المهدي وتمثيل: رجب فرج/سعيد أحميده/ ربيع الطرابلسي/ منصف إبراهيم/ حمزه محمد سعد/ حمدي عبدالكريم/ موسى القرم/ محمد الشريف/ أحمد عوض/ وأبناء دار رعاية الطفل بالبيضاء/ أنس محمد سعد/ عبدالرؤوف عبدالقادر/ أحمد محمد سعد/ سعد محمد سعد/ عبدالباسط عبدالقادر.

الموسيقا من تأليف الفنان: سعد الفيتوري

إضاءة: عوض الفيتوري و خالد العوامي. تشغيل موسيقا: حميد الدغاري توليف موسيقا: وسام بورويس ومساعد مخرج: محمد سعد

اللقاء الثالث لمنتدى أماسي البيضاء

أقام منتدى أماسي البيضاء الثقافي أمسية للقاص والروائي (الصديق بودوّارة) يوم الإثنين الموافق (19/ 1/ 2009). وقد قام الشاعر (مفتاح ميلود) بإدارة الأمسية. وقام القاص (أحمد يوسف عقيلة) والشاعر (عبدالسلام الحجازي) بإلقاء نماذج من قصص (الصديق بودوارة). وقدّم الدكتور (عبدالجوّاد عباس) قراءة بعنوان (تقنيات التكثيف والسرد في شجرة المطر). وكذلك قدّم القاص (مفتاح الشاعري) قراءة بعنوان (حقائق الأسطورة). والناقد (سعد الحمري) كانت له ورقة بعنوان (ايبجراما الصديق بودوّارة). وكانت ورقة الباحث (ميكائيل الحبّوني) قراءة في مقال (ثقافة الفاجعة) ومخطوط (دكتاتورية الوجع) للصديق بودوّارة. أمّا القاص (صالح سعد يونس) فكانت له قراءة في قصة (الهاوية) للصديق بودوّارة. ثُم فُتِح باب الحوار والنقاش حول ما دار في الأمسية. وشارك فيه كل من:

ـ الفنان المسرحي: سعد الدلال.
ـ الدكتور جعفر حسن الطائي.
ـ الفنان: المهدي الهيلع.
ـ الفنان التشكيلي: عبدالعالي شعيب.
ـ القاص أحمد يوسف عقيلة.
ـ القاص عبدالله هارون عبدالله.

ثمّ بدأ (بودوارة) بالرد على القراءات النقدية والمداخلات.  

3 ــ حفلة غنائية لنصرة غزة
أقام منتدى أماسي البيضاء الثقافي رابع أماسيه يوم الاثنين الموافق 2/ 2/ 2009. وكانت أمسية موسيقية للفنان خالد لطفي تغنى خلالها بثلاثة عشر أغنية لعديد الشعراء الغنائيين الليبيين فأطرب وأمتع الجمهور الذي كان حضوره متميزاً من ليبيين وغير ليبيين. هذا وسيتم تنزيل بعض هذه الأغاني في الباب المخصص لفنان خالد لطفي حتى يتسنى للجميع الاستماع والاستمتاع بها.

أماسي البيضاء الثقافية في الموعد والأربعاء يوم للتضامن مع غزة. 

رحيل الأديب الليبي تيسير بن موسى
حين تكون اتحاد الادباء والكتاب وتأسست له إدارة تولى الأستاذ أحمد تيسير بن موسى مهمة شؤونه الإدارية وكان الدكتور خليفة التليسى رئيس هذا الاتحاد، وصدرت مجلته "الفصول الأربعة" فكان تيسير يسجل فيها إسهاماته الإبداعية في مجال التأريخ للمدن والشخصيات، والإرهاصات المختلفة إلى جانب توليه مهمة السكرتارية. تجاوز تيسير البدايات حتى أصدر الكتب التي برزت بما احتوته من بحوث ودراسات ومقالات أظهرت نبوغه وتنوع مصادره الثقافية وإلمامه العميق بقضايا التحرر الوطني. تيسير بن موسي هكذا عرفناه كاتب متفرد استطاع الجلوس منذ فترة رفقة كبار الأدباء والكتاب الليبيين فاستحق مكانته بلا تكليف ولاتكف. هذا المؤرخ واراه التراب عصر أمس رفاقه وأصحابه وأسرته ولفيف من المبدعين فخسرته الحياة الثقافية وافتقده الأحبة، والزملاء. فى اويايستمطرون شآبيب الرحمة على روحه الطاهره سآلين الله أن يسكنه فسيح جناته ويلهم آله وذويه جميل الصبر والسلوان. 

