يواصل القاص والكاتب السوداني هنا تزويد (الكلمة) بمترجماته القيمة من الألمانية، فيقدم لنا دراسة مهمة تكشف عن جانب مجهول من مشاركات العرب في الحرب الأهلية الأسبانية، وترد عنهم بعض ما لحق بهم من سوء صيت بسب الإسهام المغربي في جيش فرانكو الفاشيّ.

العرب في الحرب الأهلية الإسبانية

Salud وسلام

غيرهارد هُب

غيرهارد هُب: ترجمه حامد فضل الله

قبل 65 عاماً تم حل الألوية الأممية التي كانت قد كونت قبل ذلك بعامين بمبادرة من الأممية الشيوعية لمساعدة الجمهورية الإسبانية. قام الجنرالات فرانكو (Franco) ومولا (Mola) وسان خورخو (Sanjurjo) في 18 يوليو/ تموز عام 1936 بانقلاب ضد حكومة الجبهة الشعبية في مدريد وجروا إسبانيا إلى حرب أهلية دموية انتهت في مارس/ آذار 1939 بانتصار الانقلابيين. سارعت حركة تضامن عالمية لمتطوعين من بلدان مختلفة لمساعدة الجمهورية المهددة ضد التدخل المباشر لألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، وغالبيتهم حاربوا في صفوف الألوية الأممية حتى حلها في إطار جيش الجمهورية ضد الانقلاب. وكان هناك عرب بين صفوف الألوية الأممية، الذين غادروا البلاد مع عدد لا يحصى من الإسبان. ولم تجد هذه الحقيقة أي اعتبار في المراجع عن الحرب الأهلية الإسبانية والألوية الأممية لفترة طويلة. كاتبان عربيان فقط هما المؤرخ السوري عبدالله حنا وعالم الاجتماع المغربي عبداللطيف بن سالم، اتخذوها منذ سنوات مادة لكتاباتهما ولكنها لا تزال مهملة. أراد الأخير بدراسته "إعادة إحياء ذكرى المتطوعين العرب في الألوية الأممية إما لأنها عملياً غير معروفة أو لأن تجاهلها كان متعمداً"، كمساهمة ضد الفاشية(1). وتابع حنا أيضاً هذا الهدف، عندما أضاف معلومات عن مساعدة السوريين واللبنانيين للجمهورية الإسبانية في عرضه ـ الفريد حتى الآن ـ  للحركة المعادية للفاشية شرقي البحر الأبيض المتوسط(2). ومنذ وقت قريب فقط بفضل تسهيل الوصول إلى المحفوظات "الأرشيف" في روسيا استطاعت الأبحاث، التوسع بايضاح مساهمة العرب في الألوية الأممية(3)

جنود فرانكو من المغاربة:
وبالرغم من أن مثل هذه الجهود لا تزال ذكرى مساهمة عربية أخرى تسيطر على الأذهان: مساهمة بعض الجنود المغاربة في القتال ضد الجمهورية الإسبانية، والتي أشار إليها بن سالم أيضاً. عندما بدأ الإنقلابيون حربهم من المغرب الذي كان تحت الاحتلال الإسباني، استطاعوا في بداية الأمر الاعتماد على الجيش الإسباني المرابط في المغرب تحت قيادة فرانكو، والذي كان الجنود المغاربة يشكلون ربعه، بجانب هؤلاء الذين يطلق عليهم بالجنود النظاميين جاءت قوة مغربية مساعدة تتكون من حوالي ثمانية آلاف ومؤلفة من القوى المسلحة التي تعمل على صعيد المحليات (مناطق السيبة أي الخارجة عن نطاق السلطة المركزية)، بالإضافة للقوات المسلحة على مستوى المناطق التابعة للمخزن(***). وارتفع حتى عام 1938 عدد الذين استخدموا في إسبانيا من الجنود المغاربة والقوة المساعدة إلى حوالي 70 ألف فرد. هذه الزيادة كانت من جهة بسبب القادة المحليين في منطقة الريف، الحاصلين على أموال الإنقلابيين، لتجنيد أفراد من عشائرهم وقبائلهم وبحجة القيام بواجبهم المقدس في مكافحة "الكفار"، ومن جهة ثانية تهديد الجنرال مولا إلى أولئك الذين يقفون في طريق الانقلابيين بعقوبات صارمة، أما النقطة الحاسمة كما كتب دي مادارياغا (de Madariaga)، "فقد كانت الظروف المعيشية المتأزمة والقاسية في الريف" والتي دفعت ـ على الأقل في البداية ـ الكثير من أفراد القبيلة إلى التقدم للجهاد، تحت لواء خليفة الذي كان "ممثل" السلطان المقيم في الرباط(4).

