تنطلق الباحثة المصرية من تعريفها لفن التوجيه لغويا وبلاغيا وتخلص إلى اعتماد تعريف صفي الدين الحلي الذي نقله نقلةً مختلفة ووضع حدًا بين التورية والتوجيه وفصله عن غيره من الفنون البديعية. وتنطلق منه لدراسة التوجيه في شعر العسقلاني، كي تبرهن على أن العصر المملوكي بلور أسس البلاغة العربية.

فن التوجيه في شعر ابن حجر العسقلاني

إيـمان عـواد الرجـب

 

الملخص:

يدور البحث حول تعريف فن التوجيه من الناحية اللغوية ومن الناحية الاصطلاحية، وذكر عدة تعريفات له بسبب اختلاف أهل البلاغة العربية حول مفهومة، مما حذا بهم الأمر إلى خلطهم في تعريفهم لفن التوجيه مع فنون بديعية أخرى كالتورية والإبهام وغيرها، إلى أن عرّفه صفي الدين الحلّي تعريفًا علميًا دقيقًا خلصه من خلاله عن الفنون البديعية الأخرى.

كما أشرت إلى ولوع شعراء وأدباء العصر المملوكي - الذي لم ينل نصيبه من الاهتمام والدراسة من قبل الدارسين العرب إلا في الفترة الأخيرة - بالفنون البديعية بشكل عام وبفن التوجيه بشكل خاص، ومن ثم أدرجت أنواع فن التوجيه التي برزت من خلال أشعار العالم والأديب والفقيه والشاعر ابن حجر العسقلاني؛ بوصفه أحد شعراء العصر المملوكي، حيث اهتم شعراء هذا العصر بالفنون البديعية على حدٍ سواء في الشعر والنثر، ومن ثم ذكرت بعض الأغراض الشعرية التي برز من خلالها فن التوجيه في شعر ابن حجر العسقلاني.

وفي الختام تحدثت عن القيمة الفنية لفن التوجيه بوصفه أحد الفنون البديعية التي اختلف أهل البلاغة حول مفهومه، وبوصفه أحد الفنون البديعية التي راجت في العصر المملوكي.

المقدمة: فن التوجيه في شعر ابن حجر العسقلاني ([1])
إن الشعر العربي غني بألفاظه ومعانيه وبلاغته منذ القدم، إلا أن خصائص الشعر العربي مرت بمراحل عدة وأخذت صورة مختلفة على اختلاف العصور، ليصل بنا المطاف إلى أحد شعراء العصر المملوكي – الذي عُدَّ عصر الفنون البديعية اللفظية منها والمعنوية – فقد ولع شعراؤه وأدباؤه بفنون التورية والتوجيه والاستخدام والسجع والجناس، مما حذا بنا للتعمق في فن التوجيه بوصفه أحد الفنون البديعية المعنوية المغمورة، بالإضافة إلى العصر المملوكي الذي أتهم بعصر الجمود الأدبي ومن هنا أردنا أن نشير إلى أحد شعراءه وهو ابن حجر العسقلاني العالم والأديب والفقيه.

تعريف فن التوجيه في اللغة والاصطلاح
التوجيه لغةً:

توجه بمعنى ولى وجهه إليه أو وجاهًا: قابل وجهه بوجهه، والجمع:أوجه ووجوه ([2]) ووجه النجم ما بدا لك منه، ووجه الكلام: السبيل الذي تقصده به، ووجه كل شيء: مستقبله وفي التنزيل العزيز ﴿فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ ([3])، ويقصد به الإقبال والانهزام ويقال: وجهت الريح الحصى توجيهًا ّإذا ساقته، ويقال: قاد فُلانٌ فلانًا فوجهه أي: انقاد واتبع، وشيء موجه ّإذا جُعِلَ على جهةٍ واحدة لا يختلف، وقال شمر: أراه مؤخوذًا من الوَجْه، ويقال: خرج القوم فوَجَّهوا للناس الطريق توجيهًا، إذا وطئوه وسلكوه، حتى استبان أثر الطريق لمن يسلكه، وأوجهت لك السبيل: أي استبانت، والوجيه من الخيل: الذي تخرج يداه معًا عند النتاج، واسم ذلك الفعل: التَّوْجيه، والوجيه: فرسُ من خيل العرب نَجيبُ، والتوجيه من الفرس: تداني العُجايَتين، وتداني الحافرين، والتواء من الرسغين، ورجل وجه: ذه جاه، وكساء موجه أي: ذي وجهين، وأحدب موجه: له حدبتان من خلفه وأمامه، ووجهت الريح الحصا توجيهًا إذا ساقته ، ويقال: قاد فلان فلانًا فوجَّه: أي انقاد واتبع، وشيء موجه إذا جُعل على وجهةٍ واحدةٍ ، ومعنى وجهتها: أي أزلتها من المكان الذي أمرت بلزومه وجعلتها أمامك، ووجه الكلام السبيل الذي تقصده ([4]).

والعرب تقول: وجهة الحجر جهةُ ما له وجِهةٌ ما له؛ يضرب مثلاً للأمر إذا لم يستقم من جهةٍ يوجه له تدبيرٌ من جهةٍ أُخرى، فإذا لم يقع الحجر موقعه أدره حتى يقع على وجههِ الذي ينبغي أن يقع عليه ([5])،وقال الأصمعي: وجهت فُلانًا: ضربت وجهه، فهو موجوه، ويقال وجه ماله: أي دبر الأمر على وجهه الذي ينبغي أن يوجه عليه، وفي حسن التدبير. ويقال وجه ماله: أي دبر الأمر على وجهه الذي ينبغي أن يوجه عليه، وفي حسن التدبير، ويقال أتيته بوجه نهار: أي في أوله، ومنه قوله ([6]): [الكامل]

من كان مسرورًا بمَقْتل مالكٍ

فليأتِ نَشوتنا بِوجّه نهارِ

وقال أمية : [الطويل]

فَتُوجِهنا أقوالُها ومُلوكِها

ويعرِفُنا ذو رأيها وصليبها

ويقال: مسحَ وجههُ بالوجِيهِ: وهي خرزة حمراء أو عسلية لها وجهان، يترآى فيها الوجه كالمرآة، يمسحُ بها الرجلُ وجهه إذا أراد الدخول على السلطان ([7]).

