يرى الباحث أن المفاهيم الغربية ترتبط بسياق تاريخي نشأت فيه، وكذا صاحبها الذي وضعها. فهي ليست كونية أو خارج التاريخ. بناء عليه يعاين إشكالية الترجمة لدى بعض النقاد بالتوقف كيفية ترجمة أربعة مفاهيم عند دريدا، وهي مفهوم "التفكيك" و"الاختلاف" و"علم الكتابة" و"الأثر".

إشكالية ترجمة مفاهيم «التفكيك»

في النقد العربي المعاصر

علي صديـقي

 

تمهيد:
ساهمت الترجمة، وما تزال تساهم، بفعالية كبيرة، في تشكيل الوعي العربي، القديم والحديث، فهي إحدى سبل المثاقفة الإيجابية، وإحدى أهم وسائل التلاقح والتداخل الحضاري بغية المشاركة الفعالة في إنتاج ثقافة تطمح إلى أن تكون كونية ولكنها في الوقت نفسه تحتفظ بخصوصياتها التاريخية ومميزاتها الحضارية. ثم إنها إحدى أهم وسائل نقل العلوم والمعارف والثقافة من شعب إلى آخر ومن لغة إلى أخرى. وتكتسي أهمية أكبر لما تتيحه من فرص مواكبة التطورات الفكرية والثقافية والعلمية الحاصلة لدى الأمم الأخرى.

غير أنه ورغم أهمية الترجمة، أو لنقل بسبب هذه الأهمية، فإنها ما تزال تعاني من مشاكل تستعصي على الحل وذلك رغم الجهود الكبيرة التي بذلت في سبيل تذليل هذه الصعوبات والتخفيف من وطأتها إذا لم يكن من الممكن حلها والقضاء عليها بشكل نهائي، حتى ليمكن الحديث عن وجود "أزمة" ترجمة في العالم العربي.

وتتعدد أسباب هذه "الأزمة" وتختلف عواملها، فمنها ما يرجع إلى طبيعة الترجمة ذاتها والتي تتمثل أساسا في عدم قدرتها على نقل النص الأصلي من لغة إلى أخرى بكل دقة وأمانة حتى أنه جرى ربطها بالخيانة. ومنها ما يرتبط بتشتت الجهود بين الأفراد، فهي ثمرة جهود فردية في الغالب وليست جماعية، الأمر الذي ينتج عنه تعدد الترجمات واختلافها للنص الواحد. أضف إلى ذلك انعدام خطة واضحة لدى المترجمين وموحدة فيما بينهم لوضع المصطلحات، وهو ما نتج عنه تعدد المقابل العربي للمصطلح الأجنبي الواحد بسبب تعدد المترجمين أو بسبب اختلاف اللغات الأجنبية المنقول عنها، وهي، غالبا، الفرنسية والانجليزية والألمانية والاسبانية إلى حد ما.

على أن أخطر ما تعاني منه الترجمة العربية الراهنة للمفهوم الغربي، في نظري، هو اختزال المشكلة في طريقة ترجمته دون الإشارة إلى تحيزاته. فكثير من المترجمين والنقاد العرب لا يؤمنون بتحيز المفاهيم الغربية المترجمة ويعتقدون بأن هذه المفاهيم كونية وعالمية متعالية عن الزمان والمكان وعن أي خصوصية تاريخية وحضارية، وأنها لا صلة لها بأي مضمون فلسفي أو عقيدة دينية، الأمر الذي نتج عنه لدى البعض ما يمكن أن نسميه بالترجمة الحرفية الآلية لهذا المفهوم. وهذا ما تنبه إليه كثير من النقاد والدارسين العرب، وفي مقدمتهم المفكر المصري عبد الوهاب المسيري وسعد البازعي وعبد العزيز حمودة. فقد أكد المسيري في أكثر من موضع من دراساته، تحيز المفاهيم الغربية وارتباطها بمعجمها الحضاري وسياقها التاريخي الذي نشأت فيه، وكذا بصاحبها الذي وضعها. يقول المسيري:

1- كل دال متجذر في تشكيل حضاري فريد، له لغته المعجمية والحضارية الفريدة، ولذا فالدال (وحقله الدلالي) مرتبط بسياق حضاري محدد، ويشير إلى ظواهر بعينها دون غيرها.

2- الدال بطبيعة الحال لا يشير إلى مدلول خارجي وحسب، وإنما يحتوي أيضا على وجهة نظر من سكه وزاوية رؤيته واجتهاداته (منظوره).

3- إن تحيز الدال هنا مزدوج: تحيز سياقه، وتحيز من صاغه"(1).

كما يقول المسيري في سياق حديثه عن إشكالية ترجمة مفهوم "العلمانية": "حينما ينتقل مصطلح مثل «علمانية» من معجم حضاري إلى معجم حضاري آخر وتتم «ترجمة» المصطلح، فإنه يظل يحمل آثارا قوية من سياقه الحضاري السابق الذي يظل مرجعية صامتة له... وقد اختزلت مناقشة المصطلح إلى طريقة ترجمته، ولم تعد القضية وصف الظاهرة العلمانية وتحليلها وتسميتها حسبما نراها نحن... بل انصب الجهد الفكري والبحثي على مناقشة أحسن الترجمات لكلمة «علمانية» وأقربها إلى المعجم الغربي وأكثرها دقة. وهكذا سقطنا في شرك الموضوعية المتلقية"(2).

