يقدم الناقد هنا قراءته لرواية محمد مستجاب «اللهو الخفي»، كاشفا كيف يستلهم المعمار السردي فيها رسائل الجاحظ بفذلكته اللغوية وجمله الملتفّة حول نفسها، وكيف يقيم الكاتب علاقات تناصية ثرية مع الشفهي والمكتوب معا.

"اللهو الخفي" لمحمد مستجاب

محمد الشحات

منذ الصفحة الأولى يفاجئك دائما محمد مستجاب بسخريته المعهودة من كل شيء، وهي سخرية مضحكة مبكية في آن، إذ يقول مفتتحا نصه الأخير: "جميل أن أعرف ما الذي تريده أنت، لكن الكارثة أن تعرف ما الذي أريده.. أنا". ثم تنضج محتويات القِدْر التي أوقد عليها مستجاب ونفخ فيها من صدره المحمَّل بغبار السدّ العالي، واستمرّ ينفخ فيها من روحه ما يقرب من ستّ وثلاثين وسنة (منذ صدور أولى قصصه "الوصية الثانية عشرة" عام 1969) حتى فار وعاء السخرية وفاحت رائحته. هكذا، راح محمد مستجاب/ المؤلّف يستدعي صورا ووجوها شتّى لـ"آل مستجاب"، مَنْ شاهدهم رأي العين وأخذ عنهم أو سمع منهم مباشرة من الأحياء ومن لم يدركهم من الأموات فراح يسمع عنهم من آخرين وكانت "الحكاية" واسطة بينه وبينهم. في نصّ مستجاب العريض، الجميع مدعوّ إلى مجالسة الرّاوي الكبير، أو قل: الكلّ مدعوّ إلى البوح والاعتراف أمام حضرة راوٍ كأنه نبيّ أو ساحر اعتاد أن ينفث في ذاكرته العميقة ليل نهار ليستحضر لقرّائه (أو بالأحرى: مستمعيه) كل ليلةٍ قصص البسطاء والمهمّشين من جماعته، أولئك الذين استوطنوا "ديروط الشريف" حيث الجنوب الجغرافي في صعيد مصر على مستوى "الواقع"، لكنهم "منفيّون" قادمون ـ على مستوى "المتخيَّل الرّوائي" ـ من "دياسبور" الكتب القديمة أو بطون مرويّات استوعبتها ذاكرته القرائية المكتظّة بأحاديث عجاب منذ طفولته الباكرة.

ويستلهم المعمار السردي لنصوص مستجاب، في بعض وجوهه، رسائل الجاحظ بفذلكته اللغوية وجمله الملتفّة حول نفسها، وتقترب لغته في سلاسة حكيه وانسيابيته من دائرية قصص "ألف ليلة وليلة" المدوّخة التي تشبه أبواب مدينة النحاس/ مدينة المتاهة، وتدنو بلاغة حكاياته "الممتعة والمؤنسة" من بلاغة مجالسات أبي حيان التوحيدي المتصوّف (والشاكّ الكبير)، وتحاور هجنة نصه المتراوح بين نزوع حداثي/ تراثي ـ ولو من بعيد ـ هجنة نصوص أدب السخرية التي رسخت في ذاكرة القارئ العربي وفي الصدارة منها نص "المتشائل" لإميل حبيبي الكاتب الساخر (والمنفيّ أيضا). أقول تنضج مثل هذه السخرية في القِدْر الذي ظلّ يعجّ بنصوص مستجاب حتى علا زبدها فلم يذهب جفاء بل طال ذات الكاتب أيضا ومكث في ذاكرة قرّائه، سواء رأينا هذا الكاتب راويا متعاطفا ومتورّطا (وهو كذلك بالفعل في أغلب إن لم يكن جميع نصوصه) أو شخصا مشاركا في الحدث الروائي أو حتى مجرد شاهد يدّعي الحياد دائما، كما في مرويّته المكثّفة الدلالة الحادّة الرّؤية: (اللهو الخفيّ).

