تقدم (الكلمة) في شهر الشعر الديوان الأول لصوت شعري جديد من اليمن، اختار قصيدة النثر وأصبغ عليها عمقا أنطولوجيا منفتحا على البعد الإنساني، يتقصى شعرية الخراب والانتقال بين التفاصيل اليومية والأمكنة لذات تقدم شهادتها على كل شيء، محتفظا للغته بألق وفرادة خاصة، فهي لغة مسكونة بشعرية التشظي.

ديوان العدد

يُثير اللهفة .. وشيئاً كهذا (ديوان العدد)

حميـد الشامي

"مشهد"

الكثير من الوجوه بهذا الظل الحزين

وتفكر لو يشبهنا

الكثير من الزجاجات الفارغة، هذا الجسد

هكذا تنسكب لوحة حياتي على رخام مؤقت

ملامحي اللاتينية تراق على ثدييك

أو أظافرك ، وتضمرين المحو

لكنني..هناك/ حيث لا جغرافيا ولا أزمنة لضحكتنا

وعلى الأرجح

الموت سيكمل القُبلة

بدلا عن ذلك

و

....

ستحملين تابوتي على شكل ندبة غائرة

بدمكِ

لو أحببتني

بثقوب كثيرة بيننا

وبأرواح لا أحد سيتمكن من نفخها!!

 

"الجسر المقابل "

بإمكانه إن يجرب المشي قليلاً

ليرتق رئتين مثقوبتين ، لتلافي العمر

بين حياتين من الأقدام

التي لاتجر مسافة خلفها

 

أشياء حلم طافح بلــ قيح.

على سريرٍ من ملح لأسرار يتيمة بحواسنا

 

مكابرة اليرقات للعب عبثاً

والفراشات اقل احتمالا من طائراتك الورقية

على شرفتي

 

صرخة غريق، لا يجيد التنكر

بينما الحبال خائفة وخائف "نحن"

المطر يحزن لبعض الوقت ، حين يهم كسيح بالتحليق

ابعد من شرفة جارهم

 

طقوس النبع الصغير لزفاف الندم

هكذا :عميقاً في الصخر

 

قُبلة فتاة فقيرة، تحزم الحنين بضفائرها

من أغطية قناني مهملة لصعاليك وأنبياء سريين

 

تكسر الدم بخطوط يديك

وأنت تنفض، تثاؤب الدببة القطنية عن أحضانك

بينما يحتفل الموت بـ "عيد الحب" وحيد.

 

أصنا المكسور على حائط البيت

مثل دمعة تزرعها القرويات بمراياهن،

كي يغضن الأعياد الوحيدة

 

خجل الياسمين من شرفاتنا المغلقة

بذاكرات ترابية لنصف أموات

 

خنجر الوطن المكتنز بأغنية تحفر أصابعنا ..

بينما نلهث البقاء

مثل مواليد قبل موعدهم بين قفازات قابلة

 

أنفاسه توشم صدركِ

وانتِ تسرقين حبات البرقوق من حوش البيت

وضحكتكِ هكذا تتشبث بيديه

 

بيوتنا طارئة كحوادث السير

لشبابنا المشاغب

يوصلنا جسر شك الأمهات ، لخيبتهن البيضاء

يضعن مسحوق الغسيل عن أياديهن

ويفزعن لشمسيته الملونة..

 

"ملاجئ لنهايات"

"I"

للأرواح أسبابها

لهجراتها الطويلة نحو الزوايا حيث نترك بياضنا غالباً لعقوبة الماضي

بينما نهاية الأسبوع:

للتخلص من جلد تالف على الأرجح

يخرج الضحايا من قبورهم،

يشعلون صورهم على الجدران احتفاء برأس السنة

أو يقايضونها بالسجائر المهربة مهن أعضائهم القديمة

و يخرج البحر إلى البيوت،

يغسل وجهه وينام بسرير

من لا حكاية له

يقول البحر: كل العابرين أكملوا حكايتك

ويبكي زاما شفتيه مثل حقيبة ضائعة لقاتل مخبول

"II"

اجلس على صخور بديلة لدمك

افعل هذا

كل ما تركت بعروقي من ثقوب

وتضنهم ظلالك

كل ما زرعت فيه من نرجس وحدتك

ضاجعوا هواء بسيط لأحلق: طيور متكررة

"III"

ثم

كن حقيقي، المسني الآن

جسدك كل الأجساد

ها أنا

اعمل على غسل الموتى لنسيانه

IV

أهذي محمموم خلف كل هذه الأشلاء

والغنيات الوحيدة ليوم قتيل

لأجلي،

كأنما صنع حزني ملمس بشرتك..

