جائزة العويس لجمعة الماجد وسلمى الجيوسي

أعلنت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أمس عن منح جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لجمعة الماجد رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث والشاعرة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي تقديراً واعترافاً بالدور الريادي لكل منهما في خدمة العلم والثقافة ونشرهما في الوطن العربي والعالم
وأعرب جمعة الماجد عن سعادته لمنحه الجائزة وعن شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تشجع على بناء مؤسسات المجتمع المدني مثل مؤسسة العويس وغيرها... ودعا الدول الخليجية خاصة والعربية والإسلامية عامة أن تحذو حذوها، وتسمح لأصحاب رؤوس الأموال أن يستثمروا أموالهم في مؤسسات خاصة تسهم في تطوير الثقافة والمجتمع وتحافظ على التراث وتشارك في التقدم الحضاري.. جاء ذلك لدى تلقي سعادته من البيان خبر فوزه بالجائزة، وأضاف رداً على أسئلتها إن سلطان العويس رجل خير، وقدم الكثير لدولة الإمارات على كل الأصعدة، من بناء للسدود ومساهمة في تجارة اللؤلؤ ودعم البنوك.. إلى تأسيس هذه الجائزة الثقافية التي يجب أن تكبر وتتوسع لتصل إلى العالمية في المستقبل. وعن اختياره لجائزة الانجاز الثقافي والعلمي قال الماجد إن هذا يرجع إلى اللجان القائمة على الجائزة والتي تتعامل بإنصاف مع الجميع، وعبر عن فخره واعتزازه بسلطان العويس الذي كانت تربطه به علاقات قديمة ومتينة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من أصحاب رؤوس الأموال الذين يمكنهم المساهمة في تطوير الثقافة والمجتمع، لكن لا توجد الأرضية المناسبة لهم، ودعا كل الدول العربية والإسلامية الا تقف في طريق بناء مؤسسات المجتمع المدني، بل تراقبها وتشجعها كما تفعل دولة الإمارات العربية المتحدة


جائزة خالية من الشطط.
كان خبر فوز الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي بجائزة العويس للإنجاز العلمي مفاجئاً لها، فإضافة إلى أنها كانت تعتقد أن جائزة العويس تم الإعلان عنها كاملة قبل نحو الشهر، أيقظها الهاتف من نومها، وعلقت على ذلك قائلة، إنها المرة الثانية التي تستيقظ من نومها على خبر سار كهذا، والمرة الأولى كانت حين أخبرها صديق أميركي عن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، وكانت سعادتها كبيرة لأنها ساهمت في ترشيحه وعملت على نشر أعماله في الخارج. وأوضحت الدكتورة الجيوسي أن جائزة العويس خالية من الشطط، ركزت نفسها من البداية لخدمة الثقافة بشكل موضوعي وعادل، فكل الذين نالوا الجوائز في كل المجالات يستحقونها. وتحدثت الدكتورة سلمى عن لقائها بسلطان علي العويس في الإمارات، وعن بداية تأسيس الجائزة وفوز فدوى طوقان أجمل النساء الكبيرات في العمر، وعن الجائزة بمنحاها المعنوي والمادي، وكيف يمكنها الإسهام بالمشاريع الثقافية الكبيرة ، كالمشروع التي تقوم به الآن، وهو كتاب ضخم يضم نحو 56 دراسة تبحث في المدينة في العالم الإسلامي سيسهم في تعريف الغرب بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية.

أحقية الفوز
وأوضح عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في بيان صحافي، إن مجلس أمناء المؤسسة قرر منح الجائزة في جلسته المنعقدة تاريخ 30 /12/ 2007 بعد عدة مداولات واجتماعات لاختيار الفائزين في هذه الدورة، وبعد استعراض لأعمال وإنجازات 140 مرشحاً أجمع على أحقية الفائزين بالجائزة في هذه الدورة. وقال إن جمعة الماجد ساهم ولا يزال يساهم في خدمة العلم ونشر الثقافة من خلال تأسيس المدارس الأهلية والكليات التعليمية في عدد من الإمارات التي يتلقى فيها أكثر من 10 آلاف طالب العلوم الأساسية والجامعية بالمجان، إسهاماً منه في تمكين المحتاجين من الحصول على حقهم في التعليم، إضافة إلى إنشائه مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة الذي يقوم بجمع الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالتراث والتاريخ العربي والإسلامي وصيانتها وترميمها وحفظها من التلف والضياع.
أما الدكتورة سلمى الجيوسي، فعلاوة على دورها الشعري والنقدي في الوطن العربي، فإن ريادتها غير مسبوقة في التصدي منفردة للتعريف بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية في الغرب، وإعادة الاعتبار لهذه الثقافة سواء من خلال نقل وترجمة الأعمال العربية الفكرية والأدبية إلى اللغة الإنجليزية أو من خلال مشروعاتها البحثية والدراسية كمشروع بروتا ورابطة الشرق والغرب وإسهاماتها في نشر الموسوعات والبحوث المتعلقة بالحضارتين العربية والإسلامية وبالأدب العربي المعاصر