وما عليك ـ أيها القارئ ـ حينئذ إلا أن تترقّب مثل هذه السخرية المبثوثة في نصوصه، والتي أراها بذرة شيطانية قديمة قد تصيبك بالعدوى كأنها مسّ من جانّ إذا ما نال منك أو مني أو "ركب" أيّا من أهلينا ـ عصمنا الله جميعا من الزَّلَل ـ فلن تدعه إلا خرقة بالية أو جسدا منهكا قد انسحبت منه علامات الحياة كما انسحبت الروح من جسد "مستجاب/ الكاتب" تاركةً له وجها مصري الملامح جميلا تعلوه ابتسامة ماكرة دائما، بينما ـ كعادته ـ تلمع عيناه الخادعتان اللتان طالما توهّمنا ضعف قدرتهما على الإبصار لكنهما كانتا "تريان في وضوح جليّ ما لم نكن نراه".

* * *

إن الوظيفة التي ينهض بها فعل القصّ في مرويّات محمد مستجاب هي ذلك السّعي الدؤوب إلى فضح كل مستور وتعرية كل مستتر خفيّ- سواء بحكم الدّين (الله) أو العادة الاجتماعية (العالم) أو الأخلاق الفردية (الإنسان) ـ عن طريق إعادة إنتاج البشر وعلاقاتهم في أسطورة "آل مستجاب" لا بوصفهم شريحة اجتماعية دالّة على القطاع الجنوبي من مصر فحسب بل هي فوق ذلك أسطورة المقاومة التي يصنعها الإنسان المصري البسيط ـ بوصفه واحدا من أبناء العالم الثالث ـ على عينه وحرقة دمه لمواجهة "السرديّات الكبرى" للتحرير والتنوير التي روّجت لها أفكار ما بعد الحداثة وعلا صوت المدافعين عنها من أبناء العالم الأول بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) ومحتميا- في الوقت ذاته- بجدار "النكتة" أو طاقة "المزحة" كردّ فعل فطري لمواجهة مجتمع عربي وعالمي أمسى كل ما فيه مأساويا وعبثيا يدعو إلى الجنون. ولا يقتصر مثل هذا الفهم على رواية مستجاب الأخيرة القصيرة "اللهو الخفي" فقط، بل يكاد ينسحب، بدرجة أو بأخرى، على باقي أعماله القصصية التي يشدّ بعضها بعضا كالبنيان المرصوص. إن سردية مستجاب هي سردية تحتفي دائما بـ"التاريخ السرّي [لنعمان عبد الحافظ مثلا]" وتؤرّخ في الوقت ذاته لـ"قيام وانهيار [آل مستجاب نموذجا]" مرتكزة على ألاعيب سردية مبتكرة تشبه "ملاعيب علي الزيبق" وبطريقة تجعل- يا للغرابة!- "الحزن يميل للممازحة" رغم "حرقة الدم" التي تواجهها شخصياته القصصية كل يوم، لا باعتبارهم شخصيات متخيَّلة فحسب أو كائنات روائية من ورق بل من حيث هم ممثلون لهذه الشريحة الاجتماعية الدّنيا من أبناء الوطن الجنوبي المهمّش والـمُبْعَد عن كل علامات التحديث والتحضّر، إذا ما وضعنا في اعتبارنا غواية المدينة المركزية.