والأمر نفسه لاحظه سعد البازعي حيث يقول: "ومن هنا كان الملاحظ على كثير من المترجمين والباحثين العرب تغليب قيمتي الصحة والدقة، بعيدا عن المساءلة الناقدة، فيما يبحث ويتلقى عن الثقافة الغربية إجلالا واحتراما لذلك المصدر الذي يبدو وكأنه لا يجوز التصرف فيما يرسل. الصحة والدقة تحيل عمليتي الترجمة والتواصل المعرفي إلى عملية نقل تراعي الدقة والضبط، وتحاول أن تكون زجاجا شفافا يمرر المعرفة دون أن يؤثر فيها"(3).

أما عبد العزيز حمودة فقد رأى أن "الأزمة ليست، كما يتصور البعض، أزمة مصطلح وترجمته ونقله إلى العربية، بل أزمة الثقافة- الثقافات التي أفرزت ذلك المصطلح، أزمة اختلاف حضاري وثقافي بالدرجة الأولى"(4).

ولمعاينه هذه الإشكالية عن كثب نتوقف هنا عند ترجمة أربعة مفاهيم أساسية عند دريدا هي مفهوم "التفكيك" و"الاختلاف" و"علم الكتابة" و"الأثر".

* * *

مفهوم "التفكيك" Déconstruction

يعد الناقد السعودي عبد الله الغذامي من النقاد الأوائل الذين ترجموا مفهوم Deconstruction من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، وقد اقترح ترجمته بـ"التشريحية"، فبعد حيرته –يقول الغذامي- أمام هذا المصطلح، وتردده بين عدة كلمات عربية مثل النقض والفك والتحليلية، يثبت أخيرا على مصطلح "التشريحية". يقول الغذامي: "احترت في تعريب هذا المصطلح ولم أر أحدا من العرب تعرض له من قبل (على حد اطلاعي) وفكرت له بكلمات مثل (النقض/ والفك) ولكن وجدتهما يحملان دلالات سلبية تسيء إلى الفكرة، ثم فكرت باستخدام كلمة (التحليلية) من مصدر (حل) أي نقض ولكنني خشيت أن تلتبس مع (حلل) أي درس بتفصيل، واستقر رأيي أخيرا على كلمة (التشريحية أو تشريح النص). والمقصود بهذا الاتجاه هو تفكيك النص من أجل إعادة بنائه وهذه وسيلة تفتح المجال للإبداع القرائي كي يتفاعل مع النص"(5).

غير أن هذا المصطلح المقترح من قبل الغذامي يبدو أنه لم يلق قبولا لدى النقاد والمثقفين العرب ، فاقتصر استخدامه –حسب علمي- على الغذامي وحده.

ولا شك أن القارئ قد لاحظ أن "التشريحية" التي يتحدث عنها الغذامي في الفقرة السابقة تختلف كليا عن "تفكيكية" دريدا، فالتشريحية عند الغذامي تسعى نحو "تفكيك النص من أجل إعادة بنائه"(6)، وهذا يتنافى مع مبادئ التفكيكية –إن كانت لها أصلا مبادئ- ذلك أن التفكيك عند دريدا لا ينطوي على إمكانية إعادة البناء، فإعادة البناء، في نظره، فكرة غائية ميتافيزيقية لا تختلف عن الفكر الذي يسعى إلى تقويضه، وبذلك يكون إعادة البناء بعد التفكيك أكبر عمل تحريفي يمكن أن نقوم به.

ويزداد الأمر تعقيدا حين يبين الغذامي، بعد أن يستعرض أهم مفاهيم التفكيك عند دريدا، أن تشريحيته تختلف عن تشريحية دريدا، وأن تشريحية دريدا لا تعني الدارس الأدبي في شيء لأنها تشريحية تسعى إلى "نقض منطق العمل المدروس من خلال نصوصه" ، لذلك لم يعمد إليها لأنها لاتنفعه في هذه الدراسة(7).

فما هي إذا سمات تشريحية الغذامي؟

يقول الغذامي مجيبا على هذا السؤال: "ولقد أميل إلى نهج بارت التشريحي لأنه لا يشغل نفسه بمنطق النص (وهو شيء لا يعني الدارس الأدبي بحال)، ولأنه يعمد إلى تشريح النص لا لنقضه ولكن لبنائه، وهذا هدف يسمو بصاحبه إلى درجة محبة النص والتداخل معه بكل تأكيد"(8).

يتضح إذن أن أهم سمات تشريحية الغذامي تتحدد في أنها لا تجعل الهدم غاية في حد ذاته، وإنما مجرد وسيلة الهدف منها بناء النص، وهي تباشر النص باعتباره "جسدا حيا" فتسعى إلى تفكيك جزئياته وإعادة تركيبها من جديد قصد الوصول "إلى كل عضوي حي لها، ولكنه يختلف عن (الكل) الأولي من حيث إن للأخير فعالية نتجت عن القراءة الابتكارية للنص المشرح، بينما الكل الأولي كان حتمية إنشائية مفروضة على العمل ولو ظاهريا"(9).

وهنا يتساءل القارئ: هل الغذامي بصدد ترجمة مفهوم التفكيك عند دريدا أم أنه بصدد صياغة مفهوم جديد؟ لقد انطلق الغذامي من ترجمة مفهوم Deconstruction عند دريدا، لكنه انتهى إلى شيء مغاير لما أراده دريدا، فهل يصح، بعد كل هذا، مصطلح تشريحية ليكون مقابلا عربيا دقيقا –حتى لا نقول صحيحا- لمفهوم دريدا؟

وشاع في الكتابات النقدية العربية مصطلح التفكيك أو التفكيكية، وهو مصطلح اعتمده كثير من المترجمين والنقاد العرب، نخص بالذكر: كاظم جهاد، وعبد الله إبراهيم، وعبد العزيز حمودة، وفريد الزاهي، ومحمد عناني وغيرهم. يقول محمد عناني، مبررا اعتماده هذا المصطلح: "التفكيكية deconstruction مصطلح موفق، وإن كان قد أسيء فهمه إساءة بالغه، ربما بسبب عدم تقديمه في صورته التاريخية التي تعتبر فلسفية أولا ونقدية أو أدبية ثانيا. فالتفكيك الذي اشتق منه المصدر الصناعي هو فك الارتباط، أوحتى تفكيك الارتباطات المفترضة بين اللغة وكل ما يقع خارجها، أي إنكار قدرة اللغة على أن تحيلنا إلى أي شيء أو إلى أي ظاهرة إحالة موثوقا بها"(10).

