يرى الناقد المصري أنه ليس الواقع الافتراضي ولاسيما شبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك هي الخطر الذي يهدد قيم المجتمع والعلم والثقافة؛ فالخطر قائم منذ زمن طويل وقد يكون الأمل في ذلك الفضاء الجديد الذي يوسع من دائرة الفعل الإنساني ويفتح آفاق جديدة للوعي.

عالم ما بعد الحداثة بين الواقعي والافتراضي

وائل فاروق

جلس الشاب منهمكا تماما في "شخصنة " جهازه الجديد من الجيل الأخير من الهواتف الذكية، ولأنه شاب متدين كان تحميل القرآن الكريم على جهازه من أهم اللمسات الشخصية التي يضفيها على هاتفه، أثناء التحميل تحركت أمعاؤه تلك الحركة المألوفة التي تسبق أحد أكثر الأفعال الإنسانية بدائية وأهمية في الوقت نفسه، تماسك الشاب حتى انتهى التحميل، ثم تحرك باتجاه دورة المياه ولكنه توقف في منتصف الطريق، هل يمكنه دخول دورة المياه بهاتفه الذي يحتوي بداخله الآن القرآن الكريم، أليس في هذا انتهاك لقدسية القرآن، هكذا بأمعاء يعتصرها الألم وعقل تعتصره الحيرة أرسل الشاب سؤالا لواحدة من صفحات الإفتاء المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي يستفتي شيخا افتراضيا ليخرجه من الهوة السحيقة بين هاتفه وأمعائه.

تبدو حكاية هذا الشاب – الواقعية – مثالية لوصف دراما الجدل حول عالم ما بعد الحداثة حيث صار الواقع واقعين التقليدي والافتراضي، يتداخل الواقعان في حياة كل شخص للحد الذي يصعب فيه الفصل في التجربة الشخصية والحياتية للفرد بين ما هو واقع تقليدي وما هو واقع افتراضي، من قراءة الصحف إلى اختيار شريكة الحياة ومن العمل إلى المشاركة في الثورات مرورا بالفن وحتى ممارسة التقاليد والشعائر الدينية كما نرى في شبكات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص. تتوفر في هذه القصة كل العناصر التي تشكل ذلك الواقع الجديد الذي يصعب رسم حدوده؛ من تكنولوجيا بلا هوية نسعى لإضفاء شخصيتنا عليها إلى تراث مازال يمثل العامل الحاسم في تحديد هويتنا، إلى اللاتناغم بين فضاءات متباينة ننتمي لها بنفس الدرجة ولكن دون وعي حقيقي يجمع هذه الانتماءات في سياقها الإنساني الواحد، إلى الالتباس الذي يصعب فضه بين هذه العوالم والذي يجعلنا في النهاية عالقين في الحيرة – كهذا الشاب – أمام كل التقاطعات الممكنة بين هذه الفضاءات.

تبدو هذه الفقرة وكأنها وصف مثالي لعوالم الرواية المصرية الجديدة التي تقوم بمزج هذه العوالم في صيغ سردية جمالية متعددة، وهو ما يدفع كثير من الباحثين إلى نعتها أو بتعبير أدق تصنيفها ضمن الأدب الغرائبي أو الواقعية السحرية. والسؤال الذي نحاول طرحه هنا هل هذه النصوص الروائية تمثل مفارقة للواقع هل هي مقاربة له من خلال اصطناع عالم خيالي لا تفض علاقته بالواقع المألوف إلا من خلال استنطاق الرمز وتحرير رسالته من ظلال البلاغة والتخييل؟ هل يختلف الواقع الذي نمارس فيه حياتنا اليومية عن العالم الافتراضي؟

إن أول أسباب الحيرة في رأيي هو الانطلاق من فرضية التقابل بين الواقعي والافتراضي، والنظر إلى الافتراضي كبديل أو محاكاة أو إنقطاع أو عامل تدمير للواقع، وهو ما يظهر جليا في كل محاولات توصيفه، كما نرى في هذه التقابلات القائمة في تعريف الافتراضي، يقول الدكتور أحمد زايد :"المتعارف عليه أن الجماعة الاجتماعية مجموعة من الأفراد يجمع بينهم قيم مشتركة وشعور بالانتماء يعيشون في بيئة جغرافية مكانية واحدة تحكمهم قيم وأعراف يجتمعون عليها ويتفقون فيما بينهم علي وسائل الردع وقواعد الضبط الاجتماعي التي تحكم ما يحدث بينهم من علاقات، ولكن الإنترنت ساهم في تشكيل علاقات تتجاوز الإطار الفيزيقي المكاني وتفاعل الوجه بالوجه وشكل مستخدموه وخاصةً الذين يجمع بينهم اهتمامات مشتركة مجتمع يطلق عليه المجتمع الافتراضي"(1)

