رسالة ليبيا

السيميائية الليبية والطوارق ومناشط أخرى

محمد الأصفر

هذا الشهر خيمت أحداث العدوان الإرهابي الصهيوني على قطاع غزة وما ألحقه من دمار في النسل والحرث على مرأى من العالم والعرب على كل المناشط الثقافية التي أقيمت في ليبيا.. فكل الصحف والمجلات والأمسيات والاصبوحات والندوات والمحاضرات تناولت هذا العدوان وتضامنت مع هذا الشعب الأعزل والقوي بإيمانه وبأسلحته التي قد يظن البعض أنها بدائية وغير مؤثرة بينما هي في الواقع أفضل من كل الصواريخ والمدافع والطائرات والدبابات المؤثرة والنائمة في ترسانات معسكرات الجيوش العربية ولا يتم إخراجها إلا يوم العيد الوطني لتستعرض ومن ثم تعود لتنام استعدادا إلى المعركة الكبرى التي يتخيلها كل ولي أمر عربي والتي لم تحدث بعد.. لم يكن موقف العرب جيدا والموقف الجيد جاء من شعوب الأرض كافة التي تظاهرت وخرجت إلى الشوارع وأدانت العدوان وجرمته حتى خجل العالم وأمر بإيقافه.. ولعل موقف الصمت الذي جاء من الرئيس الأربعة والأربعين لأمريكا موقف مخجل ويبشر بعهد أمريكي أسوأ من سابقه وكذلك موقف مجلس الأمن ومماطلته من أجل أن تستمر الصهيونية في قتل العرب لا يمنح لهذا المجلس صاحب المكيالين أي نبل أو مصداقية وعلى العالم أن يفكر في تغييره أو إلغاءه بالمرة. في شهر ديسمبر انتظمت في ليبيا عدة مناشط ثقافية وأحداث نذكر منها: 

"الثقافة العربية" الليبية تشعل شمعتها الـ 300
بدأت مجلة الثقافة العربية نشاطها منذ 36 عاما، وبالضبط عام 1973 حيث صدر عددها الأول وتواصلت الإصدارات منذ ذلك العدد حتى هذا الشهر وبلغت الأعداد الرقم 300 وتعرضت المجلة خلال مسيرتها إلى عدة توقفات خارجة عن إرادتها أفقدتها أكثر من ثلاثين عددا، ومنذ إصدارها الأول مازالت متمسكة بشعارها الذي ولد مع أول عدد لها وهو "ثقافة عربية أصيلة وفكر إنساني متفتح". وقد أسهم في رحلة المجلة بالكتابة أو بالإدارة نخبة من ألمع الكتاب والمفكرين العرب ومنهم من بدأ النشر في المجلة وهو يتلمس خطواته الأولى، وقد ترأس تحرير هذه المجلة عدة أدباء معروفين ومخضرمين منهم الشاعر محمد الفيتوري، والروائي أحمد إبراهيم الفقيه، والقاص محمد علي الشويهدي، والأديب الراحل جمعة الفزاني، والأديب محمد حسن البرغثي، والكاتب عمر السوداني، والكاتب سعد نافو، ثم القاص سالم العبار، ثم الشاعر محمد المزوغي، لتؤول رئاسة تحريرها الآن للقاص الليبي محمد المسلاتي وبإدارة تحرير من الأديب جابر نور سلطان. وشهدت المجلة أخيرا دعما وتشجيعا ماديا ومعنويا من مجلس الثقافة العام مما جعلها تنعم ببعض الاستقرار مكنها من تأدية رسالتها ومواصلة الصدور شهريا من دون تعطيل يذكر.

وفي مستهل هذا العدد نقرأ مقالة بعنوان من 1 إلى 300 تستعرض هيئة التحرير من خلالها تاريخ المجلة مبرزة أسماء كل من كتب في هذه المجلة من أدباء راحلين ومعاصرين وتتعهد أن تواصل تزويد مشعل الثقافة بعرقها الإبداعي وأن تسعى إلى تطوير المجلة نحو الأفضل وتقول إنها لا تستطيع أن تنفذ برنامج التطوير هذا إلا بمساعدة وتكاثف وغيرة الأدباء والكتاب على الثقافة والفن والأدب وكل ما هو مضيء في هذه الحياة. وقد شارك في هذا العدد الخاص عدة كتاب عرب وليبيين منهم: د. صلاح الدين بوجاه من تونس بمقالة بعنوان "كيف تفضي الكتابة إلى الحرية"، د. ميلاد مفتاح الحراثي من ليبيا بمقالة بعنوان "إصلاح علم السياسة في الجامعات العربية"، الباحث الليبي سالم الكبتي بمقالة بعنوان "أعلام عرب في بنغازي" استعرض فيها مناشط الأديب صاحب قنديل أم هاشم يحيى حقي خلال عمله في فترة من الفترات في مدينة بنغازي. عبدالرحمن مجيد الربيعي من العراق يكتب ورقة عن الأديب ياسين رفاعية بعنوان "نهر من الحنان والإبداع". والصحفية والشاعرة المغربية منى وفيق تجري حوارا مطولا مع الناقد الأدبي المغربي محمد معتصم. باب الترجمة يقدم لنا الكاتب والمترجم الليبي بالعيد الساحلي عبر ترجمته لقصة الكاتب الروسي أنطوان تشيكوف "الرهان". الباحث عبدالعظيم الجحاوي يكتب لنا مقالة بعنوان "التوقيع بمحبرة الأسد" حول اعتذار رئيس الوزراء الإيطالي للشعب الليبي وقبوله دفع التعويضات وتقبيله يد نجل شيخ الشهداء عمر المختار وبحضور قائد الثورة ووسائل الإعلام الليبية والعربية والعالمية. وقد استعرض الكاتب في عرضه الصحفي المتميز أهم المحطات في حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا منذ التمهيد للغزو وحتى لحظة الاعتذار وانتصار الشعب الليبي عبر سلام الشجعان ومبدأ التسامح والصفح من أجل دفن الضغائن وبدء صفحات جديدة تتعاون فيها الشعوب على أرضية خضراء خصبة.

