ضمن فقرة البرنامج الفني والثقافي والتنشيطي لفرقة مسرح أرلكان سعيا لترسيخ الثقافة المسرحية وتنمية للمهارات وصقلها والدفع بها الى مرحلة الإبداع. وخلال الموسم الثاني لتوطين مسرح أرلكان، والذي يحظى بدعم من وزارة الثقافة، شهد المركب الثقافي بني ملال سلسلة من البرامج الفنية تتميز بمراعاته ل"ثقافة القرب"، هنا تقرير وملخص لبعض محطاتها الأساسية والتي تروم المساهمة الفعلية والفعالة في النهوض بالحركة المسرحية والفنية بالمدينة والجهة.

عبداللطيف خمولي، ابراهيم الهنائي وعبدالفتاح نكادي ضمن توطين أرلكان

ضمن الموسم الثاني لبرنامج توطين فرقة مسرح أرلكان بالمركب الثقافي بني ملال، التقى جمهور المدينة مع الفنان عبداللطيف خمولي ضمن فعاليات الحلقة الأولى لسلسلة تجارب مسرحية مغربية، وقد خصصت الحلقة الأول لتجربة مسرح اليوم، التجربة الرائدة في المسرح المغربي، في أمسية الثلاثاء 20 يونيو 2017 بدار الثقافة بني ملال. يقول المسرحي محمد بهجاجي "لقد بلورت تجربة "مسرح اليوم" اختيارات الفنان عبدالواحد عوزري الجمالية بتدشين الحوار مع الأدب المغربي والعربي، وبتجسير العلاقات مع الإنتاج المسرحي الأجنبي.

ويمكن إجمال أبرز معالم هذه التجربة في ثلاث مرتكزات يقوم عليها نسق العرض المسرحي كما مارسه عبد الواحد عوزري: النظر إلى النص كخطاطة أولى ضرورية في بناء العرض، سواء كان هذا النص معدا أساسا للخشبات تأليفا أو اقتباسا أو استنباتا، أو كان قادما من أجناس كتابية أخرى: الشعر والزجل كما في "الشمس تحتضر" و"امرأة غاضبة" و"سويرتي مولانا" و"نركبو لهبال"، أو الشهادة كما في "أربع ساعات في شاتيلا"، أو الرواية كما في "اللجنة"... والنظر إلى وظيفة المخرج باعتبار إسهامها في انبثاق فكرة النص، وباعتبار بناء العرض لا يكتمل بدون حوار تفاعلي مع كل أطراف العملية الإبداعية، وبدون صداقة الفكرة والأفق. أما المرتكز الثالث فيتمثل في النظر إلى الممثل كقوة اقتراح لها إمكانية اختراق النصوص. ثريا جبران وكل الممثلين والممثلات الذين تعاقبوا على خشبات عبد الواحد عوزري كانوا حاضرون بسيرهم الشخصية، وبوجودهم كأجساد وكتاريخ وكاختيارات..". الممثل والفنان عبداللطيف خمولي، ساهم بفعالية في تشكل هذه التجربة الفنية، من خلال مشاركته في العديد من الأعمال. وقد كان اللقاء مناسبة لتقديم هذه التجربة، والعودة لأهم مراحل تشكلها وأهم الآفاق التي فتحتها للمسرح المغربي.

الفنان عبدالفتاح نكادي ولقاء الأغنية المسرحية

من جهة ثانية، وضمن الموسم الثاني لبرنامج توطين فرقة مسرح أرلكان بالمركب الثقافي بني ملال، التقي جمهور المدينة مع الفنان عبدالفتاح نكادي ولقاء حول "الأغنية المسرحية"، وذلك يوم الخميس 15 يونيو 2017 على الساعة العاشرة والنصف ليلا بدار الثقافة بني ملال. ويندرج اللقاء ضمن فقرة البرنامج الفني والثقافي والتنشيطي لفرقة مسرح أرلكان سعيا لترسيخ الثقافة المسرحية بالمنطقة، وتنمية للمهارات وصقلها والدفع بها الى مرحلة الإبداع. وذلك ضمن فعاليات الموسم الثاني لتوطين مسرح أرلكان، والذي يحظى بدعم من وزارة الثقافة، ويعرف تقديم برنامج فني غني يتميز بمراعاته ل"ثقافة القرب"، عبر تقديم عروض مسرحية (مسرحية العشق الكادي) بجهة بني ملال خنيفرة، وتنظيم وتأطير لقاءات فنية وورشات تكوينية واحتفالات بتجارب مسرحية وطنية وعالمية وفق برنامج محكم، غني ومتنوع يؤطره فنانون وأساتذة جامعيون وأساتذة التعليم الفني، وذلك من أجل ترسيخ ثقافة مسرحية وتنمية القدرات الفنية وتنشيط الفضاءات العمومية، مع تبني استراتيجية محكمة تروم المساهمة الفعلية والفعالة في النهوض بالحركة المسرحية والفنية بالمدينة والجهة.

المسرحي ابراهيم الهنائي يقدم أوغستو بول ومسرح المضطهدين

وقدم المسرحي الدكتور ابراهيم الهنائي الحلقة الرابعة من سلسلة "تجارب مسرحية عالمية"، والتي خصصت لأحد أهم التجارب المسرحية الرائدة والمؤثرة في المشهد المسرحي العربي والعالمي. الورشة النظرية والعملية خصصت لتجربة المسرح المضطهد مع المسرحي البرازيلي المجدد أوكستو بوال، بقاعة العروض التابعة لدار الثقافة بني ملال.

واستطاع المسرحي ابراهيم الهنائي أن يقدم الأسس النظرية "لفلسفة" اوغستو بول المسرحية، وتناوله المسرحي. مسرح المضطهدين، أحد التجارب الحديثة والتي حدد سماتها الجمالية الكبرى، المسرحي البرازيلي الكبير أوغيستو بول. اتجاه حاول كشف الجوهر الاجتماعي الجمالي الإبداعي الذي يظهر بصورة جديدة وغير مألوفة وعلاقة جديدة تماما بين الجمهور، وبين العرض المسرحي. كان أوغستو بوال يرى في أشكال الفصل المسرحي التي يتأسس عليها الفضاء الجمالي والابداعي للمسرحية التقليدية أكثر من مجرد تقسيم مكاني شكلي، بل هو عزل للناس عن دائرة الفعل، وعن ممارسة (التغيير)، أي بتحويل المتفرج لمتلقي دون اعطائه فرصة ممارسة التأثير المباشر على موضوع العرض المسرحي. يصنف الدارسون تجربة بوال ضمن مسرح ما بعد الكولونيالية والذي يحمل على تأثيرات الإمبريالية على النشاط الثقافي والفكري في بلدان ما بعد الاستعمار. مسرح المقهورين هي فكرة مسرح متصل بكل الناس المقهورين الذين أجبروا على أن يكونوا طائعين، دون أن يعطوا الفرصة لأن نسمع أصواتهم.