هل يمكن استقطار فكاهات مرة من الواقع العراقي الذي يدعو للحزن والأسى؟ هذا ما تسعى هذه القصة العراقية بحنينها إلى الماضي أن تفعله.

أعمامه البخلاء

فيصل عبدالحسن


 

(1)

كل الحكايات التي تدور على ألسنة أعمامه هي في أحكام التدبير، والتقليل من الإنفاق على قدر أن يبقوا أحياء، أو هكذا يظن من يراهم وهم في حقيقة الأمر ليسوا أحياء بل هم للاموات اقرب شبها وأكثر شحوبا منهم في أحيان كثيرة، فذلك الزبد الأبيض حول شفاههم هو الدليل والنظرات الفارغة في عيون صغارهم وكبارهم ما هي إلا صور العالم مضيبة بعماء الجوع الذي منع عنهم رؤية الأشياء كما هي بل يرونها كما يصورها لهم جوعهم فالديك الذي يصيح فوق التنور ما هو الا ديك أنضجت النار قليه حد الاحمرار يتوسد صفحة رز متبل تتصاعد منه روائح مطيبات هندية وذلك الجدي الذي يركض وراء أمه والراعي الغليظ خلق الملابس الذي يراقبه ما هو إلا لفافة لحم «شاورما" يتصاعد منها دخان الشواء وتنقط دسما فوق خبز اصفر اللون وسعت استداراته الأيدي الماهرة؟

لم يكونو فقراء فقد كان بمستطاعة أعمامه أن يلبوا كل رغائبهم ور غائب عائلاتهم وأهل الحي الذي يسكنون بما يملكون من مال كثير لكنهم رضعوا البخل رضاعة عن أجدادهم وعندما استمع لما يتحدثون به ليلا مفصلين فلسفتهم في البخل فيعتقد أنه استمع إلى أراء فلاسفة كبار يحاضرون طوال السنة في جامعات متخصصة بدراسة هذا اللون من السلوك البشري وان أعمامه تفوقوا على بروفسورات تلك الجامعات فقد استمعت في أحدى الليالي إلى احدهم كان صحفيا وهو يحدثهم عن الفرق بين تسمية بخيل وسخي مقارنا بين التسميتين بعد أن شتم الناس أوسط أخوته الذي كان صاحب دكان بقالة وسط المدينة ونعتوه بالبخل والرداءة فقال لهم الصحفي وهم يتحلقون حول راديو قديم لا ادري من أي سوق مستعملات حصلوا عليه وقد أوصلوا إليه حزمة من البطاريات المستعملة الملفوفة بورق جرائد وزنروا المذياع بها حفاظا على الكهرباء من التبذير والراديو يذيع أخبار الإذاعة ا لبريطانية بالعربية بصوت مدو فبشره الصحفي مبتسما قائلا أنهم حين نعتوه بالبخل فقد امتدحوه؟

وفسر قوله بأن تسمية بخيل تعني أنه صاحب مال ومع المال شيء من الشدة والحزم في إنفاقه وتبذيره؟ وهذا يعني أيضا استمرار المال بين يديه وصفة الغنى على صاحبه مادام انه لا يخرج منه إلا النزر اليسير في كل مرة؟ أما لو أنهم نعتوه بالسخاء فان التسمية تعني انه صاحب مال ولكن إلى جانب هذا المال هناك سهولة في تبذيره؟ ثم خوص بعينيه وقلص حاجبيه وأخذ يفسر لهم باهتمام:

بالرغم من أن صفة البخل تجمع بين الذم والمال والسخاء يجمع بين المدح والمال إلا إن المال اثبت في يد البخيل بينما هو اقرب إلى الطيران من يد السخي لأجل مديح لا يدر ربحا. فالمديح كما تعرفون ليس إلا هواء. وهو كلام فارغ لا يقدم ولا يؤخر؟

واخذ يعدد لهم أسماء أسخياء افتقروا وجاءوا إلى البخلاء يرجون الحصول على طعام يومهم؟ فسأله احدهم: إن كان يقصد بكلمة افتقر بمعنى صار مفلسا؟  فضحك الصحفي من جهل أخيه حتى تمدد على ظهره وقال له: مفلس يا أخي في قواميس اللغة العربية تعني انه صار صاحب فلوس كثيرة؟ فهي على وزن مشعر التي نقولها حين نرى صاحب شعر كثيف.