المجتمع الافتراضي كما يصفه الدكتور نبيل على هو بيئة اصطناعية لممارسة الخبرات بصورة أقرب ما تكون إلى الواقع، حيث يجوب الفرد عوالم الوهم متحرراً من قيود الجبر وقيود قوانين الطبيعة وقيود قوانين المجتمع، يمكن الواقع الافتراضي الإنسان من الإبحار في الأماكن المختلفة ومن الإبحار إلى أزمنة الماضي الغابرة واقتحام أزمة المستقبل القادمة، أو الخلط بينهما فيما يعرف بالخلط الزمني(2) فابتكار الواقع الافتراضي وعوالمه الالكترونية أدي إلي تفكيك العلاقات الفيزيائية بين الأفراد(3)، فالفرد من خلال التفاعلات الافتراضية، يهيم في عالم كوكبي عالمي، لا يتطلب منه الحضور الجسدي، فهو حاضر جسدياً أمام الكمبيوتر، غائب اجتماعياً من سياقه الاجتماعي وعلاقاته التقليدية(4)

إنه مجتمع نظام اقتصادي عصبه الرئيس تكنولوجيا المعلومات ومنظومة الحاسبات والاتصالات ومنتجه الرئيس هو المعرفة، ومواده الأولية هي الموارد الذهنية، إنه مجتمع انفصمت فيه العلاقة بين الثقافة والمجتمع حيث انحلت الوسائط التقليدية التي كانت تشد أحدهما للآخر والتي كان في مركزها دائما الفعل الاجتماعي، فوحدات التحليل التقليدية كالأسرة أو القبيلة أو الدولة أو الطبقة أو المهنة لم تعد بالضرورة وسيطا نشيطا في توضيح العلاقة بين ما هو ثقافي وما هو اجتماعي.(5)

يستند هذا التقابل المزعوم بين الواقعي والافتراضي إلى ظاهرة التباعد - وأحيانا الانفصال - بين الوعي والجسد الناتج عن تفتيت الوعاء الوجودي للإنسان والمجتمع والاقتصاد والثقافة والذي يتشكل من الزمان والمكان، ولكن هذه الظاهرة ليست قاصرة على الواقع الافتراضي وهي كذلك ليست أحد نتائجه، إنها ظاهرة حاضرة في علاقة الإنسان بالتكنولوجيا بشكل عام؛ حيث يسعى الإنسان إلى زيادة قدرته على الإدراك وتوسيع مجالها، حدث هذا مع كل الحواس الإنسانية من سمع وبصر وعضلات حتى الذكاء الإنساني نفسه.(6)

الجسد الإنساني ذلك الحضور الطاغي المبثوث ـ منذ الأزل ـ في كل نشاط إبداعي إنساني ـ الأدب، العلم، الفلسفة، الأديان ـ في كل معرفة إنسانية، هو وسيلة الوعي، وغلاف الذات، الحد الفاصل بينهما وبين العالم الخارجي، هل يمكن لهذا الجسد أن نصفه بالتشظي، هل يمكن أن نعلن يوما عن غيابه، عن عدم الحاجة، هل يصبح مجردة كتلة من اللحم والدم عالقة في رأس متصل بعوالم افتراضية لامكان له فيها، هل نتحرر أخيرا من أجسادنا فلا نشاك بمطعمنا ونغص بمشربنا كما يقول صلاح عبد الصبور؟ هل يمكن للجسد أن يتلاشى ويختفي؟ ولا أعني أن يتلاشى ويختفي فيزيائيا فهذا يعني فناء الجنس البشري إنما أعني أن يتلاشى كحضور اجتماعي، كوسيلة لمعرفة الآخر وخبرة العالم. هل يمكن أن ينتهي دور الجسد في التواصل الاجتماعي، هل يمكن أن نعرف الآخرين ونصادقهم ونحبهم ونكرههم ونشاركهم في العمل، في الحياة، دون أن نرى وجههم ونمس جلودهم دون أن تلفحنا أنفاسهم وترقبنا عيونهم؟

إن الإجابة بالنفي هي الأكثر حضورا في الذهن، الأكثر أمانا إلا أن الأمان لا يعني أن نغض الطرف عن حقيقة أننا بدأنا نفقد أجسادنا ونتحول إلى حزم من المعلومات، نعم لقد بدأ الدور الاجتماعي لأجسادنا ـ منذ فترة طويلة في التلاشي بدأ يفقد دلالاته وثقافته ووعيه وقيمه، وكل ما نسجته البشرية حوله لآلاف السنين.

يمكننا أن نرى ذلك في كل ما يحيط بنا في الشارع، لم يعد غريبا أن ترى شخص يسير بمفرده، يتكلم بحماس ويضحك بصوت عال لأنك تعرف أنه في حالة "اتصال" مع كائن آخر عبر "وسيط" هو "الموبايل" الذي يجعله ينفصل عن الحيز المكاني لجسده، الأجساد الأخرى التي تشاركه نفس المكان، فيما مضى، حدث كهذا كان كفيلا أن يجعل هذا الشخص مجنونا، وما كان ليمر دون حتى ابتسامة سخرية. جرب أن تسأل شخصا يضع على أذنيه سماعة "الهيدفون"عن الساعة مثلا، لن تندهش عندما يرد عليك بصوت عال وصراخ لأنك تعرف أنه في هذه الحالة يفقد شروط التواصل الكلامي، فهو في حالة تواصل مع أصوات أخرى حيدت جسده من الحيز المكاني الموجود فيه وعزلته عن الأجساد الأخرى التي تشاركه فيه. لقد وفرت تكنولوجيا الهندسة الوراثية للإنسان دون حتى تنهيدة أو نظرة دافئة أن ينجب طفلا دون أي تواصل جسدي، دون أيه علاقة مع إنسان آخر يمكن "إنتاج" طفل تختار شكله ومواهبه حتى يتسنى لك أن "تستهلكه" كما تشاء بعيدا عن مشاعر غبية تفرض الاتصال مع الآخرين كالحب والأبوة وغيرهما.