الاحتفال بمرور مائة سنة على ميلاد الشاعر الراحل ابراهيم الأسطى عمر
بدأت عند الساعة العاشرة من صبيحة يوم الثلاثاء 24 النوار 2009م الموافق 29 صفر 1377 وفي قاعة الصادق النيهوم بدار الكتب الوطنية علي مدي يومين كاملين فعاليات مئوية الشاعر إبراهيم الأسطى عمر تكريماً لرموز الوطن الثقافية وعرفاناً بالمواقف التاريخية لرجال ليبيا الأبرار.تشتمل المئوية علي بحوث ودراسات وشهادات لكتاب وبحاث ودارسين عن مسيرة الشاعر الوطني إبراهيم الأسطى عمر تثرى الذاكرة الثقافية وتكرم مواقف النضال. وذلك بحضور وإسهام رموز ثقافية متميزة ومهتمين بالشأن الثقافي.. وتنتظم علي هامش المئوية أمسية شعرية. 

ندوة أدبية ليبية مصرية مشتركة
قصر ثقافة مطروح يحتضن أدباء طبرق: تحت شعار "طبرق ومطروح. أفق ثقافي واحد" أقيمت مساء الثلاثاء 10/ 2/ 2009م بقصر ثقافة مطروح ندوة أدبية مشتركة ضمت كوكبة من الشعراء والقصاصين والنقاد من مدينتي طبرق ومطروح، حضرها الأخ مدير قصر ثقافة مطروح وحشد من الأدباء والصحفيين والمهتمين من أبناء محافظة مرسى مطروح بجمهورية مصر العربية.

شارك في هذه الندوة من الجانب الليبي كل من: القصاصون عوض الشاعري، خالد محمود، محمد خالد، والإعلامي محمد أنور ومن الجانب المصري الشعراء: أحمد خميس، علاء أبو خلعة، الأديب منير كمال، محمد الأنور، محمد طايل، محمد العلمي، عبد الرحمن الفيومي، الشاعرة مروة، الشاعرة نجوى، الناقد عبدالحميد أبو عيسى. وتعتبر هذه الندوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الثقافية بين أدباء شعبية البطنان ومطروح، مما جعل المشاركون يؤكدون على ضرورة الإسراع في عملية التوأمة بين بيت البطنان الثقافي وقصر ثقافة مرسى مطروح. 

بدء الإجتماع السنوي العاشر للجمعية العمومية لإتحاد الكتاب والصحفين السياحيين العرب
بدأت في شعبية الجفارة صباح امس الأربعاء فعاليات الإجتماع السنوى العاشر للجمعية العمومية لإتحاد الكتاب والصحفيين السياحيين العرب. ويشارك في هذا الاجتماع الذي تنظمه الرابطة العامة للصحفين والإعلامين بالجماهيرية العظمى، وفود من مصر، والكويت، والبحرين، وتونس، والمغرب، والجزائر، واليمن، والإمارات، ولبنان، بالإضافة إلى الجماهيرية العظمى.

وحضر الجلسة الإفتتاحية لإجتماع الجمعية أمينا لجنة إدارة الهيئة العامة للبيئة، واللجنة الشعبية للهيئة العامة للسياحة والصناعات التقليدية، وأمين عام الرابطة العامة للصحفين والإعلاميين ورئيس الإتحاد الدولي للإعلام السياحي، ونائب رئيس الإتحاد العربي للإعلام السياحي، وحشد من الأساتذة والصحفيين والإعلاميين المتخصصين في هذا المجال. وسيعكف المشاركون في الإجتماع على بحث ومناقشة كافة القضايا ذات العلاقة بإتحاد الكتاب والصحفيين السياحيين العرب، وإختيار المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد.

وسيقوم المشاركون في الاجتماع بزيارات ميدانية إلى عدد من المواقع الأثرية والسياحية التي تزخر بها الجماهيرية العظمى.  

التوقيع على محضر تعاون في المجال الثقافي
بين مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بمصر
تم بطرابلس صباح اليوم الاربعاء التوقيع على محضر تعاون في المجال الثقافي بين مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بمصر. ووقع المحضر مدير عام المركز الدكتور "الطاهر الجراري"، ورئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية "محمد صابر عرب". وتضمن المحضر، التعاون في مجال معالجة وترميم وفهرسة الوثائق والمخطوطات وتصميم وتبادل المطبوعات والإصدارات والخبرات والأعمال العلمية بين المؤسستين.  