وثمة مصطلح ثالث اقترحه كل من الناقد السعودي سعد البازعي والناقد الجزائري عبد الملك مرتاض، وهو مصطلح "التقويضية" أو "التقويض"، فقد كان سعد البازعي سباقا إلى اقتراح مصطلح التقويضية واعتباره أدق من التفكيك رغم استمراره في استعمال مصطلح التفكيك لشيوعه. يقول البازعي: "المفترض هنا أن عبارة «تفكيك» هي المقابل الدقيق لكلمة Deconstruction ولكنها ليست كذلك، فبما أن الكلمة الأجنبية تعني نقض البناء أو هدمه De-Construction (أي اللابنائية)، فلعل عبارة «التقويضية» هي الأدق، ولكننا سنستمر مع ذلك في استخدام عبارة «تفكيك» لشيوعها، على أن يفهم المقصود الاصطلاحي بها، وسندرك أهمية تحديد التفكيك بأنه النقض حين ندرك أن العبارة تعود إلى العدمية Nihilism بالمفهوم الذي وضعه فريديريك نيتشه"(11).

غير أن البازعي يعود مرة أخرى، رفقة زميله ميجان الرويلي، ليعدل هذا المصطلح ويقترح بدله "التقويض" منتقدا كل محاولة لترجمة المصطلح بالتفكيك. يقول البازعي وميجان الرويلي: "التقويض هو المصطلح الذي أطلقه الفيلسوف الفرنسي المعاصر جاك دريدا على القراءة النقدية (المزدوجة) التي اتبعها في مهاجمته الفكر الغربي الماورائي منذ بداية هذا الفكر حتى يومنا هذا. وقد حاول بعضهم نقل هذا المصطلح إلى العربية تحت مسمى "التفكيك"، لكن مثل هذه الترجمة لا تقترب من مفهوم دريدا، حالها في هذا حال مصطلح التقويض. على أن "التقويض" أقرب من "التفكيك" إلى مفهوم دريدا"(12). ويمضي البازعي مبررا اقتراحه قائلا: "فالتقويض على نقصه لا يلتبس بمفهوم رينيه ديكارت وميكانيكية تفكيكه للمفاهيم. إضافة إلى ذلك، فالتقويض لا يقبل مثل ما يذهب إليه أهل "التفكيك" في مقولة "البناء بعد التفكيك". كما أن مفهوم التقويض يتناسب مع الاستعارة التي يستخدمها دريدا في وصفه للفكر الماورائي الغربي، إذ يصفه باستمرار بأنه "صرح" أو معمار يجب تقويضه. ولئن انطوى مفهوم التقويض على انهيار البناء، فإن إعادة البناء تتنافى مع مفهوم دريدا للتقويض، إذ يرى في محاولة إعادة البناء فكرا غائيا لا يختلف عن الفكر الذي يسعى دريدا إلى تقويضه"(13).

ونشر عبد الملك مرتاض (عام 1999) بحثا بعنوان: "نظرية التقويض: (مقدمة في المفهمة والتأسيس)" تحدث فيه عن إشكالية نقل هذا المصطلح، وانتقد ما شاع لدى النقاد الحداثيين العرب من استعمال "التفكيك" و"التفكيكية"، واقترح بدل ذلك مصطلح "التقويض". يقول مرتاض: "ولقد شاع لدى النقاد العرب الحداثيين استعمال مصطلح "التفكيك" والأشيع من ذلك مصطلح "التفكيكية"، وهو مصطلح من الصعب أن نوافق عليه لأنه لا يستند، في الاستعمال إلى أي علاقة دلالية مما يودون... من أجل كل ذلك نقترح استعمال مصطلح "التقويض" مقابلا للمصطلحين الانجليزي والفرنسي (Deconstruction, Déconstruction) عوضا عن مصطلح "التفكيك" الذي بدأ يشيع بين النقاد العرب لأنه لا يستطيع أن يحتمل، ولا أحد يستطيع أن يجعله يحتمل، دلالة المصطلح الأجنبي من الوجهة المعرفية"(14).

ويبدو أن مرتاضا لم يكن قد اطلع على محاولة البازعي التي سبقت محاولته فادعى التفرد باقتراح هذا المصطلح(15).

ويقترح عبد الوهاب المسيري ترجمته بـ"الانزلاقية"، رغم أنه يستعمل، غالبا، مصطلح التفكيك. يقول المسيري: "كل هذا يوصلنا إلى الفعل التفكيكي الأكبر(deconstruct)، وقد ترجمها الدكتور سعد البازعي وميجان الرويلي في دليل الناقد الأدبي بالتقويضية، كما يمكن ترجمتها بالانزلاقية (وذلك إن أردنا ترجمة المفهوم الكامن وراء الكلمة لا الكلمة ذاتها فقط، وهذه إشكالية حقيقية تواجه المترجم العربي من اللغات الأوروبية، حيث يتبدى من خلال المفردات نموذج حضاري متكامل تعجز الترجمة الحرفية عن نقله، بل إنها تطمس معالمه أحيانا وتفصل المصطلح عن النموذج الحضاري الكامن وراءه"(16).

