في انفتاح على جغرافية شعرية اسبانية نقدم هنا قصيدة للشاعرة الإسبانية ماريا فيكتوريا أتينثيا والتي تنتمي، جيليّاً، إلى شعراء الخمسينيات، إلّا أنّ اختياراتها ورؤيتها إلى العالم والأشياء ظلّت متباينةً مع اختيارات مجايليها من الشعراء الإسبان؛ اختارت الشاعرة التأمُّلَ كمحورٍ أساسيّ لقصائدها، ومنذ طفولتها، أظهرت ماريا فيكتوريا أتينثيا ميولاً نحو الشعر والرسم والموسيقى. لكنّها، بدءاً من الرابعة والعشرين من عمرها، كرست حياتها للشعر الذي أصدرت فيه وعنه قرابة عشرين كتاباً؛ تجربةٌ حازت عنها العديد من الجوائز.

أيام السبت

ماريا فيكتوريا أتينثيا

ترجمة وتقديم: خالد الريسوني

 

أيّامَ السبت كانت أعيننا تظلُّ مفتوحةً على سِعَتِها
تبدي الأضواء الذهبية لِيومِ الأحدِ،
بينما كانت الساعات تمضي وهي تزلقُ حمولتها
من الأوهام فينا.

جالساتٍ على طاولات الدرس، في صفوف
وفي فترات الاستراحة،
كنّا نفكرُ في اليوم المثاليِّ، كلُّ واحدةٍ
مع شمسهِا وأفلامها وتوديعها في الشارع
للطفلِ الذي كان يحمل اسمنا على جبهته.

التحليق كان المفتاحَ المكتوب في بالِنَا.
كُنَّا نحلمُ بأبواب وبسلالم
لا نهائية تقسم الجبل إلى نصفين،
حيث كانت تنتظرُ عربة التفاتَنا الأسرع
وهي تأخذ طريقها في رحلة متعةٍ نحو وسط المدينة.

لكنّ الأحد كان يمُرُّ ومعه مشاريعُ
كلِّ الأسبوع المديدِ بشكلٍ غريبٍ.
ونتيجة ذلك كانت سحبٌ للنوستالجيا تسقط
خلال ستّة أيامٍ مثلَ قبضاتٍ.

 

  • الشاعرة الإسبانية ماريا فيكتوريا أتينثيا تنتمي، جيليّاً، إلى شعراء الخمسينيات، إلّا أنّ اختياراتها ورؤيتها إلى العالم والأشياء ظلّت متباينةً مع اختيارات مجايليها من الشعراء الإسبان؛ فبدلاً من الواقعية والنقد السياسي اللذين سادا في ذلك الوقت، اختارت الشاعرة المولودة في مالقة عام 1931 التأمُّلَ كمحورٍ أساسيّ لقصائدها. في حديثها عن تجربة أتينثيا، تقول الشاعرة والناقدة الإسبانية مارتا لوبيث فيلار: "ثمّة في شعرها نظرةٌ متمهّلة وصامتة وعميقة، وربما نظرة فقط، مثل الأشياء التي تنتمي إلى الحياة وتحتاج إلى أن يُنظَرَ إليها... تلك الحياة التي لم تعد موجودة، والتي يجري تأمُّلُها مثلما لو كانت قد جاءت للتوّ من بلاد نائية وعلينا أن نتعرّف عليها". منذ طفولتها، أظهرت ماريا فيكتوريا أتينثيا ميولاً نحو الشعر والرسم والموسيقى. لكنّها، بدءاً من الرابعة والعشرين من عمرها، كرست حياتها للشعر الذي أصدرت فيه وعنه قرابة عشرين كتاباً؛ من بينها: "البوصلة المزدوجة" (1984) و"العتبة" (2011). تجربةٌ حازت عنها العديد من الجوائز؛ منها: "جائزة فيديريكو غارثيا لوركا العالمية للشعر"، و"جائزة الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية"، و"جائزة الملكة صوفيا للشعر الإيبيرو-أميركي".
  • خالد الريسوني، شاعر ومترجم مغربي من مواليد الدار البيضاء عام 1965. إلى جانب الكتابة الشعرية، أصدر العديد من الترجمات عن الإسبانية، من بينها: "عن الملائكة" (2005) لـ رفائيل ألبيرتي، و"يوميات متواطئة" (2005) لـ لويس غارثيا مونطيرو، و"تلفظ مجهول" و"ابتداع اللغز" (2007) لـ خورخي أوروتيا، و"لالوثانا الأندلسية" (2009) لـ فرانسيسكو ديليكادو، و"اليوم ضباب" (2009) لـ خوسيه رامون ريبول، و"زوايا اختلاف المنظر يليه: كتاب الطير والسكون المنفلت" (2009) لـ كلارا خانيس، و"الكتاب خلف الكثيب" (2010) لـ أندريس سانشيث روباينا، "الأعمال الشعرية المختارة" (2010) لـ لوركا، و"خلوات وأروقة وقصائد أخرى" (2011) لـ أنطونيو ماشادو، و"مائة قصيدة وشاعر" (2012) لـ خوسيه مانويل كاباييرو بونالد، و"وصف الأكذوبة يليه: يشتعل الخسران" (2013) لـ أنطونيو غامونيدا، و"حقول قشتالة" (2017) لـ أنطونيو ماشادو، و"بإيجاز" (2017) لـ ليوبولدو دي لويس، و"يستحق العناء" (2017) لـ خوان خيلمان.