مناشط مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية
ـ الإذاعة الليبية ـ ضمن موسمه الثقافي للعام الحالي 2009 مسيحي استضاف مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية رئيس مجلس إدارة الهيئة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بمصر الدكتور "محمد صابر عرب" في محاضرة ثقافية بعنوان "الوثائق مصدر للكتابة التاريخية" حضرها جمع من الكتاب وأساتذة وطلبة الجامعات والمهتمين.

واستهل الأستاذ المحاضر حديثه بتوضيح أهمية الوثائق بإعتبارها تراثا علميا وتاريخيا ومصدرا أساسيا للكتابة التاريخية. مشيرا إلى أن إنشاء "الدفتر خانة" المصرية عام 1838 مسيحي شكلت بداية الاهتمام بمجال حفظ الوثائق والسجلات التي اشتملت على معلومات اقتصادية واجتماعية وثقافية وعلمية وإدارية.

وأضاف أن القرن التاسع عشر شهد ظهور نوع من الكتابات التاريخية في مصر والتي جاءت وسطا بين التاريخ والأدب وهو ماعرف بأدب الرحلات.

واعتبر المحاضر أن هذه المادة رغم أهميتها لم تكن تاريخا بالمعنى المنهجي والعلمي وإنما كانت بمثابة مادة تاريخية أعتمد عليها مؤرخو القرن العشرين كأحد المصادر الهامة حينما أصبح التاريخ علما بالمعنى الفني وخصوصا عقب عودة الجيل الثاني والثالث من الموفدين للدراسة بالخارج والذين اكتسبوا مناهج جديدة وضعت حدا فاصلا بين الكتابات الأدبية والكتابات التاريخية.

وتابع أنه يمكن القول بأن المدرسة التاريخية المصرية الحقيقية قد بدأت خلال العشرينات الأولى من القرن العشرين وكان من روادها "شفيق غربال" و "صبري السريوني" وغيرهما حيث ظهرت العناية بالكتابة التاريخية بالمعنى العلمي في مجالات التعليم والصناعة والزراعة والتجارة اعتمادا على الوثائق التي أصبحت متاحة في دور المحفوظات التاريخية.

ونبه المحاضر إلى أن ثمة خلط كبير بين الوثائق وبين المذكرات التي كتبها أصحابها سواء كانوا مشاركين في صناعة الأحداث أو كانوا شهودا. وفي الحالتين لايمكن أن تصنف من قبل الوثائق بل هي مادة تاريخية يعتمد عليها المؤرخون مع العديد من التحفظات عليها.  

سليمان الباروني.. التاريخ المضئ
أقيم بمركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية مساء يوم الاربعاء الموافق 2 ـ 4 ندوة بعنوان "سليمان الباروني. التاريخ المضئ" ومن أهداف هذه الندوة التوقف عند النسب العربي العريق لهذه الشخصية المميزة ودراسة الاربعاد المختلفة للمراحل التاريخية التي عاش فيها ورصد ومتابعة أوجه النشاط السياسي له والقاء الضوء على تاريخه الجهادي ودراسة نتاج الباروني.

