العدد الثاني والعشرون من مجلة البوتقة

هالة صلاح الدين حسين

صدر العدد الثاني والعشرون من مجلة البوتقة. البوتقة فصلية إلكترونية مستقلة تعنى بترجمة الأدب الإنجليزي ولا سيما الأمريكي المعاصر. حصلت البوتقة على الحق في ترجمة ثلاث قصص أمريكية جديدة ونشرها في عدد يوليو 2009، وهي (الخزينة) للكاتب الكبير تيم جوترو و (بَغِي مينسا) للمخرج الكبير وودي ألان و (الولاء) للقاصة الشابة آرين كايل. ظهرت قصة (الخزينة) في عدد الأدب من مجلة ذا أتلانتيك مانثلي لعام 2006. عدها كتاب المقتطفات القصصية أفضل القصص القصيرة الأمريكية 2007 واحدة من أفضل القصص الصادرة في المجلات الأمريكية والكندية عام 2006. ظهرت القصة مجدداً في كتاب المقتطفات القصصية قصص جديدة من الجنوب: 2007 ـ أفضل ما في العام. ولد تيموثي مارتن جوترو عام 1947 ببلدة مورجان سيتي العمالية جنوب ولاية لويزيانا الأمريكية ونشأ في نفس البلدة، بلدة (وعرة عبارة عن رقعة من النفط) على حد قوله. حصل جوترو على شهادة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة ساوث كارولينا. بدأ يُدرس الكتابة الإبداعية في جامعة ساوثإستيرن لويزيانا عام 1972 إلى أن تقاعد عام 2003 بعد أكثر من ثلاثين سنة في قاعة المحاضرات. يعمل حالياً أستاذاً فخرياً وكاتباً مقيماً في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة ساوثإستيرن لويزيانا.

كان جوترو في التاسعة والأربعين ـ يشحذ مهاراته الأدبية منذ قرابة عقدين ـ حين أصدر مجموعته القصصية الأولى نفس المكان، نفس الأشياء عام 1996. أبطال الكتاب عمال من الطبقة الكادحة يعيشون في ولاية لويزيانا جنوب الولايات المتحدة ويجابهون معضلات أخلاقية. اعترض جوترو على تصنيف النقاد له ككاتب من كُتاب (الجنوب) مصراً على أن موضوعاته عالمية وإنسانية في طبيعتها. نال جوترو جائزة جون دوس باسوس للأدب عام 2005. وقد أعلنت مارثا كوك رئيسة لجنة تحكيم الجائزة أن (تيم جوترو ـ كما كان الحال مع ويليام فوكنر ـ ظل يَفلح رقعة صغيرة من التربة, والتربة في حالته هي مسقط رأسه: جنوب لويزيانا ذات الأصول الفرنسية الكاثوليكية. لقد وهب جوترو في أدبه صوتاً للجنوبيين من الطبقة العمالية، هؤلاء المكافحون من أجل تقويم الباطل وتخفيف معاناة تستبد بهم خلال حيواتهم اليومية).

لمجلة البوتقة الحق في السماح بإعادة نشر قصة تيم جوترو (الخزينة) ـ بدون مقابل ـ في دوريات خاصة بالمعاقين تُصْدرها منظمات غير ربحية معترف بها. للبوتقة أيضاً الحق في السماح بإعادة نشر نفس القصة ـ بدون مقابل ـ في دوريات مجانية مكتوبة بطريقة بريل للمكفوفين أو منشورة في طبعات ذات حروف كبيرة لخدمة المعاقين بصرياً. الرجاء مراسلة المجلة في حال الرغبة في استخدام القصة على النحو السابق ذكره. albawtaka@albawtaka.com

