يكشف الباحث المغربي هنا عن ثلاث تصورات مختلفة للغة في الفكر الفلسفي الفرنسي، عند جان جاك روسو وهنري بيرجسون وبيير بورديو. وكيف أن الأولين يتميزان باستنادهما على مرجعية نظرية فلسفية، أما الأخير فقد فإنه يعطي الأسبقية، للموقع الاجتماعي، والوضع السياسي، والعلاقة بالسلطة.

اللغة في الفكر الفلسفي الحديث والمعاصر

محمد أعراب

لقد حظيت مسالة اللغة باهتمام الفلاسفة منذ فجر الفلسفة اليونانية- أرسطو- سقراط والسفسطائيين- وظلت موضوعا للدراسة والتفكير الفلسفي عبر مراحل تطور الفلسفة. واهتم الفلاسفة الفرنسيون بمعالجة ومسائلة الأسئلة الفلسفية التي تثيرها اللغة في علاقتها بالواقع، والسلطة والحقيقة والوهم والايدولوجيا وغيرها من المفاهيم الفلسفية الأخرى. وفي مداخلتنا ومشاركتنا في أعمال هذه الندوة العلمية التي ينظمها فريق البحث في "التواصل" بتعاون مع فرق بحث أخرى’تنتمي إلى جامعة مولاي إسماعيل بمكناس – المغرب’ سأتناول بالدرس والمقاربة ثلاثة مواقف فلسفية فرنسية معاصرة حاولت وساهمت في مقاربة أسئلة اللغة من منظور فلسفي سوسيولوجي وهي مواقف كل من "روسو" و "هنري برغسون" و "بيير بورديو- P-Bourdieu-H- Bergson "J- J- Rousseau- إذن كيف عالج هؤلاء الفلاسفة الفرنسيون اللغة؟

سنتعرف ونحلل في البداية موقف جون جاك روسو باعتباره احد الفلاسفة الفرنسيين المنتمين لعصر الأنوار والذي تميز موقفه من اللغة باعتبارها ليست فقط مسالة فلسفية، ولكنها ظاهرة إنسانية اجتماعية- ثقافية بامتياز.

1. أصل اللغة عند ج-ج روسو Rousseau:
يقدم روسو وصفا "لحالة الطبيعة"، وهي مرحلة أولى سابقة عن وجود "حالة الثقافة" ووجود المجتمع: أنها حالة مفترضة. انه يفترض ويتخيل وجود زمن سابق كان الإنسان أثناءه يعيش في الغابة والطبيعة حرا طليقا شانه في ذلك شان سائر الحيوانات. ويرى انه لا يمكن للإنسان أن يحقق أي تقدم أو تطور دون لجوئه واستعماله للتواصل مع الآخرين ومع محيطه. لهذا اضطر الإنسان أن يكتشف وان يلجأ إلى إبداع أداة للتواصل والتي تتحدد في "اللغة". إن الصراخ والعويل كان هو أول ما يصدره الإنسان طلبا للنجدة والإنقاذ من الإخطار التي كانت تحدق به من كل جهة، فكان يلجا إلى الصراخ لكي يستجدي دفاع الآخرين، فالصراخ كان هو الشكل الأول البدائي للغة والتواصل. انه صوت الطبيعة للتعبير عن الخطر والشر الذي يداهم الإنسان.

ونجد "روسو" في مقطع أخر من خطابه يؤكد ويقول "أصوات وصراخ غير مترابط’ وحركات كثيرة مع بعض الضجيج أحيانا، كان يشكل النمط الأولي من اللغة. وعاد مرة أخرى في مؤلفه في التربية المعنون بـ"إميل" ليصرح ويعتقد إن بكاء الطفل يعتبر شكل من أشكال اللغة الطبيعة العامة والمشتركة بين جميع الناس. حيث يقول "من هذا البكاء، الذي كنا لا نعيره إي اهتمام أو انتباه، نشأت وظهرت العلاقة الأولى للإنسان بما يحيط به، وبمحيطه. هنا بالضبط تشكلت العقيدة الأولى، اللبنة الأولى في تشكل النظام الاجتماعي."