قسمت الندوة على عدة محاور من أهمها أولا: الولادة والنسب، ثانيا: التكوين الثقافي والعلمي، ثالثا: النشاط السياسي، رابعا: الباروني مجاهدا، خامسا وأخيرا: الباروني مبدعا. افتتح الندوة الدكتور صلاح الباروني حفيد أسرة الباروني بالتطرق إلى الكتّاب العرب والليبيين الذين كتبوا أو قاموا بذكر سليمان الباروني في كتاباتهم أو في ابحاثهم ودراساتهم ومن أهمهم ابوالقاسم يحيى الباروني رحمه الله مؤلف كتاب "سليمان باشا الباروني زعيم المجاهدين الطرابلسيين" اعتبره شخصية موفقة في جميع أعماله السياسية والحربية متوكلا على الله وكتب عنه أيضا زميله الجزائري الشيخ ابواليقظان ابراهيم في كتابه "سليمان الباروني باشا في أطوار حياته" ولاننسى قيام القائد معمر القذافي اعتراف منه بجهده بالأمر بنقل رفاته من الهند ليدفن على أرض وطنه ليبيا وقبره الآن على بعد خطوات من هذا المكان "مقبرة سيدي منيدر" طرابلس ووسم ابنته زعيمة الباروني بوسام الفاتح العظيم وقلد ابنته عزيزة الباروني رتبة عميد في القوات المسلحة وزيارة أحفاده بمدينة جادو. تناول شخصية الباروني المجاهد العظيم الكثير من الكتّاب داخل ليبيا وخارجها بكثير من التمحيص والتحليل نركز منها على سبيل المثال 1948 كتاب "سليمان باشا الباروني زعيم المجاهدين الطرابلسيين" لمؤلفه ابوالقاسم الباروني ويعتبر من أهم المراجع لحياة الشيخ سليمان، 1959 نشر الشيخ ابواليقظان ابراهيم كتاب "سليمان الباروني في حوار حياته" في جزأين 1968 نشرت ابنته زعيمة الباروني كتاب "صفحات خالدة من الجهاد" في جزأين أودعت فيهما الكثير من وثائق والدها في العهدين العثماني والايطالي ومرحلة هجرته خارج البلاد ويعتبر من الكتب الوثائقية المهمة عن مرحلة الجهاد. ثم نشرت بعد ذلك 1972 رسالة مختصرة نشرت بمناسبة عود جثمان والدها لأرض الوطن بعنوان "سليمان الباروني. تعريف موجز" 1975 صدر كتاب "سليمان الباروني المعلم المقاتل" 1977 أشار الاستاذ علي مصطفى المصراتي في كتاب "مؤرخون من ليبيا مؤلفاتهم ومناهجهم" إلى الشيخ سليمان وكتاباته التاريخية 1991 نشر محمد مسعود جبران كتاب "سليمان الباروني آثاره" 2007 نشر الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من سلطنة عمان كتاب بعنوان "غاية السلوان في زيارة الباشا بعمان" وهناك الكثير من الابحاث التي تناولت جانبا من جوانب شخصية الشيخ سليمان والتي قدمت لنيل الدكتوراة والماجستير على سبيل المثال 1996 قدم الباحث محمد بن ابراهيم بن عمر بعمان بحث بعنوان "سليمان الباروني في مواجهة الاستعمار الغربي" 2003 الباحث داوود بابا موسى قدم بحثا بجامعة الجزائر بعنوان "سليمان الباروني جهاده وآثاره" 2005 الباحث يوسف بن يعقوب بن صالح بعمان قدم بحث بعنوان "سليمان باشا واراءه في الاصلاح السياسي والفكري" 2007 الباحثة هادية المشيخي من تونس قدمت بحثا بالجامعة هناك بعنوان "سياسي مغربي سليمان الباروني من 1873 ـ 1940 تاريخ وفاته" 1993 ألقى المفتي العام بسلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي محاضرة قيمة بجامعة السلطان قابوس بعنوان "رجل عن ألف رجل" فذلك هو الباروني الرجل والبطل والشاعر الأديب والمكافح في سبيل عروبته وإسلامه.. 

معجم المفردات البنغازية: إصدار جديد للشاعر الليبية بدرية الأشهب
هذا ما تقوله هذه الحاجة الطيبة التي اختارتها الشاعرة المبدعة بدرية الأشهب لتكون غلافاً لكتابها الثامن (معجم المفردات البنغازية) فهذه الحاجة المرتدية اللباس الليبي الأصيل من جرد أبيض ناصع إلى سباط درناوي من الجلد الأصلي نشاهدها في هذه الصورة وهي تاركة (الطقاقة) وطارقة بعظام كفها على الباب العتيق غير المقفل وقائلة: خير يا عرب الحوش ومن بعد هذا السلام ما عليها إلا أن تدفع الباب وتجاوز السقيفة لتجد نفسها في البيت البنغازي العربي العريق الذي تسقفه السماء والذي يتوسطه بئر ماء والذي تفتح أبواب غرفه ونوافذه إلى داخله وليس إلى خارجه والذي على حواف نوافذه نرى الأشياء اليومية المستعملة كالأمشاط والشموع وأعواد الثقاب وكالمرايا الصغيرة وغيرها.