تعكس صعوبة ترجمة مصطلح (Déconstruction) إلى اللغة العربية، تلك المشكلة التي يعاني منها هذا المصطلح في مجاله التداولي الأصلي الذي هو اللغة الفرنسية. يقول دريدا في سياق حديثه عن الصعوبات التي تعترض ترجمة هذه الكلمة إلى اللغة اليابانية: "ذلك أننا إذا ما أردنا الوقوف بادئ ذي بدء على صعوبات الترجمة... فربما وجب ألا نبدأ بالاعتقاد –الأمر الذي سيكون مجرد سذاجة- بأن مفردة «التفكيك» تقابل في الفرنسية دلالة واضحة ولا مصدر فيها للبس. هناك في لغتـ(ي) من قبل، مشكلة ترجمة، شائكة، بين ما نهدف إليه هنا وهناك عبر هذه الكلمة، واستخدام هذه الكلمة نفسه ومنبعها. لقد بات واضحا أن الأشياء تتغير من سياق إلى آخر في الفرنسية، نفسها بالذات"(17). فكيف بها إذا انتقلت على سياق تاريخي وحضاري مغاير، وإلى لغة مختلفة عن اللغة الأصلية التي ولدت فيها؟ إن من الواضح أن الأمر سيصبح أكثر صعوبة وتعقيدا.

وتتضاعف هذه الصعوبة عندما نعلم أن هذا المفهوم منزلق ومنفلت من قبضة أي تحديد أو محاولة للتعريف حتى لدى منشئه، فالتفكيك لدى دريدا "ليس تحليلا analyse ولا نقدا critique، وليس "منهجا ولا يمكن تحويله إلى منهج"، كما أنه "ليس حتى فعلا أو عملية"، ليختم بالقول: "ما الذي لا يكون التفكيك؟ كل شيء! ما التفكيك؟ لا شيء!"(18).

* * *

مفهوم الاختلاف différance
تعددت ترجمات هذا المفهوم واختلفت من باحث إلى آخر؛ فقد تفطن كاظم جهاد، مترجم مجموعة من نصوص دريدا تحت عنوان "الكتابة والاختلاف"، إلى صعوبة ترجمة هذا المفهوم، ولذلك اقترح ترجمته بالاختلاف، وكتابتها على هذا الشكل:"الاخـ(ت)لاف" (بوضع التاء بين قوسين)، على أن يكون هذا الإجراء مؤقتا في انتظار أن يتمكن هو أو غيره من المترجمين اقتراح بديل له أكثر دقة ونجاعة. يقول جهاد: "...وهذا ما دعانا إلى التدخل في كتابة المقابل العربي نفسه (على نحو مؤقت)، فكتبنا: «الاخـ(تـ)ـلاف»، داعين القارئ إلى أن يتعرف، داخل كلمة «الاختلاف» نفسها، وبعد وضع حرف «التاء» بين قوسين، على فعل «الإخلاف»: إخلاف الهوية موعدها مع ذاتها وإحالتها إلى «الآخر» باستمرار"(19).

أماعزالدين الخطابي وإدريس كثير فقد اقترحا كتابة الاختلاف على هذا الشكل: "الاختلـ(ا)ف"(بوضع الألف بين قوسين)، وأكدا على الطابع التقني لهذه المسألة وذلك لتعدد معاني هذا المفهوم(20).

أما عبد الوهاب المسيري فيترجمها بـ"الاخترجلاف"، فقد عمد إلى كلمتي "الاختلاف" و"الإرجاء" فنحت منهما هذه الكلمة الجديدة لتقابل كلمة (la différance) في اللغة الفرنسية التي نحتها دريدا من كلمتي "différer" بمعنى "أرجأ" و"أجل"، وLa différence" بمعنى "التباين" و"الاختلاف"(21).

ويترجمها عبد العزيز بن عرفة بـ"الاختلاف المرجأ "(بتضعيف حرف الجيم)(22)، وهدى شكري عياد بـ"الاختلاف المرجأ "(دون تضعيف حرف الجيم)(23)، ويترجمها فريد الزاهي بـ"المغايرة"(24)، وأنور مغيث ومنى طلبة بـ"الإرجاء"(25)، وفتحي إنقزو بـ"الإخلاف"(26).

ويقترح عبد السلام بنعبد العالي كلمة "مباينة"، ويبرر هذا الاقتراح بكون مادة هذه الكلمة (ب.ي.ن) تدل في "لسان العرب" لابن منظور على الاختلاف والتمايز، كما تدل، أيضا، على معاني البون والابتعاد والمسافة(27).

غير أن هذه الكلمة، وإن كانت جامعة لهذه المعاني، فإنها ليست مانعة لدخول معاني أخرى تصل إلى حد التعارض مع بعض هذه المعاني، بحيث تدل على معنى آخر مضاد لمعنى الفصل والابتعاد، وهو معنى "الوصل"، إضافة إلى معاني الظهور والوضوح والفصاحة. وقد تنبه ابن منظور إلى احتواء كلمة (بين) على هاتين الدلالتين المتضادتين حيث يقول: البين له معنيان متضادان هما: البين ويكون للفرقة والبين ويكون للوصل(28).