كان المدافعون عن الجمهورية الإسبانية يخشون القوات المغربية، بسبب قوتهم القتالية وبالذات قسوتهم على المحاربين والمدنيين لهذا بقيت مواجهة المقاتلين في صفوف الألوية الأممية لهذه القوات التي سموها المورو، تحمل ذكرى نفسية أليمة عالقة في أذهانهم حتى اليوم. من جانب الانقلابيين كان هذا منذ البداية محسوباً ومرغوباً: فرانكو، كما يقول دي مادارياغا "استخدم القوات المغربية ليس فحسب كذخيرة للمدافع بل كسلاح نفسي ضد الشعب الإسباني"(5).

وسرعان ما أثار التجنيد في المغرب الإسباني وفيما بعد أيضاً في شمال المغرب الفرنسي احتجاجات واسعة. طالب السلطان في خريف 1936 من "ممثله" في تطوان "تجنب مشاركة أتباعنا في القتال الذي نتأسف عليه من الأعماق"، كما وجه الوطني اللبناني رياض الصلح(****) نداءً إلى "عرب مراكش الإسبانية "أن يقفوا من الحرب الأهلية الإسبانية على الحياد. وطالب المؤتمر الإسلامي الجزائري (Congrès Musulman Algérien) إخوانهم في الريف، بوقف دعمهم للانقلابيين، لكونهم ينتمون إلى معسكر "الإمبريالية" التي تعتبر "عدواً مميتاً للعرب"، ودعا الاشتراكيون التونسيون إلى القيام بانتفاضة ضد فرانكو(6)

العرب المناصرون للجبهة الشعبية:
بذل المتعاطفون مع الجبهة الشعبية الإسبانية في سعيهم للنضال ضد الانقلابيين جهوداً لكسب متطوعين ومن بينهم عرب من العمال المهاجرين من شمال أفريقيا وشملت القائمة كذلك عراقيين وفلسطينيين وسوريين. وقد حدث ذلك في باريس وليون ومارسيليا والإسكندرية والقاهرة والقدس ودمشق والجزائر(7) وخاصة منطقة وهران وجوارها وتم إرسال أولئك بحراً إلى إسبانيا. وتشكلت هناك اللجنة الجزائرية لدعم الشعب الإسباني (Comité algérien d aide au peuple espagnol) وكذلك أعلن عن اليوم الوطني لنجدة إسبانيا (Jounée nationale de secours pour l Espagne)، ومن هناك تم ترحيل المساعدات العينية والمتطوعين من الجزائر وكذلك العابرين من المتطوعين المغاربة، وحدثت هناك أيضاً معركة دعائية بين مؤيدي ومعارضي الجبهة الشعبية(8). وسبق أن وجه في إسبانيا مصطفى بن جلا وأحمد بن طهمي المغربي نداءً إلى مواطنيهم المقيمين في إسبانيا أو على أرض الوطن الأم لكي يلتحقوا بالثورة ضد "فرانكو طاغية الشعب الإسباني والمغربي" وأن يصادروا أملاك الانقلابيين وأعوانهم(9). على أنه لا توجد حتى الآن، معلومة موثقة عن عدد المتطوعين العرب الذين كافحوا من أجل الجمهورية الإسبانية.

في هذا السياق عثر بن سالم على 32 شخصاً وقدر سكوتلسكي (Skoutelsky) تقريباً 200 جزائري ومغربي(10) وتحريت بنفسي عن أكثر من 80 متطوعاً عربياً معظمهم بأسمائهم(11) فقط، وفي مسألة اثبات أصلهم فتمكنت فقط من اثبات البعض(12). وتبعاً لذلك فإن الغالبية منهم (30) ينتمون إلى الجزائر، بينما انتمى 5 منهم إلى المغرب و5 إلى فلسطين، بالاضافة إلى 3 من سوريا وواحد من كل من تونس والعراق.