لقد خلقت التكنولوجيا لدى الإنسان هوس الانفصال عن الآخر. إن التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال الذي حول العالم إلى قرية صغيرة، جعل التواصل الإنساني لا يتم إلا عبر "وسائط" أو بتعبير أدق "حواجز" خلخلت العلاقات الإنسانية المؤسسة على التواصل الجسدي والخبرة المباشرة، وكل ما نشأ حولها من ثقافة وقيم وممارسات. لا بد أن نشعر بالرثاء تجاه ذلك الطابور الطويل جدا من المفكرين والمبدعين والفلاسفة ورجال الدين ممن انحازوا مع غرائز الجسد أو ضدها وأنفقوا أعمارهم القصيرة في هذا الجدل، حيث أصبح للإنسان رغبات لا علاقة لها بالجسد وغرائزه لنتأمل هذا النص لكونديرا:

"ربما يكون ذلك الرجل محنى الظهر فوق دراجته النارية لا يفكر سوى في اللحظة الراهنة وهو يطير بدراجته، إنه أسير لحظة من الزمن مقطوع الصلة بالماضي والمستقبل، مقتلع من تواصل الزمن، خارج الزمن. وفي هذه الحالة لا يكون على وعي بعمره ولا بزوجته أو أطفاله أو شواغله الحياتية. السرعة هي شكل "النشوة" التي خلعتها الثورة التكنولوجية على الإنسان. وعلى العكس من سائق الدراجة النارية فإن الشخص الذي يركض دائما حاضرا في جسده، عليه أن يفكر بكل ما فيه، من جروح أو بثور أو إرهاق إنه عندما يركض يشعر بوزنه، بعمره ويكون أكثر إحساسا بنفسه عن ذي قبل وكذلك أكثر إحساسا بالزمن، كل ذلك يتغير عندما يوكل الإنسان صلاحية السرعة لآلة. من الآن يصبح خارج العملية. ويستسلم لسرعة لا جسدية، لا مادية، السرعة البحتة، السرعة ذاتها، سرعة النشوة والانخطاف".(7) لقد غيبت الدراجة النارية جسد راكبها خلقت له نشوة لا جسدية في سعيه خلفها فانتفى معها عالمه وزمانه ومكانه، أما في غياب التكنولوجيا فلا يكون الإنسان حاضرا إلا في جسده، لا ينشغل إلا بالجسد/ الوعي/ الذات/ العالم، يقول باشلار:

"الشعلة تدعو الساهر إلى رفع عينيه عن كتابه، إلى مغادرة زمان القراءة، زمان المهمات، زمان الفكر، ففي الشعلة عينها يبدأ الزمان يقظته، نعم لا يعود الساهر يقرأ أمام شعلته، إنه يفكر بالحياة. يفكر بالموت"(8). هكذا في غياب التكنولوجيا أمام شمعة بدئية وجسورة يتورط الإنسان في قضية جسده، قضية كل الأجساد، الحياة والموت. يقول دافيد لوبريتون ـ أحد المراهنين الخاسرين على الجسد ـ عن الوجه الإنساني: "فيه ينعكس الإحساس بالشخصية، وفيه تسجل الجاذبية وكل درجات الجمال أوالقبح. إن القيمة التي تعلق عليه عالية لدرجة أن أي تشويه له يصبح تجربة مؤلمة ينتج عنها تقريبا فقدان الهوية فالوجه هو الذي يظهر الشخصية التي تعطي معنى اجتماعيا وثقافيا للفرد. الوجه وتعبيراته يربط الأفراد بالمجتمع وفي نفس الوقت يعطيهم المجال الكامل لتأكيد اختلافهم وتفردهم. تمارس الوجوه تأثيرا قويا عندما يتقابل الناس، ووجوه الآخرين تخلق انطباعا أوليا عن الود أو عدم الثقة أو الفضول أو الخوف والذي لا يكون من السهل التخلص منه. فالوجه أحد الأشياء التي تسهل أو تعوق الاتصال بالآخرين".(9)

هل سيظل الوجه محتفظا بهذه القيم، بهذا الوضع الاستثنائي المؤسس على الخبرة المباشرة والعلاقة الحية، أم أنه سيفقد كل ذلك في عالم كل علاقاته مؤسسة على "الوسائط"، بعد أن تحققت تنبؤات "بيل جيتس" مؤسس شركة مايكروسوفت وأغنى رجال العالم ـ أنه "سوف يأتي يوم، ليس ببعيد كثيرا يصبح بإمكانك أن تدير أعمالك، وتدرس وتستكشف العالم وثقافته، وتستدعي على شاشة جهازك أي حفل أو عرض مسرحي كبير، وتكسب أصدقاء جدد، وتشهد ما تعرضه أسواق المناطق المجاورة دون أن تترك مكتبك أو كرسيك، فالطريق السريع للمعلومات يمكنك من خلاله أن تبيع وتتاجر وتستثمر وتساوم و تعثر على دواء وتناقش.. إن كل ألوان النشاط الإنساني تجري ممارساتها بداية من صفقات بملايين الدولارات وحتى المغازلات. (10)

