يسعى الناشط الإسلامي البريطاني إد حسين لاحتلال مكانة بارزة في المشهد البريطاني، ويعرض هنا الناقد الفلسطيني لكتابه الجديد الذي يطرح فيه سيرته ويمهد به للدور الذي يريد أن يلعبه.

«الإسلامي»: معالجة اعتذارية لنشاط الإسلاميين

تجربة الإسلاميين ببريطانيا في العقد الاخير من القرن الماضي

إبراهيم درويش

 

(الاسلامي The Islamist) هو عنوان كتاب صدر العام الماضي اعده ناشط اسلامي سابق في صفوف حزب التحرير الاسلامي، في فرعه البريطاني. والكاتب هو اد حسين (محمد محبوب حسين) الكتاب عن تجربة شاب ناشط قاده غضب الشباب للانضمام للعمل الاسلامي في تجلياته اثناء العقد الاخير من القرن العشرين، وعن خروج الشاب او الصبي من شرق لندن من حزب التحرير داعيا الي منع الحزب، وناقدا اطار التعددية الثقافية، ومبشرا بما يراه الاسلام الصحيح الذي يتجلي في اسلام والده والشيخ الذي كان يزور بيت والده في منطقة لايم هاوس، شرق لندن، والذي يدعوه بـ الجد وهو شيخ صوفي كان يحضر ليقدم دروسه للمسلمين الهنود والبنغال الذين يعيشون في شرق لندن. يكتشف اد حسين اذن جذور ما يراه الاسلام المتنور في تعاليم الصوفية، وهو الآن يترأس جمعية صوفية تحمل اسم واحد من اوائل المسلمين في بريطانيا عبدالله قويليام (1856 ـ 1932).  (الاسلامي) هو استعادة لتجربة خمسة اعوام في العمل الاسلامي في بريطانيا وهو استعادة لحقبة التسعينات التي كان فيها النشاط الاسلامي خاصة بين الجيل الثاني من ابناء المهاجرين واضحا، حيث اكتشف اد حسين وجيله هويتهم في الاسلام وليس في بريطانيا او هوية عائلاتهم الاثنية.

ويقص علينا اد حسين رحلته مع الاسلام السياسي التي بدأت في سن السادسة عشرة K وانتهت بعد ان رفض تعاليم الاصوليين وعاد لحياته العادية وعائلته بعد رحلة عاطفية مضطربة.  ويقدم حسين كتابه علي انه يشرح عوامل الجذب الكامنة في الفكر المتطرف، والكيفية التي يقوم بها الناشطون الاسلاميون في اختراق المجتمعات المسلمة والتأثير علي شبابها، ويشرح اجندتهم المعادية للغرب والاعتدال الاسلامي. يحدثنا حسين عن رحلته مع الاسلام السياسي التي بدأت في التسعينات عندما انضم الي مسجد شرق لندن الذي يقول انه يدار من قبل اتباع الجماعة الاسلامية التي اسسها عام 1942 في الهند ابو الاعلي المودودي، ثم انخرط في نشاطات منظمة الشبان المسلمين، واخيرا رحلته مع حزب التحرير، ورحلة الخروج من الحزب واجندته المتطرفة، متأثرا بالصوفية من خلال دروس الداعية الامريكي حمزة يوسف هانسون، والداعية الامريكي الاخر حا ميم نون كيلر. بعد فترة عمل قصيرة في مصرف هونغ كونغ شنغهاي (اتش اس بي سي)، وفترة اخري في دمشق حيث تعلم العربية، واخري مع المجلس البريطاني في جدة.