كثيرون منهم كانوا إما أعضاء او أنصار أحزاب شيوعية، يضاف إليهم بعض أنصار الفرع الفرنسي للأممية العمالية، (أي الأممية الثانية الاشتراكية SFIO). وكذلك نجمة شمال أفريقيا (Etoile Nord-Africaine) وبالأحرى حزب الشعب الجزائري(13) (Parti Populaire Algérien) وكذلك من الإتحاد الفوضويUnion) (Anarchiste  ومن حزب العمال الموحد الماركسي (تروتسكيّ الميل)Partido Obrero de Unificaci?n Marxista POUM. 

الألوية الأممية:
كانت الغالبية الكبيرة من المتطوعين العرب في خدمة الألوية الأممية. ولم تعرف بالتفصيل المواقع التي خدم كل منهم فيها إلا في حالات قليلة. على هذا النحو ناضل أحد عشر عربياً على الأقل في اللواء الحادي عشر، كان ثلاثة منهم في اللواء الثاني عشر، و6 في اللواء الثالث عشر، بالاضافة إلى 8 في اللواء الرابع عشر، وواحد في كل من اللوائين 83 و89. ومن أشهر من عرف منهم الجزائري رباح أسدهم (Rabah Oussidhoum) الذي كان رئيساً للفوج 12 المسمى رالف فوكس "Ralph Fox" التابع للواء 14 حتى اصابته في أكتوبر 1937 وسقط قتيلا في مارس 1938 عند كاسبا (Caspe). ووصف صديقه الكاتب تيودور بالك (Theodor Balk) نضاله(14) وخلده ابن بلده بشير حاج علي في قصيدة مهداة إلى بابلو بيكاسو عام(15) 1961.

وخدم الفلسطينيان  علي عبد الخالق وفوزي النابلسي في الفوج الرابع (Pala Fox) التابع للواء الثالث عشر، وكانا في السرية الثانية التي كانت تضم متطوعين يهود وتحمل الاسم نفتالي بوتفين (Naftali Botwin). كان عبد الخالق، كما يقول دايمانت (Diamant) مخلصاً قلباً وقالبا للتآخي بين اليهود والعرب، الذين عاشوا على أرض فلسطين" وإلى جانب لغته الأم كان عبد الخالق يتقن اللغة العبرية ولغة اليديش Jiddisch (*****).

وعند وصوله إلى إسبانيا طلب أن يوضع في سرية بوتفين(16) (Botwin Kompanie) وسقط قتيلاً في ربيع عام 1938 على جبهة إكستريمادورا (Extremadura-Front).

وأيضاً سقط الفلسطيني فوزي نابلسي قتيلاً في الحرب الأهلية الإسبانية.

وتوضح الأمثلة التالية مدى عمق معاناة المتطوعين العرب من قتال أهل بلادهم بجانب فرانكو:

نفذ الفلسطيني نجاتي صدقي باسم مستعار هو "مصطفى بن جلا" عام 1936 بتكليف من الأممية الشيوعية حملات دعائية عبر المناشير من مدريد وبرشلونة وفيما بعدً من الجزائر عبر الإذاعة وسط المورو(17). ونظراً "للجرائم التي كانت ترتكب من قبل مغاربة ضد الشعب الإسباني المناضل" اقترح الجزائري صافي في أغسطس 1937 تكوين كتيبة خاصة من أبناء شمال أفريقيا المقيمين في إسبانيا تقاتل ضمن صفوف الألوية الأممية ضد فرانكو(18).

وسبق ان أعلن صدقي/ بن جلا في أكتوبر 1936 بأن "المغاربة المعادين للفاشية" في مدريد أرادوا تكوين كتيبة خاصة في اللواء الخامس التابع للجيش الشعبي الإسباني(19). وكان المدفعي الجزائري محمد بِرّه Mohamed Berra سبق أن قاتل هناك، وسقط قتيلا في 28 سبتمبر 1936 في معركة لوبيرا (Lo Pera). 