علينا أن ندرك خطورة ممارسة الإنسان لكل مفردات حياته عبر "وسائط تكنولوجية" علينا أن نعي عمق التحول والتبدل الذي سيحدث في العالم حولنا وفي ذواتنا نفسها. ولكن علينا أن ندرك أيضا أن العودة إلى الحالة السابقة "للأيام الخوالي" ليست مستبعدة التحقيق فقط، بل مستحيلة أيضا. إننا تتفق مع "بيل جيتس" الذي يدافع باستماتة عن التطور التكنولوجي فالآلة "بمرور الوقت" ستجد مكانا في حياتنا اليومية وينشأ جيل جديد بصحبتها مغيرا إياها ومضفيا عليها معنى إنسانيا كالهاتف مثلا الذي تطورت معه لغته و"إتيكيته" وثقافته، إلا أن بيل جيتس يعود فيناقض نفسه "إن إيقاع التغيير التكنولوجي هو من السرعة بحيث يبدو في بعض الأحيان أن العالم سيكون مختلفا تماما من يوم إلى آخر".(11) فهل يسمح هذا الإيقاع السريع للإنسان أن يراكم خبرة ومعرفة إنسانية من مصاحبة الآلة وبالتالي الوعي بها فيكون قادرا على فهم عالمه الجديد؟ يقرر بيل جيتس أيضا أن التكنولوجيا "ستلبي حاجات غير متنبأ بها حاليا أي أنها كما رصد كونديرا تستخدم غالبا في غير ما اخترعت من أجله وهي تباعد بين الإنسان ووعيه وثقافته ومكانه وزمانه كما لاحظنا في "نشوة السرعة البحتة".(12)

يقرر "ألبير جاكار" ذلك عندما يقول "إن الدينامية التي أوجدت شيئا فشيئا هذه الشبكة التكنولوجية الضخمة التي تربط كل إنسان مع الآخرين، قد نجمت عن جهود متنوعة للعديد من الأفراد كان كل واحد يسعى في مجاله الخاص من أجل بلوغ هدف مشروع تماما. لم يكن أي منهم مفسدا لكن النتيجة الإجمالية لكل هذه الجهود قد تكون مفسدة، فإضافة كل النجاحات الفردية يمكن أن تصل إلى محصلة، هي إخفاق الجميع".(13) هذه المحصلة يطلق عليها قطاع معتبر من منتقديها: مابعد الحداثة، فمابعد الحداثة ليست إلا مظهر ثقافي للرأسمالية المتأخرة حيث " لا يمكن تفسير ذيوع ثقافة مابعدالحداثة بمعزل عن الرأسمالية العولمة أوكما يسميها البعض الرأسمالية المتأخرة."(14)

فوسائل الإعلام والاتصال الإلكترونية تقوم بأداء وظائف عديدة لرأسمالية العولمة، فهي تقوم بتسريع توزيع السلع المادية من خلال الإعلان، كما أنها تختصر الوقت بين الإنتاج والاستهلاك، وهي تعيد التأكيد على الإيديولوجية المهيمنة من خلال ضمانها خلق الطلب السياسي والثقافي الذي يحافظ على استمرارية الرأسمالية.

ويقع في قلب الممارسة السابقة المحور المنظم للفواصل بين المعلومات والتسلية ترويج المنتجات، وهي العملية التي أعادت تشكيل النزعة الاستهلاكية، والتي حولت كل وسائل الإعلام ومحتواها إلى سوق كبير لبيع الأفكار والقيم والمنتجات و الإعلاء من شأن رؤية الحياة الاستهلاكية. وقد لعبت المجمعات الشرائية (المولات) دورا مركزيا وواقعيا في تدعيم هذه الرؤية للعالم، كما يرى كروافورد في دراسته عن (العالم في مول) فإن النماذج بين عمارة "المول" وبين ثقافة حدائق الترفية المتخصصة، أصبح الرمز الرئيسي والأشارة المحورية على الرأسمالية الاستهلاكية ليس فقط في بلدان العالم الصناعية المتقدمة و لكن في كل مكان في العالم، وأضاف أن مايراه جوس في عبارته (سحر المول) يجب تحليله على مستويات عدة منها: كيفية تصميم البيئة الاستهلاكية والتحكم فيها، والطبيعة الإغوائية للخبرة الاستهلاكية.. وهو ما قدمه منظور ما بعد الحداثة.(15)

وقد قدم فيزرستون صورة مركبة للثقافة الاستهلاكية المعاصرة اقترب فيها من التحليل ما بعد الحداثي يري فيها أن فعل الشراء أصبح حدثا رمزيا لتحقيق المكانة أكثر من الانتفاع بالسلعة حيث تلعب الصور دورا رئيسا ووسائل اللإعلام هي التي تخلقها وتوزعها. والنتيجة النهائية لهذه العمليات هي مفهوم جديد لإسلوب الحياة والذي يدعم صورة الذات، وهو منظور اجتماعي للإعلام بتجاهل محدودي الدخل والعاطلين وكبار السن فيما كانت الولايات المتحدة تلعب الدور الرئيسي لجعل الثقافة الاستهلاكية كونية، وذلك عندما أصبح ما يحتاجة الإنسان في المجتمعات الغربية لا يحددة المنزل أو المدرسة أو أعراف الثقافة ولكن وسائل الإعلام.

