ننشر هنا بيانا لبيت الشعر في المغرب يتضامن من خلاله مع شاعر ومترجم مغربي أعطى الكثير في مجال الترجمة في حوارية بلاغية مع النصوص، ولم تجد وزارة التربية الوطنية في المغرب طريقة للشكر غير تنقيله تعسفيا دون اكتراث لمكانته العلمية ولا لوضعه الاعتباري.

بيت الشعر يستنكرُ إهانة أحد الشعراء المغاربة

بقلق بالغ، يُتابع بيت الشعر في المغرب الحالة الإداريّة والاجتماعيّة الشاذة التي يجتازها الشاعر والمترجم المغربي المعروف الأستاذ خالد الريسوني. ففي إثر قرار لوزير التربية الوطنية السابق القاضي باستعادة المدرّسين المغاربة العاملين في المدارس الإسبانيّة، شمل القرار الأستاذ خالد الريسوني، من غير الأخذ بعين الاعتبار جملة من المعطيات تقدّم بها المعني بالأمر وتقدّم بها بيت الشعر في المغرب إلى الوزارة المشار إليها، بل وإلى الوزير شخصيّاً.

ورغم أنّنا اعتبرنا أنّ الوزارة من حقها أن تتّخذ القرارات الإداريّة التي تراها مُناسِبة لاختياراتها وخُطط عملها، فإنّنا استغربنا الطريقة المُشينة التي عومِل بها الشاعر المغربي دون اعتبار لوضعه الصّحيّ والنفسي ودون تقدير لمكانته الأدبيّة وإسهامه في الحياة الثقافيّة المغربيّة. فبمجرّد تنفيذ القرار، تمّ نقله من مدينة طنجة التي كان يشتغلُ بها إلى مدينة تطوان (باعتبار تطوان مكان عمله الأصليّ، قفزاً على اثنتيْ عشرة سنة وما ترتّبَ عنها من تحوّل اجتماعيّ وعائليّ)، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحدّ، بل عملت المصالح الإداريّة على تعيينه في مصلحة إداريّة، قبل أن تفاجئه بتكليف في ثانوية تأهيليّة، وتنقله بعدها إلى ثانوية أخرى، دون اكتراث لما صاحَب ذلك من انعكاسات نفسيّة رهيبة.

إنّ مثل هذه القرارات العشوائيّة والمُهينة وغير المدروسة هي التي تقتل المبدعين في بلادنا وتُسمّمُ حيوات الكثيرين منهم، دون مراعاة الدور الحضاري والإنسانيّ والجماليّ للإنتاج الإبداعيّ والشعريّ، وهي قرارات لاتقبل الصمت، بل تستدعي التضامن اللامشروط من كلّ مكوّنات المجتمع المدني الحريصة على نسقنا الثقافي الوطني.

يُشارُ إلى أن الشاعر خالد الريسوني قام بترجمة أعمال شعريّة مغربيّة وعربية إلى الإسبانية كما ترجم أعمال العديد من الشعراء والمبدعين الإسبان أو الذين يكتبون بالإسبانية إلى اللغة العربية، ويكفي أن نذكر من هذه الأعمال:

1. من الإسبانية إلى العربية:

- مختارات شعريّة من قصائد ماريا فيكتوريا ريثابال، منشورات تطوان – اسمير.

- عن الملائكة للشاعر رفائيل ألبرتي، منشورات وزارة الثقافة المغربيّة.

- يومية مُتواطئة للشاعر لويس غارثيا مونطيرو، منشورات وزارة الثقافة المغربيّة.

- مختارات شعريّة للشاعر خوسيه مانويل كباييرو بونالد، المركز الثقافي الأندلس.

- تلفظ مجهول يليه ابتداع اللغز للشاعر خورخي أروتيا، منشورات ليتوغراف.

- اليوم ضباب للشاعر خوسيه رامون ريبول، منشورات ليتوغراف.

- زوايا اختلاف المنظر يليه كتاب الطير، والسكون المنفلت للشاعرة كلارا خانيس، منشورات ليتوغراف.

- الأعمال الشعرية المختارة للشاعر فديريكو غارسيا لوركا، منشورات ليتوغراف.

- وصف الأكذوبة يليه يشتعل الخسران للشاعر أنطونيو غامونيدا، منشورات بيت الشعر في المغرب.

2. من العربية إلى الإسبانية:

- مفرد بصيغة الجمع لأدونيس، أنجزه المترجم بالاشتراك مع الشاعر ترينو كروث.

- بستان العزلة لمحمد الأشعري، أنجزه المترجم بالاشتراك مع الشاعر ترينو كروث.

إنّ بيت الشعريُناشدُ السيد وزير التربية الوطنية الأستاذ رشيد بلمختار أن يتدخّل لدراسة هذه الحالة والعمل على إنصاف الشاعر المغربي خالد الريسوني بما يليق برجل تربية وتعليم لم يتخلّف أبداً عن مسؤولياته، وبمبدع ومثقف أسهمَ إسهاماً كبيراً في الحياة الثقافية المغربية الحديثة بتواضع ومن غير ادّعاء.

وسنصون في بيت الشعر للسيد الوزير أيّ موقف إيجابيّ يعترفُ على الأقلّ بالجميل لأحدِ المبدعين المغاربة البارزين كما أن سبق أن صُنّاه لوزراء سابقين في قطاع التربية والتعليم، من أمثال إسماعيل العلوي وعبد الله ساعف والحبيب المالكي، الذين لمْ يتخلّوا عن الاستجابة لمطالب الحركة الأدبيّة والثقافية والفكرية في حالات مُماثلة.

 

   بيت الشعر في المغرب