الكتب التي تتحدث عن العادات والتقاليد وعن الذاكرة الماضية التي ولدتنا وصيرتنا رجالاً وكهولاً وهي كتب مهمة تسجل التفاصيل الصغيرة وتحنطها في بوتقة الواقع وتمنعها من الفناء والاندثار، والإنسان بطبعه يقاوم النهاية ويقاوم الموت ويقاوم النسيان فنجده يقرأ الماضي بحميمية يقرأه  كحياة مضت وامتدت فيه ولا يقرأه كتاريخ مضى بخيره وشره ، في هذا الكتاب ( معجم المفردات البنغازية) تقدم لنا الشاعرة بدرية الأشهب بانوراما عن الحياة البنغازية لم تترك شيئاً في هذه الحياة إلا واجتذبته من ذاكرة الطفولة التي عاشتها وغرسته طرياً أخضر في هذا الواقع، كثير من الكتب التي تناولت الألبسة الليبية والشوارع الليبية ، والتاريخ الليبي أذكر منهم الاستاذ الفاضل مصطفى الطرابلسي في كتابه (درنة الزاهرة) والأستاذ سالم شلابي في كتبه المتعددة عن أجواء مدينة طرابلس وأيضاً الأستاذ الشاعر أحمد النويري الذي حاول أن يسجل الحياة الليبية بواسطة الشعر الشعبي عبر كتابه الضخم الذي نشرته جريدة أويا على حلقات، ولا ننسى أيضاً اجتهادات الدكتور محمد المفتي في كتبه حول بنغازي ودرنة ولو أنه قد ألبس هذه الكتب توجهات ورؤى خاصة به وبعيدة عن هذه المدن من حياة شفافة وطيبة ، وفي الوقت الذي أثمن فيه كل الكتب التي كتبت عن المدن الليبية واهتمت بها اجتماعياً وسياسياً وأبرزت حياتها الماضية من النواحي جميعها أجدني أقف منبهراً أمام هذا الكتاب الجديد عن مدينة بنغازي والذي حاولت فيه هذه الشاعرة والباحثة أن تسجل العديد من المفردات اللغوية المستخدمة في مدينة بنغازي، وتقدم عن كل مفردة شرحاً مبسطاً موضوعياً نقياً من الرؤى والنوايا حيث أن همها الأول والأخير كان أن تحفظ ذاكرة المدينة هذه من الضياع وتسجلها كما عاشتها ورأتها ونترك لكل قارئ أن يتفاعل معها ويتعايش معها، ويبحث في ثناياها عن أسطورته الشخصية، فمن خلال عرضها لكل المفردات البنغازية لم ألمس أي تحيز من هذه الكاتبة الشاعرة لأي موضوع فهي تقدم تاريخ بنغازي الاجتماعي بصورة واضحة من دون أن تجعل له مقوداً أحمر أو أخضر أو برتقالي ، وإن كان لدي ملاحظات حول هذا الكتاب فسأجدها في الصورة المعروضة في الكتاب فمعظمها أخذ من كروت سياحية تباع في الأكشاك ومعظمها كان قد سبق عرضه والأجدر أن تحاول الباحثة خاصة في الطبعة الثانية من الكتاب والتي أتوقع أن تكون قريباً غير منشورة من قبل وبقليل من الجهد و أنا واثق أنها ستجدها، كذلك هذا المعجم ما زال لا يعتبر شاملاً ففي كل فصل من فصوله يمكننا أن نضيف كلمات جديدة تمثل ألعاباً أو عادات أو معالم جديدة لم تتطرق إليها الباحثة.

هذا الكتاب يتكون من عشرة أبواب:-

الباب الأول: الطرق والمواصلات/ أسواق المدينة/ الباعة المتجولون/ شواطئ المدينة
الباب الثاني: الألوان/ الأقمشة.
الباب الثالث: الملابس الرجالية/ الملابس النسائية.
الباب الرابع: الحلي والمجوهرات/ العطور والروائح.
الباب الخامس: الغذاء.
الباب السادس: مناسبات الزواج/ الختان/ الولادة والنفاس/ احتفالات الحج.
الباب الثامن: الأمراض والتداوي الشعبي شخصيات عرفتها المدينة.
الباب التاسع: العادات والتقاليد.
الباب العاشر: الألعاب الشعبية.