ولعل المفكر الأمريكي دانيال بل هو أول من حلل العلاقة بين المجتمع مابعد الصناعي، والمجتمع ما بعد الحداثي، عندما رأي أنه في كل من المجتمعين يتم: الإبداع التكنولوجي في فن إدارة مؤسسات إنتاج المعلومات والاتصالات أكثر من القدرة على تنظيم عملية العمل إلى جانب التركيز على أهمية التخصص التقني أساساً وظهور تكنولوجيا الخدمات. وبناء عليه يرى (فرانسوا ليوتار) أن الثقافة تصبح هي القوة المهيمنة في المرحلة الأخيرة من الرأسمالية أي (مرحلة ما بعد الصناعة) "أن ثقافة ما بعد الحداثة لا تعير اهتماما اللمؤلفات الكبرى، مثل: مؤلفات كارل ماركس وماكس فيبر وسيجموند فرويد، فهي لا تصلح لهذه المرحلة التي تتسم بالتبعثر واللا تجانس، وبمقارنة بسيطة يعقدها ليوتار بين مرحلة الحداثة ومرحلة ما بعد الحداثة، يرى أنه إذا كانت الأولى تطبيق عقلاني للعلم على الطبيعة فإن الأخيرة تبدو كأنها نتيجة من النتائج الثقافية لتكنولوجيا المعلوماتية الجديدة.

ويعود دانيال بل ليؤكد على أهمية التطور الهائل في مجال الاتصال في تحليل مرحلة التفكك الراهنة في النظم الاجتماعية، فعند تحليل أي نظام اجتماعي لا يجب أن ننظر أليه بأعتباره وحدة كلية متماسكة أو من منظرو التوحد بين أجزائه – باعتباره وحدات مستقلة ومتمايزة، ومن ثم يؤكد دانيال بل على أن الصورة بالغة التقنية هي القوة المتحكمة في مرحلة ما بعد الحداثة، والتي تتفق معها مظاهر التفكك والاستقلالية والثقافات المبعثرة، وهو ما أكده فرديريك جيمسون بقوله: إن ثقافة ما بعد الحداثة تتناسب مع سيطرة النزعة الاستهلاكية والطموح الاستهلاكي للموضة ويعتمد ذلك بشكل أساسي على وسائل الإعلام و التكنولوجيا الاتصال والتقسيم الدقيق للوقت والذي أدى إلى تحول القيم المادية التي كانت سائدة في مرحلة الحداثة إلى قمي ثقافية في مرحلة ما عبد الحداثة وذلك بفضل تعميم القيم الاستهلاكية وما يتطلبة هذا التعميم من قدرات تواصلية إعلامية وثقافية هائلة، ومن هنا يستمد المجتمع الاعلامي مشروعيته وواقعيته.

كذلك يرى (سكوت ملاش) وهو أحد الدارسين الكبار لما بعد الحداثة أن الاقتصاد السياسي لما بعد الحداثة يتسم بالإنتاج المرن متعدد الأنماط، الذي أصبح يستهلك لقيمته الدلالية أكثر من قيمته الاستعمالية (المثال الصارخ على ذلك الانتشار المنذهل للتليفون المحمول أو الجوال حول العالم) كذلك تنعت الهويات الجمعية الفردية في ظل الرأسمالية المتأخرة مما خلق تنوعا في التذوق وفي أنماط الاستهلاكن وفي الميل الشديد لكل ما هو عملي ومباشر. كذلك فاعتماد ثقافة ما بعد الحداثة في تأثيرها لا على المعنى ولكن على واقعها وعلى المتلقي أدى إلى أفول المعنى، وهي عملية يمكن فهمهما من خلال المفهوم الاقتصادي الخاص بوفر الدوال مما يزيد من المدلولات مما جعل جزءاً من الدوال يهيم بلا معنى ( يمكن تطبيق ذلك على أغاني الفيديو كليب التي تحفل بالصور التي لا معنى لها) وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته في تمثيلات ثقافة ما بعد الحداثة المنشرة في وسائل الإعلام (16)

زوال المعنى وتبدده:
لقد أسهمت التكنولوجيا في خلق الحمى التي تسيطر على الفكر الإنساني المعاصر وهي حمى"POST/ الما بعد" ـ ما بعد الحداثة، ما بعد الصناعة، ما بعد التاريخ، ما بعد الماركسية.. إن تأمل مصطلح "المابعد" يكشف عن غياب القدرة على إضفاء المعنى على الحالة الإنسانية الراهنة كما يكشف عن غياب القدرة على التحديد والفهم، إن نظرة كلية لكتابات المفكرين الذين تصدوا لظاهرة "المابعد" تكشف عن قدر هائل من التضارب والتخبط و غياب للمساحات المشتركة باستثناء تقريرهم أن حمى الاستهلاك التي أسرت المجتمع المعاصر تسببت في "زوال أي إحساس بالتاريخ، وهو الطريق الذي بدأ فيه نظامنا الاجتماعي المعاصر بأسره يفقد قدرته على الحفاظ على ماضيه وبدأ يعيش حاضرا سرمديا وفي حالة تحول أبدي تطمس التراث الذي كان على كل الكيانات الاجتماعية السابقة أن تصونه بصورة أو بأخرى".(17)

