بعد دراستها التمهيدية والقسم الأول من هذه اليوميات في العددين الماضيين تقدم محررة باب علامات هنا الحلقة الثانية من سلسلة اليوميات الفنية في الصحائف الشامية، وتنقلنا عبرها إلى زخم بدايات النهضة الفنية والمسرحية في بلاد الشام ومناخاتها.

يوميات فنية في الصحائف الشامية

(الحلقة الثانية)

أثير محمد على

الروايات والبنات:
هجم علينا التمدن الغربي حاملاً على صدره بعض الحسنات وجاراً بذيله العشرات بل المئات من السيئات فأفسد أكثر مما أصلح. وشر ما ألقاه بين يدي فتاتنا الشرقية الروايات الغربية الغرامية الفجعية القاتلة للوقت، المفسدة للنفس والجسد معاً. تخرج البنت من المدرسة وقد تفرنجت في زيها وذوقها فترتدي ماخف وغلا. وتجلس في سريرها صباحاً وعند النافذة مساءً تطالع الروايات وتحفظ ما يهيج العواطف من العبارات. ومطالعتها الروايات في سريرها تضرّ بصحتها لأنها تحدث تصلباً في الرقبة وأحياناً حؤولاً في العينين وبطئاً في الدورة الدموية، تنتهي أقل سيئاته بفقدان الشهوة وسوء الهضم. وكلّ فتاة انصرفت إلى قراءة الروايات الغرامية فقدت اللذة التي يشعر بها غيرها من معاشرة الطبيعة لأنها تتمادى في المطالعة مجذوبة بغرامة القصة وبما يكسوها من عبارات الغرام التي ينفتح لها قلبها فتخشى إنفاقه إذا هي أغلقت الكتاب فتسير مع المتحابين تارةً تحبذ عمل هذا وطوراً عمل تلك وهي لا تدري بجريان السم في بدنها لأنها تعد سم الروايات ترياقاً لخمولها وسلوى لسآمتها. نحن لاننكر على الفتاة حبها ولا نستهجن انصرافها إليه إذا كان طاهراً نافعاً طبيعياً من ورائه اقتران قلبها بقلب آحر يماثله في صفائه ونعتقد أن القلب الذي انطفأت شعلة ناره لايصلح لانماء الحياة العمرانية ولا للقيام بما فرضته النواميس السماوية والأرضية لأن الحب صلة تربط الأرض بالسماء. ولكننا ننكر كل النكران على الفتيات السوريات تهافتهن على مطالعة الروايات المفسدة للأخلاق بما تتضمنه من الأساليب الباطلة والأسباب الفاسدة والتشويقات المنحرفة عن محجة الصواب المؤدية إلى أوخم العواقب. ولا نرى بداً في هذا المقام من التنويه بما للروايات التمثيلية الفاجعية من التأثير على أخلاقنا وخصوصاً على فتياننا. لأن مناظر القتل التي تنتهي بها كل مأساة تمثل على الملعب ترسخ في العقل وجوب الانتقام والموت في سبيل الحب وفي الدفاع عما يسمونه الشرف. فيدّخر الناظر مؤنة من الأساليب والأدوات التي ينتحر بها أبطال الرواية حتى إذا عرضت للفتى أو الفتاة أحوال تقرب مما شهدوه على الملعب لجأوا إلى قتل أنفسهم تقليداً لأبطال المأساة الذين يعتقدون أنهم ذهبوا ضحية الشرف. وقد لحظ علماء العمران أن الانتحار (أي قتل النفس) يزداد كثيراً في البلدان التي تمثل فيها الروايات الفاجعية المسماة بالتراجيديا. ولذلك فاننا نلفت أنظار الوالدين إلى هذه الحقائق الراهنة لعلهم يتمكنون بحكمتهم من اقناع أولادهم ليعدلوا عن مطالعة الروايات الغرامية وخصوصاً التراجيدية. أما الرويات الأدبية والتاريخية ففيها سرور للنفس وفوائد للعقل ترقى بقارئيها وقارئاتها إلى ما يستحب وما تستطاب فلا لوم على قارئيها وقارئاتها ولا عتاب. فعسى أن نرى من فتياتنا السوريات إعراضاً عن الروايات الغرامية وإقبالاً على الأدبيات.

(المرأة الجديدة(1)، س 1، ج 4، بيروت، تموز 1921)  


سارة برنار... وفاة ممثلة شهيرة(2):
حملت الأنباء نعي سارة برنار... قيل في هذه السيدة أنها ممثلة من قمة رأسها حتى أخمص قدميها. وقد اتخذ شهيرو الرسامين من مواقفها المبتكرة الرائعة صوراً ناطقة بالحياة لم تكُ الرسوم التي نالوا بها شهرة شيئاً ازاءَها... ولدت علم 1845، وانخرطت في سلك الممثلين عام 1862 حيث كانت تلقب "بالطفلة الهائلة". ثم انتقلت إلى ملعب آخر اسمه الاوديون وظلت تفضله على سائر الملاعب حتى وفاتها وكانت لأول وهلة دخلته فيها تلعب بألباب مديريه وتفتن عقول أساتذة التمثيل بصوتها الجميل الرنان لولا بعض الخشونة فيه فأصبحت موضوع عبادتهم.... تلك هي أعظم امرأة سحراً وشكلاً بين جميع نساء القرن التاسع عشر حتى قيل فيها ان ما من امرأة استطاعت أن تلعب بقلوب الأمم على اختلاف عناصرها وأذواقها مثلها... ظلت مستمرة على العمل بالرغم من كبر سنها حتى قبل وفاتها ببعض أسابيع إذ كانت قد مرضت... أما عن عظمة قوتها البدنية. ومقدرتها على الكفاح. واحتمال الأهوال. ومغالبة المصائب. فحدث ولا حرج... وكانت غريبة الاطوار إلا أن هذه الغرابة تناقصت في شيخوختها. ولم تكن تلك الأطوار مشوبة بالشر ولا ناجمة عن رعونة وطيش... وكان عدم مبالاتها بما يصيبها من الآلام أحد أسرار إبداعها. وكانت شديدة الوطنية، فلم تنشب الملحمة الألمانية الفرنسية عام 1870 إلى عام 1871 حتى حولت الاوديون إلى مستشفى. وأقامت على خدمت الجرحى بنفسها(3)... وكانت تكره الغنج (والنغش) والقحة أشد الكره. كثيرة الولع بالمخاطر شديدة الغرام بالتغيير. أنشأت فضلاً عما قامت به من أدوار التمثيل عدة روايات. وكانت في كل طور من أطوار حياتها آية في النشاط الذهني والبدني... نختم هذه الكلمة ببعض ما باحت به لصحيفة أميركية... قالت: "يسألونني اليوم ما هو الفرق بين ماضي وحاضري صحة وتأثراً وشعوراً فأجيب أني لم أرَ فرقاً وها أنا الآن في الثامنة والستين كما كنت منذ أربعين سنة أبكي ملء عيني وأضحك ملء رئتي عندما أريد وكما أريد... إن سر القوة هو أن لا نكف عن الدفاع فليضع الإنسان نصب عينيه أن الحياة معترك طويل... فليسر مسلحاً مستعداً للكفاح... ولتكن أسلحته البشاشة والعزم والرجاء.

سألني أحدهم مرة إن كنت أفضل الرجل على المرأة: إنه سؤال دقيق على أني اعتقد أن المرأة بطبيعتها أضعف من الرجل لأنها امرأة خاضعة بتركيبها الطبيعي لسيادة عواطفها على دماغها عدا عن أن الأمومة حاجز طبيعي يقف بينها وبين مطامعها... فلتبتعد المرأة عن كل سياسة وعن كل ما يسمى سياسة. لتكن محامية لتكن أستاذاً لتكن طبيباً... ليكن للنساء حق التصويت في الانتخاب لأن جنسهن مهما كان ضعيفاً لا يمنعهن عن صحة الحكم في أهلية رجل ما لاحدى الوظائف العمومية، وبما أنهن أشد وطنية من الرجال ففي تصويتهن من العدالة ما لا يكون في تصويت الرجال بعد سنين طويلة...

(العروس(4)، مج 9، ع 4، دمشق، أيار 1923)


الأندية الأدبية في دمشق:
ظهر في دمشق أثناء العهد الفيصلي نادٍ نسائي أدبي كان أعضاؤه من الطوائف المسيحية المختلفة وأقام منذ إنشائه حفلتين كبيرتين لم يسبق في الشام نظيرهما وكان الغرض من هذا النادي جمع المال اللازم لإنشاء غرفة قراءة خاصة بالنساء، وقد مضى عليه حتى الآن ماينيف على السنتين وهو يدأب لأجل هذه الغاية. وقد جدد انتخاب أعضائه في هذا العام فنالت بأكثرية الأصوات حق الرئاسة السيدة مسوك قرينة الدكتور ابراهيم مشاقة ونياية الرئاسة السيدة روز شحفة وإدارة الأشغال السيدة ثريا شخلاوي وكتابة المراسلات والوقائع الآنسة أليس قندلفت وأمانة الصندوق الآنسة ايمي كحيل. وظلت الآنسة نظيرة عجمي مديرة للمكتبة لعدم انتهاء مدتها المعنية. فنهنئ أعضاء اللجنة الادارية الجديدات. وقد دعت هيئة النادي بعد الانتهاء من الانتخاب الدكتور اسكندر عجمي لالقاء محاضرة في غرض النادي... وقام في الشام على إثر ظهور النادي النسائي ناديان أدبيان أحدهما للفتيان الأرثوذكسيين وآخر للمارونيين وقد تتابعا إقامة الحفلات الأدبية في الشهر الماضي وهي حركة مباركة حبذا لو تكون أسبوعية ولو بشكل أصغر من شكلها الفخم. فنشجع القائمين وهم نخبة سيدات الفيحاء وفتيانها على اطراد السير في هذا اللهو الأدبي الجديد المفيد.

(العروس، مج 8، ع 6، دمشق، تموز 1922)


المرأة ذات الملابس الرمادية(5):
رواية كبرى لطيفة، تمثل فصولها الثمانية عشر على مسرح قهوة النصر، يتخللها أبدع المشاهد، ولطيف الحوادث، فيها صور لدهاء المرأة ومكائد الرجل وفضيلة الأخلاق العالية. ثم تعرض بعدها رواية "النمر المقدس" الشهيرة فهلموا إلى مسرح النصر يا عشاق الأدب والفن.

(فتى العرب(6)، س 6، العدد 543، دمشق، 20 أيلول 1923)


(فتى غسان): مأساة ذات أربعة فصول، و(أبو عبد الله الصغير، آخر ملوك العرب في الأندلس). ستصدر هاتان الروايتان في القريب العاجل مطبوعة طبعاً جميلاً ومزينتين بالرسوم.

(فتى العرب، س 6، العدد 543، دمشق، 20 أيلول 1923)


ستقام مساء اليوم الجمعة على مسرح قصر البلور في باب توما ليلة خصوصية تحت رئاسة المطربة الشهيرة جميلة دحروج. ويقوم الممثل الشهير حمدي شمس بتمثيل أدوار مضحكة للغاية فنحث أرباب الذوق على الإقبال عليها.

(المقتبس، س 15، ع 4060، دمشق، 29 آب 1924)


في سينما النصر (الحرب العمومية الكبرى) أو (واقعة فردون الشهيرة): رواية هامة أخذت مناظرها في الحرب الكبرى تظهر فيها المعدات الحربية الحديثة من مدافع ودبابات ورشاشات وطيارات، وتتجلى فيها الشجاعة التامة والشهامة. ذات 8 فصول تعرض بكاملها في مساء الخميس 4 أيلول مع الجزء 8 و9 من رواية (ايدي بول) الشهيرة.