V""

على جدران غرفنا

برواز وحيد

لأطفال يلوكون ألعابهم

لصورتك بداخلي

"VII"

في أمسيات الحرب

نتذكر كل هذا

المطر يعيد الدموع القديمة

للنوافذ المواربة بداخلنا

فنبعثر ما بجيوبنا من أعياد وضغائن

"VIII"

قلت لك رغم الحرب

_للمارون ضحكات ليست كضحكات

_كيف يبدو الفراق أذاً؟

_تحنطه مثل بركان قُبلة قديمة

'IX"

أنها الحرب ثانية

دعها لتنكشف الأشياء: عروقنا شرنقات لدود الآخرين

خروج التاريخ للشحاذة في الشوارع بوجه مدمل

ليل القمر الكئيب على القرى النازحة

وجينات الحديد بداخلنا

من يوثق كل هذا ،

يقرأ تعاويذ لباقي البيت

العين التي امتلأت بك ، تربك الكيمرا

وتُغلق على رأسي المقطوع مجازا،

أسفل كل بلاطة

تقتلعينها

X""

قبل انتهاء الحرب بثوان

يعود البيت وحيداً لقريته ،

مثقلا بذكريات الناجون والمدن والغرقى

يحكي لثيابك على حبال الغسيل

نهايات متخيلة

لجفاف البحر الذي احبك..

 

"حزن كثير مثل بياضك "

كان يطو الشارع بحقيبته

كل نهارين

كي يقع ندمها لاحقا بشرفة بيته ،

ارعن وارعن كجاز

يفيض عن الهضم

ينقع أقدامهم بالماء والملح قبل انتحارهم

الذي في الأدغال يغنون ،

كتراتيل كنائسية أسمائنا

وكلما فعل نأت عن الشرفة ،

كأن الشمس بلل ثوبها

تتحسسه صنعاء بأصبعها الباردة

كدمية بنصف جسد

سار في الطرقات رذاذٍ

جمع رئتيه بعلكات بائعات الأحذية الملونة

ثم راقب الموت يغمر قدميها على السرير

الموت ماء القصيدة يا أخوة ،

ولم يصرخ

كان بالإمكان أن يدلقه في الحقائب

حين نذرت أمومتها للموتى

كان بإمكانه ان يدلقه للحقائب

حين أقصت الريح عن بيوت المُعدمين

ناسيه سطوة الجغرافيا

حبيبها كأنما..

ألقت الشوق من النافذة

وحجزت مرسمه في المصحات

كي توزع بخوره على حافلات الخريف

ويصنع للمن قالب أنيق من الحلوى

أو يشعل أصابع الديناميت

لــ" فلنتاين" لفافات تبغ

ان يصعق ظله في القرى

فتكف عن ثقب بالونات طفولته

بأشواك الورد المُلقى بشواهد القبور

حينها سيقف وحيد

يحز الغابة بمنجل القمر

الذي يشبه صنارة صيد

يجالس شيخوخة التماثيل في الحدائق

بدلا من وشم حزنه على الجسور

أو بيعة للشحاذين في الطرقات

يشتري الفستق لـ مساء الأرامل

فتجف لعنات الحي الذي يكره النساء

بحلمات الماشية في المراعي المغطاة بالندوب

حزن بنفسجي لسكان المرتفعات

وتزهر شقوق الجدران،

مكان الصفعات البعيدة

كتعويض عن إطراءه القديم

كان يرسم مصباح ازرق كي يضيء المسافة

بين مشرد وضحكته قبل إن تذوب

من راقب

اصفرار الصفصاف بحدقتيه

خلطه بماء أكباده

ثم جففه بحواف الإسفلت كي يرشد المارين

إن الحياة سهلة كحبة "أسبرين"..!

