مخطط صهيوني لتحويل جنوب الأقصى إلى متنزه توراتي ليلي

زينب خليل عودة

كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن السلطات الصهيونية وأذرعها التنفيذية توسع من دائرة حفرياتها في المنطقة الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، والمعروفة بالقصور الأموية، بالإضافة إلى إجراء عمليات بناء وتغيير للمعالم الأثرية التاريخية الإسلامية.

وذكرت في تقريرٍ لها أنه من خلال اجتماع قرائن عدة، وتحليل واقع الأعمال الاحتلالية في منطقة القصور الأموية؛ فإن المؤسسة الصهيونية تخطط لتحويل منطقة القصور الأموية إلى متنزه توراتي سياحي ببرامج مكثفة في ساعات الليل.

يشار إلى أن "مؤسسة الأقصى" قد قامت بعدة جولات ميدانية خلال الفترة الأخيرة للاطلاع على آخر المستجدات والتطورات في المنطقة الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك والزاوية الختنية (أسفل محراب الجامع القبلي المسقوف)، وهي المنطقة نفسها الواقعة ملاصقة خلف الجهة الجنوبية للمصلى المرواني وجزء من المسجد الأقصى القديم، والجامع القبلي المسقوف، وكلها تعتبر جزءًا من مبنى المسجد الأقصى الكلي في هذه المنطقة، والتي تعرف باسم القصور الأموية، أو جزء منها.

وقالت مؤسسة الأقصى أن المؤسسة الصهيونية وأذرعها التنفيذية تنفذ في هذه الأيام حفريات واسعة، وبالمقارنة بين الزيارات السابقة يظهر جليًّا أن المؤسسة الصهيونية الاحتلالية توسع من دائرة حفرياتها في الموقع المذكور؛ حيث تجري أعمال حفريات في نحو تسعة مواقع متوزعة تتنوع طبيعة الحفريات فيها، وكذلك التحضير لأعمال حفريات أخرى؛ حيث غطيت مساحات من الحفريات بغطاء بلاستيكي أسود يخفي مجريات الحفريات، في حين تجرى حفريات أخرى في طبقات تحت الأرض في ممرات ومناطق مقوسة.

كما كشفت عن أعمال بناء واسعة وشق أرصفة، يتخللها وضع الحصي وصب الباطون للأرضيات وجوانب الأرصفة، مشيرة إلى أنه خلال هذه الأعمال البنائية يتم أولاً هدم المعالم الأثرية الإسلامية، ثم إقامة الأبنية والأرصفة الجديدة التي تختلف اختلافاً كاملاً عن الأبنية الأثرية الأصلية، وكل ذلك يترافق مع استحداث ساحات بين الموجودات الأثرية في المنطقة إياها.

وذكرت مؤسسة الأقصى إن أكثر ما يلفت النظر في أعمال البناء والإنشاء التي يقوم به الاحتلال أمران؛ أولهما قيام الاحتلال بصب قوالب مستطيلة الحجم من الباطون توضع في وسطها قطع حديدية، وهي القوالب التي عادة ما تحمل أعمدة الإضاءة الكهربائية العملاقة، أما الأمر الثاني فهو مد شبكة خطوط كهربائية واتصالات واسعة وكثيفة في كل المنطقة، وهو ما يعززه صب قوالب الباطون الحديدية.

ولفتت إلى أنه في نفس الوقت لاحظت من خلال رصد مجريات الأوضاع في المنطقة ذاتها، أنه في الفترة الأخيرة يتم تسيير قوافل مكثفة من السياح الأجانب من جهة والجماعات اليهودية من جهة أخرى، في ساعات النهار، وأخرى في ساعات الليل، وإجراء حلقات دراسية واحتفالات وإقامة شعائر دينية يهودية تلمودية، خاصة في منطقة المدرج المستحدث الواقع خلف الباب الثلاثي المغلقة في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وهو المدرج الذي افتتحه رئيس الحكومة الصهيونية السابق إيهود باراك عام 1998 كجزء من مخطط الهيكل المزعوم.