يقدم حسين في الاسلامي عرضا للطريقة التي تتبعها الجماعات الاسلامية في تجنيد الشباب وغسل ادمغتهم. ويقدم نقدا للحركات الاسلامية العاملة في بريطانيا. ويبرز دوره كمنظم وقائد حركي في العمل الطلابي الذي ركز علي تأكيد الهوية الاسلامية للشبان، والتعاطف مع مشاكل العالم الاسلامي، ودعم المسلمين في البوسنة والشيشان وكشمير، وفرض الحجاب في الكليات، وتوفير غرف الصلاة للطلاب المسلمين، وتنظيم محاضرات لمحاضرين وناشطين جهاديين. ويبرز حسين دوره بانه كان مثيرا للمشاكل لادارات الكليات، كما يتحدث عن ثورته علي موقف العائلة من نشاطات وعلاقته بالاسلام السياسي، حيث يروي كيف ترك البيت واعتصم لأيام في مسجد شرق لندن. وهو المسجد الذي ينتقد ادارته فيما بعد، ويعتبر اجندتها مع اجندة المجلس الاسلامي البريطاني بانها اصولية. يروي حسين ان ثقافته عن الاسلام الشامل الذي لا يفرق بين الدين والسياسة جاءت من كتاب اصدرته المؤسسة الاسلامية في ليستر والفه غلام سروار وهو (الاسلام: المعتقدات والتعاليم). ويقول ان الكتاب ملأ فراغا في معلوماته عن الاسلام لانه اول كتاب قرأه عن الاسلام بالانكليزية، وكل معرفته بالاسلام وهويته الاسلامية جاءت من اهله وعائلته. ولم يسلم كاتب الكتاب سروار من انتقادات حسين حيث قال انه ضلله وانه لم يكن مؤهلا للحديث عن الاسلام لان تخصصه هو مجال ادارة الاعمال، مع الكاتب يشرح هذا ولم ينكره بالصورة التي يوحي بها حسين. ويقول ان سروار كان يترأس جمعية تعليمية تدعو الي فصل الطلاب المسلمين عن زملائهم البيض، مع ان غالبية طلاب مدرسته في ستبني غرين، شرق لندن كانوا من اصول بنغالية ومسلمين، ولكن حسين يقول ان جمعية سروار كانت ذات اجندة خفية وواجهة للجماعة الاسلامية الباكستانية.

اد حسين يقدمنا في بداية كتابه للنموذج الاسلامي الذي سيعود اليه في رحلته القصيرة مع الاسلام الحركي او الحركة الاسلامية، فهو يحدثنا عن عالم والده الذي كان يطوف مع الشيخ الصوفي مدن بريطانيا وعلاقة الابوة التي طورها الشاب مع الشيخ الذي كان يقضي وقتا في بيت العائلة في شرق لندن. الاسلام هذا معتدل تقليدي، بعيد عن السياسة ينظر او يتعامل مع الفكر الاسلامي الذي تمثله الجماعات الاسلامية الجديدة بنوع من الشك والكراهية، ومن هنا كان الاب يفضل الصلاة في مسجد بريكلين، الذي يعود مبناه الي القرن الثامن عشر ـ وكان كنيسة ثم كنيسا لليهود واخيرا صار مسجدا. بالنسبة لوالد حسين الذي يقول انه كان يعشق التاريخ ويشير دائما الي كينغزلي هول في حي بروملي باي بو، والذي قضي فيه المهاتما غاندي فترة وهو يتدرب كي يتأهل للعمل في سلك المحاماة. يذكرنا حسين بان والده كان يكره جماعة مودودي وكذا كل الصوفيين. لكن الشاب الذي انتقل الي مدرسة ستفني غرين ذات الغالبية المسلمة وبعدها الي كلية تاور هاملت، سيتمرد علي الاسلام التقليدي ببيت والده، وسيصبح عضوا فاعلا في الحركة الاسلامية الحديثة التي تمثلها الجماعة الاسلامية الباكستانية، والتي تسيطر علي مسجد شرق لندن (ايست لندن موسك)، والذي يقول ان اعضاء مجلس ادارته علي علاقة مع المال السعودي، وان بعض اعضاء المجلس اتهموا بالاختلاس، وان الشرطة الانكليزية تم استدعاؤها مرة لفض خلاف بين الجماعات المتناحرة للسيطرة علي المسجد.

