الرواية العربية الأولى (1859)

"وَي. إذن لستُ بإفرنجي" لخليل الخوري (1836 ـ 1910)

صدرت عن دار الفاربي في بيروت رواية: وَي. إذن لستُ بإفرنجي للكاتب اللبناني الراحل خليل الخوري (1836 ـ 1910)، بعد أن حققها وقدّمها ودرسها الكاتب اللبناني شربل داغر. ويناسب صدور الرواية الذكرى المئة والخمسين للبدء بنشرها في جريدة الخوري في بيروت: حديقة الأخبار.

بهذه الكلمات يُعرِّف الخوري بصنيعه الروائي: هذا المؤلَّف الجديد المحتوي على نقد مختلف، فيما يتعلق بالعوائد والأكسام، على نوع سرَّ القارىء، ولا يخلو من الفائدة بطريقة هزلية مقصود بها الجد، مع رواية شهية المطالعة، الذي تلاه الجمهور مشهوراً بالتدريج في حديقة الأخبار، قد نجز طبعه الآن ثانية كتاباً مستقلاً بذاته قطع ثمن محتوياً على مقدار 170 صحيفة، مصححاً على نوع ما عن الطبعة المدروجة في الجرنال (أي: الجريدة)، مغلفاً بورق سميك ملون، وسيباع بسعر عشرة غروش النسخة في مكتب حديقة الأخبار، وفي مخزن الخواجا لياس فواز، وفي مخزن الخواجا فتح الله تاجر، على البحر بجانب الكرنتينا، والذي يأخذ منه أكثر من خمسين نسخة دفعة واحدة يخصم له في المائة عشرون.

ولقد عاد داغر إلى أعداد حديقة الأخبار، ثم إلى طبعة الرواية في كتاب مستقل، مجرياً مقارنة تحقيقية بين المدونتين. كما قام بإجراء دراسة فنية وتاريخية للرواية، كما لغيرها مما عرفه السرد العربي في مساعيه الأولى، وانتهى إلى التحقق من أسبقية هذه الرواية على غيرها من الناحية الزمنية، وانتهى أيضاً إلى التحقق من ريادتها الفنية، إذ شكلت مثالاً سردياً لغيرها.

ويندرج عمل داغر في مراجعته التاريخية الواسعة لـ أدب عصر النهضة، أو ما يسميه البداية المستجدة للدورة الثقافية العربية، متنبهاً إلى أوجه التجديد، أو العصرية (كما كانوا يسمونها) فيه، مشدداً على إسهام الخوري الريادي: بين ابتدائه بهذا النوع من السرد الروائي، أو بـ الشعر العصري (كما سيظهر ذلك في كتاب قادم لداغر) وغيرها من صنوف الكتابة.