إن هذا المفهوم مثل غيره من مفاهيم دريدا غير محدد ولا واضح المعالم حتى تسهل ترجمته، فهو لا يشكل، بحسب دريدا، مفهوما(29)، كما أنه ليس كلمة ولا فكرة(30)، وهو أيضا،"ليس ثابتا أو متطورا، وليس بنائيا أو تاريخيا"(31)، و"ليس كائنا حاضرا مهما جعلناه فريدا ورئيسيا ومتعاليا. فهو لا يسيطر، ولا يتحكم ولا يمارس أي سلطة في أي مكان. كما أنه لا يبدأ بحرف كبير. وليس الأمر فقط أن الاختلاف المرجأ لا مملكة له، بل إن الاختلاف المرجأ يبلغ أن يكون تدميرا لكل مملكة. وهذا بالطبع ما يجعله تهديدا ومثيرا للخوف لدى كل من يرغب في عالم في داخلنا، سواء أكانت حاضرة في الماضي أم في المستقبل"(32)، وهو بعد كل هذا "ذلك العنصر الذي لا يمكن إدراكه"(33) إنه، ببساطة، لا شيء رغم أنه "أساس" كل شيء!

لا يشكل الاختلاف (différance) كلمة ولا مفهوما لأنه لا وجود له –بهذا الشكل– في قاموس اللغة الفرنسية، بل هي كلمة جديدة اصطنعها دريدا، ويكتبها بحرف "a" عوض حرف "e" (différence) الذي تكتب به في اللغة الفرنسية. ويحتل حرف "a" مساحة كبيرة أثناء كل حديث عن الكلمة، ويكثر التساؤل حول دلالته وأبعاده.

ويكتب دريدا الاختلاف بحرف "a" عوض "e" لأنه لاحظ، أولا، أن الحرف "a" يكتب ويقرأ، ولكن لا يمكن سماعه(34)، مما يعني أن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يمكننا مقاربة هذه الكلمة، لأن الاختلاف بين الحرفين مما يتعذر على السمع إدراكه. فهو، إذا، اختلاف خطي محض. ودريدا، بقيامه بهذا العمل، يقوض دعائم ميتافيزيقا الحضور وأسسها القائمة على التمركز حول الصوت المنطوق، ومقولات وضوح الكلمة المنطوقة وحضورها، وخطر الكتابة على الصوت في نقل الحقيقة الحية وتداولها... وبالمقابل يؤكد أهمية الكتابة ووضوحها، ويقوي من فعاليتها الدلالية والفلسفية. إن دريدا، بهذا الإجراء، يقلب المعادلة التقليدية، فيضحى النطق هو الثانوي قياسا إلى الكتابة، لأنه كشف عن عجزه على إظهار الصوت. إن الصوت –في هذه الحال– يشكل خطرا على الكتابة. وكل هذا سيوجه اهتمامنا نحو كل ما هو مكتوب.

ويلاحظ دريدا، ثانيا، أن كلمة الاختلاف بحرف "e" (différence) ذات معنى واحد، فهي تدل على الاختلاف بمعنى التمايز وعدم التطابق، وتفتقر إلى معاني الإرجاء والتأجيل والإحالة. إنها ذات بعد مكاني فقط، في حين تعمل كلمة différance -التي تحيل إلى الفعل différer، والذي قياسا عليه ابتكر هذا الاسم- بمعنيين اثنين: فهي، أولا، تدل على الاختلاف، بمعنى المغايرة وعدم المطابقة، وتدل، ثانيا، على الإرجاء والتأجيل والتأخير.

للاختلاف différance، إذا، معنى مزدوج، فهو أولا:

1- فعل يراد به التأجيل إلى ما بعد، وأخذ الزمن والقوى بعين الاعتبار، في عملية تتضمن حسابا اقتصاديا، دورة، مهلة، تأخيرا، احتياطا، وكلها مفاهيم يمكن أن ألخصها في كلمة: التأجيل temporisation.

2- المعنى الآخر لـdifférer (باين)، هو الأكثر شيوعا والأكثر قبولا للتحقق: "ألا يكون مطابقا... ألا يكون آخرا... غيرية من التباين أو من النفور والسجال... من اللازم أن يحدث بين العناصر الأخرى، وبشكل صريح وديناميكي، فاصل، مسافة، فسحة Espacement"(35).

وهكذا يكون لمفهوم الاختلاف (La différance) بعدان متعارضان: مكاني، وترتبط به معاني المغايرة والتمايز، وزماني، وترتبط به معاني الإرجاء والتأجيل... وهي مفاهيم تتعارض فيما بينها تعارض الآن والبعد، الحاضر والمستقبل، الإيجاب والسلب، الذات والآخر... بل وتصل إلى حد التناقض الصريح، وهو ما يجعل الكلمة "مسرحا لحرب داخلية"(36).

يصل دريدا بالاختلاف بين الدال والمدلول، والانفصال بين عالميهما، إلى أقصى نقطة ممكنة. من هنا خطورة مقولة الاختلاف في المنظور التفكيكي، كونها تسمح بقيام اللعب الحر واللامنتاه للدوال، وكونها، أيضا، تعمل على تبديد فكرة الحضور التي تحكم كل محاولة للبحث عن معنى محدد ومدلول نهائي، وهو ما يعني أنه لا وجود لمعنى يكون نهائيا وحاضرا، بل إن كل معنى هو مختلف وغائب ومؤجل باستمرار، وذلك لغياب مركز مرجعي خارجي ثابت ونهائي يمكن الإحالة إليه، يوقف عملية اللعبة، ويكون ضامنا للحقيقة والدلالة. يقول دريدا: "...إذا كانت القراءة لا تكتفي بأن تعيد النص وتكرره، فإنها لا تستطيع بصورة مشروعة أن تتعدى النص إلى شيء آخر مختلف عنه، إلى مرجع (واقع ميتافيزيقي، تاريخي، واقع نفسي، بيولوجي.. إلخ.) أو إلى مدلول خارج نص يحدث مضمونه، أو يمكن لمضمونه أن يحدث، خارج اللغة، أي بالمعنى الذي نعطيه هنا لهذه الكلمة، خارج الكتابة بوجه عام. ولهذا السبب فالاعتبارات المنهجية التي نجازف بها هنا من خلال أحد الأمثلة تعتمد بشكل وثيق على قضايا عامة قد بلورناها فيما سبق، وتتعلق بغياب المرجع أو المدلول المتعالي، لا يوجد ما هو خارج النص"(37).

