جائزة الإدريسي لتعزيز الحوار العربي الأوروبي

تمّ مؤخرا في مدينة باليرمو بصقليّة إحداث جائزة ثقافية عالمية تحمل اسم العلامة العربي"الإدريسي"، لتعزيز الحوار العربي الأوروبي وللتقارب بين شعوب ضفتي المتوسط ولإبراز العلاقت التاريخية التي جمعت بين ثقافات هذه الشعوب ولتكريم العلامة العربي الشريف الإدريسي الذي لعب دورا تاريخيا في التحالف بين العرب والنورمان.

وقد التأم الإجتماع التأسيسي لهذه الجائزة الثقافية العالمية في مدينة باليرمو عاصمة صقلية يومي 14 و15 مايو/آيار 2010 بحضور الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الذي اختاره الأستاذ رافائيلي لومباردو، رئيس جائزة الإدريسي العالمية ورئيس منطقة صقلية الإيطالية عضوا ضمن لجنة التحكيم الدولية لمدّة ثلاث سنوات.

وللعلم أن لجنة التحكيم الدّولية لجائزة الإدريسي تتركب من ممثلي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "إيسيسكو" وإتحاد المغرب العربي "إيما".
هذا بالإضافة إلى ممثلين عن الإتحاد من أجل المتوسط والجامعة الأوروبية المتوسطية والجمعية العالمية للمؤرخين على ضفتي المتوسط واتحاد المؤرخين العرب واتحاد الكتاب العرب وممثلين عن الأكاديمية الملكية بالمغرب والأكاديمية الليبية بإيطاليا فضلا عن ممثلي الجمعيات والجامعات بصقلية.
وقد اختار الأستاذ لومباردو رئيس الجائزة المفكر التونسي نذير محمد عزيزة أمينا عاما للجائزة التي ستسند لأول مرّة في غضون سنة 2011 لفائزين من ضفتي البحر الأبيض المتوسط واحد من الضفة الشمالية والآخر من الضفة الجنوبية تميّزَا بأعمالهما ومؤلفاتهما الفكرية والعلمية والأدبيّة التي سعت إلى توثيق عرى التقارب وتعميق وشائج الصّداقة بين شعوب البحر الأبيض المتوسط وتعزيز الحوار بين ثقافاتها وأديانها.

والجدير بالذكر أن الأستاذ الدكتور محمد العزيز إبن عاشور، المدير العام للألكسو اقترح في الاجتماع التأسيسي المذكور تنظيم يوم علمي حول العلامة الشريف الادريسي ودوره في تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان والتقارب بين ضفتي المتوسط واستضافة دورة من دورات جائزة الإدريسي العالمية بالجمهورية التونسية دولة مقرّ الألكسو.

وقد تبنى الاجتماع التأسيسي هذا المقترح وتنفيذه لمزيد اشعاع الجائزة عالميا. واختارت صقلية اسم الادريسي لهذه الجائزة لأن الشريف الإدريسي كان من كبار المؤرخين والجغرافيين العرب الذين عززوا علاقات التبادل الحضاري الخصب بين شعوب حوض المتوسط.
والشريف الإدريسي من مواليد المغرب في عهد الأسرة المرادية الأندلسية التي حكمت المغرب، وقد كان من كبار الرحالة في القرن الثاني عشر، واختار الاستقرار في صقلية بداية من سنة 1138م حيث أصبح مستشارا مقرّبا من الملك النورماني روجي الثاني وقد ألف كتاب"نزهة المشتاق" الذي عرف بإسم كتاب روجي والذي أحدث ثورة حقيقية في علم الجغرافيا وتخطيط الخرائط في ذلك الوقت.
وإلى جانب ذلك كان طبيبا مختصا في المداواة بالأعشاب كما كان شاعرا متميّزا وان لم يصلنا من شعره إلاّ القليل من القصائد .