يتلمس الشاعر المغربي المغترب مضايق الحرية، من وشائج ما تتركه من أثار على الروح وهي تنبعث من بين ثنايا هذا الوجع الذي ما انفك يعيش على أمل، لكن لحظة استيلابها هي ما يخط الشاعر في تفاصيل تلامس حتى رغبة الانعتاق التي تنبجس في لحظة مأساوية بين حالة الآسر حيث الجدار واللاأمل.

وَعْلٌ مِنَ الأدْغال

محمد الشوفـاني

أوْدَعوهُ مَقْصورَةً بِقُضْبانْ،

مارِقاً قالوا

سارقاً قالوا

أوْ وَعْلاً آبِقاً

سَوفَ يُبَثُّ في المَسْألةْ؛

أوْدَعُوا بَصَماتِهِ في حِفْظٍ مَقْبَرَةْ

بَسَماتِهِ أوْدَعوهَا في زَمانٍ كانْ

وأوْصَدوا المِسْطَرَةْ.

 

كاذبونَ قالْ

جَهَّزوا الإدانَةَ في مِحْبَرَةْ؛

هلْ وَضَعُوا خَلَفِي في خانَةِ النِّسْيانْ؟

لا

ولاَ عُزْلتي لنْ يَعْرِضوها

على عابثٍ مَسْخَرَةْ،

هذا وَعْيِي مُصَفَّداً حين ألمسُ الجدْرانْ

لاَ يَنْزَوِي في المُرَبَّعِ المُنْغلقْ

يرْنو نحوَ النجومْ

يَنْتَصِفْ

لا تَصُدُّهُ حيطانْ؛

 

إنْ، كَكَأسِ قَهْوةٍ مُرَّةٍ يَنْدَلقْ

فَهْوَ يَرى في الظُّلمةِ الفَتيلَ يَضوعْ

في الطِّلاءِ الكابي يَلمحُ ضياءَ شموعْ

وفي ساحةِ الخَنْقِ

تحت ظلالِ السَّرْوِ يسيرْ

يلقطُ أصواتا بين الأفنانْ

يلقطُ أنفاسا من خاطر لاهبٍ فوق كُثبانْ

من الأسقامِ يَنْعَتِقْ،

ومن قضبانٍ رخوَةٍ كشرائطِ حريرْ

يغوصُ في عشقِ كيانٍ باهرٍ

ينبعثُ من كيانْ،

كانبعاثِ الأقدارِ من قُمْقُمٍ

ما طافَ بِحُسْبانْ.

 

لا لن أُرْكَنَ في النَّفَقْ؛

أيْنَ مَنابِعي صَرَفوهَا

دِماءً في الأوْرِدَةْ؟

ثِمارَ رُمانٍ صفراءَ- حُبْلَى فِي بَساتينِهِمْ

ياقوتاً في ثُرَيَّاهُم؟

شَبَقاً كالخَطيئةِ

في باذخِ القُصورْ.

أمَارِقونَ هُمْ؟

أسارِقونْ؟

أمْ أجْسادٌ مُعَلَّبونَ مِنْ وَرَقْ؟.

 

صَوَّبَ قَرْنَيْهِ على أشْواكٍ شائِكَةٍ

فَوْقَ أسْوارْ؛

طَفَرَتْ نِصالٌ مُدَبَّبَةٌ على أصْفادِهِمْ

كَمِدْراةٍ مَسْلولَةٍ،

كَقُرْصٍ نارِيٍّ يَقْذِفُهُ قُرْصانْ

طَفَرَ الوَعْلُ سَليلَ أدْغالٍ

بِطَفْرَةِ قادِرْ

فوقَ خُلْجانْ،

قَفَزَ الحَواجِزَ وانْطَلَقْ.

 

مراكش في: 23 – 10 – 2017