يتناول الناقد الفلسطيني هنا أحدث روايات الكاتبة الأفروأمريكية: توني موريسون بالعرض والتحليل كاشفا فيها عن استراتيجيات تعامل الرواية مع ميراث السود في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع تاريخ مبهظ من التمييز العنصري.

في رواية «رحمة» لتوني موريسون

عودة للتاريخ الامريكي وحفريات في الدين والشر والعبودية

إبراهيم درويش

بعد خمسة اعوام من الغياب تعود الكاتبة الامريكية الحائزة على جائزة نوبل، توني موريسون، برواية جديدة تواصل فيها موضوعاتها الاساسية الحب والخيانة والعرق والعبودية والرحمة، فروايتها قبل الحالية حملت عنوان "حب" وكانت قاتمة في عوالمها خاصة مشاهد الاغتصاب. وتلك الرواية والموضوعات الشائكة التي تتصدى لها موريسون تتعلق بالوجود الانساني ومصيره. توني موريسون كما تصفها الروائية الكندية مارغريت اتوود واحدة من اشهر الاصوات الروائية الامريكية في كل العصور، فيما يرى صاحب "الاشياء تتداعى" النيجيري تشينوا اتشيبي موريسون انها واحدة من الاصوات الشجاعة التي لم تتردد في طرح اسئلة لا زالت اشباحها تلاحق السود وتاريخهم. وكانت رواياتها محلا للدراسة والتحليل في الجامعات والاكاديميات الامريكية والغربية فيما وزعت رواياتها في كل انحاء العالم وبالملايين على الرغم من محاولات التهميش التي تعرضت لها. تبلغ موريسون اليوم من العمر 77 عاما. وهي وان انشغلت بالقضايا المصيرية الا انها كانسانة ليست منفصلة عن مصيرها واهتمامها بالعمر والسن مثل نظراء لها في عالم الرواية فيليب روث (75 عاما) وغابرييل غارسيا ماركيز (81 عاما) وغيرهما، ذلك انها تحدثت في حديث صحافي قريب مع صحيفة بريطانية عن مشاكل تعوق حركتها ومشيها. 

"رحمة" يبدأ من عام 1780
يعود بنا العمل الجديد الى امريكا القرن السابع عشر، في نهاياته تحديدا. ويتابع خطوات امرأة سوداء يبيعها سيدها البرتغالي الى مزارع كي يسدد ديونه. وتعود بنا الرواية كما تشير موريسون الى امريكا التي لم تكن بعد مقسمة بناء على الخطوط العرقية بشكل نسبي. فالمجتمع الذي تصفه في هذه الفترة مختلط من السود والبيض والبرتغاليين والافارقة العبيد والخلاسيين، وترى الكاتبة هنا ان العبودية كانت امرا عاديا في ذلك الزمن، ولم يكن هنالك بلد يخلو من العبيد أيا كان مسماهم. ولم يتم الربط بين العرق الاسود والعبودية الا بشكل لاحق. واختيار موريسون لهذه الحقبة التاريخية وبعيدا عن نهايات القرن التاسع عشر في "المحبوبة" وسبعينيات القرن العشرين "جنة" يعني محاولة للغوص اكثر في تاريخ الكاتبة الشخصي في العمق التاريخي الامريكي وتحديدا في تاريخ مدينتها لورين، اوهايو التي تعتبر مدينة الصلب والحديد، حيث كبرت وعاشت هناك. في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي كانت لورين مدينة يعيش فيها سود وبيض من الطبقة العاملة، الاغنياء منهم كانت لديهم بيوت بحدائق امامها، والاخرون لم يكن لديهم الا كدحهم. كانت والدتها ربة بيت عملت في مصنع اثناء الحرب العالمية الثانية. اما والدها فقد عمل في كل شيء من اجل تأمين النقود في السفن وصناعة الصلب.

تتذكر موريسون ان الطلاب في مدرستها كانوا يجلسون حسب الترتيب الابجدي لا فرق بين اسود وابيض، هذا ما تتذكره. بعدها تركت هذا العالم لدراسة الادب الانكليزي في جامعة هاوارد المعروفة بين السود بانها "هارفارد السود" ثم الى كورنيل لاكمال دراساتها العليا. في بداية الثلاثينات من العمر بدأت تشعر بالرغبة للكتابة حيث نشرت اول رواياتها "العين الاكثر زرقة". موريسون لا تحبذ تصنيف اعمالها بناء على خطوط العرق واللون، ولا تريد ان تصنف كتاباتها على انها عن اضطهاد السود او حتى ككتابة تنتمي للسود الأفروأمريكيين، فهي تقول انها عندما بدأت تكتب كتبت عن تجربتها مشيرة هنا الى ان مسألة العرق لا تعتبر اشكالية عندما يكتب غير اسود رواية، فهذا التصنيف العرقي يغيب عن الرواية او الشهادة التي يكتبها كاتب ابيض مثلا. تتميز كتابات موريسون باللغة الشاعرية وتحتاج الى متابعة للقراءة خاصة ان القارئ يشعر في بداية كل رواية بانه يتابع سردا صعبا ويجب عليه ان يتابع السرد حتى يدخل في مزاج وجو الكتابة. وفي اجابة على سؤال من ان رواياتها صعبة القراءة تجيب انها لا تحتوي على كلمات لا يفهمها القراء هذا ما قالته في لقاء مع صحيفة "فايننشال تايمز". لا تعتقد موريسون ان هناك مشكلة عرق تعاني منها امريكا فمعركة العرق تم الانتهاء منها وبحسب ما تقول ففتح موضوع العرق يدعو للملل بالنسبة للجيل الجديد. 