(الفيحاء(7)، س 2، ع 56، دمشق، 5 أيلول 1924)


قصص تمثيلية لجماعة من أشهر الكتاب الفرنسيين:
بقلم طه حسين. في 263 صفحة يطلب من ناشره صاحب المكتبة التجارية بمصر، ومن المكتبة العربية بدمشق. ثمنه ريال مجيدي وربع. في هذا الكتاب النفيس خمس عشرة رواية تمثيلية لطائفة من رؤوس كتاب الرواية في فرنسا كبول هرفيه وفرنسوا دي كوريل والفريد كابو وهنري برنستين وغيرهم. وقد لخصها العلامة الأستاذ طه حسين الغني عن التعريف تلخيصاً حسناً وجردها من حلتها التمثيلية. ولكنه أضاف إلى كل واحدة منها شرحاً دقيقاً بين فيه مغزاها، وعرض ما فيها من الآراء الاجتماعية والفلسفية عرضاً موجزاً جامعاً. حتى صدق فيها قول صاحبها في مقدمتها أنها (فصول في النقد والتحليل). وهي مطبوعة حسناً إلا أنها لا فهرس لها.

ونحن نتمنى أن تقبل ناشئتنا على هذه القصص وتنكب على درس ما فيها من تحليل المعضلات الاجتماعية التي تعرض للناس جميعاً لئلا يقابلوا تلك المعضلات في حياتهم العملية وهم لا يعرفون صدورها وأعجزها.

(الفيحاء، س 2، ع 56، دمشق، 5 أيلول 1924)


رواية جميلة:
يمثل فريق من الشبان الناهضين طلاب المدارس العليا على مسرح زهرة دمشق رواية (لولا المحامي)(8)، وذلك مساء الأربعاء ليلة الخميس الواقع في 17 الجاري. وستكون هذه الرواية من أجمل ما شاهدته المدينة من حيث موضوعها وتمثيلها. نحث عشاق الأدب والفنون الجميلة على حضورها. أما التذاكر فإنها تباع في المحال الآتية: سميراميس: منير العيطة، عبد المجيد الهريسي/ المطعم الوطني: سعيد عبيد.

(المقتبس، س 16، ع 4150، دمشق، 15 كانون الأول 1924)


التمثيل للنساء:
طلب السيد أمين عطا الله صاحب جوق (كش كش) السماح له بتمثيل رواية للنساء، فأحيل طلبه إلى مفتي دمشق، فارتأى حضرة المفتي عدم جواز التمثيل للسيدات.

(المقتبس، س 16، ع 4232، دمشق، 20 آذار 1925)


لا تمثيل للسيدات:
جاءنا ما نصه: قررت هيئة تمثيل رواية (لولا المحامي) في اجتماعها المنعقد مساء الأحد في 25 كانون الثاني سنة 1925 عدم تمثيل تلك الرواية للسيدات بالأكثرية العامة.

(المقتبس، س 16، ع 4187، دمشق، 27 كانون الثاني، 1925)


حول رواية:
طلب فريق من العلماء والأعيان منع تمثيل رواية (لولا المحامي) للسيدات، فأجيب طلبهم. وقد أبلغت الحكومة الذين عزموا على تمثيلها أنها لا تسمح لهم بالتمثيل(9).

(المقتبس، س 16، ع 4232، دمشق، 29 كانون الثاني 1925)


رواية (ثارات العرب)(10):
مثلت هذه الرواية من قبل بعض شبان حمص لأول مرة مساء الخميس ليلة الجمعة، فكان الإقبال عليها عظيماً وقد أجاد الممثلون في التمثيل وقاموا بأدوارهم حق القيام حتى أنه عندما أعيد تمثيلها مساء السبت ليلة الأحد كان الإقبال عليها أعظم من المرة لأولى حتى أن بهو قهوة الفرح الداخلي لم يسع المتفرجين فقعد الناس في البهو الخارجي. وقد أرصد ريعها لمنفعة الجمعية الخيرية الإسلامية بحمص.

(ألف باء(11)، س 5، ع 1495، دمشق، 13 آب 1925)


حفلة خيرية:
يمثل نخبة من الشبان الاسرائليين يوم السبت في 21 الجاري على مسرح الهبرا (باب توما) رواية (الشريف المحتال)، وسيرصد ريع هذه الرواية لجمعية ملجأ الغرباء.

(المقتبس، س 16، ع 4234، دمشق، 20 آذار 1925)


ألفرد الكبير:
رواية تاريخية، جمعت بين النثر والنظم، وهي من روايات شبلي بك ملاط المعروفة. نفذت طبعتها الأولى فأعادت (مكتبة التوفيق) البيروتية طبعها. أميرة العفاف أو الزوجة المخلصة: رواية تمثيلية ذات أربعة فصول تأليف عيسى ميخائيل سابا، جمعت بين الشعر والنثر أيضاً. جزاء الشهامة: رواية تاريخية تمثيلية بقلم سليم جدّي(12).

(الميزان(13)، س 1، ع 12، دمشق، 7 نيسان 1925)


ليلة ساهرة:
يحيي جوق الأستاذ أمين أفندي عطا الله ليلة ساهرة على مسرح الأوبرا العباسية ليلة الجمعة في 16 نيسان (1925). ويقدم فيها رواية (كش كش في العصفورية). فنحض محبي التمثيل على حضورها لما فيها من الألحان الشجية، والمواضيع الاجتماعية. وتشنف الأسماع السيدة سارينه المصرية، فتلقي أنشودة (الجريح الوطني) تلحين وتوقيع العبقري كميل أفندي شامبير(14).

(المقتبس، س 16، ع 4255، دمشق، 16 نيسان 1925)  


حفلة جميلة:
تحتفل مدرسة الاليانس الاسرائيلية الفرنسوية يوم الأحد المقبل الواقع في 11 تموز (1925) في الساعة الثامنة والنصف مساءً حفلتها السنوية في معهدها في حي الاسرائليين. وستمثل فيها رواية من النوع المعروف (بالأوبرت) بالفرنسية، ورواية هزلية بالافرنسية، ومثلها بالعربية. وستكون الحفلة تحت رعاية رئيس الحكومة وغاية (في) الإتقان. أما تذاكر الدخول فهي تباع في محل السميراميس، ولدى مزراحي إخوان في سوق الحميدية، وفي مدخل المدرسة ليلة الحفلة وهي على ثلاث درجات بـ 100، 75، 50 قرشاً سورياً. فنحث الأهلين على حضور هذه الحفلة الجميلة لما حوته من اللذة والفائدة.

(المقتبس، س 16، ع 4318، دمشق، 7 تموز 1925)


شركة ترقية التمثيل العربي:
تؤم في هذا اليوم جوقة ترقية التمثيل العربي برئاسة السادة عكاشة وشركائه، وستباشر بتمثيل رواياتها على مسرح الزهرة يوم الخميس 20 آب.

(ألف باء، س 5، ع 1499، دمشق، 18 آب 1925)


الرواية الثانية الجديدة لشركة ترقية التمثيل العربي عكاشة وشركاهم
على مسرح زهرة دمشق اليوم السبت 22 آب رواية شمشون ودليلة. الرواية من أولها إلى آخرها غناء وموسيقى. رواية شمشون ودليلة مكتوبة باللغة الفصحى. أسعار الدخول: ليرة عثمانية ذهب لوج لأربعة أشخاص/ 1 مجيدي كرسي في الصالون. مساء الأحد 23 آب رواية طارق بن زياد الفاتح العظيم. يوجد محلات للعائلات في الصالون. ترامواي = اوتومبيلات = لنقل المتفرجين مجاناً.

(الزمان(15)، س 1، ع 144، دمشق، 23 آب 1925)


صلاح الدين الأيوبي:
إذا أردت أن تشاهد صفحة من أمجد الصفحات في التاريخ العربي فلا يفوتك الذهاب مساء الخميس إلى مسرح زهرة دمشق حيث تشاهد تمثيل تلك الرواية الخالدة من قبل جوقة عكاشة التي عرف الجمهور مبلغ علو كعب أفرادها في فن التمثيل الأدبي ومن المعلوم أن موعد سفر الجوقة من دمشق كان يوم الخميس، ولكن إقبال الأهلين على حضور رواياتها ذلك الإقبال العظيم دل على عظم تعلقهم بها فاضطرت لتمديد أجل مكوثها في دمشق بضعة أيام أخرى.

(ألف باء، س 5، ع 1508، دمشق، الجمعة 28 آب 1925)


التمثيل في فرنسا:
وقعت في باريس مبارزة بسبب النقد المسرحي بين المسيو بيبر بريسون الناقد الروائي الشهير ومحرر صحيفة النقد المسرحية في جريدة الطان وبين المسيو فرانسوا ريشبان، وذلك لأن المسيو بريسون نقد في إحدى مقالاته مواقف تمثيلية لمدام كورا لاباسيري والدة المسيو ريشبان والممثلة بمسرح الارنيون، فانتهز المسيو ريشبان وجود الكاتب ذات ليلة في المسرح وصفعه علناً، واتفق على المبارزة وقد وقعت المبارزة في غاب بولونيا، فأطلق المسيو بريسون النار على خصمه فلم يصبه، وانتهت المبارزة بذلك ولم يحصل صلح بين الخصمين.

(الفيحاء، س 3، ع 115، دمشق، 15 كانون الثاني 1926)  


سحر الغناء في قهوة القوتلي:
نعلن لعموم أهالي دمشق الكرام أننا قد استحضرنا على أهم جوق مؤلف من أشهر الآلاتية والموسيقيين برآسة المطربة الشهيرة صاحبة الصوت الرخيم وهي (السيدة أنيسة المصرية)، مع بقية الستات المشهورات ببديع رقصهم وهن السيدة شارنيه الحلبية، السيدة فورطنه الاسلامبولية، السيدة زكية الحلبية، السيدة ماريكه الرومية. وتختم كل ليلة بفصل مضحك جديد من قبل الممثلين الشهيرين السيد حمدي شمس، وأبو سليمان المعروف. فهلموا يا عشاق الطرب.

(المقتبس، س 18، ع 4692، دمشق، 17 آذار 1927)


الاحتفال بعيد الأضحى المبارك على مسرح زهرة دمشق:
يرفع الأستاذ جورج أفندي أبيض وأفراد فرقته إلى أهالي الفيحاء الكرام خصوصاً، وإخوانهم الإسلام عموماً، عظيم التهاني والتبريك مع أحسن التمنيات القلبية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أعاده المولى على الأمة الإسلامية باليمن والاسعاد أعواماً عديدة. وإنه ابتهاجاً واغتباطاً بذلك فسيقيم مهرجاناً فنياً خصوصياً مدة أربعة أيام العيد السعيد مدخراً له كبريات الروايات الجديدة الشيقة بعناية كلية والبرنامج كما يلي: أول يوم العيد (رواية الشرف والوطن) ليلة للعموم الساعة 9 مساءً. ثاني يوم (عطيل القائد المغربي). ثالث يوم (الممثل كين). رابع يوم (المرأة المجهولة). فيقوم بأهم الأدوار الأستاذ جورج أفندي أبيض والسيدة دولت(16)، وباقي أفراد الفرقة من ممثلين وممثلات. ويطرب الحضور بأدواره وقصائده الجديدة بلبل مصر الأستاذ محمد أفندي أنور. وكي لا يحرم السيدات من الاشتراك بهذا السرور فقد تقرر إقامة حفلات نهارية خاصة بهن في ثالث ورابع أيام العيد، والأسعار كالمعتاد. فهلموا وشرفوا لنعايدكم.

(المقتبس، س 18، ع 4758، دمشق، 10 حزيران 1927)


هذا المساء أعظم افتتاح للسرك الأفريقي العظيم في جنينة الدفتردار قرب المنشية. 60
ممثل وممثلة و100 حيوان، سباع ونموره، فيال، ضباع، قرود، خيل، كلاب، وغيرها من الحيوانات. في كل يوم حفلة ليلية الساعة 9 افرنجية مساءً. في كل يوم جمعة حفلة خصوصية للسيدات الساعة 3 افرنجية بعد الظهر. وفي كل من يومي السبت والأحد حفلتين نهاريتين للعائلات الساعة 3 افرنجية بعد الظهر.