اليسار العربي والفوضويون في صفوف سرايا "أندريه مالرو" (André Malraux) التابعة لحزب العمال الموحد الماركسي:
خدم الجزائري محمد بلعيدي (Mohamed Belaidi) الملقب "بجان" كضابط ميكانيكي في سرب طيران سرايا "أندريه مالرو" قبل أن يصبح جزءاً من الجيش الشعبي.  وسبق أن كان عضواً في الفرع الفرنسي للأممية العمالية ومن الأوائل الذين شكلوا كتيبة المتطوعين وهم من أعضاء تيار اليسار الثوري (ضمّ ماركسيين ثوريين وتروتسكيين) بقيادة مارسو بيفير (Marceau Pivert).  وقُتل في 27 ديسمبر 1936 عندما أُسقطت قاذفة القنابل التي كان على متنها إثر اصابتها من قبل الطائرات الألمانية المقاتلة هاينكل (Heinkel) في معركة ترويل (Teruel). وخلده أندريه مالرو مؤسس سرب الطيران الذي يحمل اسمه في شخصية سعيدي (Saidi)  في روايته الأمل(20) (L´Espoir) وأيضاً كان وسط صفوف الفوضويين الإسبان تحت قيادة Buenaventura Durruti عرب آخرون، من أشهرهم الجزائري محمد صايل (Mohamed Sail) والذي كان من نشطاء الإتحاد الفوضوي الفرنسي، وقاتل في المجموعة الأممية لسرية دوروتي "Durruti" حتى اصابته في نوفمبر  1936(21).

أما أحمد بن طهمي الذي جاء ذكره سابقاً والطبيب الفلسطيني جورج خروف (Jorge Jarufe) الذي نال الجنسية من بيرو فقد كانا ضمن سرية "اسكازو"(22) (Ascaso). ويذكر أن 7 من الجزائريين كافحوا في السرية الأممية "لينين" التابعة لحزب العمال الموحد الماركسي(23) POUM.

إن أكثر من ربع الذين تحريت عنهم من المكافحين العرب في إسبانيا قتلوا أو فقدوا في بؤرة الحرب الأهلية:

ـ   في القتال حول المدينة الجامعية في مدريد.
ـ   معركة لوبيرا (Lo Pera) في الأندلس في ديسمبر 1936.
ـ   جبهة ياراما (Jarama) في فبراير.
ـ   معركة وادي الحجارة (Guadalajara) في مارس.
ـ   وجبهة أراقون (Aragon) في أكتوبر 1937.
ـ   معركة كاسبا (Caspe) في مارس.
ـ   معركة إبرو (Ebro) في يوليو 1938.  

من الألوية الأممية في إسبانيا إلى المقاومة الفرنسية:
لم يعرف الكثير عن مصير من بقي على قيد الحياة. عاد البعض منهم بعد حل الألوية الأممية و"استقروا" في فرنسا بعد أن تجاوزوا معسكرات الاعتقال، وكذلك انضم البعض منهم مثل بوزيد خلوفي (Bouzid Kheloufi) ومحمد تيروش (Mohamed Tirouche) من اللواء الحادي عشر إلى المقاومة الفرنسية ضد النازية، بالاضافة إلى المفوض السياسي أحمد اسماعيلي الذي حكم عليه نظام فيشي (Vichy) غيابياً بالاعدام والذي كان يشرف على تحرير صحيفة  Alger Republicain حتى عام 1945، وارسل الجريح الجزائري عبدالرحمن قسوم عام 1939 إلى موسكو للعلاج، بينما سلك المغربي مقدم بن طاهر طريق الآلام الذي عبره "الإسبانيون الحمر(******)" متنقلاً من معسكرات الاعتقال ومعسكرات أسرى الحرب حتى معتقل النازية ماوتهاوزن (Mauthausen) والذي هرب منه في أغسطس 1941 إلى مصير غير معروف.

عندما سأل أحد الصحافيين أسدهم (Oussidhoum) عن الدوافع التي حركت بعض العرب للقتال من أجل الجمهورية الإسبانية، أجاب:

"كل الصحف كتبت عن المغاربة الذين قاتلوا في صفوف المتمردين (أي الانقلابيين بقيادة فرانكو ـ غ. هُب) ولكني حضرت إلى هنا لأوضح بأن العرب ليسوا جميعاً فاشستيين(24)."