* * *

منذ المشهد الأول يطالعنا راوي مستجاب الذي يحدّث نفسه ويحدّثنا دائما مستخدّما أفعال الأمر والنّهي وأساليب النصوص الشفاهية التي تنهض على فكرة "المجالسة"، مضمّنا نصَّه في الوقت ذاته كثيرا من الجمل الاستعارية والكنائية التي تفتح النصّ على آفاق تأويلية اجتماعية وسياسية ورمزية، من قبيل قوله: "لا تنزعج فإن الكلاب الضالّة تعرف الطريق إلى ما تريد، ولن تضيق بها السبل أبدا، لأنها لم تقع فيما وقعتُ ـ أنا وأنت ـ فيه" (ص: 8). هكذا، تستعين رواية مستجاب القصيرة براوٍ خارجي يصنع إطارا للقصة شبيها بإطار "ألف ليلة" من ناحية ويمكّن الراوي من صنع مسافة سردية بينه وبين ما (مَنْ) يروي عنه ليوهمنا بحياديّته من ناحية ثانية. لكنه ـ في واقع الأمر ـ راوٍ متورّط من قمة رأسه إلى إخمص قدميه. راوٍ يسعى سعيا حثيثا إلى كسب تعاطف من يروي له مستعينا بجمل وعبارات نداء ودعاء وطلب وإخبار (مثل: رعاك الله..، كي لا تنسى كذا..، عليك أن تنتبه قليلا..، أنا الكاتب..، أنا راوي هذه النصوص..، إن بطلي غير هؤلاء..، كما تعلم جيدا..، دعك الآن من كذا..، تذكّر يا صديقي..، قلت لك..، ..إلخ). إنها رواية "مُمْلاة" ليس للراوي- الكاتب فيها من دور سوى التدوين: "لقد نجح بطلي هذا فيما لم ينجح فيه أي بطل من قبل فأخذ أنفاسه، وجلس قليلا بجوار الكنز، وأشار لي-عبر آفاق الزمن- أن أغلق هذا النص، وأن اقرأ على الجميع هذا المقطع العظيم الذي تنتهي به كل النصوص المأثورة.." (ص: 45). وأغلب هذه الصيغ والعبارات مستمدّ من موروث سردي عربي شفاهي ساخر. فالذّات الراوية تشعر بضآلتها أمام الأحداث الجسام فتضفر السرد بالإفصاح والبوح كأنها كتابة ذاتية لكنها كتابة مراوغة في نهاية الأمر تعي كونها كتابة روائية بالأساس تلعب على ذلك الخيط الرهيف بين الواقعي والمتخيّل، الذاتي والغيري. ومع ذلك ففي الرواية ذكر لقصص وردت على لسان الحيوان أو الطير (كسؤال قطة كلبا: هل تعرف مستجاب السادس؟- ص:10) لا بهدف الإمتاع والتسلية، أو حتى التعليم، وهذا هدف لا تسقطه كتابة مستجاب من حسبانها، بل هي رغبة في الاحتماء بالكائنات والأنس بها فضلا عن لجوئه إلى نسبة الحكايات إليها، الأمر الذي يحرّر الراوي من وصف كتابته بالإغراق في التغريب. وفي ظنّي أن هذا واحد من الملامح المائزة التي جعلت سردية مستجاب تختلف عن باقي كتّاب الستينيات الذين ينتسب إليهم، فضلا عن كونها كتابة تحاول أن تنأى بنفسها عن "الغنائية" التي جذبت أغلب كتّاب جيل الستّينيات (يحيى الطاهر عبد الله مثلا أو إبراهيم أصلان أو محمد البساطي أو حتى بهاء طاهر) وراحت كتابته تلقي بنفسها في رحم "الملحمية" وتناوش "الدرامية" على استحياء.