والتوجيه اصطلاحًا:
اختلف أهل البلاغة في تحديد تعريف دقيق ومحدد لفن التوجيه؛ ويرجع ذلك لاختلافهم حول ماهيته، وطبيعة تسميته، فهو عند جماعة كالسكاكي، والخطيب والطيبي اسم لمسمى الإبهام، وجاء جماعة من المتأخرين فجعلوا الإبهام اسمًا لإيراد الكلام محتملا لمعنيين متضاديين؛ لأنهم رأوا أن هذا الاسم أليق بهذا المسمى من التوجيه ([8])، فعرفه ابن جابر الأندلسي بقوله: "هو أن يكون الكلام محتملا لوجهين مختلفين كالمدح والذم، ومنهم من جعل منه احتمال الكلام لوجهين مُطلقًا سواء كان مدحًا أو غيره، أو وجهين من غيره مختلفين، وإن كان المراد أحدهما" ([9]) .

بعض الدارسين أطلق عليه المحتمل للضدين، وعرفه بقوله: "هو أن يكون الكلام محتملًا للمدح والذم احتمالًا متساويًا" ([10]). وعرفه بعضهم بقولهم: "هو أن يحتمل الكلام وجهين من المعنى، احتمالًا مطلقًا من غير تقيد بمدحٍ أو غيره" ([11]).

وقد ورد ذكره في باب التورية، باعتباره أحد مسمياته، فنجد ابن أبي الإصبع قال في باب التورية: " ويسمى التوجيه، وهي أن تكون الكلمة تحتمل معنيين، فيستعمل المتكلم أحدَ احتماليها، ويهمل الآخر، ومراده ما أهمله لا ما استعمله" ([12])

وقد عرفه جماعة من أهل البديع بخلاف ما سبق، فهو: " أن يوجه المتكلم بعض كلامه إلى أسماء ملائمة، كأسماء أعلام، أو قواعد علوم، أو غير ذلك ، مما يتشعب له من الفنون، توجيهًا مطابقًا لمعنى اللفظ الثاني، من غير اشتراك حقيقي بخلاف التورية" ([13])وقال فيه السيوطي: " الذي عليه حذّاق الصنعة وأصحاب البديعيات، أنّ هذا التفسير للنوع المسمى بالإبهام بالباء الموحدة كما اخترعه ابن أبي الإصبع، وسماه وعرفه بذلك، وقريب من هذا النوع المواربة، قال ابن أبي الإصبع: "هي مشتقة من الوَرَب بفتحتين، وهو العرق إذا فسد، كأن المتكلم أفسد مفهوم كلامه بما أبداه من التأويل، وذلك أن يقول المتكلم قولًا يتضمن ما ينكر عليه، فإذا حصل الإنكار استحضر بحذقه وجهًا من الوجوه يتخلص به، إما بتحريف كلمة أو تصحيفها أو زيادة أو نقص " ([14]) ، وقد ذكره بقوله: " أن يوجه المتكلم بعض كلامه إلى أسماء متلائمة اصطلاحًا، من أسماء أعلام، أو قواعد، أو غير كذلك توجيهًا مطابقًا لمعنى اللفظ من غير اشتراك حقيقي " ([15]).

ولابن خفاجة رأي في وضع الألفاظ في الشعر بقوله: " ومن وضع الألفاظ موضوعها ألّا يستعمل في الشعر المنظوم والكلام المنثور من الرسائل والخطب ألفاظ المتكلمين والنحويين والمهندسين ومعانيهم، والألفاظ التي يختصّ بها بعض المهن والعلوم؛ لأن الإنسان إذا خاض في علم، وتكلم في صناعة، وجب عليه أن يستعمل ألفاظ أهل ذلك العلم، وكلام أصحاب تلك الصناعة، وبهذا شَرُفَ كلام أبي عُثمان الجاحظ، وذلك أنه إذا كاتب لم يعدل عن ألفاظ الكتاب، وإذا صنف في الكلام لم يخرج عن عبارات المتكلمين، فإنه في كل علم يخوض فيه لا يعرف سواه ولا يحسن غيره ومن هذا النوع ما يحكى من أشعار أصحاب المهن واستعمالهم لألفاظ صناعاتهم ومعانيها فيما ينظمونه أوينثرونه، وربما كان ذلك أو بعضه شيئًا يصنع وينسب إليهم " ([16])

ونجد أن صفي الدين الحلي تعمق في تعريفه لفن التوجيه وميزه عن الفنون البديعية الأخرى التي تشابهة معها سواء في المسمى أو في التعريف، فمن الملاحظ أن هناك من أدخل هذا الفن في التورية، ومنهم من ضمه إلى الإبهام ، إلا أن صفي الدين الحلي اتخذ في تعريفه له منهجاً مغايرًا عن كل سابقيه، ونقل تعريفه نقلةً مختلفة جعلت من جاء بعده يحذو حذوه في تعريفه له، وسار في منحى مغايرٍ لكل من تحدث عن التوجيه، وذلك بقوله: " أن يوجه المتكلم مفردات بعض الكلام أو جملة من الأسماء إلى أسماء متلائمة اصطلاحًا من أسماء أعلام، أو قواعد علوم، أو غيرها، توجيهًا مطابقًا لمعنى اللفظ الثاني من غير اشتراك حقيقي، بخلاف التورية " ([17])، وكان أول من وضع حدًا بين التوية والتوجيه وفصل، وهو بذلك يعد أول من عرف فن التوجيه تعريفًا علميًا مستقلًا بذلك عن غيره من الفنون البديعية، وعلى الرغم من ذلك اختلف من جاء بعده في تعريف فن التوجيه فمنهم من سار على نهجه ومنهم من خالفه بذلك، ومنهم من سار على نهج الأوائل، إلا أننا نسير في نهج تعريفنا لفن التوجيه على خطاه، آملين أن نوفق في السير على خطاه.