هوامش المترجم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(***) ـ Gerhard HOpp غرهارد هُوب (1942 ـ 2003) درس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في جامعة كارل ماركس بمدينة لايبزغ (ألمانيا الديمقراطية سابقاً)، ثم عمل باحثاً في معهد الاستشراق في نفس الجامعة.
عمل باحثاً ومنسقاً في جمعية البحث "الشرق الجديد" عام 1992 قبل أن يشارك عام 1996 في تأسيس مركز الشرق الجديد في برلين.
له العديد من الكتب والأبحاث المنشورة في المجلات العلمية. عرف بدقته وتعمقه وصرامته في مادة المحفوظات ذات العلاقة بابحاثه، وانصب اهتمامه في البداية على التيارات الفكرية والأيديولوجية في الشرق الأوسط في القرن العشرين مثل: تاريخ وأيديولوجيا "حركة القوميين العرب" وما تلاها من تنظيمات (أطروحة دكتوراة) وفيما بعد توجهت أبحاثه بشكل متزايد نحو مصائر العرب والمسلمين في أوروبا وخاصة في ألمانيا ومع بداية القرن العشرين وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية. والمقال المترجم أعلاه نشر في المجلة الفصلية البرلينية (Inamo 33-2003) وهو عبارة عن تخطيط أولي لمشروع بحث متسع لمركز الشرق الجديد في برلين (Zentrum Moderner Orient. ZMO) حول اللقاءات العربية مع ألمانيا النازية شارك فيه مجموعة من الباحثين وصدرت الأبحاث في كتاب:
Gerhard H?pp; Peter Wien und Renè Wildaugel
Blind für die Geschichte?
Arabische Begnungen mit dem Nationalsozialismus
Klaus Schwarz Verlag - Berlin 2004
وصدرت أيضاً ترجمة عربية للكتاب بعنوان:
عميان عن التاريخ؟
العرب وألمانيا النازية واليهود.
ترجمة محمد جديد، مراجعة زياد منى.
ط. أولى كانون الأول 2006 قدمس للنشر والتوزيع بيروت/
لبنان.
والكتاب يتناول علاقة بعض الحركات السياسية العربية بألمانيا النازية وسياساتها تجاه اليهود وكذلك موقف بعض العرب من قضية المحرقة النازية ليهود أوروبا. يقول عبدالله حنا (في مكان آخر): "حركة التحرير العربي ـ خلافاً لمزاعم الصهيونية وأبواقها ـ لم تكن على وفاق مع النازية، بل كانت فصائلها الأساسية مناوئة للنازية. أما تلك الأقسام التي اتخذت موقفاً "حيادياً" إزاء الفاشية فلها ظروفها الخاصة....".
أنظر عبدالله حنا: الحركة المناهضة للفاشية في سوريا ولبنان 1933 ـ 1945
دار الفارابي ـ بيروت 1975.
(**) ـ   طبيب اختصاصي في ألمانيا، ومقرر منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية (أومراس) ـ برلين.
(***) ـ مصطلح المخزن (باختصار) له دلالة خاصة في العربية المغربية، ويقصد به النخبة في المغرب التي تملك مفاتيح السلطة وتتمحور حول الملك أو السلطان سابقاً وتتكون من زعماء القبائل والأعيان وملاكي الأراضي الأثرياء وكبار العسكريين ورؤساء الأمن والمدراء.
مصطلح المخزن (باختصار) له دلالة خاصة في العربية المغربية، ويقصد به النخبة في المغرب التي تملك مفاتيح السلطة وتتمحور حول الملك أو السلطان سابقاً وتتكون من زعماء القبائل والأعيان وملاكي الأراضي الأثرياء وكبار العسكريين ورؤساء الأمن والمدراء.
(****) ـ رياض الصلح (1894 ـ 1951) رئيس الوزراء اللبناني بعد الاستقلال.
(*****) ـ اليديش هي لغة يهود أوروبا الشرقية تطورت في وسط ألمانيا وإنتشرت خاصة في أوروبا الوسطى والشرقية ومنذ 1880 أيضاً في أمريكا وبلدان أخرى وتأتي 20% من مفردات هذه اللغة من أصول لغوية سلافية وعبرية وتكتب بالأحرف العبرية.
(******) ـ الإسبانيون الحمر:  بعد اندلاع الحرب الأهلية كان يطلق على الجمهوريين "الحمر" أي الشيوعيين، بينما كان يسمى أنصار فرانكو بالفاشيست.
 