(المقتبس، س 18، ع 4711، دمشق، 14 نيسان 1927)


جوق عكاشة في دمشق:
يوم الثلاثاء القادم(17) سيؤم دمشق على قطار حيفا جوق عكاشة الشهير وهو أفضل الأجواق المصرية والذي امتاز عليها جميعاً بما فيه من ممثلين وممثلات حازوا قصب السبق في المباريات الكبرى التي قامت بها الحكومة المصرية ونالوا أعظم جوائزها. وسيبدأ بتمثيل رواياته الكبرى على مسرح (زهرة دمشق) ابتداءًا من ليلة الأربعاء القادم حيث يمثل الرواية الخالدة (زهرة الشاي) التي حازت إعجاب الجمهور في مصر. ويقوم الجوق بحفلات نهارية للسيدات في يومي الخميس والاثنين. فنحث جمهور الأهلين الكرام على مشاهدة هذه الروايات البارعة التي سيقوم جوق الأستاذ عكاشة بعرضها ليروا روائع الفن ومجد التمثيل وفضيلة النبوغ والبراعة.

(المقتبس، س 18، ع 4809، دمشق، 22 آب 1927)


أرسل الأستاذ عبد الله أفندي عكاشة، والسيدة فكتوريا موسى(18) وجميع أفراد فرقتهما بمناسبة وفاة المغفور له الزعيم الجليل سعد زغلول باشا البرقية الآتية:
السياسة، الأهرام، البلاغ، بيت الأمة بمصر.
صعقنا الخبر المشؤوم فنعزي أمتنا بهذه النكبة الفادحة.

عبد الله عكاشة، فكتوريا موسى، عبد العزير خليل، مصطفى كامل الفلكي، فؤاد فهيم، عبد المجيد شكري، عبد العزيز رشدي، ابراهيم نونو، فردوس محمد، فكتوريا سويد، حسن حبيب، عثمان حلمي، حسن موسى(19).

(المقتبس، س 18، ع 4815، دمشق، 30 آب 1927)


في المسارح:
تدرس مديرية الصحة قضية تحديد عدد الكراسي اللازمة في المسارح، وقد علمنا أنها طلبت من أصحاب المسارح وضع آلات لإطفاء الحريق في مقاهيهم.

(المقتبس، س 19، ع 4883، دمشق، 2 تشرين الثاني 1927)


في سبيل التاج
رواية تمثيلية خالدة وضعها الكاتب الفرنسي المشهور (فرانسوا كوبه) مثلت للمرة الأولى على مسرح (الاوديون) باريس عام 1885 أي منذ 42 سنة ولا يزال لها شأنها الرفيع في عالم التمثيل. وقد نقلت إلى سائر اللغات الافرنجية، ونقلها إلى رواية قصصية بليغة السيد مصطفى المنفلوطي عام1920 وأهداها إلى فقيد الشرق المغفور له سعد زغلول.

وفي العام الفائت أعادها السيد حليم دموس إلى رواية تمثيلية نثرية وشعرية(20).

(مجلة التاج(21)، س 1، ع 1، حلب، 20 شباط 1928)


كره الاستعباد لا ينافي حب شكسبير
لندن قال مكاتب جريدة "سكونسان" في لندن أنه من المفيد أن تسمع من صديق عاد من مصر من مدة قريبة كيف قوبل تمثيل روايات شكسبير في القاهرة بحماسة عظيمة وقد أثر في نفس هذا الصديق تأثيراً خاصاً ما شهده من أن التصفقيق الشديد جاء من الطلبة الذين يضمرون أسوأ شعور نحو بريطانيا ويسيرون في طلائع المظاهرات ضدها.

(المقتبس، س 19، ع 4994، دمشق، 11 نيسان 1928)


على مسرح قصر البلور
فهناك يطرب الحضور البلبل الصداح (ملكة جمال) وترافقها الممثلة البارعة السيدة (الست مارسيل) والست حبيبة هلالة الذي أذاع صيتها خفة رقصها وحركاتها. (الفرقة الموسيقية) برآسة السيد جميل جمعة والعواد الشهير ابراهيم شامية والكمنجاتي الياس فنون.

(المرصاد(22)، س 1، ع 95، دمشق، 12 تشرين الثاني 1928)


على مسرح شارع نهر بردى جانب قهوة العباسية:
تطرب الحضور البلبل الصداح الست نعيمة وهبة والمطرب الشهير عبد الغني الزيات، وترافقها الممثلة البارعة الست ماري البيروتية والست فكتوريا الحلبية. فهموا يا عشاق الطرب على هذا المسرح.

(المرصاد، س 1، ع 99، دمشق، 16 تشرين الثاني 1928)


على مسرح قصر البلور
فهناك تطرب الحضور البلبل الصداح (ماري الحلبية) وترافقها الممثلة البارعة السيدة (الست مرسيل والست بديعة قطش) والست حبيبة هلالة الذي ذاع صيتها بخفة رقصها وحركاتها. (الفرقة الموسيقية) برآسة السيد منير جمعة والعواد الشهير ابراهيم شامية والرقاق السيد عادل.

(المرصاد، س 1، ع 101، دمشق، 19 تشرين الثاني 1928)


على مسرح زهرة كوكب الصباح، جانب قهوة العباسية: تطرب الحضور البلبل الصداح بصوتها الرخيم (الست نعيمة وهبة) (الست فكتوريا الحلبية) وترافقها الممثلة البارعة الست ماري البيروتية، والمطرب الشهير عبد الغني الزيات، والقانونجي الشهير السيد مظهر.

فهلموا يا عشاق الطرب على هذا المسرح.

(المرصاد، س 1، ع 113، دمشق، 3 كانون الأول 1928)


العمامة على المسرح
روت التقدم(23) أن الشرطة في حلب بناء على احتجاجات شيوخ الشهباء أوعزت إلى أرباب المسارح بأن يجتنبوا كل ما من شأنه المساس بالمعتقدات والعادات وذلك عل إثر خروج إحدى الراقصات على المسرح وهي تلبس عمامة بيضاء وترقص بها. وقد كنا نمر بالخبر دون تعليق لو أن الشرطة منعت هذا العمل من نفسها باعتبار أنه عمل ماس بالعواطف وبالدين وبالتقاليد، ويحتمل أن يحدث شغباً وفتنة ولكن الشرطة على ما يظهر نامت عن الحادث إلى أن أيقظها السادة ببدور الدجى ومصابيح الظلام!!.

(النظام(24)، س 2، ع 51، دمشق، 3 كانون الثاني 1929)


الملاهي والمسارح:
أعدت وزارة الداخلية مشروع نظام للملاهي والمسارح ضمنته من القيود الاحترازية ما يحفظ الآداب العامة ويمنع التهتك والتبذل والرقص الخلاعي وظهور الراقصات والمغنيات بملابس أقرب إلى العري منها إلى الكساء حفظاً لعادات البلاد وتقاليدها.

(المرصاد، س 1، ع 160، دمشق، 20 آذار 1929)


حفلة دار العلم والتربية:
رسالة حماه (16 4 1929 لمكاتب "القبس" الخاص)

مدرسة دار العلم والتربية الوطنية تغنيك شهرتها الواسعة ونجاحها الباهر وقدرة أساتذتها ووفرة آلاتها وأدواتها التعليمية وقاعاتها الأثرية الشهيرة التي يرتادها السياح وعلماء الآثار من كل حدب وصوب والاستفادة العظيمة التي يلقاها التلميذ في هذه المدرسة من أن نعرفك بها أو نذكر شيئاً عن سيرتها وسيرها. اعتادت المدرسة أن تقيم عقب كل فحص من فحوصها حفلة يتبارى بها التلاميذ بخطاباتهم النثرية والشعرية والقطع التمثيلية. وقد كانت الحفلة التي أقامتها مساء أمس(25) في قاعتها الشهيرة على جانب عظيم من الروعة والجلال وحسن الترتيب والانتظام.

افتتح الحفلة مدير المدرسة راشد بك طبارة فشكر السادة الذين لبوا الدعوة وأثنى عليهم الثناء الطيب. ثم ترك للتلاميذ أنفسهم أن يبرهنوا على تقدم المدرسة وسيرها المضطرد للأمام بما يدلونه من براهين دامغة وحجج قاطعة، فانبرى التلاميذ الخطباء يلقون أحسن القطع وأبدعها من منظومة ومنثورة باللغتين العربية والافرنسية، وهناك قطعة صغيرة تمثيلية باللغة الافرنسية أجادها التلاميذ كل الاجادة، والمنظر الذي يطربك منظر بعض أطفال الحديقة الذين دل حسن تربيتهم وانتظامهم على العناية العظيمة التي تقوم بها المدرسة، وكان يتخلل الخطابات أناشيد ينشدها التلاميذ كان لها أحسن وقع لدى السامعين، وقد دامت الحفلة ساعتين كاملتين من الساعة التاسعة حتى الساعة الحادية عشرة غروبية، ثم خرج القوم وكلهم ألسنة شكر وثناء على إدارة المدرسة وهيئتها راجين التقدم المستمر والسير حتى تكون من أرقى المدارس وأحسنها.

(القبس، س 1، ع 57، دمشق، 19 نيسان 1929)


استقبال يوسف وهبي في دمر
الشباب والطلاب والصحفيون يحييون نابغة التمثيل. (لمندوب القبس المسرحي(26)): الشباب وزعيمهم، والصحفيون وأقلامهم، والطلاب وباقاتهم تلك هي الجموع التي ذهبت إلى دمر الأمس لتستقبل الأستاذ يوسف بك وهبي، وترحب بقدومه. وإذا قلنا يوسف بك وهبي فإنما نعني الفن الرائق والأدب العالي والإدارة الفائقة.... وقد كانت الساعة الثانية زوالية عندما أشرف على حديقة الاحتفال وجه بشوش وابتسامة عذبة ونظرات جذابة هو وجه الأستاذ وابتسامته ونظراته. جلس نابغة التمثيل إلى مقعده وقد أحدق به جمهور المحتفين وكلهم تاقت نفوسهم إلى رؤيته وحضور تمثيله... ولم تكن أكثر من بضع دقائق استراح خلالها الأستاذ قليلاً من وعثاء السفر وتناول كأساً من المرطبات حتى انبرى الخطباء واحداً بعد آخر فتكلم النائب المحترم فخري بك البارودي عن الشباب، والأستاذ أديب أفندي الصفدي عن الصحفيين، والسادة العطار ورياض الميداني وعبد القادر الميداني عن الطلاب وكان كل ما في كلماتهم مدحاً وثناء على الأستاذ المحتفى به وعلى جهوده المتوالية في الصعود بفن التمثيل الأدبي إلى أعلى مراتب الرقي والكمال. وقام الأستاذ بدوره فشكر للمحتفين احتفائهم، وعظيم لطفهم وقال مرتجلاً بتواضع عظيم ولغة فصحى ما معناه: (لقد أسرتموني بلطفكم أيها السادة إلى درجة لم أعد أستطيع معها ابداء ما يكنه قلبي نحوكم من شكرعظيم على هذا التكريم. لقد سمعت وقرأت بأن لي في دمشق إخواناً عرباً فجئت لأراهم. أجل لقد جئت كأخ ليرى إخوانه لا كممثل يعرض رواياته، وإذا ما عدت إلى مصر في الغد فلا أقول قد رأيت في دمشق متفرجين عديدين بل إخواناً كرماء كثيرين!

إن سوريا ولا سيما دمشق هي مهد التمثيل منها خرج الممثلون ومنها انتشروا ولولاها لما كان التمثيل ولما كنت اليوم من الممثيلن. وإذا ما تشرفت بزيارتكم فإنما أزوركم كتلميذ درس فنه على أساتذة هم منكم).

فهل من بعد هذا تواضع؟.