لو أنه يصرخ

سيرثيه الأطفال بمجلاتهم الملونة

كرجل من قش،

من أقصاب ودم

ومتنكر بحزن أبيض..

شاعر يكره التأويل بعد فشلة في الرسم

وتوديع الموتى

كسر قلمه وكيبورده في الليلة الألف

فتداولوه في المحبة والكرة

أضحى رعشة مطوية بين الشقوق

يتكئون علي الآن لزيارتها.

 

"رفوف"

"الخوف"

يجب إن نحبه

مثل طفل كثير الشرور

كأنه جثمان الوقت بأرواحنا العارية

وربما ضريرٍ: تغيظهُ الضحّكات

وجعنا بين المرايا ربما

هذا الذي،

ارتباك الرؤيا في العروق

غبار أحلامنا المنسية.

 

"الندم"

يرقص بلا موسيقى

مهرج يقطن أسرّتنا عنوة

تثاءب الذكرى، للعيون المهملة

بجدران حدباء للمارين

نكهة لا تمحيها الدموع

إذ يتشابها..

لا نكهة للندم. ..

كما لا نكهة للدمع

ماَلأتنا الغريبة تدلل السقوط..

 

"الماضي"

جَرب أن تدخلهُ بيتك

دون أن يُفزع

ألعابك القديمة

هذا الذي بالمناسبة:

"ضحكتنا"،

ملقاة في الخارج.

 

"عزلة"

أمواتك في الغرفة

فقط علمهم الرقص..

غافلهم لنزهة

فالأشياء كُلهّا أنت،

هناك

ستخلق مدينة يرهقها الماء مثل ماركيز

وتنسل في المسافات العائمة

يكفي حجارتهم كل هذا النقص.

 

"البحر"

بإمكانك أن تخبره الحكايات كلها

إن تمنحه دمعتين كحذاءين للمشي

كي يستقيم في رعشة الشفاه لحنٌ

لا يناسبك

إن تظل صامتاً هكذا

تُراكم غرق الرمل بداخلك

أنتبه

قد يشرح حكاياتك للعابرين عنوة.

 

"هناك .."

 

لا أريد سقوط التفاحة

أريد قطرة المطر التي تمر عليها..

ويحدث إن أقيس جاذبية يداي

يسندان خوف البحر بين ضلوعي

يغرقان أشباح الحرب

بثمار الصيف الذليلة

بأطراف عجائز الحارة يلعبوا الدومينو

يلونوا بالزهايمر أسباب عزلتهم

ويسرفون باحتساء القهوة مع ظلالهم البعيدة

بما تبقى من الأضرحة والأشياء

بشجن اليتامى تحت الأسرة والمناجم

بعروقي المفروشة رصيف

لـحاجات مستعملة

أريد هذه القطرة البريئة

حتى اضبط تشنجات الوجه

وأنا استقبل المعزيين بقتلاي

هذه الريح تنهيدتك

هذا الحقل حزنك

تلك الوردة شكوكك

ذاك الباب أنا

فانا الضحية مثل أبكم،

شهد مذبحة قرب بيته

وأنا...

فقط أريد صوتك لكل هذا الصمت

فلا تفضح الأشجار أمنيات العابرون

ودمي..

ما تركته السيول من ماء حقنني الصخر به

ولي حبيبة تدين بالذنب لروحي دهرا

فهل اندم ،

هل تفهم؟

بينما أقر بقهقهة طويلة :

بأني شاهدت التماثيل تذبح وسط المدينة

أنا سر يتحلل في الماء

كحزن الأميرات

الغنية القديمة لفراق حبيبين

والصرخات التي أخيراً ،

خذلت الغرقى..

 

"حقول مجاورة"

1

نيلسون ماندّيلا

لا تركل هذه الجمجمة يا صديقي

فربما بداخلها فكرة أخرى، لإيقاف الحرب

 

2

وَشّم..