فضحك بقية إخوانه من جهل عمهم البقال ونظروا إلى أخيهم الصحفي نظرة إجلال وإكبار وفي هذه الساعة من الليل بالذات التاسعة مساء ككل ليلة خميس تدق في المذياع دقات ساعة (بك بن) مضخمه ليعلن المذيع بعدها نشرة الأخبار فيسمعون صوت الهازل العابث الذي بلغ من عبثه وهزله أنه يقصد بيتهم قادما من الناحية الأخرى من المدينة بواسطة الحافلة قبل الأخيرة ويكمن قريبا من دار الجد ليعير أولاده ببخلهم بصوت عال عبر الشارع الضيق فيهرع أعمامه إلى نوافذ البيت ينظرون إليه ويبادلونه سبابا بسباب حتى جدهم يظهر له وبيده فانوس متعثرا بثوبه القديم حافي القدمين عاري الرأس مشيبه ويمشي من غرفته فوق السطح ليرد على الهازل العابث بأقبح الشتم والعابث يضحك من شتمهم فيزداد غيظهم ويزيدون من شتمه والرجل يضحك ويضحك حتى يوشك على الوقوع على جنبه من شدة الضحك. ويروي بعض جيرانهم أنهم يرون هذا العابث يعود إلى بيته بعد هذا الفصل الطويل من الضحك على أعمامه بواسطة الحافلة الأخيرة. كأنما أنجز واجبا. وهكذا كل ليلة خميس في التاسعة مساءا أو بعدها بقليل يحدث هذا الفصل المكرر إمام بيتهم ، ولاحتساب أعمامه فهم يكتفون بشتمه قائلين : شتما بشتم. ولن يجعلنا هذا الأحمق نتهور لنفعل شيئا أخر؟

جيرانهم ينعتوهم باليهود وبيتهم يسمى عند الأدلاء والسماسرة ببيت اليهود والجميع يعلمون أنهم مسلمون أبا عن جد منذ وصول الدعوة الإسلامية إلى بلادنا وقد جاءت التسمية عليهم كما يروون أنه في يوم من الأيام عندما كان الحي الذي يسكنونه جديدا، ولم يكن فيه من البيوت غير بيت الجد وبيت آخر في طرف الحي وفي احد الأيام ولسبب ما ركض ذاك الجار الوحيد وراء أبنه و امسك به قريبا من بيت الجد وأخذ يضربه ضربا مبرحا لارحمة فيه فخرج له الجد بلحيته البيضاء وثوبه القصير ومعه أبناؤه السبعة وتحلقوا حول جارهم الذي يضرب أبنه بلا رحمة وهم بثيابهم الحائلة الألوان ولحاهم النامية ووجوههم الناحلة الصفراء ولكن لم يمدد أحد منهم يدا لحماية الولد الصغير الذي كان يتوسل بهم أن يحموه من ضرب أبيه واكتفوا بالتحديق إلى الجار وهو يضرب أبنه وكان الولد يزيد من توسله بالجد و يرجوه أن يمنعوا أباه من ضربه لكنهم لم يمدوا أيديهم واكتفوا بالنظر لما يجري أمامهم. وبعد أن تعب الرجل من ضرب ابنه الذي أوشك على الهلاك. رفع وجهه ونظر بوجه الجد وقال:  هل انتم يهود؟

