في أقاصي المنفى والاغتراب يكتب الشاعر والتشكيلي العراقي المغترب، حكيم نديم الداوودي، توصيفا دقيقا لصباحات مختلفة، حيث تتيه التفاصيل بين ثنايا التيهان والفقدان، إحساس مر ومتكرر يعيدنا لذات الشاعر وهي تعيش اغترابها المضاعف، لكن عندما يكتبها يضيف عليها ملمس التشكيلي.

صباحيات المتاهة والمنفى

حكيم نديم الداوودي

(صباحُ الموجِ)

قبلَ أنْ أكونَ

كنتُ ضيفاً

على حُلمٍ

من المبتدأ

حتى البزوغِ

أبزغُ من الأُفولِ الأَظلمِ

ثم يتلقفُني موجٌ

ينقلني من حياةٍ لحياةٍ..

مِنْ وطيسٍ لوطيسٍ

كلُّ نارٍ تُسلمُني لرديفِها

لكني لمْ أحترقْ

كيف َيحترقُ

من ضميرِهِ نارٌ؟

كيفَ يحترقُ الجمرُ

وأنا مجبولٌ مِنَ اللهبِ

وكلُّ شمسٍ مهما استطالَ بها

الزمن ستنطفئُ

ذلكَ حُسنُ الختامِ..

 

2

(صباحُ المتاهة)

هذا الصبحُ البارقُ يحفِرُ ما وراءَهُ

يحثُ في أديمِ الليلِ خطاهُ

أنا عازم

.....

على اختراقِ المسافةِ

بينَ روحٍ

.....

وروحٍ

أنثرُ قليلاً من ملحِ جنونِي على جنونِه

أُسمِعُ فجراً هسيسَ وقعِ خطاه

اشارات مَكْرهِ

.....

المخبوءِ طيَ صمتِهِ

أقبل ْوتوغلْ

......

في غيهبِ المتاهات؟

حتامَ الوقوفُ منتظراً

...

وعدَه الكاذبَ.

 

3

(صباحُ الوهجِ)

وهجٌ ساطعٌ يضيءُ قتامَ أيامِهِ

لا احدٌ يتعكزُ على غيرِهِ

ولا أحدَ يتعثرُ

...........................

بظنونِهِ

وحيداً يُترَكُ وراءَ العتبةِ هّم أشجانُهُ،

أشعارُهُ المكتوبةُ

...........................

بماءِ جنونِهِ

في مزمارِهِ سحرٌ، حِيَلٌ، ومكرٌ،

ما بينَ بنانٍ وبنانٍ،

دهرٌ

........................

من النسيانِ

 

4

(صباحُ المنفى)

 

يخبو الضجيجُ،

والمزاميرُ والطبولُ

السابلةُ يتسابقونَ إلى الوليمةِ ،

على

ضفافِ الخواءِ

وأنا عابرٌ ظلّتْ خُطاهُ

المسار..

 

السويد