على النقيض يبحث الشاعر التونسي، غازي لغماري، عن الوجع كي يقترب من تشكيل ملامح الفرح الغائب، ففي متاهات ما يشعر به الشاعر من تيه وسواد يلف العالم المحيط به، وعلى ضوء بحثه المرير عن ذاته، تظل الكتابة أثيره وملاذه لإعادة تشكيل لحظة شعرية بامتياز حتى ينمحي الوجع.

أعطني دمعةً وخُذ ضحكتين

غـازي لغـماري

 

1

العشب يملؤني شفاهً

تلهث صمتًا،

وعيون العالم تُفرغني

من ضبابها الهرم.

رحيلي كان منذ مئة دمعة.

قدومي مرسوم بضحكة الأبد.

 

2

عميقة

قطرة الهواء الهائمة في القلب.

الرمادي يتمدد على الأحمر

المحيط يترنح على الصخرة

الأفق يرقط البصر بالعتمة.

الجسد يقف هناك،

منغمسًا في قضم الأعشاب.

الروح غائبة؛

إنها تقود أوركسترا فراغات كونية.

 

3

عندما كنتُ في التاسعة والتسعين من عمري،

كنت قوس قزح بلون واحد،

وكانت أغنية أعطني دمعةً وخُذ ضحكتين،

تدندن باستمرار في رأسي.

أما الآن،

وقد صرتُ رضيعًا مقمّطًا بالهوى،

غرقت أغنيتي في قلب

من سبعة ألوان خفيّة.

 

4

أُجَرُّ ككيس أقمار على سطح الشمس.

أنا حُبّي الذي مارس الحب معي،

جسدي المحترق

بأوهام الروح.

 

بنزرت – تونس