* * *

ولعله من باب السخرية المبثوثة في طيّات الرواية هنا وهناك ما قيل عن مستجاب السادس من أنه كان صاحب اقتراح تعميم التعليم قبل طه حسين وأول من نادى بتأميم قناة السويس وكان وراء طرد السفير التركي من العاصمة قبل تأميم القناة، وأن أغلب الأفكار التي نادى بها عبد الناصر مأخوذة عن هذا السادس الذي تتداخل صفاته مع صفات الزعماء، غير أن الحياة سوف تنقلب عليه وتدير له ظهرها حتى يخطر له خاطر "الكنز" الذي كان يظن أنه سوف ينقذه وعائلته من الحاجة. عندئذ يتصاعد السرد بالسخرية ، إذ ينفر الراوي ـ الذي يتطابق سرديا مع وجهة نظر مستجاب السادس ـ من كل "الكنوز [المعنوية] التي لا تفْنَى" قاصدا بذلك ضرب منظومة القيم المتوارثة البالية بدءا بالقناعة وليس انتهاء بالشجاعة أو الأخلاق الحميدة، والتأكيد على تبدّل هذه المنظومة ورواج مفاهيم مضادة كـ"جمع المال" و"الفهلوة" و"النّفاق"، فيندمج بذلك مع "حَمْلته" المختارة ليسعوا نحو الجبل الغربي حيث يكمن "الكنز الأثير" الذي طحن أحلام القرية كلها، "كنز لا يفْنَى ولا يخضع للقناعة أبدا.." (ص: 26). يقرّر السادس أن يدخل غمار الرحلة المقدّسة حيث البحث عن ذلك الكنز الأثير، فيختار رفاقه السبعة أو الثمانية أو العشرة: واحد خبير بالرمال ودروب الصحراء، وآخر خبير بالتراب والتبر والمعادن، وثالث على دراية تامة بالحيّات والعقارب والدوابّ والهوامّ وطيور الليل الجارحة، ورابع، وخامس، وسادس ،.. وهكذا. حملة قادرة على اختراق بواطن رمال الصحراء. يختارهم مستجاب السادس - على حدّ ذكر الراوي- بعناية بالغة كأنهم في مهمة قومية ترتبط بأمن الوطن، مذكّرا إيانا بحملة نابليون بونابرت. وفي نهاية الأمر، وبعد طول عناء تبلغ مجموعة "الرفقاء" الكنز، مع تشبّع كلمة "الرفيق"- عند ذكرها في ثنايا الرواية- بمحمولات سياسية تصاعدت مع مدّ الستّينيات والسبعينيات المصرية والعربية (ص:43). يبلغون كنزهم وهم يرقصون ويهلّلون تحت وقع تصفيق المعاول والمجارف. غير أن زمن المرجع الذي تحفره هذه الرواية القصيرة لنفسها قد يعود إلى زمن الأربعينيات (ص:16)، وإن كان يركّز بالأساس على استدعاء ملامح الزمنين الناصري والساداتي برهافة لا تضعف الجو الأسطوري حول "آل مستجاب" بصفة عامة ولا تنال من مستجاب السادس/الكاريزما بصفة خاصة في رواية (اللهو الخفيّ).

* * *

لم يكن مستجاب السادس شخصا عاديا، بل أضفى عليه السرد سمات وملامح أسطورية، لكنها في الوقت ذاته الأسطورة التي خلقتها جماعته وأسلافه (ومنهم "راوينا" صانع أسطورة مستجاب السادس). أقصد إلى الأسطورة من حيث هي "نمط من الكلام" (بارت). فالكائنات كلها من قطط وكلاب ونحل وعناكب، وغيرها..، الكل يريد أن يتشفّى في السادس الذي بلغت سطوته سطوة شهريار وكانت الجماهير تسلقه بالكلام الجارح بينما هو يضحك غاضبا ويشكّك رافضا ويمعن مستزيدا "ثم لا يلبث أن يغفو على أطراف مصطبته دون اهتمام بمن يلاعن أو يدافع" (ص: 18). كان للسادس أسرة تتكون من تسعة أفراد، وورد في بعض الحكايات المتناثرة-حسب طريقة الراوي في ذكر الأخبار- أن أسرته تجاوزت اثني عشر فردا. كل ما يفعله السادس مقبول وجميل إلا أن يكون فقيرا محتاجا. وبعد تدهور أحواله أصبحت القرية تسخر منه بعد أن كانت تمازحه. حينئذ تمنّى السادس أن يكون لصا أو قاتلا أو خفيرا أو طبّالا حول أرداف راقصة أو صانع أحجبة أو حتى حلاّقا، أو أي شيئ، "لكنه أبدا لا يمكنه أن يكون فلا يكون" (ص24).