وعندما لم يجبه احد قال: لو لم تكونوا كذلك لما وقفتم دون أن تتدخلوا وانتم تروني على وشك أن اقتل ابني وهو يتوسل بكم أن تحموه. ومن ذلك اليوم لصقت تسمية اليهود بأعمامه وأبيهم حتى أن أطفال الحي يسمون أمهم التي لا تستطيع أن ترى بوضوح بإحدى عينيها بسبب الماء الأبيض ب "الجنية العمياء"

يتذكر دائما ما قاله له عمه ـ الصحفي ـ وهو يعلمه ضرورة الاقتصاد فقد قال له يوما إذا تأملت هيأتي وقلت لكل شيء مستعمل فوق جسدي عد إلى صاحبك؟ سأصير عاريا. أما ذلك المعطف الرمادي الذي ارتديه فهو يرتديه ولا يدري أحد بالضبط منذ متى؟ ربما منذ وعي وجوده الخاص عن بقية الناس؟ وصارت عيناه تميزان بين ملابس كل واحد من البشر على حدة. فهو في الصيف يزيل بطانته الصوفية، وفي الشتاء يعيدها فيبدو في الصيف والشتاء مريبا وكان يفرح حين يصفه زملاؤه في الجريدة براسبوتين أو مسخ كافكا ويتذكر أنه خرج معه عندما كان عمره لا يتجاوز العاشرة وكان ممسكا بيده في الشارع ويرشده كيف يسير بحذائه دون أن يجعلها تحتك كثيرا بإسفلت الشارع لئلا تبليان بسرعة، فمرت بهما جنازة وكان خلف الجنازة حشد من المشيعين و امرأة تصرخ بين النساء صارخة: بك يذهبون.. إلى البيت لا فراش فيه ولا غطاء؟ لا كسرة خبز.. ولا كساء؟ فقال لعمه ببراءة: يا عمي سيأخذون الجنازة إلى بيت جدي.

فوقف العم من المسير متعجبا، وسأل: كيف عرفت؟

فقال له: ألم تسمع ما قالته المراة لقد عددت المرأة صفات بيت جدي؟

فضحك عمه حتى أوشك على الاختناق، وعندما كبر الفتى اخذ يراقب ندبة سوداء ظاهرة على جبهته توحي أن عمه من المصلين القانتين..التقاة. وحقيقة تلك الندبة يعرفها فهي اثر ضربة نالها العم في شبابه بعقب حذاء نسائي مدبب نتيجة تحرشه بامرأة جميلة في حافلة مزدحمة. وكانت السيدة معروفة بشراستها وعنفها عندما ترد على المتغزلين بجمالها، فماذا يا ترى يكون ردها على الوقحين الذين تجاوزوا كلمات الغزل العابرة إلى الفعل الوقح؟ ولشدة الضربة اخبره طبيب المستشفى الحكومي بعد ليلة من المراقبة السريرية أنها ضربة لا يمحى أثرها من جبينه وانه سيقابل بها الله يوم الحساب. كما إن شفتي العم قد اصطبغتا بسواد لا يمحى. ويقول حساده الصحفيون عن ذلك اللون الغريب الغامق الذي لصق بشفتيه أنه بسبب تقبيله الدائم لأحذية المسئولين  ورؤساء التحرير لأجل إن يحصل على باب رزق ثابت من كتابه عمود أسبوعي، حوله فيما بعد إلى ما  يشبه الإعلان عن شيء ما يقبض عنه مقدما من صاحب الإعلان. ولشدة بخله فانه كان يعمد إلى الاستيلاء على الكتب التي يريد قراءتها من معارفه، ولا يقرأها من بدايتها كما يفعل بقية خلق الله بل يبدأ بقراءتها من نهاية الكتاب؟ وحين يسأله أحد لماذا يفعل ذلك؟ يجيبه أنه يفعل ذلك لتطويل مدة القراءة إلى الضعف فهو سيعيد القراءة مجددا من البداية إلى النهاية؟ وعندما أراد أن يتزوج فضل أن تكون زوجته امرأة مطلقة صاحبة مال وعقار أكبر منه سنا لئلا يطلب منه أهل الزوجة العذراء مهرا مرتفعا وحفلة عرس يضطر فيها إلى إن يصرف مالا كثيرا من اجل الاحتفال وطعام عشاء للمهنئين. وكان يقول عن أشجع الرجال في العالم:

أنه ذلك الرجل الذي ينظر الناس تأكل طعامه فلا تعمى عيناه ولا تنشق مرارته أو يصاب بالشلل أو يموت بالسكتة القلبية؟

 

(2)

عمه الصحفي اللامع هو أول من ادخل للنقد الأدبي مصطلحات غريبة لم تستخدم من قبل وشاع استخدامها بعد إن تناولها في مقالاته النقدية ومنها على سبيل المثال مصطلح النقد النقدي بمعنى أن لا يتم نقد كتاب كاتب أن لم يدفع الكاتب المنقود نقودا جزاء الكتابة عنه وإشهار كتابه. وتوسع في استخدام المصطلح فصارت هناك قصة دينارية ورواية ألفية وفلم مليوني عند هبوط قيمة الدينار مقابل الدولار لأقل قيمة وعند ارتفاع ثمنه يعود إلى المصطلح السابق فيحذف كلمة مليوني ويضع بدلها تسمية النقد الألفي ثم ابتكر مصطلحات أخذ الآخرون يستخدمونها دون إن يعرفوا معناها مثل التقعر الخيالي في النص والواقعية الإيهامية و الواقعية الاشكالوية؟ إضافة إلى مشتقات عبارة فقر الدم مثل الفقر اللوني في النص التي يختصرها عادة حين تتكرر بكلمة جامعة هي الفقرونصية؟ وغير ذلك من عشرات المصطلحات غير المفهومة ولا المعروفة في النقد الأدبي قبل ولوجه هذه الساحة ويتذكر أن امرأته الأولى قبل أن يستولي على أموالها وعقاراتها ويطلقها كانت تعيره ببخله وقد أقسمت عليه بعد الطلاق قائلة في المحكمة الشرعية: والله ما يقيم الفأر في بيته إلا لحب الوطن و إلا فهو يسترزق طعامه من بيوت الجيران؟

وقد كان في صغره كما يروي عنه أبوه ضاحكا مسرورا من شدة حزمه ونباهته إنه كان حين تضع أمه أمامه صحن الطعام يقوم بتقسيم الطعام إلى أقسام صغيرة يوزعها في الصحن ويجعل وقتا طويلا بين لقمة يتناولها وأخرى تتلوها وعندما يتناول اللقمة الجديدة يبسمل ويحمدل ليبعد الشيطان لئلا يأخذ منها شيئا أثناء نقلها إلى فمه؟ وحين تسأله أمه  لماذا يفعل ذلك؟ يجيبها بتلقائية: "إنه يخاف إن أكل بسرعة لقيمات كبيرة أن ينتهي الطعام دون أن يشبع؟ وبسبب هذا البطء في تناوله الطعام كان يغفو في جلسته أمام الصحن والطعام لم ينفذ بعد.

كان الأب في الأيام الخوالي يبعث ثلاثة من أولاده الأشداء ويطلب منهم إن يغسلوا أيديهم بالماء والصابون جيدا وهي من المرات القليلة كل أسبوع التي يبذر فيها كل هذا المقدار من الصابون. ويطلب منهم إن يذهبوا إلى مهمتهم. فيذهب كل واحد منهم إلى جزار من جزاري السوق ويشرع كل واحد منهم على حدة بلطم أفخاذ اللحم المعلقة في محل الجزار بباطن كفه عدة مرات وبعد ذلك يخرجون من دكاكين الجزارين دون أن يشتروا شيئا من اللحم وفي البيت ينتظرهم أبوهم وقد امسك بين يديه وعاء فيه ماء قليل فيغسلون أيديهم المضرجة بفتات اللحم في الماء وسط ضحكات الفوز والكسب المجاني ويوضع الغسيل بعد ذلك فوق مرق الخضار الذي تعده الجدة ويثردون ذلك اليوم خبزهم في مرق دسم فيه رائحة اللحم وطعمه؟