الذي قَبّل حبيبته

فوق المومياوات ، بدرس التحنيط

لا تكف مومياوات الآن عن تقبيلها في الحلم

منذ فراقه

 

3

سلافيا بلاث..

لأن الورود تُذبل لكآبتك

اخترع العشاق ورود عاجية

كمصلات للموت

اخترعوا ألآت من الضحك

واخترعوا منديلا ، لبلل الكلمات

يجلس الموت في الشرفة

رغم هذا ويغويك لسهره الطويل

 

4

قاتل

يرغب الدفء لشيء مبهم بمخالبه

كل الجثث المتفحمة

لا تمنع يديه من الارتعاش

 

 

بنصف حب.. بأكثر من موت

1

أما بعد...

فلست سوى أنت

سراب رغبتك

سيدرك بأنك سواك

(موتك الذي يبدو ناصعاً

لا يحاذي عيونهم

أنما يدفعك لحياة كثيرة)

 

2

بما يشبه أغنية:

يا سيدة المسافة

خذي قناعك لتكبر المحبة

وردي لي وجهي

ثم احذفي قلبي من الصورة

 

3

لم يكن مومياء

بللوا قدميه برقصهم وعطرو بالغياب جسده

وطؤا قلبه بأقدام ثقيلة ولم يدروا

مات على غفلة منهم ولم يوصي لأحد بضحكته

ذاك... الذي مات من الضحك

 

4

كثيراً ما تبكي

لتغسلين دمه عن نومك

فعلاً

لا أحد يدرك سر هذا النوع من الدموع

حتى التماسيح نفسها

 

5

الرجل النحيل الذي مات في الأمس

مخلفاً علبة سجائر وضحكه طويلة

يقال بأنه ضل صامتاً حتى الموت

و بأنهم لم يسمعوا أجمل من كلماته

الرجل....الذي كان قد مات في الأمس فعلاً

 

6

في الصباح مثل طفل صغير

نهض باكراً سرح شعره ورتب الشجن على المرايا

ثم شطف وجهه بمسحة حزن وذبول

أدركت بأنه يود الحديث أليها

رتبت الأمر

صرفت صديقاتها ، ومسحت المقاعد بحقيبتها

متناسيه ربما عن قصد أنها تمسح ذاكرة حمضية

لمطر الأمس

وحين همت بدعوته للجلوس

كان قد تلاشى :

الذي مات ....

وكان لعبتها

 

7

صديق نفسه بأكثر من موت

خصم نفسه بنصف حب

سيخبر حبيبته غداً

انه مستمراً في موته ....

ويمضي

 

"للتحديق ملذات ..للحزن سقوف"

"شاعر"

ما الذي يفعله شاعر؟

_ يستنسخ الأشياء ، ، وينسج لهم لهفته

ثم يطلقهم على الأزقة

كي يطاردهم ببهجة شخص

موعود بالإعدام أو المحبة

 

"عاشق"

مثل طفلاً يتيماً

يصنع من الوحل تمثالين لأبويه

ويلقيهم على المارة

 

"أبّي"

هل يعجزه الكلام

عن "قرطيك" مثلاَ

مكان مأخذه من الغيم

كيف يتسرب الماء للحلم النائم

وكيف يحتفل الغرقى بعائلاتهم؟

هكذا

ينكسر ويحار

تفسير الواقف بنظرته

عن حاجة الماء إلى الصَّوت

وعنّا لم نعد نفرق بينه وبين البحر

فلمَ حكى عن"أسمهان" الآن؟

الجبل أثقل حقيبتها

بعتمة عروقهم

ومومياوات تسرق المرايا

.....

حكى كأن له عيناك

وقطاراً من الصرخات بصوته الغارق..

"مصادفة"

أُجرِّب إتقان الندم بضحكة مثل كثيرين

سخيف!

هل قُلتُ الشجن

هذه الأشياء غير جديرة بسرقتها

غير إنّ الحربَ تملئ غرفتي

وأنا خائف كولد صغير على ظهر ذئب جائع

تزورني في المنام ميتة ،

أمّي

ابن عامين يخبئون عنقه عن يديها المحبتين قبل الموت

ابن عقدين مثل كرنك وحيد يجلسُ على دمعة في الخارج،

يخالها شجرة

ميت، ربما مصادفة

امرئ ألقيس من سامرني

أرملة بعيدة تقرئ الآن قصائدي

تتحسس دمي لبرهة ،

ثم تقطع وريدها

كأني ينتظرني في الداخل أنا المعتوه

كأني..