رحمة وعقيدة بوش
في لحظة مهمة من رواية توني موريسون "رحمة" نرى فلورين الرقيق وهي تشرد من مزرعة سيدها الكاثوليكي بحثا عن ملجأ في بيت غريب الذي يسألها "المسيحية او الكفر؟" وتعتقد موريسون ان هذه العبارة ما هي الا صدى لتصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش سيئة الذكر بعد احداث ايلول (سبتمبر) 2001 «إما معنا أو مع الارهابيين». لكن موريسون لا تستعيد الاحداث التي غيرت وجه العالم ولا الحرب المزعومة على الارهاب مثلما استعادها كتاب اخرون مثل جون اوبدايك ودون ديليلو وكلير ميسود وجوزيف اونيل، ولا ترى عملها مجازا عن الاحداث، فهي تحاول تقديم رؤية عن العنف والقسوة والخزي، اذ تقول " كنت احاول تخيل حياة فتاة في العبودية عندما لم يكن العرق العامل الاساسي". يمكن تفسير الرواية بناء على الحاضر، ودور الدين فيه،فهي وان حملت شكوكا في الدين المؤسس والجمعي الا انها لا تملك التعبير عن دهشتها من الدين كفكرة ولا يمكن لها ان تتخيل العالم من دون عبادة. فهي لأول مرة تخوض في اشكالية الدين في المجتمع الامريكي باعتبارها مصدرا للانقسام والاحتراب، ففي ظروف القرن السابع عشر كان الدين معلما لهوية الامريكي. لكن في سياق "رحمة" نرى ان جاكوب يكره صاحب المزرعة الكاثوليكي البرتغالي الاصل عندما يزوره ونرى ان التاجر البروتستانتي جاكوب يحس بنوع من التوتر داخل البيت اثناء العشاء وان زوجة صاحب المزرعة تتلبس بلباس التقوى حتى تخفي غضبها وقسوتها. ويرى خادمها ان الرقيق فلورين ما هي الا لعنة على الرجل واولاده. 

اكتشاف الحياة الزراعية
تحتفل رواية موريسون مثل روايتها الاخرى "اغنية السلمون" و "المحبوبة" بالارض والثقافة الزراعية التي جاءت مع "المكتشفين" و "المبشرين" وكذا في روايتها "جنة" التي يرى البعض انها الاضعف. وفي هذا السياق تبدو موريسون في "رحمة" كوارثة للتقاليد الزراعية هذه مع انها تقدم بطريقة خفية انتقادا لها. ولكن الارض والحياة الزراعية لا تبدو في النهاية امتلاكا للسود أو للبيض او لها بل نوعا من الخداع، كما يبدو في تصرفات الشخصية الرئيسية في الرواية جاكوب فارك، الذي يوحي اسمه انه مستوطن من اصول هولندية، ورث عن والده تجارة واعمالا رأى انه يستحقها، ونعرف في مفتتح الرواية ان فارك لا يتاجر باللحم البشري، لكن المزارع من اصل برتغالي، يتعيش منهم خاصة ممن ينقلون للارض "الجديدة" في سفن من انغولا، ويحتاج دي اورتيغا الى المال من اجل سداد ديونه ولهذا يعرض على فارك ان يختار ايا من عبيده، فيقع اختياره على امرأة بولد تحمله على جنبها وابنة تختبئ خلف ثوبها. لكن دي اورتيغا يقول له الا هذه لانها الطاهية التي دربتها زوجته ولا يمكنها العيش بدونها. وعندها تتحدث اليه المرأة بصوت مثل الهمس "ليس انا ولكن هذه" مشيرة الى ابنتها فلورين. الحكاية التي تنسجها موريسون تتساوق مع مجمل الحكاية الامريكية عن اختراع جنة الله على الارض، فجاكوب فارك يعدد الكثير من الرحمات التي اعطاه الرب اياها، مثل الارض والمزرعة ببابها الحديدي الذي تتعانق على بابه حيتان. وهو ان كان يعتقد انه ينجز ما رأته العناية الالهية ورغبات الرب على الارض، الا ان لينا ابنة المواطنين الاصليين التي ابيدت عائلتها، واخذها الغزاة وربوها وعلموها تعاليم الرب ضمن، تعاليم البيرسبيتيريان، وتعتقد انها على الرغم من انتمائها لهذه التعاليم مستبعدة منها، فلا يسمح لها بحضور قداس الاحد.