فن التوجيه في العصر المملوكي
يعد شيوع البديع قديمًا في الأدب العربي، فهو يرجع إلى عصر مسلم بن الوليد، وأبي تمام، وأبي العلاء المعري، إلا أن الأدب المصري انتقل بالبديع نقلة جديدة، وذلك على أيدي الشعراء والكتاب في العهد الفاطمي، فأسرفوا في السجع والجناس والتجسيم والتشخيص، كما بالغ الأيوبيين من بعدهم في اصطناعها، وأضافوا من عندهم أشياء جديدة على يد القاضي الفاضل بوجه خاص ، ومن أهم ما أضافه التورية، ولهذه المدرسة الفضل في الوصول إلى التوجيه، والاقتباس، والتضمين، ثم مضى في هذا التيار في العهد المملوكي ([18]).

ومن الملاحظ أن شعراء هذا العصر تنازعوا مذاهب فنية متباينة في صناعة الشعر وكانت سائدة في عصرهم، كما أنها بلغت مرحلة نضجها الفني، إلا أن البديع طغى على كل هذه المذاهب الفنية المعاصرة، فأصبح هذا العصر يُعرف بعصر البديع، فليس من باب العبث اللفظي قول ابن حجة: إن لكل زمانٍ بديعًا، تمتع بلذة الجديد، حتى أن الشعراء فتنوا بعلم البديع لتأثرهم بما صنفه علماء البلاغة من أنواعه ([19]).

ويعد هذا العصر من أغنى عصور الأدب العربي في تصنع الزخارف البديعية، سواء في الشام أو في مصر، في استعمالهم المحسنات البديعية، وبخاصة الجناس، كما أن ابن حجة تمثل في خزانته بأشعار في مختلف صنوف البديع وبخاصة التورية بوصفها أعلى الفنون البديعية رتبة، وجعل لكل شاعر فصلاً طريفًا في باب التورية ([20]).

ومن الملاحظ أن أكثر الفنون البديعية بروزًا وعناية، وهي: التورية، والجناس والسجع، والطباق، والمقابلة، والتقسيم، كما أن هذا الأدب يعد أدب هذه الفنون فهو أدب جناس، وأدب تورية و...، وهو لا يعد انتقاصًا بالفنون الأخرى، بل هو الذوق البلاغي العام السائد في هذا العصر، والذي سمح للشعراء إثبات وجودهم، وإحراز السبق، مهما كانت النتائج وكيفما كانت الوسائل والطرق ([21])، وقد لمع هذا النوع في أساليب الشعراء والكتاب على السواء، غير أن الملحوظ في النثر، أن التوجيه لم يلازم كل رسالة أو مقالة أو خطبة مثلاً، إنما لمع في كثير منها دون الباقي، وكذلك يلاحظ أن التوجيه في الشعر أكثر وأخف منه في النثر " ([22]).

ويرجع سبب ولوع بعضهم به إلى أنهم كانوا علماء فقهاء في الدين، أو مبرزيين في النحو، أو غيره، فكان لابد أن ينضح هذا على انشائهم، وشأن التوجيه شأن الجناس والسجع، من ناحية اصطناعه خفيفًا هينًا لطيفًا، واصطناعه غثًا ثقيلاً متكلفًا، وليس معنى هذا أن هناك أدباء لم يتصنعوا هذا اللون البديعي، لهذا لا نستطيع أن نجعل منهم مدرسة تسمى (مدرسة التوجيه) " ([23]).

أنواع فن التوجيه في شعر ابن حجر العسقلاني

تنوعت شواهد التوجيه في ديوان ابن حجر العسقلاني ونذكر منها:

1/الأسماء: أسماء الأعلام، بقوله ([24]): [موشحة ]

إِنْ دَامَ ذَا إِنّني سَعِيــدٌ

يَا سَعْدُ قدْ فُزْتُ بِالنَجَّاحِ

عَطاءُ روحي لَهُ شِعاري

إنَّ سماحَ الهَــوى رَبـاحِ

وجه الشاعر كلامه بعلماء الدين والفقه ومنهم: سعيد، وهو: أبو محمد، سعيد بن المسيب، فقيه ومن رواة الحديث، وأحد فقهاء المدينة السبعة من التابعيين ([25])، وعطاء، وهو: ابن أبي رباح، عطاء بن أسلم بن صفوان تابعي وفقيه وعالم بالحديث ([26]).

و أسماء سور القرآن، بقوله ([27]): [الرجز]

يا مَعشَر التُّجارِ أموالكُـم

أدُّوا زَكاتها ولا تُكابِروا

مِنْ قَبلِ أن تُصيبكم قارِعةٌ

لأنَّكُم ألهَاكُـم التَكاثُـر

وجه كلامه بسورتي: القارعة: سورة رقم 101، مكية، التكاثر: سورة رقم 102، مكية.

2/ قواعد العلوم، وتنقسم إلى علوم الدين وعلوم اللغة والعلوم العامة، ومن علوم الدين: قوله في علم الحديث ([28]): [الكامل]

ولقـد كتمت هــواك لكن مُقلـتي

شــوقًا إلى مغناك ليست تكتُم

وحديث وجدي في هواك مسلسلٌ

بالأولــوية من دُمــوع تُسجم

وجه الشاعر كلامه بمصطلحات أهل الحديث (الحديث، والمسلسل) واصفًا وجده ودموعه وهواه للرسول صلى الله عليه وسلم.

وعلوم اللغة: وتنقسم عنده إلى علم النحو، ومنه قوله ([29]): [الطويل]

وقدْ رَفَعُوا أيدي الدُّعا بانكسارها

وجزم الرجا حتى أتى الفتحُ حَالها

ومــــا استكثروا من أدمــعٌ مستهـــلةٍ

نهـــــــار استقالــــــــوا الـرحيـل همـــــــالا

وجه ابن حجر ألفاظه بالمصطلحات النحوية: الرفع، والكسر والجزم، والحال قاصدًا بها معانٍ أخرى واستخدم لفظي (الدعا والرجا) بدون الهمزة ( الدعاء، والرجاء ) للضرورة الشعرية

وقوله ([30]): [مجزوء الكامل]

نصبَ الكرى لي منه غصـ

ــنًا كُـدتُ أذويه ضمَّا

فشرعـت في وردي شريــ

ـعةَ ريقه نُسكًا وحلما

يصف حاله مع من يحب عندما أتاحت له الفرصة في ضمه وما فعله من شدة حبه ووجده به، موجهًا ألفاظه بالمصطلحات النحوية: النصب، والضم.