استعرضت المجلة كذلك كافة المناشط التي أقيمت في الفترة السابقة وأبرزت استعداد مجلس الثقافة العام للمشاركة بإصداراته التي بلغت الآن حوالى 400 في معرض القاهرة الدولي للكتاب. كذلك المشاركة في الندوات والأمسيات والمحاضرات التي ستقام على هامش المعرض، وفي هذه المناسبة نحب أن ننوه ونهمس في أذن هذا المجلس الثقافي أن يوسع دائرة المشاركة وأن لا يقوم بتكرار نفس الوجوه التي تشارك كل عام ومنح الفرصة لأسماء جديدة خاصة من جيل الشباب في المشاركة في هذا المعرض الدولي المهم وأن يتم معالجة كافة الأخطاء التى حدثت في الدورات السابقة. في لمسة الوفاء نقرأ عرضا لكتاب الضفة الأخرى للروائي الراحل مؤخرا خليفة حسين مصطفى وقد قام بعرض الكتاب القاص محمد بالقاسم الهوني. في باب التحقيقات التاريخية نقرأ بحثا مهما لعبدالرحمن محمد الدرسي بعنوان "الأهمية التاريخية والاقتصادية لأشجار النخيل في ليبيا". وفي باب الاستطلاعات يطل علينا الدكتور المتألق والنشط والمتخصص في التاريخ الليبي عبدالسلام شلوف باستطلاع ثقافي بعنوان "شحات.. كاملة الأوصاف ومرحة الأعطاف". في باب العلوم نقرأ مقالة عن الفضاء لعبدالحفيظ الغرياني، وفي باب الإبداعات الشعرية والقصصية نقرأ نصوصا لكوكبة من المبدعين منهم: هبة عبدالعظيم قصيدة "حالما يحتضر الوقت"، عبدالباسط بوبكر قصيدة "ارتباك"، راشد الزبير قصيدة "يا أيها الغافي"، على عبدالشفيع الخرم قصيدة "الشوق وأحلام وأفياء"، على ابريك المسماري قصة "الاستسلام للنوم"، خالد خميس السحاتي قصة "شواطئ الغربة"، ابتسام الطعان قصة "ورد يبكي". دوح اللغة والأدب باب يكتبه الشاعر هليل البيجو، وفي هذا العدد جاء بعنوان "خلة مصونة"، ورواق الثقافة تقدمه الكاتبة إلهام بن علي، وفي هذا العدد نرى ضيفا ومؤرخا وباحثا أثريا قدم الكثير من الجهد عبر الجمعية التي أسسها وهي "جمعية الهيلع" بدرنة حيث تستعرض في المقالة سيرة حياته وتقدم لنا نبذة شاملة عن هذه الجمعية. ويختم هذا العدد مدير التحرير جابر نور سلطان بزاويته "نقطة ضوء"، يستعرض فيه ذكريات أول يوم جاء فيه إلى مجلة الثقافة العربية عام 1983 والمقالة كانت بعنوان "نقر على نافذة الذاكرة". وازدانت المجلة في هذا العدد بلوحة غلاف للفنان التشكيلي المبدع حسين الساحلي. 

ليبيا في كتب الرحلات الغربية والعربية
ينظم مجمع اللغة العربية بمقره في طرابلس الأحد ندوة علمية بعنوان "ليبيا في الرحلات العربية والغربية: نحو رؤية تحليلية ومقارنة". وقال رئيس الدكتور علي فهمي خشيم "إن هذا الموضوع الذي تم اختياره لهذه السنة يأتي لأن ليبيا كانت باستمرار مقصدا للرحالة الذين كان بعضهم يمر خاصة من أهل المغرب إلى الحج في العادة ويسجل انطباعاته عن هذا البلد.. كما يسجل انطباعاته عن بقية البلدان الأخرى. وأضاف خشيم في تصريح لوكالة الجماهيرية للأنباء، أن هناك رحالة جاءوا إلى ليبيا في مختلف الأزمنة من القرن الثالث عشر حتى القرن العشرين من ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، ومجموع هذه الرحلات تمثل في الواقع ثروة كبيرة جداً لأنهم سجلوا أشياء قد لا نجدها في تسجيلاتنا. وستناقش الندوة قرابة ثمانية عشرة بحثاً لعدد من الباحثين الليبيين وغيرهم من بعض الدول العربية الأخرى الأعضاء في هذا المجمع. وحسب خشيم فإن هذه البحوث سيتم إصدارها في مجلد، وذلك حتى يتم توثيقها حفاظاً على جهود مختلف الباحثين على مختلف تخصصاتهم التي تغطي مختلف الجوانب الثقافية والسياسية والاجتماعية والأدبية والفكرية واللغوية. يشار إلى أن هذه الندوة ستتناول كتب الرحلات مصدرا لدراسة التطور اللغوي وأحوال المجمع الليبي خاصة فيما يتعلق بالجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية من خلال تحليل محتوى المعلومات التي دونها الرحالة الذين زاروا ليبيا من عرب وأجانب ومروا بمناطقها وكتبوا عنها. 