إذا كان النص في لغة الخطاب حول أصل التفاوت يعتبر مجرد قوس ’فتحه روسو للحديث عن اللغة’ فانه على العكس من ذلك’ لقد كان بحثه الذي كتبه حول أصل اللغات خلال المدة المتراوحة مابين سنتي -1761- 1745 ويقدم ويعرض فيه روسو نظريته في نشأة وتطور اللغات. بعد الصراخ إذن "تتبعه لغة الحركات" ثم يظهر فيما بعد الصوت، وهي علامات حساسة للتعبير عن الفكر. وفي هذا الصدد يقول "الوسائل العامة التي بواسطتها يمكن التأثير على حواس الآخر هي الحركة والصوت."

ولكن اللغة تحرك وتهز القلب والوجدان كما أنها تلهب العواطف. إن لغة الحركات تبقى لغة بكماء لا أهمية لها، في حين يعتبر الصوت بكل تعابيره أفضل وأحسن بكثير من لغة الحركات والإشارات. فالمصدر الحقيقي للغات عند الإنسان لا يكمن في الحاجات بقدر ما يرجع بالدراجة الأولى إلى العواطف والانفعالات التي تدفع الناس إلى التعاطف والتقارب فيما بينهم (في حين تعمل الحاجات على التباعد والتنافر بينهم) "ليس الجوع أو العطش، ولكن الحب والكراهية هو الذي دفع الإنسان إلى الصراخ وبالتالي إلى نشأة اللغة عنده. إن تطور اللغة عند "روسو" لا يتوقف هنا. لقد كان "روسو" يملك تصورا ثلاثي الأبعاد. البعد الأول يقوم على أساس الحاجات، والثاني على أساس العواطف والانفعالات، والثالث يقوم على أساس العقل.

خارج لغة الحركة/ الإشارات نجد نوعين من اللغة: الصنف الأول الذي يهدف إلى الإقناع حيث تكون الأصوات متمفصلة وواضحة ’وتكون بسيطة وممنهجة’ وهي ترمي إلي تبليغ المعني والدلالة الحقيقية بدل المجازية. وهي تحاول الاستجابة للعواطف وان تكون اللغة الطبيعة أو اللغة الأم، إنها لغة ترتبط بالعواطف والوجدان.

تكمن أصالة "روسو" في كونه حاول أن يكشف العلاقة بين الكلام والعاطفة من جهة، والحركة أو الإشارة والحاجة من جهة أخرى. اللغة الحقيقية هي لغة شاعرية وموسيقية وبعيدة عن لغة الإشارات البدائية والصراخ المرتبط بالطبيعة. أن روسو ’بتصوره هذا’ وكغيره من الشعراء يود أن يطبع اللغة بسمة الشفافية والوضوح ومجال الإحساس والعاطفة.

2. هنري برجسون: اللغة والواقع:
اللغة تعمل على تزييف وتشويه الواقع
عاش "هنري برغسون" وعرف مسارا جامعيا وأكاديميا كبيرا وحافلا، حيث أصبح مبرزا سنة 1881 ودرس في العديد من الثانويات الفرنسية ثم درس بالمدرسة العليا للأساتذة والتحق أخيرا للتدريس ب"كوليج دو فرانس" ونال جائزة نوبل للآداب سنة 1927. والواقع في نظر "برغسون" هو "تطور وتغير مستمر" و"إبداع وخلق بصفة مستمرة" وتجلي غير منقطع لأشكال جديدة. والوعي هو تدفق لعناصر يندمج بعضها ببعض؛ لكن هذا الواقع يبقى عصيا عن الفهم والإمساك به: لماذا؟ لأننا نعبر بالضرورة باللغة بواسطة الكلمات ونفكر غالبا في المكان والمجال (بحث في المعطيات المباشرة1888) المكان والمجال واللغة يعني إننا ننتقل من المتصل إلى المنفصل.