ومنه قوله ([31]): [الكامل]

مَلَكَ الفؤادَ وساقهُ لهلاكــهِ

فرأيت منـا سائقًا وشهيدًا

لا عطفَ لي مِنهُ ولا أبغي بِهِ

بَدلاً وأكَّدتُ الهوى تأكيدَا

يرسم ابن حجر صورة بصرية تقع عليها ناظريه فهو يرسم مشهدًا للعاشق ومعشوقه وكأن المعشوق هو الجلاد والحاجب الذي يسوق العاشق إلى هلاكه وحتفه؛ وذلك بسبب سطوته على قلبه وأسره فأصبح العاشق بين يديه بلا حيلة ولا قوة وينطاع لأمره، وهي صورة صادقة تعبر عن أحوال العشاق وما يلقاه العاشق من ويلات الحب ولوعاته وعذابه، موجهًا كلامه بألفاظ أهل اللغة (العطف، البدل، التأكيد).

وعلم العروض، ومنه قول ابن حجر العسقلاني ([32]): [البسيط]

والله ما هو إلا مالُ ذي رهبٍ

من ربِّه ولهُ في جـودهِ رغبُ

عاملتهُ ببسيط الغَدرِ مُنسرحًا

فخزنُه وافرٌ والصبرُ مقتضبُ

وجه كلامه بأسماء البحور العروضية وهي: البسيط، والمنسرح، والوافر، والمقتضب، قاصدًا بها معانٍ أخرى.

وأخيرًا العلوم العامة: كعلم المنطق والكلام، ومنه قوله([33]): [الكامل]

خَضَبت بِأحمر صيرتهُ حبيبتي

خَضِرًا بِغشٍّ مُدهشٍّ لِمُحبها

أبقتهُ لَفظًــا ثابتًــا في كَفَّهــا

ونَفَتهُ معنىً زائِلاً من قلبِهـا

استخدم الشاعر اللون (الأحمر والأخضر) ليرسم من خلالهما صورة الخِضاب، وحاله مع محبوبته، وموجهًا كلامه بمصطلحات أهل الكلام ( اللفظ، الثابت، المنفي، والزائل).

وفي علم الكتابة قال ابن حجر العسقلاني ([34]): [الطويل]

فما الرَوضُ في ثوبٍ كَسَتهُ يدُّ الحيا

فرقَّت حواشيهِ وراقت بُرودُهُ

هنا وجه الشاعر ألفاظه بمصطلحات الكتابة ( اليد، والحواشي، والبُردة ) وحذف التاء من كلمة ( الحياة ) كضرورة شعرية.

أما الأغراض الشعرية في شواهده فقد تنوعت ومن ذلك:

* المديح النبوي، بقوله ([35]):

وخُصصتَ فضلاً بالشفاعةِ في غدٍ

ومَقامِـــكَ المحمــودِ والمحبـــــــــــــــوبِ

والأنبيــاءُ وقـــــــــد رفعـتَ جــــــــلالـــــــــةً

في الحشر تحت لوائك المنصُوبِ

وجه ابن حجر ألفاظ مدحه للرسول – صلى الله عليه وسلم – من خلال مصطلحات أهل اللغة بقوله: (رفعت، والمنصوب) ويقصد الشاعر بالرفع هنا علو المكانة وسموها، ويقصد بالنصب أن الحشر يوم القيامة كله يسعى للوقوف تحت لوائه الذي ثبته ونصبه على الأرض.

* المديح: ومنه قول ابن حجر العسقلاني في الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل ([36]): [الكامل]

ملكُ الملــــــــــــوك حقيقـة قــد كملَّــــــــــت

أوصـــــــــافُهُ وســــــــــــــــواه ليس بأكمـــــــــــــلِ

يروي أحــاديث النوالِ صحيحــــــــةً

بمـديحٍ مـــن جــوده مسلســـــــــل

يروي عن العبـاس إسماعيــل مـــا

يروي كمـا العبــاسُ يـروي عـن عـلي

مولاي نحـــــوكَ قـد رَفعــــت قضيَّتـي

وجزمتُ مِنك بُنجح قصدي فاقضِ لي

إني قصــدتُ حمــاك أول مـرَّةٍ

فلَقيــتُ عـــــــــــزًّا زال معـــه تـــذلّــلي

فلقد قصُرت على عُـلاك مدائحي

لمـا تلقَّتْنــــــــــــــــــي ببــــــــــاعٍ أطـولِ

ونظمت في مدحـي لملكك مُعجمًا

لأكـونَ في دنيـــــاي لسـت بمهمــلِ

فهو يمدح الملك بصفات تناقلها شعراء المدح على مر العصور، فهو ملك، كامل الأوصاف، يتصف بالجود والكرم، وهو الذي لا يرد من يقصده، فقد رفع الشاعر إليه شكوته فلم يخيب ظنه، وهذا ما دفه إلى أن ينظم قصيدة يمدحه بها، ويوجه ألفاظه بكلام أهل الحديث ورواته (أحاديث، وصحيح، ومسلسل، والعباس، وعلي)، وأيضًا كلام أهل اللغة (النحو، والرفع، والجزم، والمعجم، والمهمل) قاصدًا بها معانٍ أخرى فهو ملك كريم والأخبار التي تنقل عنه صحيه وموثقة، وهو يرفع إليه أمره وهو على يقين بنجاح قصده كما أنه نظم له من الشعر مدحًا ما يغدوا معجمًا، ليبقى له ذكر وشأن في هذه الدنيا فلا يكون مهملاً.