هذا ما يقرره جيمسن وهو نفس ما يذهب إليه "لوتزنيتهامر" يقول "الصورة التي تتراءى لمنظري ما بعد التاريخ هي صورة حياة أخلاقية التي تعاش دون أيه جدية أو كفاح، في ظل الملل القائم على الإعادة الأبدية لإنتاج الحداثة على الصعيد العالمي، فإشكالية مابعد الحداثة لا تكمن في انتهاء العالم بل في زوال المعنى تبدده".(18) لست في حاجة إلى حشد مزيد من الكتابات والمقولات لندرك أن كل ما نعتبره سلبيات للواقع الافتراضي وشبكات النواصل الاجتماعي كالفيس بوك هي في حقيقتها محصلة مسيرة طويلة من العلاقة مع التكنولوجيا، فالعالم الذي صنعنا قد انقضى والعالم الذي صنعناه عالم جديد، لا نملك سوى قدرة ضئيلة على تفهمه، لقد خلق الإبداع البشري مشاكل لأن القدرة البشرية على التعامل مع نتائج إبداعاتها قاصرة عن اللحاق بقدرة البشرية على الإبداع، فالتطور الحضاري يمضي بشكل أسرع بكثير من التطور البيولوجي."(19)

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد طالت التكنولوجيا أيضا العلاقات الإنسانية الأزلية وخيم شبح الاستهلاك على علاقات كالحب والصداقة والأبوة والعمل وغيرها، يقول إريك فروم إن الاستهلاك قد صبغ هذه العلاقات بصبغة التملك "الاستهلاكي" ففي نمط التملك لا توجد علاقة حية بيني وبين ما أملك، فأنا وما أملك أصبحنا جميعا أشياء، وأنا أملكها لأن لدي القوة التي تمكنني من امتلاكها، ولكن ثمة علاقة عكسية أيضا، فهي أيضا تملكني لأن إحساسي بهويتي يتوقف على ملكيتي لها، إن نمط الملكية لا يقوم على صيرورة حية ومثمرة بين الذات والموضوع وإنما هي علاقة تجعل من الذات والموضوع أشياء، العلاقة بينهما علاقة موات وليست علاقة حياة".(20)

ليس الواقع الافتراضي ولاسيما شبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك هي الخطر الذي يهدد قيم المجتمع والعلم والثقافة أو الحياة كما نعرفها ؛ فالخطر قائم منذ زمن طويل وقد يكون الأمل في ذلك الفضاء الجديد الذي يوسع من دائرة الفعل الإنساني ويفتح آفاق جديدة للوعي، فالفيس بوك على وجه التحديد نجح في اختراق هذا الحاجز الوهمي بين الواقع التقليدي والواقع الافتراضي وما سأحاول تقديمه في السطور القادمة هو حالات من المستحيل الفصل فيها بين واقع تقليدي وافتراضي، لعل هذا يكون مقدمة للتعامل مع واقعنا ككل تتميز أجزاؤه ولكنها لا تنفصل ولا تدرك دون بعضها البعض.

ديموقراطية خمس نجوم:
بيبَّى جريلُّو ممثل كوميدي إيطالي اشتهر بنكاته السياسية اللاذعة التي انتهت به إلى الطرد من التلفزيون الإيطالي بسبب انتقاداته لحكومة اليسار الإيطالي المتحالفة في ذلك الوقت مع الحزب الديمقراطي المسيحي، وهو ما لم يترك له أي فرصة للمناورة، فاتجه للعمل في المسرح الذي كان جمهوره محدودا ونوعيا وغير مرضيا للكوميديان الشهير الذي اتجه للواقع الافتراضي للتواصل مع قطاع أوسع من الجماهير، في عام 2005 أنشأ مدونة باسمه سرعان ما اجتذبت عدة آلاف من المعجبين الذي انتهى التفاعل بينهم في الواقع الافتراضي إلى تأسيس حركة سياسية اسمها النجوم الخمسة في عام 2009، تعامل المجتمع السياسي بسخرية شديدة مع الحركة حتى اضطر إلى الاعتراف بها رسميا في عام 2012، وتحول "البلوج" إلى الجريدة الرسمية للحركة والمقر الرئيسي لها الذي تنعقد فيه الاجتماعات ويتم التصويت على القضايا المهمة كما يتم إجراء الانتخابات، كل هذا خارج الغرف المغلقة في الفضاء الافتراضي المفتوح للجميع. ليست إيطاليا هي الحالة الوحيدة لهذا النوع من الديموقراطية "السائلة" كما يطلقون عليها، هي تختلف عن الديمقراطية التمثيلية حيث لا سياسيين يمثلون الجماهير، فكل فرد يساوي نفسه، حتى مؤسس الحركة نفسه لا يتمتع إلا بامتياز امتلاك حقوق الملكية الفكرية لشعار الحركة والتمثيل القانوني للبلوج.