وهذا الكتاب يختلف كثيراً عن كتاب الأخت الدكتورة سكينة بن عامر (طيارة ورق) حيث إن كتاب بدرية قد غاص عميقاً وحفر الأيام البنغازية الماضية خاصة في مناطق خريبيش والصابري وسوق الحشيش، مخرجا من باطنها العادات والتقاليد البنغازية. فقدمت لنا الألعاب الشعبية وما يصاحبها من غناء وقدمت لنا الأزياء والأدوية وأسماءها وقدمت لنا الجرود والأحذية والقابلات وأجواء الأعراس وحفلات الختان وقدمت لنا العطور والأعشاب والطب الشعبي وأستطيع أن أقول أنه عبر هذا الكتاب شعرت أنني قد عدت إلى الماضي أكثر من مرة وعشته من جديد ومع هذا الكتاب لم أشعر أن الماضي تاريخ ميت أو أنه لبن مسكوب على رمل عطشان لقد احتفظت الباحثة والشاعرة بدرية الأشهب بجزئيات الحياة طازجة واستطاعت بصدق وبمهارة أن تغرسها الآن مجدداً مقدمة لنا مدينة بنغازية جديدة منبعثة بقيمها وأصالتها وكرمها تربي كل قارئ "ذائح" يبحث عن كلمات حية يقرأها. وجميل جداً أن يقوم الباحثون والباحثات بكتابة وتدوين بقية الأحياء الأخرى في مدينة بنغازي. فبنغازي لن أعتبرها متركزة في وسط مدينتها ولكن بقية الأحياء الأخرى مثل "سيدي يونس والمحيشي والليثي والماجوري والكيش وبوهديمة والبركة" لها تاريخ أيضاً ولها عادات وتقاليد ولها ذكريات مضت منذ تكونها وحتى الآن وينبغي للمهتمين بأن يكتبوا عن هذه الأحياء أيضاً وسوف يبدعون. أيضاً ضواحي مدينة بنغازي مثل "الكويفية وبنينة والرجمة وقمينس وسلوق" وغيرها ينبغي أن يكتب عنها من عاش فيها مقدماً للقراء ما عاشته من أحزان ومسرات ولعل كتابات الكاتب "موسى اللافي الشيخي" الذي كتبها عن قرية بنينة خير دليل على أن هذه الضواحي لها تاريخ حياتي مشرف سواء أيام الجهاد ضد المستعمر الإيطالي أو ما تلاه من تاريخ ولقد أعجبتني كتابات هذا الكاتب عن قرية بنينة والتي تناول فيها الحياة في تلك المدينة من خلال عرضه لعدة شخصيات حرفية من حلاقين وقصابين وفقهاء ومزارعين وغيرهم. كل الكتب التي تحتفي بالمكان أحبها لأنها كتب تعشق الوطن والحياة وتسجل تفاصيل الماضي بكل دقة ليعرف الحاضر كيف جاء ووصل إلى هذا الوجود وأي درب عبره وأي درب ركض فيه حتى وصل إلى محطة الحاضر التي ستكون في الماضي بعد إتمام قراءة هذه الورقة.

وأتوقع أن يتم وصف هذا الكتاب من قبل بعض الكتاب بأنه كتاب ساذج ولاقيمة له على مائدة الأكاديمية والبحوث الاجتماعية لأنه لم يحلل المفردات والظواهر التي عرضها ولم يفتقها ليظهر جوهرها وإن حدث هذا الأمر فأحب أن أقول: إن كتابة الكتاب بهذه الطريقة النزيهة غير المنحازة وغير الغائصة في هموم التحليل النفسي والاجتماعي هو الصح فأنا كقارئ أو ككاتب أعطني اللعبة وأذكر لي ما يصاحبها من غناء أو أعطني الفستان التقليدي وألوانه أو أعطني مشهدية عن هذا الشارع أو ذاك الزمن واتركني أتدبر أمري مع ما دخل لا وعى ووعي من مادة. الكاتبة والباحثة بدرية الأشهب قطعت من ذاكرتها وقدمت للقارئ هذه القطع ليتذوقها كما حدثت وتركت له حرية رد الفعل ولم تغشه بأي مهارات نقدية أو سياسية. 

الكتاب جميل وحي ومعبر وبقى أن نذكر ملاحظة أخيرة حول سعره حيث إن سعر ه12 ديناراً وهو سعر مرتفع بالنسبة للقارئ ونأمل أن يتم دعم مثل هذه الكتب من المؤسسات الثقافية وألا تترك مثل هذه الكتب القيمة للطباعة على حساب المؤلف بينما نجد في السوق الكثير من الكتب الرديئة التي تم طبعها على حساب مؤسساتنا الثقافية ومنح مؤلفوها مكافأة مالية لا يستحقونها إطلاقاً مقارنة بما دونوه داخل تلك الكتب من نصوص ركيكة بعيدة جداً عن الشيء الذي نسميه إبداعاً.  