جمعة الماجد
ولد جمعة الماجد سنة 1930م في منطقة الشندغة، دبي، وهناك نشأ مع عائلته، حيث كان يصطحبه والده منذ الصغر إلى رحلات الغوص في فصل الصيف. تعلم القراءة والكتابة وشيئاً من علوم الدين والقرآن الكريم واللغة العربية في الكتاتيب على يد المطوع، وكان منذ صغره يشعر بقيمة الكتاب. بدأ حياته العملية في التجارة مع خاله، ثم صار تاجرا، ففتح الله له أبواب فضله. ومنذ مطلع الخمسينات سعى إلى فتح عدد من المدارس الخاصة الخيرية حيث قام بفتح مدرستين في دبي هما مدرسة جمال عبد الناصر للبنين، وثانوية آمنة للبنات، بمباركة من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ودعم عدد من المحسنين أمثال حميد الطاير وعبد الله الغرير، وناصر راشد لوتاه وغيرهم. توالت جهوده في فتح عدد من المدارس التأسيسية والثانوية إلى جانب الكليات التي عنيت بالدراسات العليا للبنين والبنات، وبشكل تعاوني خيري ليتحمل الجزء الأكبر من الكلفة المادية لاستمرار هذه الصروح التعليمية
ونتيجة لتطور واتساع اهتماماته بالتعليم بمستوياته المختلفة افتتح مكتبة عامة لتلبي حاجة الباحثين والدارسين والقراء. ولشعوره بالحفاظ على المخطوطات العربية والإسلامية الهامة وضرورة اقتنائها وترميمها والحفاظ عليها، أنشأ مركز متخصص لمتابعة الوثائق والمخطوطات وسافر بنفسه إلى عدد من أقطار العالم لجمع هذه المخطوطات النادرة وبذلك أصبح المركز الذي أسسه أحد أهم مراكز الحفاظ على المخطوطات في الوطن العربي. وفي عام 1990 قام بتأسيس جمعية بيت الخير مع نخبة من زملائه الخيرين، بغرض تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من الفقراء. ساهم مع زملاء له في إنشاء المدارس في عدد من الدول العربية والإسلامية، وتقديم الدعم للتعليم عامة. تقلد عدة مناصب ومواقع هامة في مجمل الحياة الاقتصادية والثقافية داخل وخارج الدولة منها : عضو مؤسس لغرفة تجارة وصناعة دبي، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية لإمارة دبي، مؤسس مجموعة شركات جمعة الماجد ورئيس مجلس إدارتها، مؤسس ورئيس مجلس أمناء كلية الدراسات العربية الإسلامية دبي، عضو المجلس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة.عضو مؤسس لمؤسسة الفكر العربي - بيروت لبنان. عضو اللجنة الاستشارية لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد سابقًا . وحاز على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية منها

سلمى الخضراء الجيوسي
ولدت سلمى الخضراء الجيوسي لأب فلسطيني وأم لبنانية، وقد نشأت في بيت معروف بوطنيته وثقافة أبناء العائلة. تعلمت في القدس وبعد أن أكملت دراستها الثانوية في مدرسة شميت الألمانية بالقدس، أرسلها أبوها إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تخرجت متخصصة باللغات. برزت موهبتها الشعرية مبكرة وهي صغيرة، إلا أن أباها نصحها بأن لا تكتب الشعر إلا بعد أن تتعلم العربية جيداً، وتمتلك نواصي الشعر. بدأت النشر في مجلة الآداب البيروتية قبل عام 1960، حيث صدر ديوانها الأول العودة إلى النبع الحالم. قامت بالتدريس بعد تخرجها من لندن عام 1970 متخصصة بالأدب العربي في العديد من الجامعات العربية والأجنبية الخرطوم، الجزائر، قسنطينة، يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم في جامعة مشيغان، واشنطن، تكساس. من خلال إقامتها في أمريكا والتدريس في جامعاتها اكتشفت ضعف تاثير الثقافة العربية على المجتمعات الغربية، ففكرت في تأسيس مشروع كبير يقدم الثقافة العربية إلى الغرب فأنشأت عام 1980 مشروع بروتا للترجمة، ونقل الثقافة العربية إلى أمريكا ودول الغرب. عملت في الترجمة وأنجزت العديد من ترجمات القصص القصيرة العربية والشعر العربي. بدعم من جامعة كولومبيا في نيويورك قامت بمشروع موسوعة الشعر العربي ونشره كما قامت بعدة مشاريع حيوية منها موسوعة الأدب الفلسطيني، مجموعة المسرح العربي الحديث، كما قامت بإعداد كتاب جامع عن الحضارة العربية في الأندلس. حصلت على عدة زمالات دراسية لإنجاز مشاريع محددة مثل زمالة من جامعة مشيغان، وكذلك زمالة الفولبرايت في سوريا والأردن وفلسطين. أنجزت العديد من المشاريع الهامة في الحياة الثقافية العربية مثل دارسة شاملة في الشعر الأندلسي، وتحرير كتاب جامع عن حقوق الإنسان في النصوص العربية، وتجميع وتوثيق وترجمة المسرحيات العربية القصيرة إلى جانب نشاطها في مشاريع أخرى عن القدس، والعرب في إسبانيا، وعالم القرون الوسطى في أعين المسلمين. شاركت في العديد من المؤتمرات والمنتديات الأدبية والثقافية على مستوى الوطن العربي والعالم. صدر لها حتى الآن أكثر من 22 كتاباً هاماً تعتبر معظمها مصادر رئيسية في الثقافة العربية، وقد حققت بهذه الكتب جسراً ما بين ثقافتي العرب والغرب، وترجمت إلى الإنكليزية عدداً من الروايات والدواوين الشعرية