تعرف حسين علي الاسلام الحركي من خلال اخ مسلم هو فالك الذي كان عضوا عاملا في منظمة الشباب المسلم وقدمه اول مرة لفكر المودودي وفكر الحركة الاسلامية المعاصرة والذي وجد تجلياته في كتاب سروار عن مفاهيم الاسلام الاولية. يكتب اد حسين عن تجربة الاسلاميين في الكليات والجامعات البريطانية، ويتساءل عن غياب الاسلام الثوري الذي دعا اليه المودودي وسيد قطب في السياق البريطاني، ليكتشف ان المودودي وقطب اللذين عبرا عن تجربة ما بعد الاستعمار في كتابتهما، كانا يكتبان عن زمن خاص وسياق محدد، وهذا السياق غير متوفر في بريطانيا. ومع ان اد حسين يبدو قاسياً علي الاسلاميين من ممثلي المودودي والاخوان المسلمين حيث يتهم قادتهم باخفاء اجندة وراء الواجهات التي اقاموها، الا انه كان ناشطا في الكلية التي سجل فيها كلية تاور هاملت والتي كان احد اعضاء جمعيتها الاسلامية، وفي هذه الكلية يقدم صورة عن النشاط الاسلامي في التسعينات محاضرات ومحاربة التصرفات اللاخلاقية ومواجهة ادارة الكلية للحصول علي حقوق الطلاب المسلمين ورعاية الاخوات، اللائي بدأن يرتدين الحجاب، ويقول ان الاخوات بدأن بارتداء الحجاب، ثم النقاب ثم توقفن عن الحديث مع الاخوة، ويري في تصرفات الاخوات نوعا من النفاق، فهن يتجنبن النظر او الحديث مع الاخوة، ولكنهن يتحدثن بحرية مع الاساتذة (غير ـ المسلمين). ويشير الي اللقب الذي بدأ الاخوة يتداولونه للاشارة للاخوات اخوات النينجا.

اد حسين يتحدث عن الاحداث التي شكلت تصرفات وعقول الشباب المسلم في هذا العقد، مشيرا الي حدث البوسنة الذي كان عاملا مهما في تشكيل مواقف وافكار الجيل هذا، فأشرطة الفيديو التي صورت فظائع الصرب ضد المسلمين (البيض) البوسنة وضعت اسئلة امام المسلمين البريطانيين عن مستقبلهم وامكانية نجاتهم في وضع يشبه وضع المسلمين البوسنة. اسئلة البوسنة وغيرها جعلت اد حسين يغير موقفه من اساليب الحركة الاسلامية، وينخرط في صفوف حزب التحرير الذي بدأ يوجد موقعا له في الساحة البريطانية منذ الثمانينيات، ورحلته مع حزب التحرير جاءت علي الرغم من تشكيك ناشطي الحركة الاسلامية من امكانية نجاحها في السياق البريطاني. ولكن حسين يؤكد ان آراء ومواقف الاسلاميين كانت غير صحيحة لان حزب التحرير وجد مجال الحرية والديمقراطية التي يحاربها لكي يمارس نشاطاته ويصبح قوة مؤثرة علي الشباب المسلم البريطاني، ويعود هذا للدور الذي لعبه قادة مؤثرون في الحزب، فريد قاسم وعمر بكري محمد.

رحلة اد حسين التي بدأت بمواجهة مع والده الذي طالبه بان يختار بين عائلته او حركته فاختار الهرب اي التنظيم انتهت به ليصبح كادرا من كوادر حزب التحرير مشغولا بهمّ الامة وتهيئة الظروف لعودة الخلافة. ويذكر هنا ان عمر بكري محمد قال لاعضاء الحزب ان الخلافة هي امر ضروري وواجب وانه حتي لو كان الاعضاء يناقشون موضوعا عن دجاج المزارع فيجب ان يربط بالخلافة. ويقول الكاتب هنا ان عمر بكري كان اول من غرس وتدا بين اعضاء الحزب والقانون/ الشرطة حيث كان الاعضاء لا يؤمنون بقوانين البلد ويسوقون سياراتهم بدون رخص، كما يشير الي ان اجواء الحلقات كانت دائما تفوح منها رائحة التدخين نظرا لان الشيخ تقي الدين نبهاني كان يدخن. تخرج اذا اد حسين من مدرسة النبهاني بعد ان تخرج علي كتابات سيد قطب والمودودي، واصبح مشغولا بالخلافة، بعد ان كان يهتف بشعار الاخوان الذي علقه في غرفته: الله غايتنا، والقرآن دستورنا، والرسول قدوتنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله اسمي امانينا.