يتجه الناس’بداية إلى الفعل’ وما يهمهم، هو تحويل وتغيير العالم، من اجل إشباع وتحقيق رغباتهم وحاجاتهم. لكن ما يعرفونه عن أنفسهم هو بكل بساطة، ما يبدو على السطح مما يقودهم إلى الفعل. إن النزوع نحو إشباع الحاجات’يحول دون معرفة الأشياء’ في فرادتها وأصالتها ’وحقيقة شكلها وألوانها، ويتم تعزيزها بواسطة اللغة. وهذه الأخيرة’ تتحدد وظيفتها العملية في تسهيل التواصل. إن الكلمات تدل على الأنواع’ فالكلمة التي لا تسجل من الشيء إلا وظيفته ومظهره الأكثر تفاهة. فهي تفصل بيننا وبين الأشياء، وتحول دون معرفتها في حقيقتها.

فاللغة إذن تشوه وتزييف الواقع الخارجي، فهي لا تحتفظ من الأشياء إلا بما هو مشترك بينها وبين أشياء أخرى، تنتمي إلى نفس النوع أو الصنف. إن ما اعرفه من خلال اللغة ليس تلك الوردة الموجودة في حديقتي، ولكن فقط الوردة بصفة عامة ’وليس وردتي’ أو وردة أخرى موجودة في الواقع. كل ما اعرفه هو فقط فكرة الوردة، وما تعنيه كلمة وردة بصفة عامة. لهذا فالكلمة واللغة، لا تدرك كنه الشيء وحقيقته، بقدر ما تعمل على تشويهه، بل تزييفه. وهذا لا ينطبق على الأشياء الخارجية عن ذواتنا فقط، بل يشمل أيضا عالمنا الباطني. اعني أحاسيسنا وعواطفنا وكل ما يتعلق بذاتنا في أصالتها وتميزها وحقيقتها. تصبح اللغة والكلمات عاجزة عن التعبير عنها بصدق وشفافية، بقدر ما تعمل على تشويهها.

عندما يتم تحويل حالتنا النفسية إلى كلمات وتعابير مجردة، حينها تعمل اللغة علي تركيز وتوجيه اهتمامنا إلى ما هو مشترك ومتشابه مع حالات وأشياء أخرى من نفس النوع أو الصنف، وبالتالي تفقد حالاتنا حقيقتها وأصالتها. إن اللغة لا تشوه الواقع، وتموضعه، وتفقده تفرده وتجعله يفقد هويته، بل إنها تجزؤه وتعمل على تزييفه.

لقد عمل "برغسون" في مؤلفه علي تعرية ونقد اللغة من خلال الكشف عن نواقصها وثغراتها وعيوبها. ومن ثمة الكشف عن قصور الفكر التحليلي. فاللغة والفكر التحليلي هما نتاج لحاجات واكراهات عملية. إذن’ماهي اللغة؟ أليست اللغة في الواقع غير تجاور للكلمات وترتيب لها؟ إن "برجسون" في منجزه وعمله، عمل جاهدا على كشف عيوب اللغة وهفوات الفكر التحليلي. فكلاهما نتاج لمتطلبات الواقع وحاجاته. إن الواقع المطلق هو حياة مستمرة وفعل وحرية. وليست هناك طريقة أخرى من أجل معرفتها غير أن نتوحد، وان نندمج في الحياة ومعها. إن هذه العودة إلى الأشياء في ذاتها هي ما يدعوه "برجسون" بالحدس. تكمن قيمة "برغسون" في كونه أثار انتباهنا واهتمامنا إلى نظرة جد قلقة وإنسانية. فنحن لا ننظر لكي نرى، ولكن من اجل أن نفعل ونعمل. إننا نفرط في كلية الأشياء ووحدتها، ومن ثمة نصبح عاجزين عن إدراك ومعرفة كنه الأشياء وتفردها وأصالتها وصيرورة الإبداع. إن "برغسون" في حقيقة الأمر يدعونا إلى إن نقطع مع طرقنا وأساليبنا الجاهزة في الإحساس وفي التفكير. فالانتباه والاهتمام الجدي بالأشياء، بل والانتباه إلى ذواتنا، هي الطريقة الوحيدة الكفيلة بإحداث يقظة في انفعالنا ووجداننا المبدع، وان تجعل منا، فاعلين حقيقيين في هذا العالم.

