نص شعري قصير مليء بزخم الدلالة للشّاعر الكندي بول شانيل مالونفون، يترجمه خاصا بالكلمة الأستاذ الجامعي المحاضر من الجزائر، لحظة مفعمة بالحياة وبمفارقاتها، يجعلها الشاعر هنا أقرب الى لوحة ماثلة بصرية تعيدنا الى قدرة الشعر على تكثيف اللحظات الإنسانية وجعلها استعارة مفتوحة على الزمن.

تمتمت جدّت

بول شانيل مالونفون

ترجمة - مصطفى دحية

تَمْتَمَتْ جَدَّتِي:

جَدُّكَ قَدِيم مِثْلَ الدَّرْب

وَحِيدا فِي غُرْفَتِه

يَقْرَأُ الجَرِيدَة.

أَحْبَبْتُ لَوْ أُهَدْهِدُهُ

جِسْم صَغِير

مُلْقَى عَلَى كُرْسِيّ مِنْ خَيْزُرَانْ.

*****

عَلَى الطَّاوِلَةِ –بِجَانِبِ السَّرِيْـر-

أَشْياءُ مَيِّتَة، خَرْسَاءُ، تَلْمَع:

مِقْلَمَةُ الأَظَافِرْ،

وَعَدَسة لِلْكَلِمَات الْمُتَقَاطِعَة.

******

أُحَدِّقُ في يَدَيْه

تَرْتَجِفَان كَرَايَات حَزِينَة، بَالِيَة، تُمَزِّقُ الضَّوْء.

******

فِيمَا مَضَى، مِنْ سَالِفِ الزَّمَانْ، وَقَبْلَ الْآن

(لَوْ كَان جدّي –حَقّا- أقْدَمَ من دَرْبِ جَدَّتِي

كَانَ بِوُسْعِهِ الطَّوَافُ حَوْلَ العَالَمْ).

 

ترجمة النّص الشّعري:

مصطـــفى دحيــة، كاتب جزائري، صدر له ديوانان شعريان: اصطلاح الوهم. عن جمعيّة المبدعين الجزائريّين. الجزائر، بلاغات الماء. عن رابطة الاختلاف. الجزائر.