ورشة الترجمة والنص الأدبي

طلبة بآداب الجديدة يترجمون رواية" لا تنس ما تقول" إلى الفرنسية

ورشة الترجمة والنص الأدبي

الجديدة : يونس الادريسي

نظم مختبر علوم الترجمة والتواصل والأدب ومختبر التاريخ، العلم والمجتمع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة يومين دراسيين في موضوع: "الترجمة في الآداب والعلوم الإنسانية: تجارب وقراءات". وقد خصص موضوع اليوم الأول بتاريخ الخميس 11 ماي 2023 للرواية المغربية " لا تنس ما تقول" لمؤلفها شعيب حليفي، بعنوان: " الترجمة والنص الأدبي: ترجمة رواية "لا تنس ما تقول" ، من خلال جلستين؛ الأولى بعنوان: " ترجمة النص الأدبي: إشكالات وقضايا"، والجلسة الثانية بعنوان: " ترجمة رواية "لا تنس ما تقول" لشعيب حليفي تجارب في الترجمة".

افتتحت الجلسة الأولى الأستاذة ثريا وقاص التي عبرت عن شكرها وامتنانها لكل من ساهم في تنظيم اليومين الدراسيين مرحبة بالروائي شعيب حليفي لحضوره ومشاركته للطلبة في العمل الذي أنجزوه حول روايته، مؤكدة أهمية هذا اللقاء وسعادتها بالعمل الجاد الذي انتهى إليه الطلبة المشاركون في اللقاء. تلا ذلك كلمة للأستاذ عبد المجيد نوسي الذي عبر عن شكره للمختبرين على تنظيم اليومين الدراسيين في موضوع الترجمة مبرزا طبيعة اللقاء وأهميته المتمثلة في كونه ورشة عملية تعمل على طرح مختلف قضايا الترجمة نظريا وتطبيقيا، منوها باختيار رواية "لا تنس ما تقول" موضوعا لليوم الدراسي الأول كونها تعد رواية من الروايات الهامة التي تستحق الدراسة والتحليل والترجمة ألفها روائي له مشروع روائي بدأه منذ تسعينيات القرن الماضي.

وفي مداخلته، عبر الروائي شعيب حليفي عن شكره للمختبرين المنظمين للقاء ولكافة الطلبة الذين عملوا على ترجمة روايته " لا تنس ما تقول". وقد أكد شعيب حليفي أنه يكبر مثل هذه اللقاءات لكونها تسمح للطلبة بإبراز قدراتهم والسماح لهم عبر تجارب تطبيقية وجماعية ببناء قدراتهم وتطويرها معرفيا وبيداغوجيا، مشيرا إلى أن مسألة الترجمة تطرح قضايا وإشكالات عديدة خاصة لما تتعلق بترجمة النصوص الأدبية الإبداعية، مقارنة بالنصوص النقدية، لكونها تطرح أسئلة مضاعفة تتجاوز مسألة مطابقة النص الأصلي لأن النص الأدبي هو نفسه مكتوب بلغات كثيرة، وليس لغة واحدة، كما أنه يحمل داخله ثقافة مجتمع بعينها وأسلوبا ينتمي لمؤلف بعينه.

