بمناسبة فوز الشاعر السوري أدونيس بجائزة ليتيو الأدبية في أسبانيا، تهديه مواطنته السورية هذه القصيدة التي تتأمل فيها مسيرة الشعر والشاعر وتطرح عبرها عددا من أسئلة الشعر والوجود التي انشغل بها في شعره.

أبد الشاعر... أبد الريح

بهيجة مصري إدلبي

إلى الشاعر العربي الكبير أدونيس
بمناسبة منحه جائزة ليتيو الأدبية في أسبانيا

أرضعتكَ الريح أسرار رؤاها
فنهلتَ الغيبَ آلاءً تناهتْ
حينما الشعرُ اهتدى
فيها وتاها
قلتَ ما للبحر  يسعى
يأخذ الأسماء من أسمائها
موجا تناهى؟
قلتَ ما للوقت
يهتزُّ على عُري الجهاتْ
يشرب الغيمَ كؤوسا
من صلاةْ
يتهجَّى أبجديات المسافات نبيا
يمسك الحلمَ الذي
أرْخَتْ مداه المعجزاتْ
فانطوى في سرِّها
ثم طواها
أيها الشاعر
خذْ سربَ الغواياتِ
إلى برية البدء
إلى مهد الخرافاتِ
لتحتل ذراها
ثم تمحوها بممحاة الغمامْ
لتراها
مثلما الرملُ رآها
أيها الشاعر
خذْ نار النبوءاتِ
وكنْ نارا سواها
أبَّدَتكَ الريحُ سرا
فوق عرش الكلماتْ
كنتَ ترعى في مراياها الخيالا
وتُعدُّ الصمتَ
شكاً وسؤالا
ـ من أنا
في ردهات الغيب
في غيب (الأنا)؟
كيف أمتدُّ إلى ما لايراني؟
من أنا في غيب(نا)؟
رحلتي الآن تجلت
من مداها
أتراني أول الأشياء
أم إني وراها؟
أتراني ألبسُ الظل
وأمتدُّ ظلالا
من أنا إن ردَّني الحرف
إلى وهم النداء؟
من أنا في خطرات لا أراها؟
من أنا في غيب(نا)
كيف(نا)
ضاقتْ أناها
يعتريني الآن حزن
أبديٌّ
بعدما الحزنُ اعتراها

شاعرة من سورية