قبل أن تسخر أنت أيضا من الحركة يجب أن تعرف أنها اكتسحت الانتخابات البرلمانية في إيطاليا بدون أي وجود مادي فيزيائي للحركة خارج العالم الافتراضي نجحت الحركة في الحصول على 9 مليون صوت يمثلون أكثر من ربع المقاعد في البرلمان يمارسون تأثيرا كبيرا على كل ما هو غير "افتراضي" في إيطاليا من داخل الواقع الافتراضي.(21) ليست هذه دعوة للانسحاب للواقع الافتراضي، إنها دعوة لإدراك ووعي أن الواقع الذي نعيش فيه لم يميز بين مستويات الواقع دون أن يفصل بينها، وهو ما يمكن أن نفهمه أفضل – ربما – بلغة النقود.

كيف يقيم الفيس بوك "نقديا" مستخدميه؟
تتراوح قيمة الفيس بوك في سوق الأوراق المالية بين 85 إلى 95 مليار دولار، هذا الرقم الفلكي الذي يمكن أن يغير للأبد الواقع المادي لبلد إفريقي فقير كل أصوله غير مادية، افتراضية، لكن ليس هذا هو المثير للاهتمام في التقرير الذي نشرته مؤخرا صحيفة وول ستريت جورنال بناءا على دراسة حديثة للميزانية الرسمية للفيس بوك التي قدمها للحكومة الأمريكية عن عام 2012، تهتم الدراسة بتحديد القيمة الاقتصادية للمعلومات وهو مجال جديد يطلق عليه infonomic، ما يهمنا في هذه الدراسة هو ما انتهت إليه حول القيمة النقدية للمعلومات، التي أظهرت أن كل مستخدم للفيس بوك يساوي 81 دولار، وكل صداقة جديدة تساوي 0.62 سنت أما البروفايل الشخصي فيساوي 1800 دولار، في حين تساوي صفحات الشركات والمؤسسات 3.1 مليون دولار.

هذا بالنسب للأصول، بالنسبة للنشاط الانتاجي فهناك 845 مليون مستخدم نشيط للفيس بوك في الشهر ينتجون 2.7 مليار "لايك" و"بوست" في اليوم، هذا النشاط يتم ترجمته إلى 2.11 تريليون قطعة محتوى – معلومة- يمكن تقديرها نقديا ليساوي في النهاية كل فعل تقوم به على الفيس بوك 3 سنت فقط لا غير.

هكذا أصبح المليار مستخدم للفيس بوك أكبر قوة عاملة غير مدفوعة الأجر في التاريخ، فالفيس بوك الذي تحول إلى مؤسسة لجمع المعلومات وتصنيفها وتحليلها وحفظها ومعالجتها وإجراء إحصاءات عليها؛ يشبه مصنع ضخم ينتج "المحتوى" يعمل مستخدمو الفيس بوك فيه 9.7 مليون دقيقة في اليوم يحقق بفضلها الفيس بوك ربح يومي يصل إلى 1.2 مليون دولار.(22)

مع الفيس بوك حيا وميتا:
يستخدم أكثر من مليار إنسان الفيس بوك ليتشاركوا فيما يعيشونه، في حياتهم، وعلى الرغم من ذلك فالفيس بوك هو أكبر مقبرة في التاريخ، أو بتعبير أدق هو أكبر نصب تذكاري عرفته الإنسانية، فهناك أكثر من ثلاثة ملايين صفحة توفي أصحابها ومازال أصدقاؤهم يتفاعلون معها، من جانبه قام الفيس بوك بصناعة أيقونات نتذكر بها موتانا ونضعها على صفحاتهم، بدلا من شراء الورود ووضعها على مقابرهم، بل إن هناك موقع جديد اسمه "فضاءٌ لموتي - MyDeathSpace.com- يقوم بدور صفحة الوفيات التقليدية التي اختفت فعليا من الصحف الغربية(23).

وأحيانا ينشأ نزاع على أحقية ميراث صفحات المتوفي قد ينتهي في المحاكم؛ كما حدث في ولاية ويسكونسن في الولايات المتحدة، حيث حكمت المحكمة بأحقية الوالدين في ميراث صفحة ابنهما المنتحر. ولا يتوقف حضور الفيس بوك في المحاكم على نزاعات الميراث، فهو كثيرا ما يستخدم كدليل تعترف به المحكمة في كل القضايا حتى الجنائية منها.(24) كما بدأ القانون يتعامل مع مفهوم جديد للشخص هو " الشخص الافتراضي" إلى جانب "الشخص الطبيعي" المادي و"الشخص الاعتباري" المعنوي هناك أيضا الشخص الافتراضي أو الرقمي.