تستيقظ بسريره كل نهايات العالم

ولا يدري أي شيء يشبه!

"غيابُك"

زهرة زنجبيل برئتي اليمنى

وداعة سجين بملامحي الخاملة

وحياتي أكثر بساطة

من قنينة مياه،

بضفة نهرٌ جاف

"اعتراف"

أُحِبُك هكذا..

كما تحب نحلةٌ وحيدةً

قًطرة الماء الأخيرة

من صنبور وحيد

 

"ألف ليلة وصباح ينجو بأعجوبة"

سيفترقان بالتأكيد

حبيبين في القرية المجاورة

انظر للخارج

القمر الذي يتهاوى الآن

يضيء حزنهم

، ، ،

سيفترقان بالتأكيد

حبيبين في القرية المجاورة

والعجائز المخلدون

يسقونا القهوة بدلا من الغلمان

، ، ،

سيفترقان بالتأكيد

حبيبين في القرية المجاورة

وفي الصباح الوحيد

الشجرة تصحو بمفردها

مثلنا تدفن أنفاسها اتقى البرد

وتذهب للنوم..

الستائر السهرانة أيضاً

لمواء وردة طوال ألليل

بدولاب ملابسك

حتى لا تدعو الوجد لوليمة أخرى من أحجار النرد

أو تلمح نومي مكدسا على الطرقات

فقط :اجلس الحقل على الكرسي بدلا مني

على الأقل

لن يلحظ تقيح ذاكرتك من تكرار الحلم نفسه

ولن يدون فشل المطر مرة أخرى

بتقبيل النسيان

بينما الفاجعة وحدها ،

القادرة على طرد الضجر

رغم بهجة الأطفال في الخارج

والمواسم التي تذهب للرقص بمفردها

بينما الخسائر وحدها،

لا تفسر لشجرة الحي

صحوتها وحيدة مثل وطن يطاردنا عنوة

انتظر..

وحدها الحرب في الخارج

تُربك الغرقى بداخلي!

 

"الضحك ممكناً.. سأحنط الوردة"

اسمع وقع غيمة الآن

من تبخر دمي

نوافذ غنية أخرى

تغلق صدريتك

ربما لأجل هذا نهمل الأبراج

وتكويم الرمل بمناماتنا

ننسى أحلامنا مثل نكات مملة

ثم نُعلق أجراس لا ترن أبداً

نبكي ، حيث لا أشياء تعلمنا فعل ذالك

نتندر إن نمسك مزهرية واحدة

ونحصي الضحايا...

إن نتشارك لعبة الناجي الوحيد، ،

فنمزق الطرقات بأظافرنا

على كسيحاً قُرب النافذة

لكن هل نفعل باحتمال إن للحزن أخوة

أصدقاء المقهى تُغلق الخوذات أحلامهم

طفل العائلة يأخذ الحلوى ويوشي للجدة بقُبلتنا

فنفسر المحبة كعاملة نظافة،

تجمع كآبتنا كي تشعر بالمساواة

..

للمطر بهجة غائرة

لا تهمل نبعك في المرايا

لا تغلق النوافذ!

..

وأنت؛

ما زلت حبيبي

أو إن الضحك ممكناً لتحنيط وردة، ،

هكذا

نخبئ مذكرات فارغة لميتاً ما

كي نُلقي ورقة الحظ الأخيرة:

وقوعهم اولاً

 

"مرايا ولو لغير الرؤية"

"..."

قلبي متورماً الآن

هل ترغب برؤيته؟

فقط اخلع عطرك جانباً

ولوث دمي بضحكتك.