* الغزل: ومنه قول ابن حجر العسقلاني ([37]): [البسيط]

قـال العـذُول تصـبَّرعن محبَّتِهـــم

و الحبُ كالقلب بعد البُعد قد وَجبـا

بين الفــؤادِ وبين الصـبرِ فاصلــةٌ

و اسـأل رحيـلي تعــرف السَّببــــا

رَفَعت صبري عني إذا رحلتُ وقد

لِقيتُ في سفـري من بعـدهم نَصَبـا

هـل عامدٌ والأماني لم تزل عرضًا

للقـلبِ من جـوهر الأفراح ما ذَهبا

يا كامل الحُسنِ حُزني وافرٌ وأرى

وجدي مديدًا وصبري عنك مقتضبا

هنا العذول ينصح الشاعر بالصبر على الحب، موضحًا ما أصاب حاله وحال قلبه في الحب، وأنه رغم الرحيل لازال في قلبه حبٌ كبير لهم، حتى أنه ليجد مشقة في هذا السفر، ويشق عليه الصبر بسبب وجده وحبه، فهو يسرد الأحداث بأسلوب قصصي مترابط، ويوجه الشاعر ألفاظه بالمصطلحات النحوية (الرفع، والنصب)، والمصطلحات العروضية (الفاصلة، والسبب، والكامل، والوافر، والمديد، والمقتضب)، وقوله ([38]): [الكامل]

مَلَكَ الفؤادَ وساقهُ لهلاكــهِ

فرأيت منـا سائقًا وشهيدًا

لا عطفَ لي مِنهُ ولا أبغي بِهِ

بَدلاً وأكَّدتُ الهوى تأكيدَا

يرسم ابن حجر صورة بصيرية تقع عليها ناظريها فهو يرسم مشهدًا للعاشق ومعشوقه وكأن المعشوق هو الجلاد والحاجب الذي يسوق ويقود العاشق إلى هلاكه وحتفه؛ وذلك بسبب سطوته على قلبه وأسره لديه وبذلك أصبح العاشق بين يديه بلا حيلة ولا قوة وينطاع لأمره، وهي صورة صادقة تعبر عن أحوال العشاق وما يلقاه العاشق من ويلات الحب ولوعاته وعذابه، موجهًا كلامه بألفاظ أهل اللغة (العطف، البدل، التأكيد)، ومنه قوله ([39]): [البسيط]

قـال العـذُول تصـبَّرعن محبَّتِهـــم

و الحبُ كالقلب بعد البُعد قد وَجبـا

بين الفــؤادِ وبين الصـبرِ فاصلــةٌ

و اسـأل رحيـلي تعــرف السَّببـــــــــــــــــــــا

رَفَعت صبري عني إذا رحلتُ وقد

لِقيتُ في سفـري من بعـدهم نَصَبـــا

هـل عامدٌ والأماني لم تزل عرضًا

للقـلبِ من جـوهر الأفراح ما ذَهبا

يا كامل الحُسنِ حُزني وافرٌ وأرى

وجدي مديدًا وصبري عنك مقتضبا

هنا العذول ينصح الشاعر بالصبر على الحب، موضحًا ما أصاب حاله وحال قلبه في الحب، وأنه رغم الرحيل لازال في قلبه حبٌ كبير لهم، حتى أنه ليجد مشقة في هذا السفر، ويشق عليه الصبر بسبب وجده وحبه، فهو يسرد الأحداث بأسلوب قصصي مترابط، ويوجه الشاعر ألفاظه بالمصطلحات النحوية ( الرفع، والنصب )، والمصطلحات العروضية ( الفاصلة، والسبب، والكامل، والوافر، والمديد، والمقتضب ) وقوله ([40]): [مخلع البسيط]

سقمتُ من بعدكم فعودوا

فمــا على مُحسنٍ جَنــاحْ

عَشِقتُ بَــــــــــــــدرًا بــلا سِرار

أفلَحتُ في حُبــهِ فــلاحْ

بـدرٌ أنا في الهوى شهيــدُهُ

لمَّا بسيفِ الجفونِ صَــال

وطَــــــــرفُـــهُ والجفا وجيـــــــدُهُ

ماضٍ ومستقبلٌ وحـــــــــــال

إن دام ذا إننـــي سعيــــــــــــد

يا سعدُ قد فُزتُ بالنَّجاح

عطاءُ روحي لهُ شعـاري

إن سماح الهوى رَبــــاح

وجه الشاعر ألفاظه بمصطلحات أهل النحو (ماض، ومستقبل، وحال ) فالطرف يمضي كالسيف، والجفاء واقعٌ عليه وهو يستقبله، وجيده قد زانته الحلي، كما وجهها بأسماء رواة الحديث ( سعيد، وسعد، وعطاء، ورباح ) فيصف حاله بقرب محبوبه بأنه سعيد وفرح وأن سعده في هذا النجاح ، وأن روحه دائمة العطاء له، وأن مسامحته في العشق هي الربح الأكيد له.

* فن المراسلات: ومنه قول ابن حجر العسقلاني مجيبًا للشيخ برهان الدين الجحافي يهنئه بسلامته ودخوله إلى البلاد اليمنية ([41]): [السريع]

أهـدى لنا كـانــون أزهارهـــــــــــــا

فقلـت يــا شـيراي نيســــــــان آب

والسجعُ يزري بحمام الحمى

بالحكمـة الغّـرا وفصل الخطاب

بــتُّ بهـا في ليلـتي ظـامئًــــــــــــــا

أروم تعويــــض الشَّراب السَّراب

أضرب أخمـاسي بـأســــداسها

ولا يــدور النظم لي في حساب

عَطفًـــــــــــا عـلى مبتـدئِ تـابـــــــــعِ

مـلـــــــــة إبــراهيـــــــــم فيما أجـــــــاب

يرسل الشاعر مشاعره إلى شيخه بعد طول سهرٍ وأرق ليكتب له جوابً يهنئه فيه على عودته سالمًا موجهًا كلامه بأسماء الأشهر( كانون، ونيسان، وآب)، وبمصطلحات أهل العلوم العقلية (الضرب، والأخماس، والأسداس، والدوران، والحساب)، وعلوم اللغة ( العطف، والمبتدأ).