يوسف القويري وقضية المرأة
يوسف القويري كاتب ليبي مهم من جيل الستينيات مازال يعطي ويكابد حرفة الأدب هذه من خلال إصداراته المتعددة ومقالاته الرفيعة التي ينشرها هنا وهناك وقد سبق هذا الكاتب أن قدم الأعمال الكاملة للشاعر الراحل عبدالوهاب البياتي وآخر إصدارته كتاب جميل عن قضية المرأة كتبت الشاعرة حواء القمودي من خلال عرضه في جريدة أويا نبذة شاملة عنه لأهميتها نوردها كما هي:  هذا كتاب صدر عن منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام للكاتب المبدع يوسف القويري والذي أشار في مقدمته إلى أن الأربعة مقالات الأولى وفي سنة 1965 من القرن الماضي (نشرت دراسة تحليلية في أربعة فصول طويلة على صفحات (الحقيقة) الأسبوعية بعنوان عام "مدخل إلى قضية المرأة" ويضيف القويري: وتشاء الأقدار أن أدرجها في كتاب بعد مرور كل تلك السنين فلم أجد أيما داع لتنقيحها أوفك أوصالها بالزيادة والنقصان فهي تفي بالتعبير عن موضوعها) وأما هذه "الفصول الأربعة" فكانت على التوالي:

مدخل إلى قضية المرأة
هل أنت ذكر أم أنثى
جذور الاضطهاد التاريخي
كيف ارتبطت المرأة بالعار؟! والقويري يبدع في نسج مواضيعه وإتقان عالٍ في عرض هذه المواضيع وحين يبدأ هذا الفصل (مدخل إلى قضية المرأة) ص7 فإنه بلغة رشيقة ناصعة وبروح تميل للتهكم يعرض هذه القضية محللاً لجذور هذه الأزمة التي مازالت قائمة وهذا ما أراد القويري أن يشير إليه في المقدمة حين رأى إدراج هذه الفصول كما كتبها في عام (1965) من القرن الماضي،ليقول صراحة:أن لا تغير يذكر في مجتمعنا الليبي رغم كل المظاهر الخادعة فما زالت الأفكار المتوارثة عن التفوق الذكوري ودونية الأنثى مازالت تتناسل جيلاً إثر جيل، يقول يوسف القويري في هذه المقالة (ليس ثمة فرق هائل) ـ إذا ما نظرنا بدقة ـ بين هذه المدن الحديثة، وبين لقديمة عند البابليين والآ شوريين والرومان وحقيقي أن القسمات مختلفة فثمة معمار حديث وأدوات صناعية استهلاكية مستجلبة وأماكن للترفيه العصري بيد أن المضمون الأساسي العميق لا زال كما هو نمط من التمركز للأسواق بل إن الأمر قد اكتسب رداءة لاحد لها فتقاليد الأتراك المشبعة بروح الإقطاع والحريم ووجدان النرجيلة والخمول والحمية الجنسية قد أضيفت بأكملها إلى تلك المدن، أكداس من نفايات التاريخ وقطع فظة من متحف السلوك البشري تفريق صارم بين الجنسين واحتقار يومي للجنس،دور للبغاء وشراسة في إبعاد الجنس عن متناول المعالجة السليمة.