بيت درنة الثقافي يحتفل بتأسيسه
باحتفالية تحت شعار غزة. رسالة إلى ضمير العالم
جاءت احتفالية جمعية بيت درنة الثقافي بذكرى تأسيسها الثانية عشر تحت شعار «غزة... رسالة دم إلى ضمير العالم» والتي أقيمت بقاعة المرحوم الشاعر {عبد العظيم شلوف}بمقر الجمعية عند تمام الساعة السادسة والنصف مساء من يوم الأحد الموافق 11/ 1/ 2009م وقد افتتح الأمسية القاص والصحافي ميلاد الحصادي المدير التنفيذي لجمعية بيت درنة الثقافي بكلمة رحب فيها بالحضور واثنى على تلبية دعوة الجمعية لحضور هذا اللقاء التضامني مع شعبنا في غزة الصامدة ثم طلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا في غزة.

القى يعدها الشاعر سالم العوكلي أمين اللجنة الإدارية لجمعية بيت درنة الثقافي كلمة جاء فيها: «أيها الأخوة الأعزاء. أيها الحضور الكريم نرحب بكم في هذا الفضاء الذي بكم يزداد رحابةً ومعنى. في جمعية بيت درنة الثقافي وهي تحيى الذكرى الثانية عشرة لتأسيسها، هذه السنوات التي قاومت فيها هذه الجمعيةُ الكثيرَ من المعوقات لكي تقفَ على أقدامها، ولكي تواصلَ رسالتها الثقافية التي تزاوج بين المعرفة والجمال، كركيزتين لأي مجتمع، يسعى إلى تأثيث العقل والروح، عبر تشرب دائم للإبداع والعلم، حيث الجدل بينهما هو شراع المضي قدماً وسط الضفاف الوارفة، التي تنعكس ظلالها في عمق الطريق، إننا نؤمن بأن العالم سوف ينقذه الجمال، وإن فكرة المجتمع الأهلي ما هي إلا رجفةُ جمالٍ ووقدةٌ شعرية، تومض في أعماق كل من يسعى لأن يكون لحياته معنى، وأن ينشر ظلال روحه التواقة على المحيط المنصت بكل حواسه لكل نبضة حب، إننا نفخر بأننا جزءٌ من المجتمع المدني الكوني، الذي نرى الآن شوارعَه في كل مكان مزدحمةً برفضه لإهدار الإنسانية في شوارع غزة، التي يختلط فيها حزن الفقد مع زهو المقاومة، يختلط فيها نزيف الدم المقدس مع بريق العيون الفلسطينية التي لا تعرف اليأس».

بعد كلمة الجمعية القى الشاعر سالم العوكلي قصيدة للشاعر الكبير محمود درويش بعنوان (على هذه الأرض ما يستحق الحياة). مباشرة تم عرض شريط من الصور الحية من وسط المأساة قام بإعداده فريق العمل بالجمعية وقام بتنفيذه وعرضه الأستاذ نافع على الصبيع وقد صاحب الشريط مقاطع من أغنية للدكتور عادل المشيطي. بعد عرض الشريط بدأت فاعليات الأمسية الشعرية والتي أعلن عنها مدير الأمسية بهذه الكلمات «غزة إحدى محطات ذلنا الذي لطخ تاريخنا بكل القبح ذلنا الذي حاصرنا في بيروت وجنين ونابلس وبغداد والفلوجة.. فهل تكون غزة أخر نكبات في زمن التشظي والانحدار.... وتكون نجمة الصبح الذي سيشرق حاملا معه أحلامنا في غد جميل عابرين بآمالنا طريق الحرية الذي سقته دماء الضحايا لتنبت على ضفافه زيتونة يضئ زيتها لكل الضالين طريق الخلاص» وكان أول المشاركين في الأمسية الشاعر «عمر محرم المكاوي» ثم القي بعده الشاعر «فرح عبدالعاطي الشلوي» ثم جاء الدور على الشاعر علي اللافي بعدها جاء الدور على شعراء المحكية فصعد إلى المنصة الشاعر فرج بالحمد ثم مصطفي الطرابلسي ثم سالم التاوسكي القى بعدها القاص والأديب الناجي الحربي كلمة عن غزة التاريخ والجغرافيا والإنسان.