* * *

مفهوم علم الكتابة Grammatologie:

أحب أن أستهل الحديث عن ترجمة هذا المفهوم بهذا المقطع الحواري -الذي أعتذر سلفا عن طوله- لأنه يلخص لنا مجمل المشاكل التي تعاني منها الترجمة العربية والتي ألمحنا إليها سابقا.

- عبد الملك مرتاض: "ولعل من أشهر من تناول النص بالتحليل بارط... وجاك دريدا خصوصا في عمليه: «في علم النحو، والكتابة والاختلاف"(38).

- جابر عصفور: "... أرجوا منه أن يصحح بعض أخطاء الترجمة الموجودة في الورقة وهي كثيرة، والذي لفت عيني على وجه التحديد ترجمة كتاب دريدا.. في علم النحو.. هذه ترجمة خاطئة، كتابه بالفرنسية صحيح جراميتولوجية وبالانجليزية أنجراماتولوجي، لكن سواء كنا ننقل عن الفرنسية أو الانجليزية فترجمة اسم الكتاب بعلم النحو هي ترجمة خاطئة لأن ما يقصد إليه دريدا «بجراماتولوجي» هو الكتابة... فأرجو في المستقبل الاهتمام بهذه الترجمات وألا يقتصر الأمر على العنوان، لأن عنوان الكتاب خارج سياق الكتاب وبعيدا عن قراءة الكتاب نفسه عمليا يمكن أن يؤدي إلى ترجمات مضللة(39).

- عبد الملك مرتاض: "بالنسبة للترجمة فعلا أنا كنت على عجلة والكتاب في الحقيقة لا أملكه «دي لاجراماتولوجي» هذا الكتاب لا أملكه في مكتبتي... وأنا وقعت في الخطأ الذي ارتكبه الآخرون في الترجمة دون تمحيص"(40).

يكشف هذا المقطع إذن عن سوء فهم بعض النقاد العرب لبعض مفاهيم التفكيك، فكثيرون ترجموا هذا المفهوم بـ"النحوية"، ومن هؤلاء إضافة إلى مرتاض، عبد الله الغذامي وسعد البازعي، قبل أن يتراجع عنها. فقد كان الغذامي سباقا إلى هذه الترجمة. يقول في سياق حديثه عن جاك دريدا: "وانطلاقة دريدا كانت مع صدور كتابه (of Grammatology) أي (في النحوية) في عام 1967 بفرنسا..."(41) ولم يتوقف الغذامي عند حد ترجمة هذا المفهوم، بل إن هذه الترجمة الخاطئة قادته إلى الاعتقاد بأن هذا المفهوم هو النظم عند عبد القاهر الجرجاني حيث يقول:" وفكرة (النحوية) تذكرنا بالإمام عبد القاهر الجرجاني ودعوته إلى (النظم) وهو تظافر بلاغيات الجملة مع نحوها لتأسيس جماليتها بعيدا عن قيد المدلولات"(42).

أما سعد البازعي فقد ترجم هذا المفهوم في بداية الأمر بـ"النحوية" مثلما فعل الغذامي ومرتاض، واعتبرها الترجمة الأقرب إلى حقيقة هذا المفهوم، وانتقد ترجمة بعض النقاد له بـ"علم الكتابة". يقول البازعي: "ولعل من المناسب الإشارة إلى أن معظم النقاد العرب قد ترجموا عنوان دريدا للكتاب بـ«علم الكتابة»، إذ ذهبوا إلى أن «الغراما» في التراث الإغريقي تعني النقش أو الحفر أو الكتابة، وأن مفردة «لوغيا أو لوغوس» تعني العلم، وبهذا يصبح ربط المفردتين ببعضهما: علم الكتابة. ولا شك أن مثل هذا الطرح يتناقض مع ما جاء به دريدا، إذ الحرف الذي يعالجه في الكتاب ليس الحرف المكتوب وإنما المنطوق، ثم إنه يبدأ الكتاب بقسم عنوانه «الكتابة قبل الحرف»، كما يرى أن «الصوت أو اللفظ» هو نفسه «كتابة». وكذلك يرى أن الفصل المبتذل بين الصوت بمفهومه العادي وبين الكتابة النقشية، إنما هو فصل ساذج وسقيم"(43) ويؤكد البازعي هذا الأمر في موضع آخر من الكتاب حين يقول: "ولا شك أن النحو هو أساس النظم وبالتالي تكون الجراماتولوجيا أقرب إلى النحوية منها إلى علم الكتابة أو الحروف، إلا إذا كان علم الكتابة يعني النحو"(44).

غير أن البازعي يعود في دراسة أخرى ليترجم هذا المفهوم بـ"علم الكتابة" ولكن دون أن يبرر هذه المرة لماذا عدل عن ترجمته الأولى(45).