واختتمت الجلسة الأولى بإلقاء مداخلتين تأطيريتين، ألقى الأولى الأستاذ محمد آيت حنا بعنوان: " إشكالات ترجمة النص الأدبي" تحدث فيها عن أبرز الإشكالات التي تطرحها الترجمة انطلاقا من ممارسته النظرية والتطبيقية في مجال الترجمة، مؤكدا أن الترجمة تطرح إشكالين أساسين: أولهما الإمكان والاستحالة؛ ذلك أن السؤال: هل الترجمة ممكنة أم مستحيلة؟ يظل متعلقا بما سماه بالوظيفية، فالنصوص الأدبية ليست نصوصا لها غايات وظيفية حصرا، مثل الترجمات الوظيفية مثلا. تبعا لذلك، تظل وظيفية النص الأدبي مرتبطة أساسا بالمعنى الجمالي الذي قد ينتهي إليه كل من المترجم والقارئ في آن واحد. أما الإشكال الثاني فربطه المتدخل بسوء الفهم والخروج عن مقاربة الترجمات بالنظر إليها عبر الثنائيات التقليدية (الأصل، الفرع، الترجمة خيانة -الترجمة نسخة، انزياح...)، مبرزا أن الترجمة لم تعد نقلا لنص من لغة أصل إلى لغة هدف، بل صارت عملية اشتغال بين لغتين من أجل إنتاج معنى كامن بين طبقات النص اللغوية والأسلوبية. وختم آيت حنا مداخلته بعرضه لبعض القضايا المرتبطة بالترجمة على مستوى الممارسة والتطبيق من قبيل: الترجمة اختبارية، وترجمة الذات لذاتها، والترجمة عن لغة وسيطة، والترجمة خسارة وربح، والترجمة الحميم والغريب، والترجمة وجهة نظر... مفسرا هذه القضايا بأمثلة واستشهادات من أعمال ترجمها وأعمال أخرى لغيره من المترجمين.

أما المداخلة التأطيرية الثانية فألقتها الأستاذة ثريا وقاص

 La traduction en acte : cas de la traduction du roman N’oublie pas ce que tu dis de Chouaïb Halifi

فقد استهلتها بالحديث عن تجربة الترجمة المتعلقة برواية "لا تنس ما تقول" وطبيعة العمل الذي أنجزه الطلبة المترجمون ومصاحبتها لهم وعملها على وضع منهجية إجرائية لترجمة الرواية بصحبة الطلبة ومواجهة المشكلات التي اعترضتهم، مؤكدة في الآن نفسه أن ترجمة هذه الرواية لم تكن بالأمر اليسير، بل كانت حقا ممارسة لمس فيها الطلبة تطبيقيا أبرز المشكلات والقضايا المتعلقة بترجمة النصوص الإبداعية. تبعا لذلك، أبرزت ثريا وقاص العديد من الأمثلة التي شكلت نماذج من هذه القضايا ممثلة لها من رواية: لا تنس ما تقول"، وأيضا بتوقفها عند أمثلة أخرى شهيرة، وذلك على مستوى اللغة والأسلوب والثقافة وغيرها.

وعرفت الجلسة الثانية المعنونة ب: " ترجمة رواية " لا تنس ما تقول" لشعيب حليفي تجارب في الترجمة إلقاء الطالبات والطلبة من شعبة اللغة الفرنسية إلقاء عروضهم المتعلقة بترجماتهم لأجزاء من رواية " لا تنس ما تقول". وقد توزعت هذه العروض بين تقديم نماذج الترجمات المنجزة بالتركيز على مستويات: الموضوعات، والمصطلحات، والتركيب، والأسلوب...حيث عمل كل طالب على عرض ترجمته وكيفية تعامله مع هذه المستويات وغيرها من القضايا التي واجهته حين الترجمة، وقد شارك فيها بإشراف د. ثريا وقاص فريق الطلبة المتكون من: حليمة بسلية- بهيجة بونكاب- سلمى ضفير- أميمة الفرغني- نادية الهناوي- عثمان الناصري- كمال لافي- مريم المؤذن- سومية جدو.

واختتم اللقاء بحوار بين الطلبة والطالبات والروائي شعيب حليفي الذي تفاعل مع أسئلتهم، مؤكدا في الآن نفسه سعادته الغامرة بالعمل الذي أنجز منوها به وداعبا إلى أن  يتم تقاسم مثل هذه الممارسات البيداغوجية الجادة بين كافة المؤسسات الجامعية لما لذلك من أثر إيجابي على الطلبة خاصة في مجال العلوم الإنسانية. كما أبرز شعيب حليفي أهمية الترجمة ودورها في تعديل الأفكار، وطبيعة العلاقة التي قد تنشأ بين المترجم والنص، وبين المترجم والمؤلف، مجددا في الأخير شكره للحاضرين وللمختبرين على تنظيم مثل هذه الأيام الدراسية.