القي بعدها الأستاذ مفتاح خليفة أمين مؤتمر الجمعية كلمة رحب فيها بالحضور: وقال فيها لقد فكرنا في هذه الاحتفالية قبل هذه الإحداث المؤلمة ومن ضمن ما كنا قد قررنا تكريم مربيين فاضلين هما الأستاذ عباس مرشد خليل والأستاذ مصطفي المبروك القزيري والذي دعاهم إلى الصعود إلى المنصة حيث شاركت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني في درنه وبعض المحلات في تكريمهما حيث قدمت جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع درنة درع وشهادة تقدير لكل منهما قدمهما نيابة عن الجمعية الأستاذ الرائد احمد الغز واني ثم توالت الهدايا من جمعية درنة الأهلية لحماية البيئة والنادي الإفريقي واللجنة الشعبية للشؤون الاجتماعية وصندوق التقاعد بدرنة ومن معرض السنديان للأثاث ومعرض الأوزون للمواد الكهربائية ومعرض شنيب للام والطفل.

قدمت بعدها مدرسة الصديق للتعليم الأساسي لوحتين فنيتين الأولى للأستاذ عباس مرشد من إبداع الطالبة عائشة سالم الغنودي والثانية للأستاذ مصطفي القزيري من إبداع الطالبة صفاء اشرف الجازوي وقد شاركت الطالبتان في تسليم اللوحات والأستاذ عباس مرشد خليل من أبناء مدينة حيفا بفلسطين المحتلة والتحق بحقل التدريس بمدينة درنة منذ 4/ 9/ 1964 وحتى يوم 31/ 8/ 2008م مدرسا لمادة الفيزياء، لقد قضى أربعة عقود من العطاء المتفاني في حقل التعليم ينشر العلم والمعرفة ويغرس القيم الفاضلة والنبيلة في عقول أبنائه الطلبة ومما يذكر للأستاذ عباس انه طيلة مسيرته التعليمة التي امتدت لأكثر من 40 عاما لم يتغيب يوماً واحداً عن العمل وكان يدعو طلبته للحضور في الفترة المسائية لإعطائهم دروس تقوية في مادة الفيزياء ولم يقم بإعطاء أي دروس خصوصية بمقابل شأن مدرسي هذا الزمن. أما الأستاذ مصطفي المبروك القزيري المربي الفاضل واللاعب الدولي السابق وهداف فريق دارنس فقد التحق بمجال التعليم عام 1977 بعد تخرجه من كلية الآداب قسم الجغرافيا وعمل بعديد من مدارس درنة وأدار مدرسة الصفاء التخصصية وله عديد الدراسات والمقالات الخاصة بتحديث وتطوير آليه التعليم بالشق الأول من التعليم الأساسي ويقترن اسمه دائما بالعطاء والإخلاص والتفاني.

ويأتي تكريم هذين المربيين وللذين تشير سيرتهما بانهما اكبر من امكانات هذا التكريم، فإننا نحاول أن نرسي مجموعة من المفاهيم تتمثل في اولاً: إننا نكرم من خلالهما قيما نحن في اشد الحاجة إلىها تتمثل في النزاهة والاخلاص وعشق المهنة دون التفكير في مقابل هذا العطاء ثانياً: إننا من خلال هذا التكريم نشير بإصبع الاحترام لكل من أعطي بنزاهة وتفان دون أن ينتظر شكراً او امتناناً ولاهدفاً سوى خدمة هذا الوطن وراحة ضميره ثالثاً:يتميز هذان المعلمان بحس أبوي تجاه الطلاب ترفده خبرة تربوية جعلتهما مثالا يحتذي وهي خاصية نفتقدها هذه الأيام في الكثير من معلمينا، فإننا من خلال هذا التكريم نعيد الاعتبار لمفهوم التكريم الذي فقد معناه أمام هذا السيل العارم من التكريم وشهادات التقدير التي أصبحت تعطى لكل من هب ودب. بعد مراسم التكريم دعى مدير الأمسية الحضور للافتتاح معرض الفنان المتألق ((محمد زعطوط )) تحت شعار «غزة.. الألم والنبوءة» حيث قام الأستاذ فوزي المقصي أمين المؤتمر الشعبي لشعبية درنة بافتتاحه وقد اشتمل المعرض على العديد من اللوحات التي تمثل مراحل مختلفة من سيرة الفنان وكذلك مجموعة من منحوتاته الخشبية.