3. اللغة والسلطة عند بيير بورديو:
اشتغل "بيير بورديو" أستاذا بـ"كوليج دو فرانس" منذ سنة 1982، إذا كان انجازه وعمله يتحدد بصفة خاصة كعالم اجتماع، فانه يحمل أيضا ويتسم بحمولة وأبعاد فلسفية. سواء درس النظام المدرسي أو الذوق أو الطبقات الاجتماعية. كان "بورديو"، في دراساته هذه يعمل ما في وسعه لكي يفكر في الإنسان والعلوم الاجتماعية. في كتابه المعنون بـ" ماذا نعني بالكلام؟ ce que parler veut dire ، 1982، يتساءل بورديو حول سلطة الكلام واللغة". يمكن لنا أن نقرا فيه مايلي: "نحاول أن نفهم لسانيا سلطة التعابير اللغوية وأن نبحث في اللغة عن مبدأ المنطق، وعن نجاعة وفعالية اللغة. هذا يعني أننا نغفل وننسى أن سلطة اللغة تأتي من الخارج. لقد أثيرت وطرحت مسالة سلطة الكلمات قديما منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وذلك خلال حقبة الحضارة الإغريقية. كمناورين يبدون ويظهرون انتقد أفلاطون السفسطائيين اللذين كانوا بمهاراتهم البلاغية وقدراتهم الخطابية. كان يعتبر أقوالهم وكلامهم مجرد محاولة لخداع الناس والإيقاع بهم، وعاجزين عن التعبير عن الوجود والواقع. كما كانت أقوال "بروتاغوراس" و"جورجياس" تحاول إثارة انتباه واهتمام الناس؛ وذلك بواسطة أساليب الحجاج المستعملة في خطاباتهم، التي كانت تتوخى إقناعهم. على خلاف اللسانيين يؤكد بوردييو أن الاعتقاد بسلطة اللغة والكلمات يعتبر نوعا من السذاجة في الحقيقة. إن خطأ اللغويين عامة يتحدد في كونهم اعتبروا اللغة "كموضوع مستقل". وعملوا علي تجريد اللغة دون الاهتمام بالشروط الاجتماعية عند استعمال الكلمات وتوظيفها.

إن سلطة اللغة لا تكمن في الكلمات ذاتها، ولكنها تنبع وتأتي من الشروط الاجتماعية التي تمنحها الشرعية وتكسبها السلطة. إن القول إن اللغة تستمد قوتها وسلطتها من خارجها، يترتب عنه اعتبار الكلام بكل بساطة الوجود له، فالكلام يوجد دائما في إطار طقوس وسياقات اجتماعية، هي التي تمنحه نجاعته وفعاليته.

نستخلص من هذه المواقف الفلسفية الثلاثة السابقة أن كل فيلسوف أو مفكر يفسر اللغة ويفكر فيها انطلاقا من نسقه الفلسفي ومرجعيته النظرية. لهذا تميزت كل موقف من اللغة عند كل واحد من هؤلاء له أسسه ومفاهيمه وتفسيره الخاص. فروسو مثلا يفسر اللغة من منظور اجتماعي ثقافي على اعتبار إن اللغة كانت مرتبطة بالتطور الثقافي الفكري الذي عرفته الإنسانية التي انتقلت من مرحلة الطبيعة إلى مرحلة الثقافة، وبالتالي فاللغة تعبر عن لحظة تطور وتقدم في النسق الاجتماعي والثقافي والفكري للإنسان. بمعنى إن اللغة مظهر من مظاهر تمدن وتقدم الفكر الإنساني وإبداعه.

