بالرغم من بنية القصيدة التقليدية والتزامها ببحور الشعر فإن الشاعرة السورية استطاعت من خلال مفرداتها المتميزة أن تكتب قصيدة حب عصرية، فيها الكثير من التناص مع مفردات الشعر الصوفي وإحالاته.

طّعْم ثّغْرِكّ بالعّبيْرِ مّشوْب

خديجة مكحلي

في الأْرٌضِ أّضْرِب وّ البلادّ أّجوْب
وّأّوّدٌ أّنٌِي عّنْ هّوّاكّ أّتوْب
وّإِليكّ أّهْرب مِنْكّ أسْقطّ في يّدِي
سبلي تّضِيْق وّلّيْسّ مِنكّ هّرّوْب
وّجّهِدْت أّبْحث عّنْ عيوْبِكّ لمْ أّجِدْ
منْها سِوّي أّنْ لّيْسّ فِيْكّ عيوْب
مِنْ أّيْنّ يّأتي الصٌّابِروْنّ بِصّبْرِهِمْ
فّمِنِ اْفتِتّانِي فِي هّوّاكّ أّذوْب
أّجْتّرٌ مِنْ وّجْدِ وّخّالِيّة الوِفّا
ضِ وّفي وِفّاضِكّ سكٌّر وّحبوْب
كنْت الشٌموْسّ تّوّهٌجا وّنّضّارة
وّقّدِ اعْترانِي مِنْ ضّنّاكّ شحوٌب
أّمْسِكْ سِهّامّكّ عّنْ ورودي رّأْفّة
حّظٌ الوروْدِ مِنّ السٌِهامِ ثقوْب
عّجّبا لحّالِ الحبٌِ عّذْب بّحْرهّا
وّلمّوْجِهّا لّمٌّا يّفوْر خطوْب
قّالوا روّيْدّكِ في الهّوّي وّتّنّبٌّهي
بّعْض الغّرّامِ مزّيٌّف وّكّذوْب
وّاللائِذوْنّ بِبّابهِ في ذْلٌّة
وّلّه إِذا ضّرّبّ القلوْبّ ضروْب
في لّيْلِهِ رّشّفّ النٌّدامّي شّهْدّه
وّتّمّلْمّلّتْ للشّاهديْنّ جنوْب
وّمِنّ الهوّاةِ فّتي تعّدّْدّ قّلْبه
وّمِنّ الأّحِبٌّةِ مدٌّعِ وّلّعوْب
أّنّا قلْت أّهوّي فالهوي حلْمي الأّثيْر
وّنّائِب عّنٌِي وعّنْه أّنوْب
بّيْنّ الخّمّائِلِ طّافّ بِالكّأْسِ الهوي
وّرّنّا إِليْنّا وّارِف وّسّكوْب
وجّرّتْ ميّاه النٌّهْرِ أّنْغّاما تّرِق
وّهّبٌّ مِنْ طِيْبِ الجِنّانِ هّبوْب
الصٌّاد صّادِحّة بّعّيْن عّذْبّةِ
حّرْفّاكّ لّحْن لِلْوجوْدِ طّروْب
يّاليتّ أّنٌِي سبْحّة أّوْ خّاتّم
أّوْ لّيْتّني بّيْنّ الأّصّابعِ كوْب
أّنّا كنْت لامّسْت الأنّامِلّ في الضٌحي
وّلّثّمْتهّا أّيٌّانّ حّانّ غْروْب
وّإِذا رّأّتْكّ دِمّشٌق أّشْرّقّ وّجْههّا
وّهّمّتْ عّلي أّرْضِ الشٌّامِ طيّوب
واعشّوْشّبّت قّبْل الرٌّبْيعِ دروْبها
وّتّرّاقّصّتْ لِلنٌّاظِرِيْنّ قلوْب
وّمِنّ الشٌّمّالِ وّفي الجّنوْبِ بّشّاشّة
حّلّب الشٌّمّال ونيْل مِصْر جّنوْب
شّمْس لحسْنِكّ لايدانيْها الأفوْل
وّوّهْج سّعدِكّ مّاغّشّتْه غيوْب
فّانْعّمْ إذا نّزّلّ الشٌّقّاء بِسّاعّةِ
واسلمْ إِذا مّاداهّمّتْكّ كروْب
وامْنّحْ هّوّانّا عّوْده أخري فّإِمٌّا
الفّوْز أّوْ أّنٌّ المآلّ رسوْب
اغْفِرْ وأّغفِر مّا وّسِعْت فّإِنٌّه
مّامنّ هّوي إِلا لّدّيْهِ ذنوْب
وّجْد يّدق جِدّار قّلْبي مذْرآكّ
انْتّابّه بّعْدّ السٌكوْنِ وثوْب
عصْفور روْحي ّ جّاءّ بّابّكّ حيْنّ أّعيّاه
السٌّقّام وّأّنْهّكّتْه حروب
وّطيور عِشْقِي شّاقّهّا رّشْف الرٌّبيْعِ
وطّعْم ثّغْرِ بالعّبيْرِ مّشوب
تّنْأّي فّيجفوْني وّيّهْجر أّضْلعي
وّتّؤوْب لي قّلْبي إِليٌّ يّؤوْب

شاعرة سورية تقيم في القاهرة