من المعرفة إلى المعلومات إلى المحتوى:
يرى جان بودريارد إن أهم ملامح الانتقال من عالم الحداثة إلى عالم ما بعدها هو الانتقال من المعرفة إلى المعلومات، فالمعلومات على عكس المعرفة يمكن أن توجد مستقلة عن الخبرة الإنسانية، ونحن نشهد اليوم تحول جديد من تحولات المعرفة؛ وهو تحول المعلومات إلى محتوي يمكنه الوجود مستقلا عن الواقع، إذا وضعنا في الاعتبار أن 20 % من البشرية تتفاعل وتتواصل من خلال الفيس بوك، ومادة التواصل عبارة عن 41 ألف بوست في الثانية، يعتبرها 71 % من الشباب بين 18- 24 سنة المصدر الرئيسي للمعلومات والفن والأدب(25)، فإن أي حديث عن انتاج الثقافة واستهلاكها وقيمتها لا يجد مكانا داخل هذا النشاط الثقافي الإنساني الرئيس لا محل له من الإعراب، نعم قد تكون الهوية في العالم الافتراضي غير حقيقية ولكنها هوية مختارة، هي إحدى حقائق الذات التي يصفها الجرجاني في كتابه الذائع الصيت ”التعريفات“ يقول عنها: بأنها الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب".(26)

رد الشيخ على سؤال الشاب العالق بين الهاتف ودورة المياه بسؤال: هل تحفظ شيئا من القرآن الكريم؟ أجاب الشاب متعجبا: طبعا. هنا أفتى الشيخ بأن عليه ألا يصحب معه هاتفه أو رأسه إلى الحمام.

 

الهوامش

  1. أحمد زايد، عولمة الحداثة وتفكيك الثقافات الوطنية، عالم الفكر، مجلد 32، يوليو سبتمبر، 2002، ص16.
  2. نبيل علي، الثقافة العربية وعصر المعلومات، مرجع سابق، ص 107 : 109.
  3. Gary Krug, communication, Technology and culture change, SAGE Publications, London-Thousand Oaks, New Delhi, P-2.
  4. Kumar, Kishan ,from post industrial to post modernism society- Book review-by Furaker, Bengt- Acta sociological vol-41-issuel-1998-P78
  5. انظر : السيد نصر الدين السيد، إطلالات علي الزمن الآتي، مكتبة الأسرة، الأعمال العلمية، الهيئة المصرية العامة لكتاب، 1998، ص ص14 25. وانظر : الطاهر لبيب، ثقافة بلا مثقفين من الملمحي إلي التراجيدي، المستقبل العربي، عدد26، ص ص15: 26. وانظر : علي محمد رحومه، الإنترنت والمنظومة التكنواجتماعية بحث في الآلية التقنية للإنترنت نمزجة منظوماتها الاجتماعية، مركز دراسات الوحدة العربية، سلسة أطروحة دكتوراه (53)، بيروت2005، ص114.
  6. توم ستونير، ما بعد المعلومات، التاريخ الطبيعي للذكاء، ترجمة مصطفى ابراهيم، مكتبة الأسرة، القاهرة 2005، ص 7.
  7. ميلان كونديرأن البطء، ترجمة طلعت الشايب، القاهرة 1996.ص 7
  8. جاستون باشلار، شعلة قنديل، ترجمة خليل أحمد خليل، بيروت 1995.ص 31
  9. دافيد لوبريتون، قيم ظاهرية، رسالة اليونسكو أبريل 1997، ص12،13
  10. بيل جنتس، المعلوماتية بعد الانترنت ترجمة عبد السلام رضوان، عالم المعرفة ع 231، الكويت 1998، ص 17-20
  11. بيل جنتس: السابق ص 9
  12. بيل جنتس : السابق ص 399
  13. ألبير جاكار، ابتداع الإنسان، ترجمة د. إياس حسن بيروت ص 109
  14. أليكس كالينيكوس، مَا بعدَ الحداثة: هل هي بالفعل عصر جديد؟ ترجمةبشيرالسباعي، مجلة القاهرة،الهيئة المصرية العامة للكتاب، عدد مارس 1993
  15. محمدحسامالدين: الإعلامومابعدالحداثةالأسسالنظريةوالتطبيقاتالاتصالية،الطبعةالاولى، 2005،المجلسالاعلىللثقافة.
  16. السابق
  17. فريدريك جيمسن، ما بعد الحداثة والمجتمع الاستهلاكي، الحداثة وما بعد الحداثة تحرير بيتر بروكر، ترجمة عيد الوهاب علوب، أبوظبي1995،ص 271
  18. لوتز نيتهامر، ما بعد التاريخ، ترجمة فاضل جتكر، دمشق 1935ـ ص 11
  19. روبرت ارنشتاين وبول إبرلبش، عقل جديد لعالم جديد ترجمة أحمد مستجير القاهرة 1996، ص 47.
  20. إريك فورم: الإنسان بين الجوهر والمظهر، ترجمة سعد زهران، سلسلة عالم المعرفة الكويت 1983، ص 80.
  21. http://www.beppegrillo.it/movimento/
  22. http://blogs.wsj.com/cio/2012/05/03/to-facebook-youre-worth-80-95/
  23. http://www.huffingtonpost.com/2012/12/07/death-facebook-dead-profiles_n_2245397.html
  24. http://fort-greene.thelocal.nytimes.com/2009/11/11/his-facebook-status-now-charges-dropped/
  25. http://mashable.com/2014/02/04/facebook-changed-the-world/
  26. التعريفات، الشريف الجرجاني، دار عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ - 1987م، ص: 314.