إن ترجمة هذا المفهوم بـ"النحوية" ترجمة خاطئة إذ لا علاقة لهذا المفهوم بالنحو، بل المقصود به هو علم الكتابة التي كانت منحطة في التراث الفلسفي الغربي منذ سقراط إلى دي سوسير، والذي كان يعلي من شأن الكلمة المنطوقة، أما دريدا فقد أعلن موت هذه الكلمة ليفتح المجال أمام الكتابة لتشمل اللغة، ولتمتد إلى جميع المجالات والحقول الأخرى. فإذا كانت اللغة، يقول دريدا، "تطلق على كل من الفعل والحركة والفكر والتفكير والوعي واللاوعي والتجربة والعاطفة، الخ..."، فإننا "نواجه اليوم نزوعا لإطلاق تسمية "كتابة" على هذه الأشياء جميعا وسواها: لا لتسمية الحركات الجسمانية التي تستدعيها الكتابة الحروفية أو التصويرية أو الايديوغرافية فحسب، وإنما كذلك على كل ما يجعلها ممكنة، ومن ثم، وفي ما وراء الجانب الدال، على الجانب المدلول عليه نفسه"، وهكذا سيمكننا الحديث عن كتابة رياضية وكتابة سياسية وعسكرية... إلخ(46).

* * *

مفهوم الأثر Trace

هذه هي الترجمة الحرفية لمفهوم (Trace) عند دريدا، وقد نتج عنها عند البعض سوء فهم لهذا المفهوم حتى اعتقد الغذامي أنه يعني سحر البيان في الحديث النبوي الشريف. يقول الغذامي: "وأهم ما نجده عند ديريدا هو مفهوم (الأثر)... و(الأثر) هو القيمة الجمالية التي تجري وراءها كل النصوص ويتصيدها كل قراء الأدب وأحسبه هو (سحر البيان) الذي أشار إليه القول النبوي الشريف"(47).

إن هذا الفهم لمفهوم الأثر عند دريدا فهم سطحي وساذج، إذ لا علاقة لهذا المفهوم بما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم حين سمع شعر حسان بن ثابت فقال:"إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة". فالرسول يتحدث عن التأثير الجمالي الذي يخلفه الشعر في المتلقي، أما الأثر عند دريدا فهو شيء آخر كما سنرى.

إن هذا المفهوم يرتبط لدى دريدا بمفاهيم الاختلاف والكتابة والحضور؛ ذلك أن الاختلاف لا يمكن التفكير فيه بدون الأثر(48)، لأن الأثر الخالص هو الإرجاء نفسه(49)، والكتابة، وإن كانت ليست الأثر نفسه، فهي "تمثيل للأثر بصفة عامة"(50). أما علاقة الأثر بالحضور فهي علاقة تعارض، إذ إن وظيفة مفهوم الأثر هي محو الحضور. من هنا، يحدد دريدا الأثر بأنه "كل ما يستعصي على أن يلخص في حدود الحضور وحده"(51).

لكن، وبرغم هذا "التحديد"، فإن دريدا يؤكد أن الأثر، مثله مثل الاختلاف، "لا شيء"، لأنه، ببساطة، "ليس موجودا..."(52)، ولا يمكن أن يوجد، لأن الوجود يعني الحضور. يقول دريدا: "والأثر نفسه لا وجود له. فأن توجد معناه أن تكون، أي أن تكون موجودا، أي موجودا حاضرا"(53).

وكما يعارض الأثر الحضور فهو يعارض مفهوم الأصل؛ فالأثر، كما يؤكد دريدا، "متناقض وغير مقبول في منطق الهوية. إن الأثر لا يعني فقط اختفاء الأصل، إنه يعني هنا –في الخطاب الذي نتبناه والمسار الذي نتبعه- أن الأصل لم يختف، إذ إنه لم يتكون يوما إلا في مقابل اللا-أصل، أي الأثر، الذي يصبح هنا أصل الأصل"(54).

هكذا يتضح كيف أن الأثر يعمل على إلغاء الحضور والأصل ليحل محلهما، "وهذا يعني استحالة الوصول إلى الحضور الكامل والمدلول المتجاوز الذي يقع خارج نطاق الحسية المباشرة والنص، كما يعني استحالة الوصول إلى أي معنى، فالمعنى متناقض غير محدد ولا يمكن التوصل إليه.

(كاتب من المغرب)

* * *

الهوامش:

1- عبد الوهاب المسيري: "اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود"، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1422ﻫ/2002م. ص:196-197.

2- عبد الوهاب المسيري: "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة"، دار الشروق، القاهرة، ط1، 2002، مج:1، ص:60-61.

3- سعد البازعي: "استقبال الآخر، الغرب في النقد العربي الحديث"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/ بيروت، ط1، 2004، ص: 235.

4- عبد العزيز حمودة: "المرايا المقعرة، نحو نظرية نقدية عربية"، عالم المعرفة، الكويت، ع:272، 2001، ص 53.

5- عبد الله الغذامي: "الخطيئة والتكفير، من البنيوية إلى التشريحية (Deconstruction)، قراءة نقدية لنموذج إنساني معاصر"، النادي الأدبي الثقافي، جدة، ط1، 1985، ص:50.

6- يؤكد الغذامي ذلك في موضع آخر من الدراسة نفسها: "والتشريحية تعتمد على بلاغيات النص لتنفذ منها إلى منطقياته فتنقضها، وبذا يقضي القارئ على (التمركز المنطقي) في النص كما هو هدف ديريدا. ولكن الغرض أخيرا ليس هو الهدم، ولكنه إعادة البناء..." ص:58. وهذا هو السبب الذي جعل البازعي يؤكد أن التشريح "تسمية خاطئة بحد ذاتها". ("استقبال الآخر"، م.س، ص:229). وأن هذا الفهم "للتقويض على أنه تفكيك لا يعني أكثر من حل النص ثم إعادة تركيبه، أن فهما كهذا هو الذي يجعل ترجمة المصطلح الغربي إلى «تفكيك» غير موفقة". المرجع نفسه، ص:231.

7- عبد الله الغذامي: "الخطيئة والتكفير"، م.س، ص:86.