* وفن الرثاء في قوله يرثي شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، وضمن القصيدة رثاء شيخه زين الدين العراقي الحافظ ([42]): [البسيط]

يا كاملَ الأصلِ داني الفضلِ وافـــــــــرَه

بسيط فضلٍ للعطايا غير مختصـــرِ

وإن تكلمت في الأصلين فاعلُ وطُلْ

وقُــــلْ ولا فخر ما الرازي بمفتخــــرِ

وإن تُفسّرْ تُحقـــــــقْ كـــلَّ مشتـــبـــهٍ

وسيف ذهنك شفافٌ على الطبري

وليس يرفــع رأسًا سيبويــه إذا

نصبتَ للنحو طرفًـا غير منكســـرِ

يعبر ابن حجر العسقلاني عن بالغ حزنه وألمه على فقدان من يعز عليه فقده، ويرى أنه كامل الأوصاف، وصاحب فضلِ يفوق به من سواه، فلا فخر يعلو فخره ولا علمًا يفوق علمه، ولاذكاءً يضاهي بصيرته وذهنه المتقد، موجهًا رثاءه [الفاظ العروض (البحر الكامل، والبحر البسيط)، وعلم النحو (الرفع، والنصب، والكسر، والفاعل).

كما أن الجانب النفعالي والعاطفي برز في شواهده ومن ذلك قوله في أهله ([43]): [الطويل]

سلامٌ على أهلي وداري وجيرتي

و أنسي وقلبي والكرى وشبابي

ومنزل أحبــــابي وطــلِّ صحــابتـي

ومنزه أتــرابي وجُــــلَّ طُـلابي

مصابي بسهمٍ وافــرٍ من فــراقِهـــم

سريــع فقلبي منـه شرُّ مُصـــــــــــــاب

تركت شراب النيل حلوًا بـــاردًا

ــم خُدعـةٍ لي بعـده بِسـراب

يصور الشاعر حالة حزنه على فراق أهله وجيرانه وأحبابه وحتى طلابه، ويبكي كل مكان له في مصر شوقًا وحبًا حنينًا، بشعورٍ صادقٍ نابعٍ من أعماق وجدانه، ويحن للعودة إليهم ويرجو أن لايفارقهم، ويرى أن ما يسعى إليه من دونهم سراب لا حقيقة له، مصورًا ذلك بصورة سهمٍ سريعٍ اخترق قلبه فأصابه إصابة بالغة، كما أنه يأسى لفرقته لنهر النيل العذب البارد بسبب انخداعه بسرابٍ لاوجود له، ويوجه ألفاظه بالمصطلحات العروضية

* الألغاز، ومنها قوله ([44]): [موشح]

أيُّما اسمٍ هو فعلٌ

مع تحريفٍ بعيّنْ

لم يَبنْ إن صحفُوهُ

مع الحذفِ تَبَيّنْ

وجه ألفاظ لغزه بمصطلحات أهل اللغة (الاسم، والفعل، والتصحيف، والحذف) قاصدًا بها ابهام اللغز على المتلقي.

قيمة التوجيه الفنية:

يقول الدكتور عيسى عاكوب: "جليٌّ أن هذا الفن البديعي يشد المتلقي؛ لأنه لا يقدم من محددات الدلالة ما يطمئن الذهن إلى معنى بعينه، بل يدعه يلوب في حيرة البحث عن الدلالة الحقيقية، وينطوي أيضًا على التعجب المتأتِّي من إحساس المتلقي بأن المنشئ قادرٌ على عرض كلامٍ يشركه هو في معرفة مفرداته، لكنه يجهل المُراد من مركبه، وفي جبلة الإنسان حُبٌ للألغاز والمبهمات" ([45]). ويقول ابن الأثير " وذلك لأن اللفظ فيه يحمل المتكلم فيه مراده على أي المعنيين شاء "([46])، وقد فسر بعض الدارسين وقوعه بقولهم: "فهو بذلك أبرأ لقائله ولأن الإيهام في التوجيه يمكن قائله من أن يُدافع عن نفسه، إذا اقتضى الحال ذلك، ويقول: ما أردت إلا خيرًا، وبالتوجيه تبدو مهارة القائل وبلاغته ودرايته بفنون الكلام وأساليبه " ([47]).

وبذلك تظهر تمكنه من علوم شتى كالنحو والصرف والعروض وسعه معرفته في مجالات الفنون وبأسماء أهل العلم والأدب والدين وبأسماء الكتب، وبشتى المجالات، وأنه على اطلاعٍ واسعٍ على كثيرٍ من الكتب في مجالاتٍ عِدة ، وما إلى ذلك من العلوم والفنون والآداب التي يستخدمها في فن التوجيه، وتظهر قدرته الكلامية في التلاعب بالألفاظ وبصياغتها ودلالتها، وقدرته على أن يحمل المعنى وجوه عديدة، وتعتمد على ثقافته الواسعة.

الخاتمة

نستنتج مما سبق أن العصر المملوكي الثاني لم يكن عصر جمود أدبي بل كان حافلاً بدراسة عدة فنون وهو العصر الذي وضعت به أسس البلاغة العربية، وصنفت فيه الموسوعات، واتبع فيه الشعراء نهج سابقيهم وأبدعوا في شعرهم ونثرهم من زخرفة بديعية فاقت كل العصور التي سبقتهم حتى عرف بأنه عصر التورية والجناس.

كما أن شعراء هذا العصر اهتموا بفن التوجيه وشاعرنا يثبت ذلك بوفرة الأبيات الشعرية التي حوت شواهد التوجيه في ديوانه، وقد نوع ابن حجر العسقلاني في استخدام أنواع التوجيه كما أنه اتكأ على عدة أغراض شعرية كالمدح والغزل والمراسلات، على الرغم من أن فن التوجيه لم يكن في العصور السابقة فنًا قائمًا بذاته حتى جاء صفي الدين الحلي وعرفه تعريفًا لائقًا به، وجاء هذا التعريف بمثابة حد بينه وبين الفنون البديعية الأخرى كالتورية والإبهام التي اختلط اسمه بهما كثيرًا.

 

باحثة دكتوراه، قسم اللغة العربية (أدب ونقد)، جامعة طنطا جمهورية مصر العربية.

 

المصادر والمراجع:

1_ آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي، ياسين الأيوبي، جرّوس برس، طرابلس لبنان، ط1، 1415هـ /1995م.