وتتفاقم المتناقضات كلما حاولنا أن نواريها عن الأنظار ص14ويتابع: (إن قضية تحرر المرأة ـ على ضوء ما سبق ـ شيء لا ينفصل ـ بأي حال ـ عن ضرورة اشتراكها في الإنتاج والعمل) ص14 ثم ينهى هذا الجزء قائلاً: (لهذا فنضال المرأة من أجل التحرر نضالها ضد التقاليد القديمة أشكال تجمعها الرمزي كتاباتها كل هذا الجهد النظري والعملي الطيب المتنوع الذي تبذله إنما يرتبط أوثق ارتباط بكل جهد آخر يبذل من أجل التطور الوطني ص15 في (هل أنت ذكر أم أنثى) ص17 يواصل القويري بلغته وبراعته في العرض أن يحفر في الموضوع الذي يتركز في مقالته عن (الجنس) الذي يرى البعض أنه (غريزة بشعة ويصورها على أنها شيء منحط يجب تجنبه وهم بذلك يغرسون في نفوس النشء أفكاراً خاطئة عن الجنس ويملأون وجدانه بالاحتقار والكراهية للوظائف التناسلية) ص17وبعد تحليل دقيق يتابع قائلاً: (إذن فالا عتراف بأهمية الجنس والتوكيد عليه لا يعنى مهاجمة الحدود الاجتماعية التي توضع أمامه لأن هذه الحدود هي الفاصل الحقيقي بين الانسان والحيوان) ص20ويضيف: (النقطة الثانية أن الحدود الاجتماعية التي توضع أمام الجنس ليست شيئاً ثابتاً سرمديا ويمكننا أن نحلل هذه الحدود الاجتماعية إلى عناصرها الأولية فنجد أنها تحتوي على الأخلاق والثقافة والأعراف والتقاليد والعادات والطقوس والتشريعات الوضعية وهذه العناصر التي تشكل في مجموعها الحدود الاجتماعية القائمة في زمن معين هي بناءات فوقية أي تصورات ومفاهيم وأفكار وخطوط ذهنية نابعة من ظروف الواقع الاجتماعي والتاريخي) ص20 يعرض الكاتب خلال بحثه عن هذا (البناء الفوقى) تطور وتحرك الواقع الاجتماعي وكما يقول: (لأن ظروف الناس وأحوالهم الواقعية تختلف وتتباين من عصر إلى عصر ومن مكان إلى مكان فإن أفكارهم وتصوراتهم ومفاهيمهم تتغير وتختلف وتتطور تبعاً لذلك وبجملة أخرى فإن أخلاقهم وتشريعاتهم وثقافتهم وأعرافهم لا تبقى كما هي) ص21 ويبحر القويري بنا خلال هذه الفسحة ليقرأ التاريخ وتطور الحراك الاجتماعي حتى يقول في خاتمة هذا الجزء: (نعود إلى اعتقاد أسلافنا البدائيين القائل بوجود أصول مختلفة للذكر والأنثى فنتساءل: إلى أي حد تغير هذا الاعتقاد؟! ونجيب.. في الحقيقة إنه تغير تغيّراً عميقاً فقد كان اعتقاد البدائيين ساذجاً) ويواصل: (إن هذا الاعتقاد القديم ـ برغم أنه ظل ساريا في شكل الإحساس بوجود اختلاف فطري بين المرأة والرجل ـ نقول إن هذا الاعتقاد اكتسب مضموناً اجتماعيا سيئا ببدء عصور الاضطهاد التاريخي للمرأة نتيجة انفصالها عن الانتاج الاقتصادي وتحولها إلى تابع وملحق وخادم وعبد.. هنا بالضبط يمكننا أن نفتش عن جذور الحقيقية لا نحطاط قدر البنت واعتبار الولد كنز العائلة) ص28 في دراسته التالية (جذور الاضطهاد التاريخي يبتدرنا بهذا السؤال:هل تنشأ العادات فجأة؟ ويجيب:هذا مستحيل ليس فقط لأن العادة مشتقة من العودة إلى الشئ أو لأنها تعني التكرار بل لأننا نعجز عن تصورها بلا تاريخ تماماً مثلما نعجز عن تصور البنات دون أرض!) ص 29 ويواصل تحليله العميق فيقول: (نحن لا نقصد بالعادات تلك التي تكون خاصة باللباس أو المسكن فحسب بل نعني بها أيضاً عادات الذهن والعاطفة.... والعادات الذهنية والعاطفية ذات أعمار مختلفة ولكن بعضها يكون من القوة والتأصل وطول العمر بحيث أننا نخطئ فنصفه بالطبائع الثابتة) ص30.. ويواصل تعميق فكرته فيقول: (والتفريق الصارم بين الذكر والأنثى ومن ثم ترجيح كفة الأول إنما يستمد شكله الثابت ـ نسبياً ـ من ضخامة المدة أو الزمن الذي تم خلاله تشكيل نظرة إنسانية عامة للموضوع تبدو لنا الآن لعراقتها وقدمها وكأنها نظرة أزلية نشأت عن بعد من تتابع حركة التاريخ الاجتماعي) ص31 ويخلص في هذه الفقرة إلى أن قائلاً: (لابد أن للمسألة مصدراً آخر غير الجنس،مصدراً عريقاً انعكست نتائجه على العلاقات الجنسية وابتعدت أصوله وانقطعت إلى أن أصبحت العلاقات الجنسية ـ لإحتوائها على هذا الإنعكاس ـ هي بمفردها مصدر الاختلاف والتفاوت والتمايز. فما هو هذا المصر) ص32.. وخلال الصفحات التالية يعرض الكاتب لفكرته من جوانب عدة مستشهداً بآراء لعلماء اجتماع ليقول: (كان من الضروري إذن ـ على ضوء هذه الملابسات ـ تحطيم نظام انتساب النسل بصورته القديمة وإلغاء الزيجة الجماعية والانتقال إلى شكل آخر من الزيجة التي تشابه في بعض الوجوه الزيجة الوحدانية الحديثة) ص38 وعن المجتمع العربي يقول: (وتنحدر كلمة "العائلة" العربية من العائل أي الشخص الذي يقوم بمسؤولية الانفاق وتأمين الاحتياجات العيش وفي هذا تغليب للجانب الاقتصادي على الجانب الجنسي) وهو تغليب اجتماعي وليس تغليباً طبيعياً فطرياً نشأ ـ كما أسلفنا ـ من ملابسات مادية عريقة في القدم (ص39 ـ40... وفي دراسته الرابعة) كيف ارتبطت المرأة بالعار؟! (ص41 وخلال هذه المسألة يعرض لمجموعة من الأفكار مثل أن اعتبار العامل الاقتصادي عاملاً مطلقاً في التاريخ الاجتماعي وفي العلاقات الانسانية شيء يدعو إلى النفور والرفض أما في حالة الموافقة عليه فإنه يقود إلى نتيجة غير سارة وهي الاستسلام لجبرية اقتصادية تشبه جبرية القضاء والقدر) ص41 وأيضاً (إن العامل الروحي يلعب دوره الخاص في التاريخ الاجتماعي بيد أن اعتباره عاملاً مطلقاً يؤدي بنا إلى امتلاك صورة مشوشة وغامضة عن التاريخ الاجتماعي الذي يستحيل عندئد فهمه بحكم اختلاف النزعات والأهواء والعواطف الفردية والعامة التي تشكل هذا التاريخ) ص42 وينهى تفتيته لهذه الأفكار إلى خلاصة هي (إن آرتباط الأنثى بالعار يعنى ارتباطها بمجموعة من الأفكار والحدود والتصورات الاجتماعية الناتجة عن انحطاط الدور التناسلي للمرأة وفي الأساس الأول عن إنحصار دورها الاجتماعي والاقتصادي وتدنى مكانتها العامة وتبلور كامل وظيفتها ووجودها في حدود الجنس والامتاع الحسى) ص50 بعد هذه المقالات الأربع يقدم الكاتب يوسف القويري خمس عشرة مقالة تتناول مواضيع مختلفة مثل (محاورة مع مثقف هندي..) ص97 و(حال الترجمة والمترجمين) ص119 و(نصف نهار مع معين بسيسو) ص129ثم ينهى بمقاله (الكتاب الليبي) ص145 وخلال هذه المقالة والتي كما يقول في الهامش (في أوائل الستينات سجل هذا الفصل على اسطوانات ضمن فعالية معرض من معارض الكتب في الشمال الأفريقي) ص145 خلالها يعرض لحركة الكتاب الليبي فيقول فيها (ويمكن القول بأن حركة التأليف والنشر الأدبي والفكري لم تبدأ وبشكل متصل إلا فيما تلى عام 1952 من سنوات حيث برزت أسماء أدباء وكتاب أسهموا بصورة فعالة ـ ولازالوا ـ في خلق أدب يمثل طبيعة العصر ويدرك تحولاته العميقة ويعكس حياة السواد الأعظم من الناس) ص 147 ـ 148 كتاب (مدخل إلى قضية المرأة وفصول أخرى) للمبدع الكبير يوسف القويري صدر عن منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام ـ إدارة المطبوعات والنشر عام 2006. 