رحلة حسين مع حزب التحرير لم تطل، فقد بدأت جذور القلق تبدو بعد مقتل طالب نيجيري في عراك طلابي في كلية نيوهام، شرق لندن، وقد نفي الحزب اي علاقة له بالحادث، ويقول ان عملية القتل كانت بمثابة التحذير له ودعوة للاستيقاظ من احلام الجهاد وتغيير العالم واقامة الدولة الاسلامية. وهناك عامل اخر هو دخول اد حسين الجامعة وتعرفه علي فتاة وزواجه منها، ويتذكر هنا نصيحة قدمها له استاذ علم اجتماع ذو توجه يساري قال انه ان اردت تغيير العالم فعليك اولا ان تتعلم مما اكد له ضرورة ان يبتعد كثيرا عن الحزب، ورحلته لسورية والسعودية التي ينتقد نظامها الشمولي وعنصريتها وتمييزها ضد النساء كانت كفيلة بابعاده عن فكر الحزب، وخلال هذه الفترة بدأ بالاهتمام بالصوفية واكتشاف البعد الروحي في الاسلام. ينتقد اد حسين ما يراه التركيز علي البعد الحركي في الاسلام وعدم الاهتمام بفروض الصلاة وواجبات الدين،وكأن النشاط مقدم علي العبادات، وقد ناقش هذا الامر مع عمر بكري محمد الذي اعترف بوجود هذه المشكلة مشيرا الي ان تصرفات الاعضاء كانت وراء ما اعتبره النبهاني في زمنه تأخر قيام الخلافة التي اعتقد انها ستقوم خلال 13 عاما من اعلان الحزب.

قطيعة اد حسين مع حزب التحرير لم تنه علاقته بالاسلاميين، فقد خاض تجربة اخري مع اسلاميي الاتجاه الآخر، اي الجماعات المرتبطة بمن قال انهم الاخوان المسلمون وحماس، والمودودي، اي عودة اخري للمربع الاول، وهو ان اقر ان التخلص من اثار حزب التحرير، الا انه اثناء دراسته في الجامعة عرف انه ان تكون مسلما بدون تنظيم امر صعب فان تكون مسلما يعني ان تكون اسلاميا. هذه الفترة يطلق عليها اد حسين بانها فترة الازدواجية، فوحيدا كان يمارس التفكير الحر ولكن مع الاسلاميين كان يتظاهر بانه اسلامي. يكتشف اد حسين كما سيكتشف لاحقا في سورية والسعودية ما يراه عداء لليهود متجذراً في فكر الاسلاميين، مذكرا قارئه بما تعرض له اليهود في اوروبا من اضطهاد ومذابح. هنا يقدم المنظمات الاسلامية التي حاولت تقديم نموذج للاسلام بانها علي علاقة بالاسلام المتطرف، والاسلاميون في نظره استفادوا من المال السعودي وعقيدتهم وهابية، بل يقول ان السعودية تقوم بمراقبة النشاط الاسلامي عبر دوائر متخصصة لتجنيد ونشر الدعوة الوهابية في الدول التي تتواجد فيها هذه السفارات. وقد تلقي دعوة من موظف تونسي في رابطة العالم الاسلامي لدراسة اللغة العربية مجانا في السعودية وهو ما اعتبره محاولة لتجنيده. سيعود اد حسين للسعودية التي عمل فيها مدرسا وزوجته وسيتحدث عن العنصرية ضد الافارقة، ومشكلة الحرمان الجنسي التي يعاني منها السعوديون، ورسائل الاباحية التي يتناقلها السعوديون فيما بينهم علي هواتفهم النقالة، ومعاداة السامية وكراهية اليهود والغرب، وتدمير كل المشاهد المرتبطة بحياة الاسلام الاولي وكراهية الصوفية، ويتساءل اد حسين ان سورية التي وان لقيت معالجة ايجابية بعض الشيء منه، تعتبر من دول محور الشر، اما السعودية فهي حليف الغرب.

