ضمن فعاليات الموسم الثاني لتوطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة بالمركب الثقافي تطوان، احتضن المركب الثقافي حفلا للاحتفاء بتجربة الكاتب المسرحي الدراماتورج عصام اليوسفي الى جانب توقيع كتاب جديد يتضمن نصوص مسرحية للمتوجين في ورشة الكتابة المسرحية، وهو الكتاب الذي يشكل إضافة نوعية للمكتبة المسرحية، خصوصا الخصاص في النصوص الدرامية.

احتفاء بتجربة الدراماتورج عصام اليوسفي وتوقيع «نصوص مسرحية»

ضمن فعاليات الموسم الثاني لتوطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة موسم 2017، بالمركز الثقافي تطوان، نظم لقاء احتفائي بتجربة الكاتب المسرحي عصام اليوسفي. والذي أطر ورشة كتابة النص المسرحي للموسم الماضي، حيث تمت كتابة مجموعة من النصوص المسرحية نشرت خمسة منها في كتاب. للكاتب المسرحي د. عصام اليوسفي مكانة هامة في المسرح المغربي، وحضور قوي ككاتب مسرحي، يكتب بشكل متواتر وتنتج نصوصه في كل موسم علي يد مخرجين متميزين، إضافة إلى أن للكاتب اختيار وأسلوب فني واضح.

وقد أبرز الكاتب المسرحي أحمد السبياع، في ورقة وسمها ب"عصام اليوسفي: الكاتب الذي لم يسكن برجا عاجيا" بعضا من ملامح تجربة الكتابة المسرحية عند اليوسفي. محاولا الإجابة على أسئلة من قبيل، مالذي لا تمثله تجربة عصام اليوسفي، وما الذي تمثله تجربته، الى جانب خطة الكاتب في الكتابة المسرحية مختتما بالحديث عن الكاتب عصام اليوسفي الإنسان.

ولاحظ السبياع أن "التنظير المسرحي" غائب في تجربة الكاتب عصام اليوسفي، إذ لم يسبق له أن تحدث عن مشروعه في الكتابة المسرحية، كما لم يستند في كتاباته على اللغة العربية فبالنسبة إليه الكتابة بالدارجة هي الأنجع، كما ابتعد عن العودة للتاريخ ومواضيعه وظل مرتبطا بالحاضر وأسئلته. وتغيب الأحداث الكبرى في نصوص الكاتب اليوسفي فيما يتجه الى حدث بعينه كي يبلور من خلاله نصه المسرحي. ولاحظ السبياع في ورقته، أن نصوص الكاتب المسرحي عصام اليوسفي تحتفي بالكاتب السارد، حيث الشخصية التي تحكي بشكل حر الى الجمهور متأبطة فعل البوح، ويستخدم الكاتب تقنية السرد بديلا للحدث. وتوقف السبياع عند مفهوم الدراماتورج في شخصية الكاتب، بمفهومها الحديث والتي تتحول الى سوسيولوج في الكثير من المواقف كما تستند على خلفية معرفية مصورة النفس البشرية في عالم يعاني من التفاوت الطبقي.

أما في اشتغاله كمربي ومدرس ومؤطر، فالدكتور عصام اليوسفي يبتعد أن يكون منتصرا لأفكاره، إذ يترك المجال واسعا للإنصات والتفاعل الخلاق، لا يفرض أفكاره بالمرة مستلهما المسرح في بعده الإنساني. وتحدث المسرحي اليوسفي في شهادة قصيرة عن مفهوم الاستثمار في الإنسان، من خلال التربية. بفعل أن الكتابة امتداد لهذا البعد لذلك ينبه اليوسفي الى ضرورة انفتاح الكتابة المسرحية على المهنية، في إنصات بليغ لخصوصية الخشبة وأبعادها ورهاناتها. وأثار الكاتب اليوسفي جانب من فعل "الصدفة" (ماوسمه ب"الزهر") في مسيرته بحكم لقائه مع مخرجين تقاسم معهم بعضا من أسئلته وشغفه المسرحي.

واحتفت فرقة مسرح المدينة الصغيرة بمجموعة الكتاب الشباب الذين شاركوا الفرقة الموسم الماضي في ورشة كتابة النص المسرحي لموسمي 2016 و2017. من خلال إصدار جديد قدمه الدكتور عصام اليوسفي، وتلاه حفل توقيع كتاب "نصوص مسرحية" ورشة كتابة النص المسرحي، الكتاب الذي يشكل إضافة للمكتبة المسرحية في المغرب والتي تعاني خصاصا في هذا المجال.

الورشة التي أطرها الدكتور عصام اليوسفي، والتي امتدت لعشرة أيام. أنتجت خمسة نصوص مسرحية تم نشرها في كتاب هي كالتالي : ("بائع الخبز اليابس" لقمر أعراس، "حادة وطربوش غوغل" لعبد الحق ميفراني، "جندي رقم : 5736" مخلص بودشار، "حكاية ليام" محمد سعيد الوهابي، "إعلان زواج" طارق الشاط (ممسرحة عن قصة قصيرة بنفس العنوان لعزيز نيسين).

مشروع التوطين الخاص بفرقة مسرح المدينة الصغيرة، والذي حاز على ثقة وزارة الثقافة للموسم الثاني، يصبو في فلسفته العامة الى "إخراج المسرح المغربي من العزلة التي صار يعاني منها السنوات الأخيرة". ويتضمن برنامج التوطين لفرقة مسرح المدينة الصغيرة فقرات متنوعة، فالى جانب ترويج العرض المسرحي الجديد "نادي الشمس"، إنتاج الموسم الثاني في تجربة جديدة للموسم الثاني على التوالي بين الكاتب المسرحي أحمد السيباع والمخرج المسرحي ياسين أحجام، تتواصل ضمن فقرات البرنامج العام تنظيم دورات وندوات الى جانب نشر كتب مسرحية. كما يتضمن برنامج توطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة العديد من الأنشطة التكوينية وأخرى ذات طبيعة سوسيو ثقافية في مجال المسرح والفنون المرتبطة به، موزعة على مدى الموسم المسرحي الحالي.