وقد تعالى على إثر هذا الهتاف والتصفيق وعاد الجمع على متون السيارات يحيط بالأستاذ ويهتف له ولفرقته. وقد عرفنا ممن رافق الأستاذ في سيارته، وحضر حفلة التكريم الأستاذ الكبير المحامي اسماعيل وهبي بك صاحب محلات المستقبل والمسرح والروايات ومجلة المجلات المشهورة، وهو قد رافق حضرة شقيقه الأستاذ يوسف بقصد النزهة من جهة وموافاة الصحف المصرية بأخبار الفرقة من جهة أخرى. وقد علمنا بأن الأستاذ يوسف بك قد زار رئيس الحكومة ودعاه إلى حضور روايته الأولى (كرسي الاعتراف) وقد لبى فخامته هذه الدعوى. فدمشق ترحب بالأستاذ يوسف بك وفرقته وبزميله الأستاذ جورج بك أبيض.

(القبس، س 1، ع 76، دمشق، 12 أيار 1929)


طلاب الجامعة يكرمون التمثيل/ حفلة تكريم الأستاذ يوسف وهبي: بعد صدور هذا العدد يجتمع أساتذة الجامعة السورية وطلابها في ملحق فندق فيكتوريا لتكريم نابغة التمثيل العربي الأستاذ يوسف بك وهبي رئيس فرقة رمسيس. وسيكون نظام الحفلة على الترتيب الآتي:

يفتتح الحفلة الأديب الناهض السيد صهيب العطار ويقدم الخطباء.
يلقي الشاعر الشاب السيد سمير الرافعي نجل شاعر سورية الكبير عبد الحميد الرافعي نجل عبد الحميد بك الرافعي قصيدة.
يلقي السيد محمد شكري أحد طلاب الجامعة، ومن المصريين الكرام خطاباً..
يلقي السيد ادوار صعب الشاعر اللبناني الرقيق قصيدة.
خطاب للكاتب الكبير الأستاذ معروف الأرناؤوط منشىء فتى العرب.

هذا وقد دعي إلى الحفلة أساتذة الجامعة والصحفيين وفريق من الطلاب.

(القبس، س 1، ع 77، دمشق، 13 أيار 1929)


خطابا الأستاذين وهبي وأبيض في حفلة طلاب الجامعة السورية: وعدنا قراء (القبس) أمس بنشر خطابي الأستاذين يوسف بك وهبي وجورج بك أبيض الذين ألقياهما في الحفلة التي أقامها طلاب الجامعة السورية في حديقة خوام، وقد كنا نتمنى أن نبرّ بالوعد لولا أن فقدنا نص خطاب الأستاذ وهبي الذي تفضل أحد كرام الطلاب باختزاله للقبس على أننا لانزال نذكر منه تلك النكات العذبة التي أطرف بها الخطيب سامعيه.

حدثنا الأستاذ وهبي عن غرامه بفن التمثيل وما لقيه من غضب المرحوم والده عليه وكيف طرده سنة كاملة من منزله فقضاها في الشوارع ثم رضي عنه وأرسله إلى إيطاليا فدخل مدرسة التمثيل وتعذب كثيراً في روما واشتغل في بعض الأحيان خادماً ريثما أتم دراسة هذا الفن الذي أغرم به. ورد على الأستاذ فائز بك الخوري في كلمته عن هدية سورية إلى مصر وهي يوسف الصديق الذي أنقذها من مجاعة. فقال الأستاذ وهبي أنه ولد على شاطئ بحر يوسف وأن جدته كانت تقول له أن أصل عائلتهم من دمشق، ولذلك فهو لا يعد نفسه غريباً عن هذا البلد الذي يكرمه أهله فيه. وهنا أشاد يوسف وهبي بفضل أستاذه الأول جورج بك أبيض وحضّ في ختام خطابه على وجوب تأليف الروايات التمثيلية عن تاريخ العرب.

والحقيقة فقد كان رئيس فرقة رمسيس خطيباً فياضاً كما هو ممثل فنان.


الخطبة الخرساء
أما الأستاذ جورج أبيض(27) فقد أراد كما قلنا أمس أن يكون مرحِباً لا مرحباً به فإنه شبع من الترحيب والإكرام كثيراً وأفاض على المسرح العربي أبدع آيات الفن وأشرفها. وإنك تقرأ كلمته الموجزة البليغة أو "الخطبة الخرساء"، كما سماها هو، تعلم أي نفس كريمة وادعة يحملها ممثلنا الكبير. وهذه هي كلمته: أيها السادة، أنا ابن الشام، يهدر هواها في دمي ويشيع مع النفس في صدري، وأختها مصر دار هجرتي، أستغفر الشرق! بل بلدي الآخر. ومصر الكريمة تعرف كيف تعطف وكيف تولي الجميل فلمصر بقية العمر ولوجهها جهد المقل وفي سبيلها هذا اللسان وهذا القلب. ولقد أشبعتني مصر عطفاً وغمرت جهدي وتعهدت شبابي واكتهالي فإذا أكرمت دمشق أخي وزميلي نابغة مصر وفتى مسرحها ورافع بناء الفن إلى الذروة فكأنها ترد حقاً وتوفي قسطاً. وجدير بسوريا أن تعقد هذا المهرجان لنابغة مصر بعد أن تقبلت مصر كما تقبلت ابن سوريا العاجز! فيا دمشق يا نار الحمية وراية الشرف وفيت للمجد كل قسط. وها أنت توفيني قسط الفن المعلى والخلق المصفى والحسب السكب. فحمداً لك اليوم باسم الفن والخلق والحسب حمداً يزحم فيه القلب الشفة ويحار على الشفة القلب.

          ومن التناهي في البلاغة تركها
                                                  والوقت وقت الخطبة الخرساء!

(القبس، س 1، ع 79، دمشق، 15 أيار 1929)


ليالي ساهرة في مسرح النصر الجديد في شارع النصر
حيث تقوم الفرقة التمثيلية المصرية المؤلفة من 25 ممثل وممثلة برئاسة عبد الحميد أفندي رشدي (كش كش بك)(28) بتمثيل أدهش الروايات وأحسنها وعلاوة على ذلك سيطرب الحضور بصوته الرخيم المطرب الشهير الشيخ سليمان الحبشي والمطرب الصغير خليفة أم كلثوم في الحياة السيد سعد الدين، فندعو عموم الأهلين الكرام لحضور هذه الليالي الزاهرة النادرة.

(القبس، س1، ع 83، دمشق، 26 أيار 1929)


فرقة فاطمة رشدي:
غداً الساعة الرابعة تصل فرقة فاطمة رشدي إلى دمشق وقد تألفت لجنة الاستقبال برآسة خالد بك العظم(29) وسيحتفل باستقبالها في القصير وفقاً لبرنامج اللجنة. ويشترك في هذا الاستقبال أيضاً الصحفيون وأعضاء جمعية مقاومة السل والنادي التمثيلي ونادي الكشاف الدمشقي والطلاب. ومما يجدر ذكره هنا أن الفرقة قد تبرعت بواسطة وكيلها الإداري بحفلة خيرية لجمعية مقاومة السل.

(القبس، س 1، ع 96، دمشق، 11 حزيران 1929)


استقبال فاطمة رشدي في القصير
السيدة فاطمة رشدي تلقي خطاباً جميلاً بقلم مندوب القبس المسرحي: عصارى أمس الأول... انتقلت فرق شباب دمشق إلى القصير لتستقبل الفن، لتستقبل فاطمة رشدي، لتستقبل عزيز عيد. شاء الله لنا أن نستقل سيارة ظاهرها شباب وباطنها هرم فكانت لا تكاد تقف وتستريح وتستعيد قواها الخائرة حتى يستفزنا الشوق للسير على الأقدام في تلك الشمس المحرقة والغبار العاجة لتبلغ القصير قبل فوات الفرصة نمتع الطرف بعجيبة بل معجزة من معجزات الفن لم نكن نحلم قبل اليوم بمرآها. وقف الشباب في القصير وفي تلك الساعة المحرقة يترقب وصول الفن بقلب ملؤه الشوق والرغبة. فجاء الفن وكانت عليه غبار السفر، الغبار التي تنبىء عن مجهود ومتاعب تحملتها فاطمة رشدي وعزيز عيد في نشر الثقافة "العربية" وتعميمها.

وجه بشوش، شفتان قرمزيتان منفرجتين عن ابتسامة خلابة مظاهر تدل على سرور وفرح. تلك هي مظاهر ممثلة مصر الأولى. أما أستاذ الفن وشيخ الممثلين وعميدهم فقد كان كله سروراً وغبطة بهذا اللقاء الجميل. جلست السيدة في صدر دائرة الاحتفال القروية يحيط بها جمهور الشباب ويخيم عليها شجر الزيتون، على يسارها النائب المحترم فخري بك البارودي وعلى يمينها زوجها الأستاذ عزيز عيد وقد عانقت بطاقات الورد النضرة كما ضمت كريمتها الممثلة الصغيرة وابنة الفن عزيزة عيد فكان مشهداً فنياً بكل ما في الفن من روعة وبهاء.

وما همّا أي استراحا قليلاً ونفضا شيئاً من غبار سفرهما وتناولا المرطبات حتى قام المحامي الأديب السيد شفيق سليمان وألقى كلمة باسم نادي الكشاف الدمشقي قال فيها أن الامتحانات هي التي أخرت معظم شباب دمشق عن الاشتراك في استقبالها وأنهم إذا لن يأتوا جسماً فقد أتوا قلباً، وقام من بعده الأديب السيد خيري رضا فألقى كلمة باسم جمعية مقاومة السل ذكر فيها ما للفن من مكانة في المجتمع وكم نحن متعطشون إليه، وتبعه الشاب الأديب السيد عرفان الجلاد الذي ينتظره أكبر مستقبل تمثيلي(30) فألقى كلمة جميلة باسم نادي النهضة التمثيلية هذا نصها: من أجمل أيام الإنسان السعيدة يوم يرى فيه صديقه ولا شك أن المراد من جملة (صديقة الطلبة) التي قرأناها على الجدران أن السيدة النابغة فاطمة رشدي ليست فقط صديقة الطلبة المصريين في مصر بل هي صديقة الطلبة في العالم العربي أجمع. فإننا نشعر أن هذه الصداقة قد تجاوزت حدها هذا وطفت عليه وشملتنا نحن أيضاً الطلاب السوريين لأننا نعيش في هذا العالم العربي المتسع الأرجاء متحدين في الفكر والحس والشعور والعاطفة، إننا لنفخر بهذه الصداقة ونختال بها ونحسبها برهاناً إلى أن فن التمثيل الجميل الشريف سيمشي في بلادنا ويمضي صعوداً نحو المثل الأعلى لأن انصراف الشباب إلى الاهتمام به وإجلاله، وهم مبعث النهضات في الأمم، يجعلنا نثق بما نقول ويكفي هذا الفن شرفاً وفخراً اهتمام صاحبي الجلالة ملك مصر وملك العراق بتكريمه في شخصي السيدة فاطمة رشدي والأستاذ عزيز عيد. وإذا كانت هذه النابغة فوق صداقتها للطلاب قد أدت مع العبقري الكبير عزيز عيد للفن الجميل، الذي يرى فيه الطلاب ركناً من أركان نهضتهم المنشودة، خدمات جلى ووقفا عليه نبوغهما وذكاءهما الباهر كان من بعض واجبهم أن يسرعوا للقائهما والترحيب بهما وبسائر أفراد الفرقة المحترمين وشكرهم على ما يبذلونه من جهد وعلى ما يصيبهم من نصب وعناء في هذه الرحلة المباركة، وها نحن قد أتينا شاكرين مرحبين وأننا لنرجو لكم مقاماً سعيداً كما نشعر بأننا سعداء بكم والسلام عليكم.

وقام على أثره السيد علي خلقي فألقى كلمة باسم المعهد العلماني؛ كما ألقى السيد عبد المجيد القصاب باسم الطلاب العراقيين، هنا... تعالى االهتاف من هنا وهناك، وانجلت الابتسامات من الثغور، فقد قام نائب الشباب المحبوب ليخطب، وقد كانت كلمته من أجمل ما يقال.