 

(3)

خلال سنوات القحط شعروا إن الوضع المزري لأحوال الناس قد عدل وضعهم وصار الجميع سواء فلن يعيرهم أحد بسبب بخلهم حتى ذلك الهازل العابث زائر الساعة التاسعة ليلا توقف عن الطواف حول بيتهم يوم الخميس من كل أسبوع ليعيرهم ببخلهم فقد صار الناس سواء في البخل وسنوات الجوع هي الفترة التي استعادوا فيها إنسانيتهم ورباطهم الروحي بالجيران وهم ألان يعيشون فترة ازدهار فكري لا مثيل لها وقد وصف الصحفي فترة القحط بالفترة التاريخية التي ينضج فيها الإنسان ويصير واقعيا إن الوضع السابق هو الوضع الخطأ وأن المفردات الفكرية زمن القحط هي تعابيرهم التي أضاعوها لفترة طويلة فهم مثلا يرددون ما قاله سيدنا المسيح وقد رأى رجلا يأكل للحما: " لحم يأكل لحما؟أو أقوال الاقدمين مثل :" ما اهلك الناس إلا الأحمران : اللحم والنبيذ؟ وما اهلك الناس إلا الأصفران : الذهب و الزعفران؟ أو قولهم عن امهر الأطباء: أن عامة أهل القبور إنما ماتوا بالتخمة وليس من قلة الطعام؟ وقولهم: أن مدمن اللحم كمدمن الخمر؟ كما إن الأخوين إذا اجتمعا وطلب أحدهما من الأخر أن يأكلا معا في صحن واحد أتهمه الأخر قائلا معي رغيف خبز ومعك رغيف مثله ولولا انك تريد أن تأكل أكثر من رغيفك لما قلت لي تعال لنأكل في صحن واحد؟ صار الجود عندهم فسوقا.

والسخاء صار من وسوسات الشياطين. وفسر الصحفي في عموده اليومي أن الرجفة و الصاعقة التي أخذت أهل مدين وعاد الأولى في قديم الزمان كانت بسبب سخاء كان فيهم وان الريح التي أهلكت عادا كانت بسبب أن طعامهم كان مبذولا للباحثين عن عمل من الأمم الأخرى في بلادهم. وان النقد أساس كل نقد أدبي وان ثقافة البلاد استعادت توازنها وصارت الكتب تطبع بربع كمية الورق الذي كانت تطبعه في زمن التبذير لتوفر الحكومة الورق الأبيض لطبع العملة الوطنية وهي الغاية الأسمى لصنع هذا الورق الأبيض الصقيل أما تبذيره في صناعة الكتب وطبع الصحف فذلك من الحمق وسوء التدبير؟

 

(4)

أخيرا نعم أخيرا وجد الناس أنفسهم وتوازنوا مع واقعهم وشعروا أنهم في الوضع الاجتماعي الصحيح وبأمكانهم ألان فقط إن يضحكوا ملء أفواههم من بلايا وموبقات عهد الخير السابق وقد كانوا يعيرونهم بما ينبغي تكريمهم بسببه ومن لا يعرف إن من الخير أن تقول (لا) براس مرفوعة لمن يطلب الإحسان منك بدلا من إن تقول (نعم) براس مطأطأة ويدك مرتبكة تبحث عن المحفظة في الجيوب فلا خير يرجى منه؟

* كاتب وصحافي عراقي مقيم في المغرب

 faissalhassan@maktoob.com