وداعاً.. المهدي أبوقرين 
وداعاً المهدي أبوقرين غادرنا الأيام الماضية بتاريخ 2008/12/22 م الكاتب الفنان المهدي ابوقرين الذي ساهم معنا بروح فاعلة لإثراء المشهد الفني في سلسلة" المسرح الليبي في 100 عام" يوم الإربعاء. كما ساهم مساهمة فاعلة في ملف "مئوية المسرح الليبي". 

الجودة في الصناعة الدوائية الليبية
الشاعرة الليبية أم الخير الباروني إضافة إلى كونها أديبة فهي أيضا دكتورة صيدلانية تعمل في مصنع أدوية غرب طرابلس وفي هذه المحاضرة حاولت أن تمس الدواء وتقدمه بلمسة شاعرية فجعلت له أبعادا إنسانية ورسالة سامية ورؤية جديدة انبثقت من إحساس هذه الشاعرة التي أرادت أن تعالج الناس بالقصائد وبالدواء معا.. وقد قدم لهذه المحاضرة الشاعر الليبي الشاب خالد درويش بكلمات تمركزت بين الصحافة والأدب وبين الروح التي يمثلها الشعر والمادة التي تمثلها الأدوية فكتب: شهد قسم علوم الحياة بأكاديمية الدراسات العليا بطرابلس محاضرة علمية قيمة للباحثة الدكتورة أم الخير الباروني تحت عنوان "الجودة في الصناعة الدوائية" ناقشت فيها الباحثة تاريخ صناعة الأدوية في الجماهيرية الليبية والجودة في مجال الصحة وشخصت أسباب تراجع الصناعة الدوائية في بلادنا ومناطق ازدهارها وحاجة السوق.

وذكرت الباروني في عرض مرئي عملية مراقبة الجودة في بعض مصانع الأدوية بليبيا والشروط الواجب توفرها لهذه العملية. وقالت "تمثل صناعة الأدوية محور أساسياً لاقتصاديات بعض الدول كما أنها توازي في أهميتها الصناعات الإستراتيجية لما لها من تأثير مباشر على صحة الفرد والمجتمع، ففي صناعة الأدوية لا يمكن الاستغناء عن الشقين الإنساني والمادي حيث تهدف إلى توفير أدوية ذات فعالية عالية وتأثير جيد وبسعر اقتصادي يتيح للمستهلك استعمالها وللمصنّع الاستفادة من مردود منتجاته." واعتبرت ان "صناعة الأدوية ليست كغيرها من الصناعات إذ أن جمهورها لا يحتاج إليها من باب الكماليات أو الرفاهية وإنما الضرورة القصوى هي التي تدفعه لاستهلاكها وبالتالي أخذت هذه الصناعة مراحل عدة من التقنين والتوجيه لإستيفاء متطلبات السوق، حفاظاً على السلامة العامة للمستهلك، والالتزام بالاشتراطات الواجب تنفيذها عند الشروع في التصنيع وخلال كل المراحل الإنتاجية بدءً بالمواصفات الخاصة بالمبنى والآلات والخدمات الإنتاجية متمثلة في المياه وأنظمة التكييف والتبريد فالعملية الإنتاجية وصولاً إلى تقديم الدواء للمستهلك مستوفياً لشروط الجودة." 

السيميائية الليبية في الجامعات الجزائرية
منذ أسبوعين التقيت بالأستاذ الناقد محمد المالكي وكان لتوّه عائدا من الجزائر ومن مدينة وهران العريقة حيث شارك في فعاليات الملتقى الثالث الذي أعدته جامعة وهران، حول السيميائيات والبلاغة بورقة نقدية بعنوان "علم تركيب سيميائية الجهات"، وتم دعوة هذا الناقد العامل في صمت وغير الملتفت إلى الوراء من قبل هذه الجامعة العريقة عبر خطاب وجه له قبل انعقاد المؤتمر النقدي بشهور. وكانت هذه الجامعة قد تحصلت على عنوان المالكي بواسطة البحث في الشبكة الإلكترونية، وأرسل لهم الناقد المالكي ورقته وبعد دراستها من قبل لجنة التحضير جاءه الرد بالموافقة والترحيب به على منبر الأكاديمية حيث كتب له رئيس اللجنة العلمية للملتقى رسالة الموافقة التي جاءت في بعض سطورها بشكل احتفائي تقديرا لهذا الجهد المبذول فنقرأ منها: "إلى سعادة الأستاذ محمد عبدالحميد المالكي تحيطكم اللجنة العلمية للملتقى الثالث حول السيميائيات والبلاغة الذي سيعقد بجامعة وهران الجزائر علما بموافقتها على موضوعكم الموسوم بـ علم تركيب سيميائية الجهات. لهذا يرحب مختبر السيميائيات وتحليل الخطاب وكذا قسم اللغة العربية وآدابها بمشاركتكم الفعالة ويشكران لكم تعاونكم.