وأخيراً... إلتفتت الأنظار إلى السيدة فاطمة رشدي وعم السكون وأخذ كل يحدق وينصت إلى جمالين: جمال الوجه وجمال الخطاب، وهذا نص خطاب السيدة فاطمة رشدي:

طاب وقتكم شباب دمشق الناهض. أهلاً بكم في أرضكم. أرضنا رغم القائلين: فرق تسد.

استقبال بهي يدل على عاطفة سامية تلك مكارم نفس أقف أمامها بالتجلة والاحترام الطويل.

عزيز علي تحملكم مشاق السفر (لأني ذقت طعمها) ومع كل فقد التقينا، أنتم تقولون لنا الحمد لله على السلامة أتيتم أهلاًً، ونحن نقول لكم الحمد لله على السلامة أتيتم أهلاً.

نعم إنّا غريبان ههنا ولا عجب، فالذي جعل المصري غريباً عن دمشق.. عن بغداد غريباً عن لغته بجعل الدمشقي غريباً حتى في القصير!. لقد اندفعت فإذا بي على أبواب السياسة وهي مغلقة في وجه المجتمعات الفنية فما لي والسياسة، فالفن أرق شعوراً وأحسن وقعاً.

لنتكلم أيها السادة عن هذه الاستقبالات، عن هذه الاحتفالات التي تقيمونها هنا وهناك عشاق الفن أهل الأدب لفرقة فاطمة رشدي لصديقة الطالب والطالبة. فذالك أشهى لقلب الفنان والمفتتنين بالفن. فلله تلك المظاهر أبناء العم كم هي حلوة وجميلة أمامي توجهت وجوه نضره، قلوب برره، بشر وأفراح بالفن، لأهل الفن. لأن الفن من مصر ولأن مصر من اللغة العربية، ولأنكم أنتم أحفاد بني أمية من اللغة العربية، ولأنكم عرب مبدأهم إكرام الضيف. فإذا كانت هذه المظاهر موجهة لشخص الضيف فقد أخجلتموني، وإن كانت موجهة للفن أو لمصر فسأقول للفن وأقول لمصر ما عدمتما نصيرا. لكما في دمشق، لكما في بغداد، لكما في بيروت منزلة الحبيب المدله. لقد أكرمتني الجماعات هناك والأفراد في شخصك يا مصر وأكرموا فرقتي كثيراً في شخصك يا فن.

ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
وهي لم تكد تنتهي من خطابها حتى علا التصفيق، والهتاف، واستقل الجمع السيارات، نحو دمشق، يهتف لأميري الفن.

ومما استدعى الانتباه، أن هذا الاستقبال "الفني" لم يخل من رجال التحري أيضاً!! (31)...)

(القبس، س 1، ع 98، دمشق، 12 حزيران 1929)


تأجيل تمثيل الرواية/ فرقة فاطمة رشدي صديقة الطلبة: تعلن أنها اضطرت لتأجيل الحفلة المعلن عنها بتاريخ اليوم إلى مساء الغد = الخميس 13 حزيران نظراً لعدم استكمال المهيئات المسرحية. فغداً الخميس تمثل رواية السلطان عبد الحميد للسيدات نهاراً في سينما الكوزموجراف من الساعة 3 ونصف بعد الجمهور، وللجمهور الكريم في البافيون بلو في الساعة 8 و45.

(القبس، س 1، ع 98، دمشق، 12 حزيران 1929)


السيدة فاطمة رشدي/ نابغة التمثيل في الشرق: أقول لك، وأقول في عقلي؛ أن السيدة فاطمة رشدي هي نابغة التمثيل في الشرق فقد أتقنت هذا الفن اتقاناً يحسدها عليه ممثلو الغرب والشرق والقبلة والشمال وقد ذاع صيتها في كل مكان. وهي فوق ذلك نابغة في حسن الذوق فقد اختارت لفرقتها من الرجال أذكاهم ومن السيدات الفنانات أجملهن منظراً وأرخمهن صوتاً وأحلاهن وأرشقهن حركة وأبرعهن تمثيلاً فجاء جوقها كاملاً متمماً. لهذه المميزات قامت دمشق تحتفي بمقدمها الكريم فذهبت الوفود إلى دوما وما بعدها لاستقبالها، وهناك ألقيت الخطب الترحيبية المعربة عن عطف دمشق على أرباب الفن والنبوغ، وحبها لشقيقتها مصر، مربض الأسود، وحامية الفن. فالنظام يرحب بحضرتها بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن قرائه وأنصاره، ويقول لها: أهلاً وسهلاً ياستي شرفتينا وآنستينا.

(النظام، س 1، ع 22، دمشق، 14 حزيران 1929)


فرقة فاطمة رشدي/ في حديقة البافيون بلو: تمثل مساء الأحد في 16 حزيران رواية

أما ليلة. أما مساء الاثنين فرواية بحد السيف، وهي الرواية التي لقيت اقبالاً عظيماً في مصر فلا تنسوا أن تحجزوا مكانكم منذ اليوم.

(القبس، س 1، ع 101، دمشق، 17 حزيران 1929)


الفرق التمثيلية
لقد كان لقدوم الفرق التمثيلية المصرية لدمشق أثره المنتظر في نفوس الشباب فقاموا يؤلفون نادياً للتمثيل، وهذا أمر مسر. أما الأمر المكدر هو أن يتنازع غداً أعضاء النادي على الأدوار الأولية فيكون مصير النادي الجديد كمصير الفرق القديمة. ففلان يريد الدور الأول في الرواية. ولماذا؟. لأنه قضى على رأيه خمس سنوات في دائرة البلدية!. والآخر يريده قائلاَ أنه دفع كباقي الأعضاء وأن من حقه أن يمثل كما يمثلون أجمعهم. وأنّا خشية وقوع هذا النزاع في المستقبل اقترح على القائمين بتأسيس النادي أن يستعدوا على رواية حاوية للأدوار الأولية منذ الآن. أو أن يعرضوا (بروفاتهم) على الجمهور فيعرف كل قيمته وينتهي هذا المشكل العظيم. (سامي الشمعة)

(القبس، س 1، ع 101، دمشق، 17 حزيران 1929)


النادي التمثيلي يدعو فاطمة رشدي: دعا رئيس النادي التمثيلي حضرة الوجيه خالد بك العظم السيدة فاطمة رشدي والأستاذ عيد لحفلة تكريم اعترافاً بنبوغهما وجهودهما، فاعتذرا لأنهما سيغادران دمشق صباح اليوم (الخميس).

(القبس، س 1، ع 103، دمشق، 19 حزيران 1929)


المصريون في الغربال:
يتحلى المصريون بمزايا جمة وصفات نادرة أبرزها وأظهرها وأكثرها قيمة أنهم (ظرفاء) و(أبناء نكتة) ومقدرتهم في هذا الميدان تتفاوت بنسبة ما يستعمله أحدهم من (الحشيش) والمنزول والأفيون والكوكايين وغير هذه من الأصناف من البضائع التي احتكروها في أسواق الشرق والغرب، وأصبح اسمها مقروناً باسمهم وعنواناً لهم يتميزون به عن سائر مخلوقات الله(32)!!. وهم لهذا موضع المحبة والرعاية والعناية أينما حلوا وحيث ولوا وجوههم المأنوسة اللطيفة، وقد كان من حسن حظنا أو من سوئه أن تعرفنا السنوات الأخيرة على رهط من أكابرهم وأصاغرهم واتصلنا ببعضهم وسمعنا أحاديث البعض الآخر، وسنحت لنا الفرصة فوقفنا على عقليتهم وأحوالهم وأطوارهم، فأصبحت لدينا بعد تلك المعرفة والاختبار مجموعة صالحة للكلام عنهم وللتحدث بشأنهم ما كنا لنطرحها على بساط الكلام لولا أنهم مدوا (بساطهم الأحمدي) وأخذوا يغذون صحفهم فيما يسمونها (نكت عن الشام) وأهالي الشام الذين رحبوا بهم في كل زمان ومكان وأنزلوهم خير مقام! وإذا كنا حقيقة معجبين بفريق منهم كطلعت حرب ومحمود عزمي ومدحت يكن فلا نستطيع إلا أن نضحك بملء أفواهنا كلما ذكر اسم محجوب ثابت، ورفعت باشا الروزنامجي، وحسين هيكل، وفاطمة سري، ويوسف وهبي، وفاطمة رشدي، وعزيز عيد، وزينب صدقي، وفتحية الشيخ أحمد وغير هذه (القائمة) مما يضيق المجال عن ذكره. غير أن التبعة واقعة علينا وحدنا فكم كانت عقولنا صغيرة حينما ركب فريق من شبابنا ووجهائنا رتلاً من السيارات، وإلى أين؟. قالوا إلى دمر لاستقبال الممثل النابغة يوسف وهبي!... ثم إلى أين؟. قالوا إلى عدرا نعم إلى عدرا لنستقبل "الأستاذة" فاطمة رشدي فإنها قادمة لتمثل الروايات! ومن الحق أن نذكر أن المصريين هنا يمثلون روايات سواء على الخشبة أو على الطريق العام. والغريب أن الأستاذ يوسف بك وهبي لم يعد إلى مصر حتى أخذت جريدة شقيقه واسمها (الصباح) تجعل من هذه البلاد موضعاً لقفشاتها الباردة ونكاتها الثقيلة، ولو شئنا أن نتكلم كيف قضت جوقة يوسف وهبي دمشق وغير دمشق أيامها لاستطعنا أن نخجل "الممثل الكبير".

وزينب صدقي الممثلة الأولى خلبت الباب بعض الشبان عندنا فراحوا ينظمون القصائد وينشدون الأشعار ويبادلونها الكتب وكلها تتضمن حديث الغرام المرمض والحب المشتعل ولوعة الفراق وحرقة الاشتياق، فهل استطاعت التحكم بهذه النفوس إلا بما فطرت عليه من خصال محمودة و"مسايرة" لا أمل في أكثر منها من "سيدة" قديرة على اكتساب القلوب وإرضاء العشاق! ولو تذكرت زينب صدقي أصدق كلمة رددها لسانها في سورية وكانت ذاكرتها قوية لعرفت أن كلمة الصدق قالتها لكميل شمبير في مقصورتها أثناء تمثيل إحدى الروايات "احنا هنا يا أخي مش عايزين نمثل، عايزين..."

وأترك لذكاء القارىء إدراك المعنى في تلك النقاط الثلاث!

وقد كان يوسف وهبي وحده يستعمل في الليلة الواحدة "خمس تعميرات" على أقل تعديل، ولو أن لطريق دمر لساناً يتكلم لنقل لصحف مصر الهزاءة الماجنة أحاديث زينب بعد الساعة الرابعة عشر ليلاً ولكنها طريق خرساء. وهل من مصلحة العم يوسف وهبي أن يذكر الكمية التي كان أفراد جوقته يستعملونها من الحشيش حتى أخطرهم صاحب النزل بأن غرف فندقه ليست "غرزة" وليست منزلاً في "درب طياب". وهل يذكر الأستاذ أنه لما سافر من دمشق وأراد في الصباح أن يجمع أفراد جوقه من ممثلين وممثلات فضرب "يده في الهواء" فلم يجد أحداً، فأخذ يبحث عنهم هنا وهناك... أما استعداد الجوقة ومواقفها في التمثيل وتفننها فنترك الأمر فيه لذوي الخبرة الذين كانوا يرون ويسمعون وينصرفون والضحك ملء أشداقهم. أما بقية الجوقة فسنعزوا لها فصلاً خاصاً ثم نلحقه بثان عن جوقة فاطمة رشدي وعن مواقف فاطمة سري ولن ينتهي بنا البحث عن السيدة فتحية بنت الشيخ أحمد وشقيقته المصونة المشهورة رتبة الشيخ أحمد التي لو لم تكن مغنية بارعة وممثلة "أستاذة" لكانت حقاً مربية ثمينة في احد بيوتات كنانة الله مصر القاهرة!!.