لينا تعتقد ان الجنة المزعومة هي جنة الملعونين ومن يدخل المزرعة يدخل ارض اللعنة. فهذه الجنة تقوم على إثمين، إثم ابادة السكان الاصلييين "الهنود الحمر" وإثم ترحيل واستعباد الملايين من افريقيا. فلينا ترى ان الثعابين الحقيقية هي من تسميهم "يوروبيز" الرجال ذوي البشرة البيضاء الذين تعتقد ان بشرتهم تحمل معها رائحة المرض والموت واهدوا الاض الجديدة مرض الجدري ودينا قاسيا يمثله اله ممل لا خيال فيه. فارك يبدو في سرد موريسون رجلا "خيرا" اقرب ما يمكن ان يمثله الاوروبي بعيدا عن فكرة الشر في نظر لينا ابنة الارض. ففي مزرعته مواطنة اصلية ورقيق افريقية. وهو كما اسلفنا يرفض التجارة في الارض وكما يظهر السرد يعرف حساسيات المكان، في ماريلاند حيث تدور احداث الرواية ويعرف كيف يحترم ارض المواطنين. وقبوله لفلورين جاء لان الام اجبرته على اخذ ابنتها خوفا من وقوعها في يد الاسياد السيئة وبدا لها على خلاف تجار الرقيق والمزارعين شخصا "انسانيا". لكن مثل بقية المستوطنين البيض، جاكوب ليس مبرأ من الذنوب او بصفحة بيضاء، فماله جاء من استعباد رقيق في مزرعة سكر في الكاريبي وبيته الذي بدأ ببنائه قام على ارض مشجرة بخمسين شجرة اقتلعها قسرا وفي اثناء عملية البناء تموت ابنته ولا يعيش حتى يرى بيته قد اكتمل.

وفوق هذا فزوجته ربيكا القادمة من لندن تحمل معها ذكريات وصور عن القتل والاعدام والبشاعة الانسانية التي ترمى في نهر التيمز، وصور عن النساء الساقطات والبذاءة الانسانية. وربيكا في هذا السياق تبدو امرأة طيبة تحاول ان تضع فلورين تحت رعايتها وتتنافس مع لينا. تشير الرواية الى ان المرض والايمان القاسي قد يكونان اللعنة التي حلت بالاوروبيين ممن سرقوا الارض. ولكنهم لم يكونوا وحدهم الملعونين، فـ " رحمة" تتهم افارقة انخرطوا انفسهم في تجارة العبيد فهذه الرؤية تبدو من رواية امرأة ترحل على سفينة متجهة الى باربادوس "اعتقد ان الرجال يعيشون على المشاكل من اجل المواشي والحصاد والنساء، كل شيء يتوتر ويصل الى درجة يقوم فيها الرجال بحرق بيوتنا وجمع من لا يستطيعون قتله او العثور عليه من اجل التجارة". فلورين الفتاة التي اجبرتها امها على الرق بخيار خوفها من وقوعها في الايدي الآثمة تقع في حب رقيق محرر وهو الحداد الذي يقوم ببناء بوابة مزرعة جاكوب.

وتصف الرواية الرغبات الشديدة التي تعتمل في داخل فلورين وهي تراقب العبد السابق في عمله، الرغبات التي تجعلها تهرب الى حظيرة الابقار كي توقف هذه الشهوة المتدفقة في داخلها. وفي اخر مشهد لهما يرفضها الحداد ليس لانها رقيق لجاكوب بل لانها عبدة لشهواتها. ويطلب منها ان تمتلك نفسها قائلا "انت لا شيء بل وحشة، بلا ضوابط او عقل". في نهاية الرواية تمتلك فلورين نفسها وتعيش لكي تكتب قصتها، التي تنحتها باظافرها على بيت سيدها الميت المهجور. تبدو الرواية قاتمة وموحشة وفيها من اللحظات التراجيدية وأهميتها تنبع من كونها حفراً في التاريخ الامريكي، وتاريخ الاستعباد والاستغلال. فسيادة الاخرين هي شيء غير مقبول وشرير. كل شيء في الرواية يبدو عن تبادل المصلحة، وضحاياها هم آثار هذه المصالح. ربيكا زوجة جاكوب ترسل من بريطانيا الى زوجها الذي لم تعرفه لدفع دين مستحق عليها، وام تدفع بابنتها فلورين للعبودية خوفا عليها من الخطر، والعبيد القادمون من افريقيا مستغلون لانهم ضحايا لا يمكن قتلهم بل بيعهم. ومن هنا فالخير والشر نسبي وفي الرواية لا يوجد شر كامل فباستثناء تاجر الرقيق البرتغالي الشرير والذي يبدو متحضرا مقارنة مع تجار الرقيق النمطيين، كل الابطال هنا ضحايا واشرار بقدر. لينا التي تندب الاشجار المقتلعة تقوم برمي طفل في البئر ليس لانقاذه من العبودية كما في "المحبوبة" ولكن لأن سورور جلبت الحظ العاثر على سيدها.