تقبلوا فائق الاحترام مع ملاحظة أن الإقامة الكاملة على نفقة الجامعة خلال أيام الملتقى. رئيس قسم اللغة العربية.
د. محمد بن سعيد."
***
والجدير بالذكر أن الملتقى التأم أيام 16 17 18 من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وشارك فيه نخبة من الأساتذة من عدة دول منها: المغرب الجزائر ليبيا ماليزيا المغرب فرنسا. وكانت الأوراق تُلقى باللغتين العربية والفرنسية. وحضر هذه الفعاليات جمهور وطلبة دراسات عليا مهتمون بهذا العلم الجديد. وسعدت بهذه المشاركة المهمة للزميل والصديق محمد المالكي، وشعرت أنها قد أتت إليه مكافأة عن إخلاصه وجهده الذي يبذله يوميا من أجل إنجاح مشروعه النقدي، هذا المشروع الذي دشنه بإصدار كتابين أولهما عن دار البيان والثاني عن مجلس الثقافة العام. ومعلوم أن الناقد المالكي قد انتقد في مقالاته التي ينشرها في جريدة "الجماهيرية" الليبية الكثير من الأسماء الليبية الكبيرة المكرسة وأيضا المجلات الصادرة، وكان نقده دائما وفق أسس علمية ويستند إلى مصادر يحتفظ بها المالكي دائما في حقيبته وفي كتاباته دائما يهاجم المدعين ولصوص الجهود الماضية وكتاب التجميع وعندما يصدر له مقالة يحتفي بها ويأتي إلى المقهى ليناقشها سطرا سطرا. وفي النهاية عندما تركز جيدا على كلامه وتنظر إلى ما يملكه من مصادر ووثائق تؤيد وجهة نظره ولا تجد مناص من الاقتناع.

هذا الكاتب مؤمن بمشروعه، وقد أسس منذ سنوات هو والنقاد محمد الترهوني وطارق الشرع وأحمد التهامي حلقة بنغازي العلمية وعقدوا عدة جلسات ناقشوا خلالها الكثير من المواضيع، وتحولت تلك الأيام مقهى عين الغزالة إلى حلبة مشتعلة بالنقاشات النقدية. وكل كاتب يكتب نصا يحضره إلى هناك ليأخذ رأي النقد فيه. لكن هذه الحلقة تفرقت للأسف وذهب كل ناقد في طريقه وبقى المالكي يواصل ما هو مقتنع به من نقد فأسس مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب ومن خلال اختلاط به مدة من الزمن لاحظت أن المالكي لديه ما يقول في مجال السيميائيات وتحليل الخطاب، لكن مشكلته في الأسلوب فهو مثلا لا يمتلك اللغة الجيدة التي يكتب بها طارق الشرع ومحمد الترهوني وأسلوبه أقرب إلى أحمد التهامي منهما. لكن لأن المالكي يكتب نقدا علميا فلا مجال للعبارات الشعرية والصيغ البلاغية والتضمينات البارتية والصوفية وغيرها في موضوعه الذي يريد أن يقدمه إلى قارئ مهتم بالنقد ويفقه لغته وأغواره. أنا شخصيا لم أفهم جيدا ما يكتبه المالكي وعندما أجد لديه شيئا أرغب في فهمه فإنني أبذل جهدا كبيرا كي أصل إلى فكرته. لكنني مقتنع أن المالكي من النقاد المهمين ولقد جربته من قبل في اختياره لبعض قصصي وتفكيكها إلى أجزاء وإبانة النقاط المهمة فيها والسيئة التي يستحسن حذفها.

ولاحظت تأثره الكبير بنيتشه، وعندما ركزت على نيتشة وقرأت عددا من كتبه التي لم أقرأها من قبل وجدت نيتشه كاتبا كبيرا جدا أكثر مما كنت أتخيله بل أن من لا يقرأ نيتشة سيكون لديه قصور معرفي كبير. كما لاحظت أن الكثير من الكتاب الذين ينتقدهم المالكي لا يردون عليه باستثناء أحد الشعراء عندما اتهمه المالكي بالاقتباس من أحد الكتب النقدية أو الفكرية من دون الإشارة للمصدر. والحقيقة أن المالكي أحضر لنا الكتاب في المقهى ومقالة الشاعر ووجدت أن وجهة نظر المالكي صحيحة وبالدليل حيث تتبعنا السطور وأيضا المقالة. وعدم الرد على المالكي من الآخرين لا أعرف كيف أفسره ولا أجد أمامي إلا مشجب العجز، أي العجز عن الرد. لقد بذل المالكي جهدا أيضا في مجال المسرح ولازم المخرج المخضرم داود الحوتي أياما طويلة مشتغلا معه في ورشته المسرحية، حيث يؤمن المالكي بالاشتغال على العمل أكثر من مرة و تطويره نحو الأفضل وعدم الاعتماد على الإلهام بصورة كلية. ويعتبر الاعتماد على الإلهام وحده هروبا من الشغل وبذل الجهد وكسلا لا مبرر لوجوده لدى الكاتب الذي يريد أن يكون جيدا.

أيضا المالكي محاور جيد ولعل الحوار الذي أجراه مع الدكتور المهدي امبيرش دليل على ذلك حيث كان الحوار مميزا وأسلوب أسئلته وطريقة طرحها غير مألوفة لدينا في الصحافة الليبية والعربية والسؤال الجيد وطريقة صياغته والدفع به هي مهارة لا تكتسب إلا بجهد وقراءة وموهبة أيضا حيث أن السؤال يجعل المبدع يبدع في الإجابة وتتفتح أمامه الكثير من الأبواب التي يعتقد أنها مغلقة. لقد بذل المالكي مجهودا كبيرا حتى تمت دعوته من هذه الجامعة الوهرانية التي عاش في ربوع مدينتها وهران الأديب والفيلسوف البير كامو وهو الآن من ضمن طموحاته وخططه يفكر في استضافة هذا المؤتمر السيميائي في ليبيا بعد أن أقترح على اللجنة المنظمة هناك ذلك وأبدوا ترحيبهم بذلك وينتظر أن توافق الجهات الثقافية في ليبيا على ذلك وتدعم هذا المؤتمر الذي سيؤسس للعلوم السيميائية على قواعد علمية ثابتة. ومن خلال كتابتي لعدة قراءات في بعض الأعمال العالمية والعربية والليبية وجدت أن النقد شيء صعب ويحتاج إلى جهد كبير وقراءة لساعات طويلة وقراءة العمل الذي تحب تناوله أكثر من مرة. وحتى تكتب دراسة أو مقاربة جيدة عليك أن تبذل جهدا وتنفق وقتا وتتأمل في العمل أكثر كي تتمكن من الغوص إلى روحه التي لن تلمسها بالطبع. النقد مثل الغوص في الماء من دون أسطوانة أكسجين، والناقد الجيد هو من يستطيع المكوث أكثر من الآخرين تحت الماء غير خائف من الاختناق والغرق، فالإبداع سيمد له نفس نجدة في اللحظة التي يرى فيها إخلاصه وتفانيه وعشقه للنقد بأنواعه. 