(النظام، س 1، ع 25، دمشق، 5 تموز 1929)


فاطمة رشدي في حماة/ غادة الكاميليا:
رسالة حماة (في 15 تموز لمكاتب "القبس" الخاص)

أحسن الله إليك يا فاطمة رشدي بقدر ما ذرفت العيون من الدمع، وصعدت الحسرات من بين حنايا الأضلاع، من كان يظن أن جمعاً غفيراً يربو عدده على الستمأة شخص يقف واجماً متأثراً بحركات السيدة فاطمة رشدي التي انتحلت لنفسها دور (مارغريت) في رواية (غادة الكاميليا). من كان يخطر له ببال أن أصوات البكاء كانت تسمع من جنبات المقهى المكتظ بالمتفرجين من كل حدب وصوب، يكاء ونحيب وعويل وأصوات ملؤها الحسرات والآهات تخرج من أعماق الأفئدة والأحشاء. من كان يتصور أن أحداً يشتري البكاء بالدراهم، فيدفع الثمن عن رغبته؟. إذا كنت ترغب ذلك كان عليك أن ترى فاطمة رشدي في رواية (غادة الكاميليا). ليس لكاتب مهما بلغ به الغلو في الوصف أن يصف السيدة فاطمة رشدي في رواية أمس(33) وصفاً يفيها حقها، ولا لرجل مهما حاول أن يقول كلمة خالصة لقدم منها صورة عن نفسية الممثلة البارعة التي خلبت الألباب وطارت بالعقول والأذهان، فقد أرتنا سحر الحلال والتقمص كيف يكونان، بل الدرس العملي الذي يؤثر على الشعب، فينقله من حال إلى حال. لم يخطأ الذين قالوا أن التمثيل مدرسة سيارة، قلما تأتي المدارس ومقاعدها بالفائدة التي تجنى من مدرسة التمثيل على المسرح. أروني من هو الذي لم يتأثر ليلة أمس على (مرغريت) العاهر، وهي تصارع الموت في آخر فصول الرواية، بينما كانت العيون ترمقها شذراً في أول الفصول، لقد تبدلت الأنفس وتغيرت العواطف، فجذبت القلوب إليها وأسرتها حتى استولت عليها فسيرتها كيف شاءت وأنّا أرادت، فبينما كان المتفرجون في بدأ الرواية يرون في (مرغريت) كل أنواع العهارة والسقوط، وإذا بهم قد انتقلوا في آخرها إلى عطف وحنان لم يستطع أحد منهم أن يكتمها، فانبجست عيناه بالدمع، فأخذ ينتحب ويبكي كالثكلى، وهكذا فالعواطف إن طفح بها القلب وفاض بها اللب فرجت العيون عنها بالبكاء والنحيب. هذه صورة مصغرة نقلناها عن رواية (غادة الكاميليا) التي مثلتها فرقة السيدة فاطمة رشدي، وكم كنا نود لو بقيت هذه الفرقة بين ظهرانينا في حماه يوماً أو يومين آخرين، ولكن الوقت الضيق كان السبب في مغادرة السيدة فاطمة رشدي حماه، والاكتفاء بتمثيل رواية واحدة فقط.

(القبس س 1، ع 127، دمشق، 18 تموز 1929)


حفلة نادي الكشاف الرياضي:
كانت الحفلة التي أقامتها هيئة إدارة نادي الكشاف الرياضي مساء أمس الأول قاصرة على دعوة رجال الصحافة فقط، وقد حضرها فريق من رجال الصحف ومحرريها وتخلف آخرون معتذرين، فاستقبل رجال النادي المدعويين استقبالاً حسناً، وقدموا لهم المرطبات والقهوة العربية، وأنشد الشبان أناشيد وطنية جلّها تتعلق بالكشافة. وقد أتم النادي مسرحه الذي تستوعب ردهته الصيفية زهاء ألفي مدعو كما أتم بناء بهو خاص يستوعب 200 زائر، وغرفة للإدارة ومستودعاً. وتم تأليف فرقة للتمثيل تضم خيرة الممثلين.

(القبس، س1، ع 125، دمشق، 16 تموز 1929)


يمثل نادي الكشاف الرياضي مساء الخميس 8 (آب) الجاري على مسرحه الخاص في شارع خالد بن الوليد "رواية هملت"، وقد أعد النادي لها مناظر خاصة كما أن كبار رجال الموسيقى في الحاضرة قد أتقنوا أناشيد الرواية إتقاناُ معجباً، وسيرى مشاهدوها أنها لم تمثل أحسن من هذا التمثيل من قبل.

(القبس، س 1، ع 142، دمشق، 5 آب 1929)


تقرر أن تؤلف لجنة خاصة من ممثلين مع وزارتي المالية والداخلية ومن معالي حاكم دمشق الإداري ومن المستشار القضائي ومستشار الشرطة لدرس أحوال المقاهي والمسارح ودور السينما والألعاب والرقص، ووضع نظام عام لها بتلافي نواقص الأنظمة المعمول بها حالياً.

(القبس، س 1، ع 142، دمشق، 5 آب 1929)


رواية هملت على مسرح نادي الكشاف
نظرة مستعجلة في الرواية والتمثيل(34) لمندوب "القبس" المسرحي: ألف شكسبير رواية (هملت) عام 1602، وأودع فيها نفسيته الفلسفية وروحه القاسية العنيفة، فجاءت غرة فاجعات الأحلام وأروعها. فقد أراد شكسبير أن يخرج إلى الشعب مظهراً من مظاهر الإخلاص والحقيقة الكاذبين فألف له (هملت). وجاءت مأساته واسعة النطاق دقيقة الموضوع ترى الرجل فيها شبيهاً بالعدم، ترى هملت نفسه الممتليء حياة ونشاطاً يشك في صحة كيانه ووجوده، فإن كل شيء يتهادى ويتردد ويماطل في هذه المأساة القاسية ولا يتم أن يتداعى ويتفكك ويزول... وروايات شكسبير صعبة التمثيل صعبة الإخراج... وقد أقدمت فرقة نادي الكشاف الفنية مساء الخميس(35) ومثلت رواية (هملت)، الرواية التي تعد من أصعب روايات شكسبير تمثيلاً وإخراجاً، فعهدت بدور (هملت) إلى السيد عبد الوهاب أبو السعود، وبدور الملك المغتصب (كلوديس) إلى السيد توفيق العطري، وبدور (أوفيليا) إلى السيدة فيكتوريا حبيقة، وكان السيد عبد الوهاب في هذه الرواية أفضل منه في كل رواية ولو أنه لم يستظهر الدور تماماً. أما السيد توفيق العطري فإني أهنئوه على نجاحه في استظهار الدور، فهذه أول مرة أراه فيها مستظهراً دوره بصورة حسنة، وقد كان أيضاً في رواية (هملت) أفضل من الروايتين السابقتين بأشواط. وإني لأهنيء أيضاً السيدة فيكتوريا حبيقة على نجاحها في دور (أوفيليا) وخاصة في دور الجنون، وجل ما آخذه عليها هو قيامها بدور المدير الفني أيضاً، فهي تقول لهذا "اذهب"، ولهذا "ادخل"... أما بقية الممثلين فقد مثلوا تمثيلاً يستحق التشجيع. ونحن لا نريد نقد الرواية لأننا سمعنا الممثلين أنفسهم يعترفون بالأخطاء بلسان مديرهم من آن إلى آخر وهذا يكفينا نحن، لأننا إذا نقدنا فإنما ننقد لمصلحة الممثلين، وأما وقد رأينا الممثلين يعترفون فلا مكان إذن للنقد. ومع هذا فلا نرى مندوحة من ابداء بعض الملاحظات وأهمها يدور حول المدير الفني فنحن نقترح على إدارة الفرقة أن تعين مديراً فنياً كي لا نسمع عبد الوهاب أبو السعود أفندي يقول لافيليا: "اذهبي إلى الدير... "روح من ههناك ياولد!"،... "أجل اذهبي إلى الدير"،... "ابعدي قليلاً إلى الوراء!" و... "تزوجي القبر"... "ارخي الستارة يا صبي!" الخ... ومن ثم مسألة الثياب والأحذية، فنحن لا نظن أن الكاوتشك قد اكتشف على زمن شكسبير حتى نراه في أقدام بعض الجنود، كما أن الثياب ليست ثياباُ تليق بحرس ملكي. والأجسام ليست أجسام جند!.. ويجب أن لا ننسى أن أخطاء الخطوة الأولى لا بد منها، وأن في تشجيع الشعب، وإقباله أكبر عامل على نجاح الفرقة وتقدمها. (س...)

(القبس، س 1، ع 149، دمشق، 13 آب 1929)


حفلة خيرية لمنفعة جمعية مقاومة السل:
عزمت نابغة التمثيل والكوكب السينمائي السيدة آسيا على عرض رواية "غادة الصحراء"(36) في حديقة معرض المصنوعات الوطنية في هذه الليلية. وسيخصص في المئة خمسين من ريع هذه الحفلة إلى جمعية مقاومة السل. فالجمعية تثني على أريحية السيدة "آسيا" وترجو الشعب أن يقبل لحضور هذه الحفلة الخيرية.

(القبس، س 2، ع 176، دمشق، 15 أيلول 1929)


رخص لحمعية "يقظة المرأة الشامية" بتمثيل رواية عنترة، على أن يرصد ريعها لصندوق الجمعية المذكورة(37).

(القبس، س 2، ع 177، دمشق، 16 أيلول 1929)


في بيت الممثل الأول: زار الأستاذ يوسف وهبي بك ومختار أفندي عثمان بيت الممثل الأول المرحوم أبو خليل القباني الذي يقطنه اليوم حضرة الوطني المعروف توفيق أفندي القباني.

وأبو خليل القباني هو "كريستوف كولمبوس" سوريا الذي كان أول من اكتشف التمثيل في الشرق الأدنى، وأول من زرع بذوره التي أثمرت ثمراً طيباً نتلذذ به هذه البضعة أيام. وزيارة الأستاذ للممثل القديم لدليل واضح على اعتراف يوسف بك بالجميل.

(القبس، س 1، ع 80، دمشق، 16 أيار 1929)


غادة الكاميليا/ سينما عرنوس:
إن الرواية العظيمة التي رآها الجمهور على مسرحي الأستاذ يوسف وهبي والأستاذة فاطمة رشدي قد استحضرتها إدارة سينما عرنوس وستعرضها مساء الأربعاء في 19 الجاري ويوم الجمعة في الساعة السابعة للسيدات. فنحث كل من يعشق السينما على حضور هذه الرواية الفريدة الخالدة.

(القبس، س 1، ع 104، دمشق، 20 حزيران 1929)


مجلة الحديث(38) تصدر قريباً رواية (دليلة)، تراجيدبا بثلاثة فصول، تعريب سامي الشمعة.

(القبس، س 2، ع 194، دمشق، 6 تشرين الأول 1929)


رواية عنترة تمثلها جمعية يقظة المرأة:
مثلت جمعية يقظة المرأة الشامية في ردهة نادي الجمعية رواية (عنترة). دعت إليها فريقاً كبيراً من فضيلات نساء العاصمة وقد أثنى المتفرجون على مقدرة الآنسة نوجهان بطلة الرواية. فنحن نحي الجمعية على تشجيعها روح التمثيل لا سيما بين سيداتنا.

(القبس، س 2، ع 196، دمشق، 8 تشرين الأول 1929)


الكاتب كالممثل:
لقيني صديقي وابتدرني بقوله إن ما أكتبه في الصحف من مقالات وروايات لا تشتم منها رائحة اللغة العربية الفصحى، وقد سهى عن باله بأن الصحف لم تنشئ لتلقي على الشعب دروساً لغوية يصعب على العامة فهمها وبيان معانيها، بل جعلت لارشاد الناس إلى ما اخترعه المخترعون، وما كتبه العلماء والكتاب والمفكرون. أجل إن الصحيفة كالمسرح فكما أن الممثل قد يخلب ألباب الناس بوقوفه على المسارح التمثيلة، فكذلك الكاتب فهو نبراس يهتدي الناس بهداء ما يكتبه على صفحات الصحف السيارة من الوعظ والإرشاد. فما قول حضرة الصديق المنتقد فيما لو مثلت إحدى الروايات ذواب المعاني المفيدة بلغة عربية فصحى؟.