أما "برغسون" فقد اتجه اتجاها مغايرا في تفسيره وفهمه للغة، حيث اعتبرها عاجزة عن التعبير عن الذات الإنسانية في أصالتها وتفردها، وفي حقيقتها. فاللغة تفقد الذات هوتها أن لم نقل إنها تشوهها وتزيف جوهرها، لأنها لا تنفذ إلى باطن الشيء والذات والوجود. وتبقى مرتبطة بما هو جزئي وسطحي وعرضي. لهذا من اجل فهم الواقع، سواء الإنساني أو الطبيعي، وادارك حقيقيته، فمن الضروري تجاوز اللغة، والاستعاضة عنها بأداة أخرى أكثر نجاعة، تمكننا من الدخول إلى عمق الوجود والإنسان، بكيفية مباشرة دون وساطة اللغة والكلمات التي تدجن الحقيقة. لهذا يقترح علينا برجسون اللجوء والاعتماد على الحدس للقبض والإمساك بكنه الأشياء والواقع والإنسان.

اذا كان الموقفين السابقين من اللغة يتميزان باستنادهما على مرجعية نظرية فلسفية، الأولى انتربولوجية –اجتماعية وثقافية فان الموقف الأخير للفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو قد شيد تصوره وتفسيره للغة انطلاقا من منظور سسيولوجي- سياسي يعطي الأسبقية فيه، للموقع الاجتماعي، والوضع السياسي، والعلاقة بالسلطة. فاللغة والخطاب اللغوي، يكتسب قوته، ويمارس فعله وتأثيره، انطلاقا من علاقته بالسلطة. فاللغة بهذا المعنى هي أداة وسلاح في يد من يملك السلطة والنفوذ السياسي والاقتصادي والإيديولوجي. لهذا فاللغة لا ترتبط فقط بالثقافة والهوية والذات، بقدر ما ترتبط بالسياسة والسلطة والعلاقات الاجتماعية، وبالإيديولوجية. فاللغة ليست بريئة ولا محايدة، إنها أداة ايديولوجيا تدافع وتبرر واقعا اجتماعيا وانتماءا سياسيا وطبقيا. انها تدخل في إطار العلاقات الاجتماعية، وبالتالي هي أداة من أدوات الصراع الاجتماعي.

 

أستاذ باحث-المدرسة العليا للتكنولوجيا- جامعة مولاي إسماعيل-مكناس

المراجع

1- Discours sur l'origine et les fondements de l'inégalité entre les hommes. Paris، Hatier، 2007. (Classiques & Cie. Philosophie) Salle J – philosophie – [194.330 92 ROUS 4 dOeuvres complètes 5 :

2- 2-Ecrits sur la musique، la langue et le théâtre. Éd. publ. sous la dir. de Bernard Gagnebin et Marcel Raymond ; avec la collab. de Samuel Baud-Bovy، Brenno Boccadoro، Xavier Bouvier. Paris، Gallimard، 1995. (Bibliothèque de la Pléiade، 416) Salle J – philosophie – [194.330 92 ROUS 1 o5 < 5 >]Discours sur l'origine et les fondements de l'inégalité parmi les hommes ; suivi de La reine fantasque. Introduction et notes d’Angèle Kremer-Marietti. Paris، l'Harmattan، 2009. (Commentaires philosophiques) Salle J – philosophie – [194.330 92 ROUS 4 disc] Du contrat social. Présentation، notes، bibliogr. et chronologie

  1. Platon Gorgias Aristote Œuvres philosophiques d’Arnauld comprenant les objections contre les méditations de Descartes، la logique de Port-Royal، le traité des vraies et des fausses idées et publiës avec des notes et une introduction (1843) - Foucault Michel. La Grammaire générale de Port-Royal. In : Langages، 2e année، n°7، 1967. Linguistique française. Théories grammaticales. pp. 7-15. doi : 10.3406/lgge.1967.2879
    url : /web/revues/home/prescript/article/lgge_0458-726x_1967_num_2_7_2879
    - Rousseau (textes sur la propriété privée) - Freud P.BourdieuNote de lecture rédigée par Aline Mignan، Professeur à l’université d’Évry-Val-d’Essonne، à Évry
  2. - Bourdieu Pierre. Sur le pouvoir symbolique. In : Annales. Économies، Sociétés، Civilisations. 32e année، N. 3، 1977. pp. 405-411. doi : 10.3406/ahess.1977.293828- Bruno AMBROISE Le pouvoir symbolique est-il un pouvoir du symbolique ? Remarques sur les contradictions du pouvoir symbolique selon P.Bourdieu