دراسة وثائقية عن قبائل الطوارق
من مصطفى على حمودة: صدرت عن القيادة الشعبية الاجتماعية للجماهيرية العظمى دراسة وثائقية بعنوان "قبائل الطوارق" للأستاذ الدكتور "الهادي الدالي" حيث جاء الإصدار في 432 صفحة متضمنة الأولى منها إهداءً من الباحث إلى "سلاطين ومشايخ ومثقفي الطوارق" مُحيّيا فيهم مقارعتهم الاستعمار في معارك بطولية خاضوها من أجل الدفاع عن حقهم في الوجود وذودهم عن حماهم وعرضهم.. حين وقوع نظرنا على الكتاب قد يتبادر في ذهننا سؤال مغزاه.. لماذا الطوارق؟ وما هو المفيد الذي ستقدمه الدراسة عن فئة تعيش في ما وراء الصحراء؟ لكن الإهداء وما يتضمنه من ٍ فئاتٍ نخبوية سواء انجلت في السياسة أو الدين أو الثقافة أو الحياة الاجتماعية وحده كفيل بأن يجعل المقلّب لصفحات هذا الكتاب يشعر بمدى القيمة التي هي عليها هذه القبائل وهذا المُنجز الوثائقي..

ولعل ما يحث كائِناً كان على العيش في ربوع ديار هذه قبائل.. يسأل.. ويستقصي.. وينقب عن تراثهم ويستمع لمآثرهم ولآدابهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم ردحاً من الزمن في بقاع شتى في صحراء ليبيا والنيجر ومالي وموريتانيا هي الدعوة الأكيدة النابعة من تلك الخصائص التي تتمتع بها هذه القبائل من عمق في الأصالة وما تزخر به من قيم ومبادئ ضاربة في عرق التاريخ. ولعل النظام السياسي والاجتماعي والثقافي المنتظم كانتظام عقارب الساعة كان سبباً موضوعياً وعلى قدرٍ من الأهمية، لتتمخض عن ذهن الكاتب دراسة كهذه.. وأيضاً لما لهذه القبائل من دور كبير في المساهمة في بناء حضارات أدت دورا كبيراً وفاعلاً في المجتمع الإنساني.. ولعلّ الدور الأبرز هو ذاك التمثل في نشر الإسلام والثقافة العربية ومحاربة البدع في غرب أفريقيا. كما أن انعكاف الكاتب لإعداد هذه الدراسة نابع ـ كما يقول ـ من اعتقاده "بأن هذه القبائل لم تحضَ بعناية كافية من قبل الباحثين العرب والأفارقة على حدٍ سواء باستثناء بعض من الكتاب الذين لا يتعدون عدد أصابع اليد" ومع ذلك فهو يصف ما تم إنجازه بأنها دراسات "لا تكفي لوحدها". ومن هنا تنبثق دراسة قبائل الطوارق..

جاء المؤلف مقسماً إلى مقدمة وثلاثة فصول (الحياة السياسية، الثقافية، الاجتماعية) وخاتمة وملاحق. 

الجماهيرية نائباً لرئيس إتحاد الفنانين العرب
ضمن المؤتمر العام الخامس للاتحاد العام للفنانين العرب الذي عقد في القاهرة في 20/ 12/ 2008 تم انتخاب رئيس وأمين عام جديد للاتحاد. وانتخب رئيس المركز القطري "الأمين العام للرابطة العامة للفنانين بالجماهيرية "نائباً للرئيس وسيعقد الاجتماع الأول للمكتب التنفيذي للاتحاد في الجماهيرية في شهر أي النار 2009 وذلك لدراسة مشروع برنامج نشاط الاتحاد ومن أهم نقاطه إيجاد خطة فنية تنفذ على مدار السنة للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية وتكريم رموز بعض الفنانين العرب الكبار. 

ليبيا وبريطانيا يوقعان تفعيل اتفاقية التبادل الثقافي
وقع صباح أمس الأول مدير الإدارة الأوروبية ومدير عام المجالس الثقافية البريطانية بمقر أمانة اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي بحضور سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا ومديرة المجلس الثقافي البريطاني في طرابلس وجمع مع الإعلاميين والصحافيين من وسائل إعلامية ليبية اتفاقية تفعيل التبادل الثقافي، وكان ذلك بعد أن عقد مدير عام المجالس الثقافية البريطانية بالعالم مؤتمراً صحفياً بمنزل السفير البريطاني. وفيما يلي تقدم لنا الصحفية هدى الغيطاني عرضا لأبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي.