أيريد أن يجعل كل ممثل يقف عند كل كلمة غامضة، ويخطب في الحاضرين الذين يتعين على كل منهم أن يستصحب قاموساً لحل الألفاظ اللغوية، فما قول مستشار الرابطة القلمية في نيويورك(39) منتقحاً خليل مطران بمثل هذه الكلمات (سيداتي وسادتي إن كلمة كذا وكذا تعني كيت وكيت)(40) . فما أجمل الممثل إذا وقف وقال مثلاً: وما أخبار التجارة في المصفق. ثم يلتفت نحو الجمهور قائلاً: سيداتي وسادتي إنني أعني بالمصفق البورصة. بل ما أجمله إذا وقف بدور أمير يهز حسامه بيمينه ويتبجح بانتصاراته ويشكو غرامه بالشكل التالي: ولو اقتضاني غرامي... أن أكافح كل قرم (إلى الجمهور أعني بالقرم البطل) عنيد قهار شديد، بل لو سامني (إلى الجمهور أعني بسامني كلفني) انتزاع رضيع الوحش عن ضرع أمه، أو مناوأة الضغيم الهصور (إلى الجمهور أعني مقاتلة الأسد)، وقدايمة السفد (إلى الجمهور أعني بالسفد الجوع)، وهلم جرا ؟؟...

(النظام، س 2، ع 50، دمشق، 29 كانون الأول 1929)


لويس الحادي عشر:
تقوم فرقة نادي الكشاف الرياضي التمثيلية بتمثيل رواية "لويس الحادي عشر"(41) على مسرح الكوزموغراف يوم الأربعاء القادم، وهي رواية تاريخية عظيمة.

(المستقبل(42)، س 3، ع (26 179)، دمشق، 26 كانون الثاني 1930)


ما جرته علي الموسيقى
كيف ينظر الناس إلى غواة الموسيقى: أصحيح ما قيل عنك أنك غدوت "آلاتياً" ومغنياً تغني على المراسح وأمام الجموع المحتشدة من الناس بدون حياء ووجل؟ أين شرفك ياحسني وأين حياؤك؟ ماذا دهاك بل وماذا اعتراك حتى طلقت الحياء وأرقت ماء وجهك وأمسيت تغني أنى شئت؟ فضحتنا وسوّدت وجوهنا سوّد الله وجهك وأراحنا منك، أين عين أبيك المرحوم تراك وأنت ترقص وتغني على المراسح "العين الطراقة تطرقك شو إنك رذيل ومبهدل"!.. بهذا فاجأتني جدتي العجوز صبيحة يوم حفلة النادي الموسيقي التي أقيمت لأول مرة من نوعها في بهو بناء الجامعة السورية الجديد. فقلت لها على رسلك يا جدتاه لا تتسرعي بالأمر ولا تسيئي الظن بي فليست القضية قضية غناء على المراسح كما تقولين وكما ترامى إليك، بل هي قضية حفلة أقامها النادي الموسيقي ترقية للفن وإعلاء لشأنه، ولما كنت منتسباً لهذه المؤسسة الحديثة وجب علي طبعاً أن اشترك بالعمل مع إخواني أعضائها وبينهم الشريف والرفيع وابن الأسر الكريمة والفرع الطيب. لذلك لم أستنكف عن القيام معهم بهذا الواجب الجليل، والحفلة قد أقيمت في دار الجامعة لا على مراسح مقاهي المنحطة كما نبئت والمحل شريف كما تعلمين، وعليه خففي ياجدتاه من حدتك وأقلي من اللوم والعتاب واعلمي أن ما قمنا به عمل شريف لا يستوجب الاستنكار والغضب لهذا الحد. فضحكت هنا ضحكة صفراوية بانت على أثرها ثناياها التي ذهب الزمان بنصفها ثم ألقت رأسها بين كفيها وتنهدت تنهدة عميقة خلت أن نفسها ذهبت معها! وبعد تمتمة وإطراق طويلين رفعت رأسها المضطرب وقالت: حسني يا حسني (يا مسخم يا ملطم الدم ينزل عليك تعرض صوتك على الناس وتغني وتزعم أن عملك شريف)، وانبرت تكيل لي اللعنات جزافاً وكانت بيننا مشادة لا أراكها الله أيها القارئ لم تترك فيها جدتي كلمة واردة في قاموس العجائز إلا قذفتني بها. ولما رأيت أن اقناعها بعظم ما قمنا به عبثاً والتفاهم معها ضرب من المحال تركتها وخرجت من الدار حانقاً وأنا أمسح بمنديلي رشاشات اللعاب التي كانت تتناثر من فيها على وجهي أثناء الجدال وما انتهيت إلى الدهليز الموصل إلى الممر العام حتى أبصرت فيه أحد جيراني يكاد يغشى من الضحك وكان بيني وبينه مزاح ومداعبات كثيرة ووالدته سميرة جدتي، فأدركت المسألة وعرفت أنه ثأر لنفسه مني بواسطة والدته سميرة الجدة لعدم تقديمي إليه بطاقة دخول حفلة النادي مجاناً!...

ومن تلك الليلة غدا اسمي الجديد في البيت "مغنياً وآلاتياً" وقد حسبت أن المسألة انتهت عند هذا الحد وظننت أن الجدة وحدها مستنكرة عملي فأخذت أعمل على إرضائها بكل ما لدي من حيل ودهاء وما أشد عجبي لما رأيت بعض المنورين من الأصدقاء يذهبون مذهبها وينحون علي باللائمة لاشتراكي بهذه الحفلة ذاهبين إلى أن صناعة الموسيقى مميتة للقلب ومضيعة للوقت ووسيلة للاستمتاع بالملاهي والملذات وأن أولئك المستغلين بها ليسوا إلا من أرباب الحرف الوضيعة ولا احترام لهم في النفوس ولا مكانة وأتى إلي أحدهم بدليل على ذلك قصة الأستاذ شفيق شيب(43) رئيس النادي يوم تقدم للفحص طالباً تعينه لكتابة إحدى الدوائر ولما نجح فيه وفاز على أقرانه رفض رئيس تلك الدائرة تعيينه بحجة أنه عوّاد!.

وأتى آخر من هؤلاء بدليل ثاني وهي قصة شاهد في إحدى المحاكم الشرعية رفض رئيس المحكمة قبول شهادته لمّا علم أنه "آلاتي". فأجبت هؤلاء الجامدين بأن ما يزعمونه من احتقار أرباب هذا الفن موجود في بلادنا يوم كان الناس على الفطرة بسطاء يجهلون عظمة هذا الفن وروعته أما الآن فقد انبثق نور المدنية وأنار الملأ بنوره فأصبح يدرس في المدارس كبقية الدروس وأسست لترقيته هنا وفي مصر وفي كل مدينة كبيرة كانت أو صغيرة النوادي ودور الألحان والتعليم وغدا من الفنون الجميلة الراقية التي لا يمكن الاستغناء عنها لكل أمة تصبو إلى التقدم وتتذوق معنى السعادة في الحياة فليست حادثة الأستاذ شيت وحادثة شاهد المحكمة المفتي اللتان ذكرهما آنفاً دليلاً على أن هذا الفن ممتهن بل دليل على عدم الذوق والعاطفة أو ربما تكون الحادثة الأولى نتيجة حزازات بين رئيس الدائرة وبين الأستاذ شبيب فولدت من رفضه دعوة في بيت الرئيس المذكور، والأستاذ حر كما يعهده كل من يعرفه وهو لا يتثر لآلته إلا على مستحقيها والحادثة الثانية أيضاً ربما كانت قريبة من هذا القبيل وليست أمثال هذه الحوادث السخيفة حرية بأن تتخذ مقياساً على سقوط هذا الفن وأربابه. وابتعدت عنهم والقلب يملأه الأسى لهذه القلوب الصلدة التي لا تدرك معنى الموسيقى وما فتئت كنيتي لدى الجدة (آلاتياً) ولدى هؤلاء الجامدين (رقاصاً وطبالاً) فمتى يأتي ذلك اليوم الذي تتخلص فيه البشرية من هذه الطائفة من الناس الذين لايعرفون معنى الموسيقى والغاية منها؟ لقد مضى على تاريخ أفول نجم الفنان (بتهوفن) الألماني نيف ومائة عام والقوم هناك ما فتئوا يقيمون له حفلات التأبين ليس في وطنه فحسب بل في كافة أنحاء أوروبا اعترافاً بفضله مع وجود العداء السياسي بين قومه والأقوام الأخرى وهذا مما يدلنا على روعة الفن في الغرب وتقدير نوابغه. قال نابليون بنابرت (عليكم بالموسيقى فإنها أرقى الفنون) وقال شكسبير الإنسان الذي لا يتغنى في نفسه ولا يرقص طرباً عند سماع الموسيقى إنسان غليظ القلب مبتور الإحساس عنده استعداد للخيانة والغدر والجرائم. وقال (موسوليني طاغية ايطاليا) لم أر في حياتي ألذ من الساعة التي أخلو بها مع قيثارتي أناجيها وتناجيني، وقال طاغور الشاعر الموسيقى غذاء الألباب. وبعد فلا أبالي أن أكون موسيقياً مهما كلفني ذلك من الألقاب والشتائم. (دمشق: حسني كنعان)

(القبس، س 2، ع 288، دمشق، 29 كانون الثاني 1930)