8- المرجع نفسه، ص:87.

9- نفسه، ص:86.

10- محمد عناني: "المصطلحات الأدبية الحديثة، دراسة ومعجم إنجليزي-عربي"، مكتبة لبنان ناشرون، الشركة المصرية العالمية للنشر-لونجمان، ط1، 1996، ص:131.

11- سعد البازعي:"ما وراء المنهج: تحيزات النقد الأدبي الغربي"، في:"إشكالية التحيز، رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد. محورا: مشكلة المصطلح، الأدب والنقد"، تحرير: عبد الوهاب المسيري، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الولايات المتحدة الأمريكية، ط3، 1998، ص:190. وقد صدرت الطبعة الأولى عام 1995.

12- سعد البازعي وميجان الرويلي: "دليل الناقد الأدبي، إضاءة لأكثر من خمسين تيارا ومصطلحا نقديا معاصرا"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/بيروت، ط2، 2000، ص:53.

13- المرجع نفسه، ص:53-54.

14- عبد الملك مرتاض: "نظرية التقويض مقدمة في المفهمة والتأسيس)"، مجلة علامات في النقد، النادي الأدبي الثقافي، جدة، مج:10، ج:34، 1999، ص:279-280.

15- المرجع نفسه، ص: 278.

16- عبد الوهاب المسيري وفتحي التريكي: "الحداثة وما بعد الحداثة"، دار الفكر، دمشق، ط1، 2003. ص:111.

17- جاك دريدا: "الكتابة والاختلاف"، ترجمة: كاظم جهاد، دار توبقال، الدار البيضاء، ط1، 1988. ص:57.

18- المرجع نفسه، ص: 60-63.

19- كاظم جهاد: مقدمة المرجع السابق، ص:31. وقد اعتمد هذا الشكل كثير من النقاد العرب وفي مقدمتهم سعد البازعي وميجان الرويلي في الدليل ص:61.

20- انظر ترجمتهما لكتاب: سارة كوفمان وروجي لابورت:"مدخل إلى فلسفة جاك دريدا، تفكيك الميتافيزيقا واستحضار الأثر"، أفريقيا الشرق، المغرب، ط1، 1991، ص:33.

21- "اليهودية وما بعد الحداثة: رؤية معرفية"، إسلامية المعرفة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ماليزيا، س:3، ع:10، 1997، ص: 113.

22- عبد العزيز بن عرفة:"الدال والاستبدال"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/ بيروت، ط1، 1993، ص:9.

23- انظر ترجمتها لدراسة جاك دريدا: "الاختلاف المرجأ"، فصول(مجلة النقد الأدبي)، مج6، ع3، 1986.

24- جاك دريدا:"مواقع(حوارات)"، ترجمة: فريد الزاهي، دار توبقال، الدار البيضاء، ط 1، 1992، ص:14.

25- انظر ترجمتهما لكتاب جاك دريدا:" في علم الكتابة"، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، ط 1، 2005.

26- انظر ترجمته لكتاب جاك دريدا: "الصوت والظاهرة، مدخل إلى مسألة العلامة في فينومينولوجيا هوسرل"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/ بيروت، ط 1، 2005.

27- "أسس الفكر الفلسفي المعاصر، مجاوزة الميتافيزيقا"، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط2، 2000، ص:78.

28- ابن منظور:"لسان العرب"، مادة (بين).

29- جاك دريدا: "مواقع"، م.س، ص: 40. و"الاختلاف المرجأ"، م.س، ص: 57.

30- "الاختلاف المرجأ"، م.س، ص: 53 و ص: 55.

31- المرجع نفسه، ص: 58.

32- نفسه، ص: 63.

33- نفسه، ص: 62.

34- جاك دريدا: "مواقع"، م.س، ص: 14. وأيضا: "الاختلاف المرجأ"، م.س، ص: 54.

35- روجي لابورت، سارة كوفمان: "مدخل إلى فلسفة جاك دريدا"، م.س، ص: 37-38.

36- المرجع نفسه، ص: 41.

37- جاك دريدا: "في علم الكتابة"، م.س، ص: 307.

38- عبد الملك مرتاض: "نظرية، نص، أدب، ثلاثة مفاهيم نقدية بين التراث والحداثة"، في:"قراءة جديدة لتراثنا النقدي"، النادي الأدبي الثقافي، جدة، 1990، مج:1، ص:265.

39- المرجع نفسه، ص:295-296.

40- نفسه، ص:301.

41- عبد الله الغذامي:"الخطيئة والتكفير"، م.س، ص:52.

42- المرجع نفسه، ص:53.

43- سعد البازعي وميجان الرويلي:"دليل الناقد الأدبي"، م.س، ص:158.

44- المرجع نفسه، ص:160.

45- سعد البازعي:"المكون اليهودي في الحضارة الغربية"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/بيروت، ط 1، 2007. ص:358.

46- جاك دريدا: "الكتابة والاختلاف"، م.س، ص:107.

47- عبد الله الغذامي: "الخطيئة والتكفير"، م.س، ص:53. ويربط الغذامي في دراسة أخرى بين التأثير الجمالي الناتج عن تركيب الجمل وبين مفهوم الأثر عند من يسميهم بالتشريحيين. انظر: "المشاكلة والاختلاف، قراءة في النظرية النقدية العربية وبحث في الشبيه المختلف"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/ بيروت، ط1، 1994، ص:40.

48- جاك دريدا: "في علم الكتابة"، م.س، ص:140.

49- المرجع نفسه، ص:149.

50- نفسه، ص:323.

51- نفسه، ص:154.

52- نفسه، ص:174.

53- نفسه، ص:323.

54- نفسه، ص:147.