2_ أدب الدول المتتابعة، الزنكية والأيوبية والمماليك، سامي يوسف أبو زيد، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمّان، الأردن، ط1،1433هـ / 2012م.

3- الأدب في بلاد الشام الزنكيين والأيوبيين والمماليك، عمر موسى باشا، المكتبة العباسية، دمشق، سوريا، ط2، 1964م.

4_ أساس البلاغة: جار الله الزمخشري، تحقيق:محمد باسل عيون السُّود، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1419هـ / 1998م.

5_ الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط15، 2002م.

6_ أنوار الربيع في أنواع البديع: السيد علي صدر الدين المدني، تحقيق: شاكر هادي شكر، مطبعة النعمان النجف، العراق، ط1، 1389هـ / 1969م.

7- بدائع الزهور في وقائع الدهور: محمد بن إياس الحنفي، تحقيق: محمد مصطفى، دار الباز، مكة المكرمة، السعودية، والهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 1404هـ / 1984م.

8_ البديعية الكبرى وشرحها: عائشة الباعونية، تحقيق: السيد حمدان، دار النابغة للنشر، طنطا، مصر، ط1، 1436هـ / 2015م.

9_ تحرير التحبير، في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن: ابن أبي الإصبع المصري، تحقيق: حفني محمد شرف وإشراف محمد توفيق، لجنة احياء التراث الإسلامي، د. ت.

10_ تهذيب اللغة:محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق: محمد عبد المنعم خفاجي، ومحمود فرج العقدة، مراجعة: علي محمد البجاوي، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، مصر، د.ت.

11_ جوهر الكنز: تلخيص كنز البراعة في أدوات ذوي البراعة، نجم الدين ابن الأثير الحلبي، تحقيق: محمد زغلول سلام، دار المعارف، الاسكندرية، مصر، د. ت.

12- الحلة السيرا في مدح خير الورى، ابن جابر الأندلسي، تحقيق علي أبو زيد، عالم الكتب، بيروت، دمشق ط2، 1405هـ/1985م.

13_ دراسات في علم البديع، مصطفى السيد، دريم للطباعة، القاهرة، مصر ، ط4، 1428هـ / 2007م.

14- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة،ابن حجر العسقلاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1342هـ.

15_ ديوان شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، تحيق ودراسة فردوس نور علي حسين، دار الفضيلة، القاهرة، مصر/ دبي، الإمارات، 2000م.

16_ سر الفصاحة: ابن سنان الخفاجي، تحقيق:النبوي عبد الواحد شعلان، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، مصر، القاهرة، 2003م.

17_ شرح الكافية البديعية في علوم البلاغة ومحاسن البديع، صفي الدين الحلّي، تحقيق نسيب نشاوي، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، دار صادر بيروت، ط2، 1412هـ / 1992م.

18_ شرح عقود الجمان في المعاني والبيان: جلال الدين السيوطي، تحقيق: إبراهيم الحمداني، إبراهيم الحبَّار دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 2011م.

19- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، شمس الدين السخاوي، دار الجيل، بيروت، لبنان، 1412هـ / 1992م.

20_ عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي، محمود رزق سليم، مطابع دار الكتاب العربي، القاهرة، مصر، ط1، 1381هـ/ 1962م.

21_ علم البديع، عبد العزيز عتيق، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، د. ت.

22_ علوم البلاغة، البديع والبيان والمعاني، محمد أحمد قاسم، محيي الدين ديب، المؤسسة الحديثة للكتاب، طرابلس، لبنان، ط1، 2003م.

23_ القاموس المحيط، الفيروز أبادي، نسخة منقحة وعليها تعليقات الشيخ أبو الوفا المصري الشافعي، دار الحديث، القاهرة، 1429هـ 2008 م.

24- الحركة الفكرية في مصر في العصرين الأيوبي والمملوكي الأول، عبد اللطيف حمزة، تقديم جيلان حمزة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 2016م

25_ لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، بيروت، د.ت

26_ المصباح في المعاني والبيان والبديع: ابن الناظم، تحقيق: حسني عبد الجليل يوسف، مطبعة مكتبة الآداب، القاهرة، مصر، ط1، 1409هـ /1989م.

27_ المفصل في علوم البلاغة العربية، عيسى علي العاكوب، منشورات جامعة حلب، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1421هـ / 2001م.

28_ نظم البديع في مدح خير شفيع: جلال الدين السيوطي، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض، الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، دار القلم العربي، حلب، سوريا، ط1، 1416هـ / 1995م.

29_ نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز، في علوم البلاغة وبيان إعجاز القرآن الشريف، فخر الدين الرازي، دار صادر، بيروت، لبنان، ط1، 1424هـ /2004م.

 

([1] ) ابن حجر العسقلاني (773 - 852هـ / 1372 – 1449م) وهو: أبو الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد الكناني العسقلاني المصري الشافعي القاهري، أصله من عسقلان (في فلسطين) مولده ووفاته في القاهرة، نشأ يتيمًا، وحفظ القرآن وهو ابن تسع، رحل إلى اليمن والحجاز طلبًا للعلم كان عالمًا فاضلاً، وبارعًا في العلوم، وناظمًا، ومحدثًا ماهرًا في الحديث، ألف نحو مائة كتاب، وأصبح حافظ الإسلام في عصره، لمزيد من التفاصيل انظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة،ابن حجر العسقلاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1342هـ: 4/ 492 – 500، وبدائع الزهور في وقائع الدهور: محمد بن إياس الحنفي، تحقيق: محمد مصطفى، دار الباز، مكة المكرمة، السعودية، والهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 1404هـ / 1984م: 2/ 268 – 269، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع، شمس الدين السخاوي، دار الجيل، بيروت، لبنان، 1412هـ / 1992م: 2/ 36 – 40، و الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط15، 2002م: 1/ 178 – 179.

([2] ) القاموس المحيط، الفيروز أبادي، نسخة منقحة وعليها تعليقات الشيخ أبو الوفا المصري الشافعي، دار الحديث، القاهرة، 1429هـ 2008 م: مادة ( وجه ).