يتبع في العدد القادم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أصدرت جوليا طعمة دمشقية (1882 1954) مجلة "المرأة الجديدة" في بيروت. تجاوزاً اختيرت مقالة "الروايات والبنات" لأنها لا تتوجه بالحديث فقط إلى اللبنانيات وإنما إلى عامة السوريات والسوريين. منذ وقت مبكر شغلت قضية إقبال الأنسات والسيدات على المطالعة النقاد فكتب أحدهم دعى نفسه بـ "عالم من علماء الشرق" في مجلة "الجامعة العثمانية" نصيحة للكتاب جاء فيها: "أريد بالكتبة الذين أخاطبهم مؤلفي الأقاصيص والروايات ومعربيها وطابعيها وناشريها وممثليها فإنهم... إن أحسنوا في انتقاء المواضيع وبث النصائح والحكم في أسلوب رائق يقبله الذوق ويبعث على محاسن الأخلاق فقد أحسنوا صنعاً... ألا ترى إلى معظم القراء وقد تهافتوا إلى قصة يتلونها أو حكاية يتنعمون بمطالعتها ويتحدثون بوقائعها ونكاتها معجبين بخلال رجالها فهل يصح أن نظهر لهم الخبيث ونتحامى عن الطيب، ويزداد ضرر السيئة باتساع نطاق المطالعة والسيدات لهذا العهد قد ولعن بالروايات فإن أردنا أن ننهض آداب الأمة من سباتها... فلتكن رواياتنا جديرة بمطالعتهن يقبلن عليها كفكاهةٍ يتلذذن بها ثم يرجعن وقد امتلأ دماغهن من حكمها ونصائحها... ونفرت طباعهنَّ عن الدنيء السافل وبالتكرار ومرور الأيام تتأثر الأم... وتربي أولادها وتصفو لأمتنا العزيزة موارد الآداب العامة... ولا أريد أن معربي الروايات قد أدخلوا بيننا شيئاً بذياً ولكني أتمنى لو أنهم قبل الاقدام على تعريب قصة تقرأ في الخلوات أو رواية يحشد لها في المراسح أن يختاروا منها ما كان جامعاً بين الفائدة واللذة سيما ما انطبق بعضه على أخلاق قومنا وشؤون وطننا فكان فيه تنديد بشيء من عوائدنا الضارة" (الجامعة العثمانية، س 1، ج 3، الاسكندرية 15 نيسان 1899).
(2) اهتمت الصحافة العربية عامة والنسائية منها بشكل خاص بخبر وفاة الممثلة الفرنسية سارة برنار (في 23 آذار 1923)، وكتبت في سيرتها صفحات طويلة. تم اختصار المقالة إلى المضامين والرسالة التي تهم كاتبته أو كاتبه ايصالها للقراء نساء ورجالاً. من جهة أخرى أفردت الصحافة العربية صفحات للحديث عن شخصيات نسوية غربية شكلت ما يشبه الأسطورة لدى المتلقي العربي، من هذه الشخصيات تبرز جان دارك، واستر ستانهوب، وسارة برنار.
(3) في معرض الحديث هنا عن "السياسة ووطنية المرأة" نذكر المقابلة التي أجراها حبيب الياس الزحلاوي عام 1930 مع محمد جميل بيهم حول "تطور المرأة السورية" حيث قال هذا الأخير بأن "الاطلاع على الشؤون العامة والضحايا التي قدمتها سورية لأجل الاستقلال وطد حب القومية في نفوس الجنس اللطيف حتى لتبدو ظاهرة جلية في بعض السيدات والأوانس أشد مما تبدو بين بعض الرجال، وان نساء يشعرن بهذه العاطفة هن بلا شك عاملات على تربية الأمة بمقتضاها تربية قومية، وأنجبت مدينة دمشق التي كانت ولا تزال قاعدة الحركة الوطنية في سورية عدداً وافراً من الوطنيات العاملات وحسبنا التنويه بالأديبة العاملة الآنسة نازك العابد والمجاهدة الفاضلة سارة مؤيد العظم وغيرهما... ترغب نساؤنا المتعلمات في الاطلاع على الشؤون السياسية مجاراة للرجال لأن هؤلاء يسرون أن يروا نساءهم يقبلن على الصحف أسوة بهم. أما اشتراك المرأة بالسياسة والشؤون القومية فهذا متوقف على ميل الرجل نفسه... وفي الجملة فكما عواطف المرأة تهذب الرجل فإن ميول الرجل تكيف المرأة". (كل شيء والعالم، ع 234، 3 أيار 1930). من جهة أخرى كتبت مجلة "كل شيء والعالم" بمناسبة مرور خمس سنوات على وفاة سارة برنار بأن الممثلة كانت "قد حضرت إلى مصر أيام اسماعيل ومثلت طائفة من الدرامات الشهيرة في مسرح الاوبرا وحضرت بعد ذلك سنة 1890 وكان الاقبال عليها عظيماً حتى أن أثمان المقاعد كانت تباع بأضعاف أثمانها. وفي سنة 1908 جاءت مصر لآخر مرة وكان لها وكيل اكترى لها خمس ليال في مسرح الكوزموغراف بسعر 20 جنيهاً في الليلة فلما علم صاحب الكوزموغراف بأن سارة ستمثل فيه كاد يجن وحاول أن يتملص من العقد فلم يفلح. وبلغت المضاربة في أثمان التذاكر أشدها فان كثيرين من الشطار ابتاعوا منها عدداً كبيراً وكان هذا يبيعها لذاك فلا تحل ساعة رفع الستار حتى يكون ثمن التذكرة قد بلغ أضعاف الثمن الأصلي وكانت إذا خرجت من المسرح في عربتها حل الشبان العربة من الخيول وجروها بأنفسهم إلى فندق شبرد". (كل شيء والعالم، ع 124، 26 آذار 1928).
(4) أسست ماري عجمي (1888 1965) مجلة "العروس" في دمشق عام 1910، وبقيت تصدر حتى عام 1925 باستثناء انقطاع يمتد من سنة 1914 حتى 1918 بسبب ظروف الحرب.
(5) الإعلان هو لفيلمين سينمائيين.
(6) صحيفة أصدرها في دمشق سنة 1920 الصحفي والمؤلف المسرحي معروف أحمد الأرناؤوط (1892 1948).
(7) قاسم الهيماني كان صاحب الجريدة ومديرها المسؤول.
(8) مسرحية كتبها الأديب اللبناني سعيد تقي الدين (1904 1960) وصدرت في بيروت عام 1924. جاء في مجلة "المورد الصافي" لجرجس الخوري المقدسي (1869 1941) وأنيس الخوري المقدسي(1880 1977) التعليق التالي على المسرحية: "لولا المحامي. رواية تمثيلية بقلم ذكي الفؤاد سعيد أفندي تقي الدين أهداها إلى عمه الأديب المحامي الشيخ أمين أفندي تقي الدين. وقد مثلت عدة مرات فنالت استحسان الجمهور. أورد فيها مؤلفها فصلاً في التمثيل ضم ثلاثين صفحة أتى فيه على ذكر أهمية هذا الفن عند القدماء والمحدثين مما دل على سعة اطلاعه في هذا الموضوع. قال الشاعر خليل بك مطران في مقدمة صدرت بها هذه الرواية (إن القصة فيما عدا مطابقتها لما يجري بين الناس في بلادنا مسوقة من بدئها حتى ختامها إلى غاية تهذيبية شريفة جديرة بأن تعظ أولي القلوب الواعية من نابتتنا بما دلهم عليه أخوهم من مواطن الرقي وحذرهم اياهُ من مزلات القوم، وهي خليقة أيضاً بأن تكون درساً لبعض شيوخنا العظماء يستفيدونهُ من شابٍ في مقتبل الصبا يقول لسان حاله: كم في الفتيان من حكمة)". (المورد الصافي، مج 10، ج 2، بيروت، آذار 1925)
(9) من الملفت للانتباه رفض "المفتي والحكومة وفريق من الأعيان والعلماء" مع قرب انتهاء الربع الأول من القرن العشرين السماح بتقديم عرض مسرحي أمام جمهور من النساء في دمشق، رغم أن حراك النساء النهضوي والتحرري في المدينة المذكورة كان يخطو خطوات واثقة ومميزة، راجع خبر مجلة "العروس" 1922 من هذه الحلقة.
(10) ألفها نجيب سليمان الحداد (1867 1899) وطبعت في الاسكندرية بعد وفاته عام 1904.
(11) أسسها الفلسطيني يوسف العيسى في دمشق، وصدر العدد الأول منها في 1 أيلول 1920.
(12) شبلي ملاط (1875 1961) شاعر لبناني لقب بـ "شاعر الأرز". عيسى ميخائل سابا (1900 1978)، مرب وصحفي ومؤلف ومترجم مسرحي لبناني، كتب مسرحيات "أميرة العفاف"، و"هكذا قضت الأحوال"، ومروان ومعاوية بن الحكم"، و"ثعلبة الجاحد". وقد عثر في مجلة "الزخائر" على خبر تمثيل مسرحية "أميرة العفاف" جاء فيه: "قامت نخبة من شبان الجية اقليم الخروب بتمثيل رواية أميرة العفاف، على مسرح القرية، والرواية مأساة تاريخية ذات أربعة فصول. وقد افتتح الحفلة حضرة الأديب جورج أفندي القزي بخطاب ممتع وتلاه الأستاذ حنا ناصيف القزي وكيل هذه المجلة (الزخائر) فتكلم عن الوطنية والدين وختم كلامه بقصيدة عصماء كان لها الوقع الحسن في النفوس لما لحضرة الأستاذ المومى إليه من المحبة والاحترام في قلوب أهالي الجية". (الزخائر، س 1، ع 9، بيروت، تشرين الأول 1929). أما سليم جديّ (1869 1895) فهومؤلف مسرحي وقصصي من مواليد بيروت، درس في الكلية اليسوعية وله مسرحيتين غير "جزاء الشهامة"، وهما "ألم الفراق" و"مثال الفضيلة".
(13) أصدرها أحمد شاكر الكرمي ويوسف حيدر في دمشق وعاشت سنتين (1925 1926).
(14) كميل شامبير من مواليد حلب سنة 1890.
(15) جريدة أصدرها في دمشق محمد رضى مردم بك والياس نقاش.
(16) الممثلة دولت أبيض زوجة الممثل جورج أبيض.
(17) الواقع في 23 آب 1927.
(18) كانت الممثلة فكتوريا موسى زوجة الممثل عبد الله عكاشة.
(19) فاجأ فرقة عكاشة خبر وفاة سعد وغلول وهي في دمشق، فقد وصلتها في يوم الثلاثاء 23 آب 1927، وموقعي البرقية يبين أسماء أعضاء الفرقة الذين كانوا من ضمن الفرقة الزائرة حينئذٍ.
(20) حليم دموس (1888 1957) شاعر وصحفي لبناني.
(21) أصدرها في حلب أمين تاج الدين.
(22) أصدرها عبد الله الأوبري، وكان مركز إدارة الجريدة في سوق الحميدية.
(23) التقدم جريدة أصدرها شكري كنيدر عام 1908 في حلب.
(24) أصدرها في دمشق فوزي أمين، وهي سياسية انتقادية فكاهية مصورة.
(25) مساء 15 نيسان 1929.
(26) هو الصحفي والناقد المسرحي سامي الشمعة.
(27) جورج أبيض (1881 1959).
(28) عرف أمين عطا الله بـ "كشكش بك السوري"، ووصف نجيب الريحاني بـ "كش كش بك" الأصلي. في كل الأحوال يحتاج حصر من دخل في لبوس هذا النمط لدراسة خاصة، وقد عثرنا على من دعي بـ "شك شك بك" في الجالية العربية في أميركا اللاتينية وصورته تظهره ببزة حديثة وقبعة "غربية".
(29) رئيس "النادي التمثيلي" في دمشق.
(30) لعل مندوب القبس يريد أن يشير هنا إلى اختيار الممثل عرفان الجلاد للعب دور سينمائي في أول فيلم سوري من إخراج رشيد جلال.
(31) في بعض الأحيان اكتفى الناقد الفني سامي الشمعة بالتوقيع بالحرف الأول من اسمه.
(32) لا بد أن الحديث هنا متأثر بصدى مسرحية "الكوكائين" أو "الموت الأبيض" بين الجمهور، فقد قدم العرض أثناء زيارة فرقة يوسف وهبي لدمشق ويبدو أنه لم يلق استحساناً لدى البعض من الوجهة الأخلاقية لمواجهته موضوع استهلاك المخدرات؛ كما أن بعض التعليقات المنسوبة ليوسف وهبي في الصحافة المصرية حول زيارته لدمشق لم يكن لها وقع حسن لدى بعض السوريين، إضافة لتصريحه الذي أثار زوبعة بين السوريين بأن "مصر فرعونية". والمقالة بمجملها تتبنى غيظ إحدى الجمعيات الخيرية التي اختلف معها يوسف وهبي فيما يتعلق بتفاصيل عرض خيري يرصد ريعه لصالحها.
(33) قدم العرض في 14 تموز 1929.
(34) تم اختصار المقالة والتركيز على ما يخص العرض.
(35) الموافق 8 آب 1929.
(36) عنوان لفيلم سينمائي.
(37) حينئذ كانت نازك العابد (1899 1959) نائبة رئيسة الجمعية.
(38) أصدر مجلة "الحديث" عام 1927 في حلب سامي الكيالي (1898 1972). لعل ما يقابلها في المستوى الثقافي الرفيع في تلك المرحلة مجلة "السياسة الأسبوعية" التي أسسها محمد حسين هيكل في مصر. ساهمت الحديث بدور تجديدي وطليعي في ربط الحياة الثقافية بين مصر وسوريا.
(39) ميخائيل نعيمة.
(40) من الملاحظ أن صالة العرض التي يتخيلها كاتب المقالة مختلطة تحوي سيدات وسادة.
(41) تأليف كازيمير ده لافين. ترجمها الياس فياض لفرقة جورج أبيض عام 1912.
(42) جريدة سياسية أصدرها في دمشق أحمد صافي.
(43) وردت كنية رئيس النادي الموسيقى في حديث كاتب المقالة حسني كنعان بثلاثة صيغ "شيت" "شيب" "شبيب".