في داخل القصة يحتفظ كل الابطال عبيدا ومحررين، افارقة واوربيين وابناء التراب بقدر من الاتحاد والمصير المشترك الذي فرضته عليهم العزلة، لدرجة اعتقدوا انهم عائلة واحدة. هذه الوحدة الظاهرية تتماسك بقدر ولفترة معينة بسبب اختلاف الدوافع والاهداف لكل طرف فيها "لانهم معا خطوا صداقة من داخل العزلة". ويبدو في النهاية ان المصير المشترك كان خادعا، لان مستقبلهم كان مختلفا، ايا كانت الظروف التي جمعتهم: الحب والكره ومحاولة الهرب والخروج. وفي هذا السياق لم تكن الشجاعة وحدها كافية. الفضاء او المكان في رواية "رحمة" هو رحمة مزجاة ولعنة على من يعيشون فيه، وسواء احبوه او كرهوه فهو صورة مزدوجة عن خداع الواقع. وخداعه يأتي من اللغة الملغزة عنه والقاتمة نوعا ما، وفي هذا السياق يبدو المكان هنا صورة عن الجمال والخوف والرعب الدائم. وحتى بوابة الجنة فيها من الرحمة واللعنة ما فيها. فهي صورة عن تاريخ امريكا على ما يبدو. ويطير منه ومن ساكنيه عبق الارض ورائحة التراب وعفن الموت والمرض وعفونة الرغبة. ما تقوله رحمة ان كل واحد من ابطال الرواية لديه قصته التي يريد حكايتها، سورو ابنة الكابتن، فلورين التي تحمل يد رقيق وقدم سيدة برتغالية، ولينا، وأم فلورين.. ومن تجادل الاصوات تحفر لنا الكاتبة في قصة ام وابنتها تعيشان في عالم صعب تبدو فيه افعال الرحمة والحنان امورا تؤدي الى نتائج غير محمودة. في ارضية العمل تبدو فكرة الانقسام الديني والرؤية العرقية التي وجدت لديها ارضية خصبة لتأكيد ما بعد. فموريسون وان بحثت عن مجتمع لم يكن للعرق فيه اهمية كان العبد هو العبد الا ان سلالات العبيد وتجادلات الدين كانت الارضية التي نتج منها ما بعد.  

نوبل والوحدة
حازت توني موريسون على جائزة نوبل للاداب عام 1993 وفي التقاليد المعروفة فهي اول أفرو ـ أمريكية تحصل على جائزة نوبل للاداب، مع انها لا تحبذ هذه التصنيف الذي يجعل من السود جماعة مختلفة عن بقية البشر. وفي روايتها الاولى "العين الأكثر زرقة" (1970) حاولت موريسون التصدي لعقدة النقص لدى فتاة سوداء (بيكولا) تصلي ليل نهار كي يمنحها الرب ملامح وجمال الممثلة شيرلي تيمبل. وتدور احداث الرواية في فترة الكساد التي عاشتها امريكا في ثلاثينات القرن الماضي ولكنها تدور في الحاضر. فموريسون تؤمن ان معرفة الحاضر لا تنفصم عن ضرورة الحفر في الماضي وهو ما برز في رائعتها التي حازت فيها على جائزة بوليتزر عام 1987 "المحبوبة" التي تشكل جزءا من ثلاثية "جنة" (1999). عملت موريسون منذ البداية على بناء مشروع ادبي اصيل وسرد بلغة جديدة تحتفل بالاصوات والموسيقى التي ترى انها مهمة في عملية قراءة واخراج اعمالها فنيا، فمن دون الموسيقى الداخلية لا يمكن فهم العمل وتداعي احداثه وهذا واضح في اعمالها مثل "جاز" (1992) الجزء الثاني من الثلاثية. في عام 1958 تزوجت موريسون من المعماري الجامايكي هارولد موريسون وطلقا بعد ستة اعوام ومنذ حينذاك تعيش وحيدة. ولدت توني موريسون باسم " تشولي انطوني ووفورد" وتوني هو لقبها في الجامعة. نشرت موريسون حتى الان تسع روايات. 


كاتب من اسرة "القدس العربي"