وبعد تلاشي أثر الاكتشاف المذهل للكنز، والكل ينام كي يستيقظوا مبكرا لاستئناف رحلة العودة، يفكر مستجاب السادس في التخلّص من رفقائه جميعا لينفرد وحده بالكنز/ السلطة. ويكون له ما أراد بمساعدة خبير الحيّات والسموم لينفرد به هو الآخر في منازلة غير متكافئة يفوز فيها السادس بإرثه الشخصي الذي ينزع دائما نحو الهيمنة وإرث عائلته المثقل بالسطوة والظهور وإيثار السلطة على كل ما عداها. وفي النهاية، يبدأ السادس في جرّ تعريشة الكنز المثقل بأشياء ورموز شتّى: (أحجار من ذهب، وقواطع من أذرع ذات صفرة ملتاعة باللون الأحمر النحاسي المخزون من دهور، وأجزاء من جماجم سوداء ذات غضون صفراء، وقطع من سيقان مهشّمة ترتدي شرائح من النور، وصفائح ملتوية ومسطّحة،...). لم يكن كنز السادس، إذن، كنزا ماديا فحسب، بل هو بقايا أعضاء بشرية لأناس كانوا ذوي مكانة ونفوذ بين أقوامهم، وبقايا لفوارس راحلين جاءوا ليشهدوا زمنا لا فروسية فيه، وبقايا نسوة جميلات لم تطأ أقدامهن الأرض إلا عند دخول القبور أتوا ليروا زمنا ليس فيه إلا سيماء القبح، وبقايا سيوف،... وأشياء شتّى. يجرّ السادس تعريشة الكنز وحيدا وهو يحاول أن يغنّي دون أن يستطيع. وأنّى له أن يستطيع؟! فالغناء فعل جمعي لن ينهض به السادس منفردا بعد أن تخلّص من الجميع. ثم نراه يدخل فيما يشبه غيبوبة الحلم أو الموت، وإذا به يفاجأ بأسطول من الكائنات هي من بنات خوفه الدفين. فالمتسلّط لا يقتله سوى الخوف. والخوف وحده قاتل الاستبداد والمستبدّين على مرّ العصور: (ثعبان يتلوّى أمام وجهه، تمساح يأتيه في الصحراء، أسراب من وطاويط تحلّق فوق رأسه، سلحفاة عجوز تحاول سحب الكنز إلى الخلف، حوت ضخم يخترق السحب والأعاصير،...).

* * *

يسقط مستجاب السادس في ظلال كنزه (سلطته) الذي دفع حياته، وحياة مَن آمن بفكرته، ثمنا له. وهو إذ يسقط تجتمع عليه جموع النمل (الشعب الثائر، المترقّب، المتوتّر) التي تسعى في دوائر ناعمة دقيقة حول جسده المشلول كأنهم في مشهد جنائزي يشهد على آثار زمن ولّى- أو: يجب أن يولّى- كان فيه الحاكم إلها. هكذا تنطق المجازات في رواية (اللهو الخفيّ)، إذ حين ينفرط العقد الاجتماعي، كما انفرط عقد أفراد الحملة المستجابية السادسة، تسقط الدولة وتتفكّك السلطة أو تتحلّل منظومتها وتؤول مؤسساتها إلى هلاك شنيع وسقوط لا مفرّ منه على المستويات كافة. خصوصا إذا أعدنا قراءة هذه العلاقات في ضوء الإشارات المبثوثة في الرواية إلى الزمنين الناصري والساداتي وما بعدهما. لذا، لم يكن لهو مستجاب السادس، في هذه الرواية القصيرة جدا التي لا تتجاوز صفحاتها ثماني وأربعين صفحة، لهوا خفيّا بحال، بل هو ضرب على وتر المشكلات والهموم السياسية والاجتماعية التي تنخر في بنية الدولة المصرية والعربية الحديثة منذ زمن ليس بالقليل أبدا.