افتتح السفير البريطاني المؤتمر الصحفي قائلاً: نرحب بكم جميعاً ونرحب بمدير عام المجالس الثقافية البريطانية في العالم الذي جاء ليتحدث عن تفعيل الاتفاقية الثقافية التي ستوقع بين المملكة المتحدة وليبيا. وأضاف: عمل المركز الثقافي البريطاني يأتي كجزء مكمل للعمل الذي تقوم به الحكومة البريطانية لدعم العلاقات بين المملكة المتحدة والجماهيرية والتي بدأت تتزايد خلال العشر السنوات الماضية وزيارة السيد مارتن إيفرسون تأتي في إطار تقوية العلاقات وتنمية الأهداف المشتركة في مجالي التعليم والتبادل الثقافي وذلك بمساعدة السيدة آنا مديرة المجلس الثقافي البريطاني في ليبيا وفريق العمل التابع لها في طرابلس على اعتبار أن المجلس الثقافي البريطاني مفتاح أساسي في زيادة التعاون بين البلدين الذي بدأ منذ عشرات سنوات حيث يذهب الطلاب الليبيون منذ أكثر من 40 عاماً ليدرسوا في المملكة المتحدة.

بعد هذه الكلمات أفسح السفير البريطاني المجال للسيد مارتن إيفرسون أمين عام المجالس الثقافية البريطانية في العالم الذي وجه الشكر للسفير ثم رحب بالحضور وقال: أنا ممتن لوجودي في ليبيا وقد اندهشت لتنامي العلاقة بين البلدين خلال السنوات السابقة والذي شمل التعاون في مجال التعليم والثقافة، والسبب الأساسي لوجودي في الجماهيرية هو التوقيع على التفعيل الثاني للاتفاقية الثقافية بين البلدين الصديقين والهدف الرئيس الثاني هو النظر للخمس السنوات الماضية والأعمال التي قمنا بها لنتمكن خلال الخمس أو العشر السنوات القادمة من تطوير العلاقات بين البلدين، والاجتماعات التي عقدتها في طرابلس خلال زيارتي أوضحت لي كثيراً مدى امتنان البلدين في التعاون الثقافي والتعليمي والتنموي بينهما. وأضاف: عملنا خلال السنوات الخمس الماضية على ربط العلاقات الثقافية والتعليمية خاصة التحاق الطلاب الليبيين الدارسين بالجامعات البريطانية والذين زاد عددهم عن 15 ألف طالب ليبي وينتمي أغلبهم لبرنامج المنح الدراسية ونحن نسعى دائماً لتوفير الجو الملائم لهم وسنعمل أكثر على توفير سبل الراحة لهم خلال فترة دراستهم بالجامعات البريطانية، والأهم من ذلك ما نقوم به في ليبيا من خلال ما يقدمه مجلسنا الرئيس بمدينة طرابلس حيث قمنا خلال الثلاث السنوات الماضية بتعليم اللغة الإنجليزية لأكثر من 12 ألف طالب ليبي وكذلك ما نقدمه للجامعات الليبية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العامة للتعليم العالي حيث نملك 9 مراكز موزعة على 9 جامعات ليبية تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية يومياً لأعداد كبيرة من الطلاب الليبيين، وفي إطار التبادل الثقافي قمنا بربط العديد من الشخصيات والأساتذة في مجال التعليم بنظرائهم في المملكة المتحدة كما قمنا بإعطاء برامج حول تغير المناخ وربط الشباب بهذه الموضوعات المهمة وقدمنا برامج لتطوير العمل والمهارات من أجل توفير كوادر جيدة لسوق العمل.

وخلال الخمس السنوات الماضية قمنا ببناء علاقات متينة بين البلدين في مجال التعليم والثقافة وزيارات بين المؤسسات وربط الأفراد بما يساعد في بناء البلدين وإنعاش التعاون بينهما ونحن الآن في مرحلة صداقة ممتازة وسنقوم باستخدام كل ما قمنا به من أجل بناء روابط صداقة أكبر بيننا وتعتبر هذه الاتفاقية فرصة جيدة لزيادة العلاقة بيننا.وخلال الخمس السنوات القادمة أريد أن أرى ارتباطاً أكبر بين الجامعات الليبية والبريطانية والمزيد من البحث العلمي والبرامج التعليمية المشتركة بين البلدين للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه بالتعاون مع مؤسسات بريطانية وكذلك زيادة في تعلم اللغة الإنجليزية وإعداد المدرسين وتدريبهم في هذا المجال للرفع من مهاراتهم وأريد أن أرى تفعيلاً للتبادل بين المدارس الليبية والبريطانية في سنوات التعليم الابتدائية والإعدادية كما نرغب أن تقوم ليبيا بدعمنا بأساتذة في مجال تعليم اللغة العربية يقومون بتعليم هذه اللغة بمدارس المملكة المتحدة ونود ربط مناهج التعليم في مواد الجغرافيا والتاريخ وتغير المناخ وباقي المواد التي يمكن أن تكون مشتركة بيننا. واسترسل قائلاً: أنا مسرور جداً لمقابلتي يوم الأمس مع الإخوة في اللجنة الشعبية العامة للتعليم العام وموافقتهم على هذه الفكرة وأستعدادهم لمشاركتنا وعلى هذا الأساس فسنسير بالعمل إلى الأمام. خلاصة ما قلته بأن الخمس السنوات الماضية كانت ممتازة لبناء العلاقات ونحن اليوم نتوق لبناء المزيد من التعاون ونرى أننا بعد خمس سنوات سيكون التعاون في مجالات التعليم والثقافة في وضع أفضل.

في رسالة الشهر القادم ملفا كاملا عن غزة ومناشط التضامن معها.
ملفا عن المشاركة الليبية بمعرض القاهرة للكتاب.
مدونة ليبية تعني بفن القصة القصيرة تحت إشراف القاص أحمد يوسف عقيلة.
ملتقى أماسي الثقافي بالبيضاء وعرضا لأهم مناشطه القصصية والنقدية والشعرية.
وأيضا كل جديد في المشهد الثقافي الليبي.