في سورية ينهار لديه حلم الامة الاسلامية الواحدة، وهي البلد التي جاء منها عمر بكري وحشا عقول المسلمين البريطانيين بمفهوم الامة الواحدة، ففي سورية وجد اد حسين انه لن يقبل كما هو في المجتمع السوري المنفتح نوعا ما والمحب لرئيسه بشار الاسد، وغير المهتم بافكار الخلافة والامة الواحدة. لكن سورية التي تواجد فيها اثناء الغزو الامريكي كانت مجمعا للجهاديين والشبان الذين جاؤوا للتبشير بافكار حزب التحرير، بل ان آصف حنيف وعمر خيام اللذين قاما بعملية انتحارية في تل ابيب تم تجنيدهما للاسلام الراديكالي في بريطانيا، وتم استغلالهما من حماس في سورية، وفي هذا السياق يصف حسين زعيم حماس الروحي الذي كان شبان الجمعية الاسلامية البريطانية يذهبون لزيارته في غزة بالزعيم الناري. هنا نقطة اخري ان حسين الذي تعلم كراهية بريطانيا وهو في الحزب اصبح سفيرها من خلال نشر الثقافة الانكليزية ويتساءل في ثنايا كتابه: هل تكره بريطانيا الاسلام؟ الجواب لا.

رواية اد حسين عن النشاط الاسلامي الحركي في بريطانيا لقيت حفاوة كبيرة عندما صدر كتابه في ايار (مايو) العام الماضي، ولقي كتابه معالجات مثيرة ومشجعة واصبح كتابها امرا لازبا لكل مسؤولي الحكومة، خاصة ممن لهم علاقة بالاسلام والمسلمين في بريطانيا. فقد اعتبر الكتاب انه محاولة من شاب مسلم لانقاذ الاسلام من ممثليه غير المنتخبين. ولكنّ كتاباً اخرين ناقدين اعتبروا ان كتابه سيستخدم من قبل كارهي الاسلام لتبرير كرههم للاسلام، خاصة الحزب القومي البريطاني. كما ان حديثه عن العلاقة بين فكرة التعددية الثقافية والتطرف الاسلامي ستؤثر علي الحريات الشخصية بل ان دعوته لحظر حزب التحرير، تحمل في طياتها مخاطر من تحول الحزب الي جمعية سرية لا يمكن التعرف علي نشاطاتها. وربما قلل اخرون من اهمية روايته واعتبروا دوره في هذه الفترة ثانويا. من حق اد حسين ان يتحدث عن سنوات الغضب فكل شاب معرض للمرور بها ولكن انتقاده المر، وتحامله علي جماعات ومنظمات وهيئات باسم الغضب هذا ليست مقبولة او مبررة. وقد عشنا هذه الفترة عندما كنا طلابا في الجامعة في شرق لندن، وما كتبه اد حسين ليس غريبا علي كل الذين درسوا في الجامعة في تلك الفترة. اما بالنسبة لتقييمه او مشاهده في العالم العربي فهي رؤية سائح جمع معلوماته من القيل والقال والملاحظة دون ان يكون قادرا علي تحليل البنية الاجتماعية المنتجة لها. كثيرون ينقلبون علي ايديولوجياتهم، بعضهم يتحول لناقد عقلاني، او اعتذاري او منشق يمزج المرارة بغضب يحاول ان يمحو الماضي ويشوهه. امر اخر ان كل الذين رحبوا بكتاب حسين فهموا سياق التجربة بظروف الحاضر، اي ما بعد 9/11 في نيويورك و 7/7 في لندن واحتلال العراق.

علي العموم فان تجربة حزب التحرير وثقتها الباحثة البريطانية من اصل فلسطيني سهي التاجي الفاروقي في دراستها للدكتوراه ونشرتها تحت عنوان مغامرة اصولية واعتمدت فيها علي مصادر اولية ومقابلات مع قادة الحزب ووثائق غير منشورة. اد هو اختصار لمحمد، حيث يقول ان زملاءه السوريين كانوا يتحرجون من مناداته باسم محمد واختاروا اسمه الاوسط محبوب، اما هو فاختار الحرفين الاخيرين من اسمه في تهجئته بالانكليزية (اي دي: اد). 

عن القدس العربي ـ لندن
The Islamist:
Why I joined radical Islam in Britain
What I saw inside and why I left
By: Ed Husain
Penguin Books
London/ 2007