هوامش الكاتب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ Abdellatif Bensalem, Los voluntarios arabes en las Brigadas internationales (Espana, 1936-1939). In : Revista Internacional de Sociologia 46 ( 1988), S.543
(2) ـ Vgl. Abdallah Hanna, al-Haraka al-munahida li´l-fashiyya fi Suriya wa Lubnan 1933-1945, Beirut 1975, S. 61 ff.
(3) ـ Vgl. vor allem Rémi Skoutelsky, L espoir guidait leurs pas. Les volontaires francais dans les Brigades internationales, 1936-1939, Paris 1998
(4) ـ Vgl. Maria Rosa Madariaga, The Intervention of Moroccan Troops in the Spanish Civil War: A Reconsideration.
In: European History Quarterly 322 (1992), S. 77 ff.
(5) ـ Ebend, S. 87
(6) ـ Vgl. Oriente Moderno 36 (1936), S. 54 und 559; The Chicago Defender, 12.9.1936
(7) ـ Vgl. Skoutelsky, a.a.O., S. 116 ff. ; Carlos Serrano, L enjeu espagnol. PCF et guerre d Espagne, Paris 1987, S. 57 ff.; Jacques Delperrié de Bayac, Les brigades internationales, Paris 1968, S. 79; David Diamant, Combattants juifs dans l armée républicaine espagnole 1936-1939, Paris 1979, S. 325 ff.
(8) ـ Vgl. Francis Koerner, Les répercussions de la guerre d Espagne en Oranie (1936-1939). In: Revue d Histoire Moderne et Contemporaine 22 (1975), S. 476 ff. Siehe auch Benjamin Stora, Nationalistes algériens et révolutionnaires francais au temps du Front populaire, Paris 1987, S. 78 ff.
(9) ـ Vgl. L Espagne Antifasciste, 17.10.1936, S. 2; L Afrique Francaise 46 (1936)8-9, S. 458f.; Michail Kol cov, Ispanija vogne. Ispanskij dnevnik. Bd 1, Moskau 1987, S. 112. Die 1936 von Sidqi in Madrid und von Amor Soliman in Valencia gegründete Agrupaci?n Antifascista Hispano-marroqu? verfolgte gleiche Ziele. Vgl. Nieves Paradela Alosno, Acci?n pol?tica y estancia espanola de Nayati Sidqi. In: Temas Arabes (1987)3, S. 141f., und L Afrique Francaise 47 (1937) 2, S. 108
(10) ـ Vgl. Bensalem, a.a.O., S. 569f., Skoutelsky, a.a.O., S. 151. Albert Prago, Jews in the International Brigades.
In: Jewish Currents, 33 (1979) 3, S. 8, z?hlte nur sechs.
(11) ـ Neben ver?ffentlichten Quellen, darunter dem Dictionnaire biographique du mouvement ouvrier francais, habe ich Archivalien v.a. des Bundesarchivs in Berlin benutzt.
(12) ـ Ricardo de la Cierva, Brigadas internacionales 1936-1996, Madrid 1997, S. 98, nennt Arabien, Algerien, Marokko, Syrien und Tanger als Herkunftsl?nder.
(13) ـ Dies, obwohl die Partei die Unterstützung der spanischen Volksfront ablehnte. Vgl. Stora, a.a.O., S. 79
(14) ـ Vgl. Theodor Balk, La Quartorzième, Madrid 1937, S. 29 ff.
(15) ـ Bachir Hadj Ali, Qacida andalouse. In: La Nouvelle Critique (1961) 130, S. 82
(16) ـ Diamant, a.a.O., S. 283f.
(17) ـ Vgl. Paradela Alonso, a.a.O., S. 121-139; dies., El otro laberinto espanol. Viajeros arabes a Espana entre el S. XVII y 1936, Madrid 1993, S. 239-248. Siehe auch Najati Sidqi, Una « croada », nova i diferent, contra els moros .
In: Pere Balana i Abadia (Hg.), Visi? cosmopolita de Catalunya. Bd 2, Barcelona 1993, S. 105-112
(18) ـ Vgl. Skoutelsky, a.a.O., S. 348
(19) ـ Vgl. L Espagne Antifasciste, 17.10.1936, S. 2; und L Afrique Francaise 46 (1936) 11, S. 598.
(20) ـ Vgl. André Malraux, Die Hoffnung, Berlin 1986, S. 458 ff. Siehe auch Paul Nothomb, Malraux en Espagne, Paris 1999, S. 94 und 132
(21) ـ Vgl. David Berry, French Anarchists in Spain, 1936-1939. In: French History 3(1989), S. 457; Stora, a.a.O., S. 55ff.
(22) ـ Vgl. Gerold Gino Baumann, Los voluntarios latinoamericanos en la Guerra Civil Espanola, San José 1997, S. 102f.
(23) ـ Vgl. Reiner Tossdorff, Die POUM im spanischen Bürgerkrieg, Frankfurt/M. 1987, S. 294. Mary Low/Juan Bre?, Red Spanish Notebook, London 1937, S. 114, erw?hnen ein verwundetes arabisches Mitglied der Kolonne.
(24) ـ de Bayac, a.a.O., S. 337