([3]) سورة البقرة، من الآيه 115.

([4]) لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، بيروت، د.ت، مادة ( وجه ).

([5] ) تهذيب اللغة:محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق: محمد عبد المنعم خفاجي، ومحمود فرج العقدة، مراجعة: علي محمد البجاوي، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، مصر، د.ت، مادة (وجه)، وأساس البلاغة: جار الله الزمخشري، تحقيق:محمد باسل عيون السُّود، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1419هـ / 1998م، مادة (وجه).

([6] ) تهذيب اللغة، الأزهري (وجه)، والبيت لمالك بن نويرة في عمدة الحُفاظ (وجه)، وبدون نسبة في لسان العرب (وجه).

([7] ) أساس البلاغة، الزمخشري (وجه).

([8]) أنوار الربيع في أنواع البديع: السيد علي صدر الدين المدني، تحقيق: شاكر هادي شكر، مطبعة النعمان النجف، العراق، ط1، 1389هـ / 1969م: 3/144.

([9])الحلة السيرا في مدح خير الورى، ابن جابر الأندلسي، تحقيق علي أبو زيد، عالم الكتب، بيروت، دمشق ط2، 1405هـ/1985م، ص 142، وشرح عقود الجمان في المعاني والبيان: جلال الدين السيوطي، تحقيق: إبراهيم الحمداني، إبراهيم الحبَّار دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 2011م، ص 290.

([10]) نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز، في علوم البلاغة وبيان إعجاز القرآن الشريف، فخر الدين الرازي، دار صادر، بيروت، لبنان، ط1، 1424هـ /2004م، ص 176

([11])البديعية الكبرى وشرحها: عائشة الباعونية، تحقيق: السيد حمدان، دار النابغة للنشر، طنطا، مصر، ط1 1436هـ / 2015م، ص 252.

([12])تحرير التحبير، في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن: ابن أبي الإصبع المصري، تحقيق: حفني محمد شرف وإشراف محمد توفيق، لجنة احياء التراث الإسلامي، د. ت، ص 268، والمصباح في المعاني والبيان والبديع: ابن الناظم، تحقيق: حسني عبد الجليل يوسف، مطبعة مكتبة الآداب، القاهرة، مصر، ط1، 1409هـ /1989م، ص 260، وعلوم البلاغة، البديع والبيان والمعاني، محمد أحمد قاسم، محيي الدين ديب، المؤسسة الحديثة للكتاب، طرابلس، لبنان، ط1، 2003م ، ص 76، وعلم البديع، عبد العزيز عتيق، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، د. ت، ص 122.

([13])شرح الكافية البديعية في علوم البلاغة ومحاسن البديع، صفي الدين الحلّي، تحقيق نسيب نشاوي، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، دار صادر بيروت، ط2، 1412هـ / 1992م ، ص 122، والبديعية الكبرى، الباعونية، ص 252، وشرح عقود الجمان، السيوطي، ص 293.

([14]) شرح عقود الجمان، السيوطي، ص 291 – 292.

([15])نظم البديع في مدح خير شفيع: جلال الدين السيوطي، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض، الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، دار القلم العربي، حلب، سوريا، ط1، 1416هـ / 1995م، ص 129.

([16]) سر الفصاحة: ابن سنان الخفاجي، تحقيق:النبوي عبد الواحد شعلان، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، مصر، القاهرة، 2003م، ص 245 – 247.

([17]) شرح الكافية، الحلي، ص 122.

([18] ) الحركة الفكرية في مصر في العصرين الأيوبي والمملوكي الأول، عبد اللطيف حمزة، تقديم جيلان حمزة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 2016م، ص 279 -280.

([19] ) الأدب في بلاد الشام الزنكيين والأيوبيين والمماليك، عمر موسى باشا، المكتبة العباسية، دمشق، سوريا، ط2، 1964م، ص 589، 591.

([20] ) أدب الدول المتتابعة، الزنكية والأيوبية والمماليك، سامي يوسف أبو زيد، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمّان، الأردن، ط1،1433هـ / 2012م، ص 116.

([21] ) آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي، ياسين الأيوبي، جرّوس برس، طرابلس لبنان، ط1، 1415هـ /1995م، ص 410.

([22] ) عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي، محمود رزق سليم، مطابع دار الكتاب العربي، القاهرة، مصر، ط1، 1381هـ/ 1962م: 6/401.

([23] ) المصدر نفسه.

([24] ) ديوان شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، تحيق ودراسة فردوس نور علي حسين، دار الفضيلة، القاهرة، مصر/ دبي، الإمارات، 2000م، ص 228.

([25] ) الأعلام، الزركلي: 3/102.

([26] ) المرجع نفسه: 4/235.

([27] ) ديوانه، ص 243.

([28] ) ديوانه، ص 98.

([29] ) المصدر نفسه، ص 143.

([30] ) المصدر نفسه، ص 158.

([31] ) المصدر نفسه، ص 114-115.

([32] ) ديوانه، ص 209.

([33] ) المصدر نفسه، ص 250.

([34] ) المصدر نفسه، ص 150.

([35] ) ديوانه، 107

([36] ) ديوانه، ص 135.

([37] ) ديوانه، ص 194.

([38] ) ديوانه، ص 114-115.

([39] ) ديوانه، ص 194.

([40] ) ديوانه، ص 227-228.

([41] ) ديوانه، ص 205.

([42] ) ديوانه، ص 222.

([43] ) ديوانه، ص 192.

([44] ) ديوانه، ص270.

([45])المفصل في علوم البلاغة العربية، عيسى علي العاكوب، منشورات جامعة حلب، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1421هـ / 2001م، ص 607.

([46])جوهر الكنز: تلخيص كنز البراعة في أدوات ذوي البراعة، نجم الدين ابن الأثير الحلبي، تحقيق: محمد زغلول سلام، دار المعارف، الاسكندرية، مصر، د. ت، ص 111.

([47]) دراسات في علم البديع، مصطفى السيد، دريم للطباعة، القاهرة، مصر ، ط4، 1428هـ / 2007م ص 75.