وعلى غير عادة البوتقة، قصة مضحكة على سبيل التغيير! هي بالأحرى قصة سينمائية! إنها (بَغِي مينسا) لوودي ألان. مينسا وفقاً لقاموس راندِم هاوس هي منظمة زمالة عالمية مخصصة لاثنين في المائة ممن يتسمون بأعلى نسبة ذكاء على وجه الكرة الأرضية. ومنها تفتق ذهن ألان عن هذه القصة الألمعية. ظهرت قصة (بَغِي مينسا) بمجلة ذا نيو يوركر في 16 ديسمبر 1974 ومجموعة ألان القصصية بدون رِيش عام 1975 وكتاب المجموعة النثرية الكاملة لوودي ألان عام 1991. حازت المجموعة الكاملة استحساناً نقدياً غير مسبوق، فقد قالت عنها الناقدة الأمريكية ميشيل أورانج (بعد أن طالعتُها في وقت متأخر من شهر موحش في روما، سلَّمتُ بأن ألان مُخَلِّص وأمير للفكاهة أو على الأقل عبقري من عباقرة الأرض). عادت (بَغِي مينسا) إلى الظهور عام 1999 في كتاب العصابيات: يهود يكتبون عن الجنس. (بَغِي مينسا)، من أكثر القصص الفكرية إضحاكاً حتى تاريخ صدورها، ويعد الكثير من النقاد تجربة قراءتها عودة إلى زمن أبسط حين كان الإعجاب بنصوص وودي ألان أمراً عادياً شائعاً وليس محط جدل، فهي على حد قول الناقد الأمريكي مايكل جيربِر (وثيقة ترجع إلى أيام لم يكن فيها وودي رجلاً مهماً، بل مجرد رجل مضحك غاية الإضحاك). تمثل القصة علامة بارزة من علامات أسلوب ألان الساخر، ذلك الجامع بين الفكاهة اللاذعة والفكر الرشيق. تدور القصة حول حلقة دعارة تخدم أصحاب الهموم الفكرية! شابات ذكيات ينخرطن في شبكة دعارة بيد أنها دعارة فكرية لا جنسية.

آرين كايل هي أصغر المساهمين في هذا العدد من مجلة البوتقة. ولدت عام 1978 في مدينة بييوريا بولاية إلينوي الأمريكية ونشأت في مدينة جراند جانكشِن بولاية كولورادو. حصلت على ماجستير الفنون الجميلة في الأدب من برنامج الكتابة بجامعة مونتانا. حازت أولى قصصها (موسم ولادة الأمهار) جائزة المجلة القومية في الأدب عام 2004. ظهرت قصتها (عرائس) في أكتوبر 2004 بكتاب المقتطفات القصصية أفضل الأصوات الأمريكية الجديدة 2005. ظهرت قصة (الولاء) لأول مرة في خريف 2006 بمجلة بلاوشيرز. عادت القصة إلى الظهور في كتاب المقتطفات القصصية أفضل القصص القصيرة الأمريكية 2007. نالت كايل جائزة رونا جاف في الأدب عام 2005.

نشرت كايل روايتها الأولى إله الحيوانات في مارس من عام 2007. فازت الرواية بجائزة أليكس المقدَمة من جمعية المكتبات الأمريكية لعشرة كتب موجهة للكبار لكن قد تروق المراهقين وجائزة سبير لأفضل رواية طويلة من روايات الغرب الأمريكي وجائزة اتحاد مكتبات شمال غرب المحيط الهادي لأفضل كِتاب والجائزة للإقليمية لأفضل كتاب على موقع اتحاد المكتبات المستقلة جبال وسهول. كتبت الناقدة جوان فرانك في جريدة ذا سان فرانسيسكو كرونيكل عن رواية إله الحيوانات تقول (سوف نجد في تلك الرواية المشحونة بالعواطف أن محن الأحصنة تعكس ولا ريب حماقة أصحابها المزعومين ومعاناتهم... يتسم أسلوب كايل بالبأس. يجرنا النزاع الباطني للبطلة إلى عالم لا يعدم القسوة لتبث فينا شعوراً حقيقياً بالفضول والهم).

كايل قاصة صاحبة أسلوب متناغم ممهد شديد الحساسية، بنيتها القصصية (كثيفة متماسكة كما السور الحديدي) وفقاً لجريدة نيو يورك تايمز. يتمحور أدب كايل حول أحبولة الحب وحتمية الموت والفوارق الطبقية في المجتمع الأمريكي، وتعده ناقدة مجلة فوج ميجان أوجرادي (نظرة حذرة إلى طريقة أمريكية في الحياة تنزع إلى الأفول... فأدب كايل لا يختلف كثيراً عن أدب الكاتبة المخضرمة آني بروليكس في بداياته).

محررة مجلة البوتقة