ثم غادر بشجاعة

 

"بكاء"

الدمعة التي تركتها بقبر امي

صارت نبع ماء صغير

العصافير التي طاردها ابي

تحط عليه صامتة

 

الدمعة التي تركتينها بقربي

صارت شرفة

 

الدمعة التي تركتها بقربك

صارت قبر

 

"صيد جائر"

الأسماك الصغيرة

قضمت اصابع الصياد ليلاً

الأسماك التي لاذت بالفرار

بعيدا عن البحر

ساعدتها اسماك الزينة

 

"قصف"

الطفل الذي قُتل بالأمس

دون إن يفكر بترك وصية بــ" ألعابه"

ألعابه الآن مدينة حقيقية

المدرعة المسالمة تحرس الدار

الدمية صارت فتاة تغني للأحبة

رغم القصف

مجسم البيت الكرتوني

أضحى مدرسة واسعة للعويل

والتكاثر .

 

"إضراب"

القطة التي على طاولتي

ترفض الأكل

هي الأخرى حزينة لفراقك

القطة التي لم تحبينها بيوم حزينة لأجلك

حد تغوطها على علبة سجائري

هذا الصباح .

 

"تصحيح"

لمحت أجدادك البعيدين

يخرجون كل صبح

لجبهات القتال

يتقاسمون سجائرهم ويعودوا .

يدخنوا

ويسرفون السعال ،

او يلطخون ملابسهم بعلبة مكياجك.

 

 

"ترميم النهاية هكذا"

ربما.. لأني اكره النسيان

مثل صدمة تلقتها دمية للتو من رضيع...

قررت إن لا أمنحك فرصة كهذه

كأن تكتمل بي بقسوة

اسكب ماء لدمي ،

متعمد إغراق بقاياك

فتمتلئ عروقي بنشوة غريبة كما لو حقنت بالهروين

أدرب ذاكرتي على الفوضى حتى تربط بين ابتسامتك

وضحكة محقق بغرفة التعذيب

فلمَ المحك بوجوه أطفال الحي،

وهم يعودون من مدارسهم

أتهجى اسمك،

حين أمر على أسماء العصابات في الجرائد

فلمَ أقوله حين يسألني احدهم عن أسماء زهوري باب البيت

أتصور حزنك، وحدتك ،

حين المح بمشهد سينمائي

صخّب الجنود،

يصعدون قطاراتهم القديمة

فلمَ يشاركوني البكاء ،

عند مروري بقبر أمي

لماذا حين أحاول أخراجك من قلبي

يرجعوني من الشرفة؟

الأمر معقد بعض الشيء

الرجوع أليك ، أو الخروج منك

لذا دعنا نفترق بطريقة مناسبة

لا تخص "شكسبير" أكثر مننا

بقُبلة طويلة مثلاً

لا ندري بعدها أينا هو الآخر...

 

صديق مهجور يبتلع الكوابيس

كان شيئاً على الأقل ...

-الذي الآن مثل شيء لا يكترث لو لم يكن

-يمشي فقط ... لينسى في المكان نفسه ، رطوبة يتبادلان الحب

-يكبر .. ليتراكم فوق بعضه كلكنات أولاد الشوارع

-لا يغادر الشرفة .. بينما يدرك انه ينتظر الأسوأ مراراً،

ولا يفكر "بجودو " .

 

-يضحك بشدة ليجلب الحزن لأعضائه

لكنه يقول نكات بذيئة لشبح يتسلق أشياءه محاولا دفعه للفرح أو التأمل

- ينام فقط ..كي لا يتذكر لذة النوم وهو يحمل صخرة الهوء

-يصادق أشياء مكروهه حتى لا يتذكره أحد

-يغلق اللهفة على ما جلبوا من الأمزجة والصدمات

مبتهجاً دون قصد لتلاشي الرتابة بحماقات قاتلة

-مهووس بالتواضع ، بالخذلان الأنيق ، وبالهزائم المكررة كبندول ساعة تصدر ضجيجاً

-يلين للنهايات المستعارة ولا يجادل سوطا أو يتوسل طريق

-يشد خيوطه للبقاء مثل صياد عجوز وسمين يعاني انفصام، لذا يجر سمكات ثقيلة بشباكه، ثم يوزعهم على المارة مجاناً، ليتجنب أذيتهم

-ذاك الذي لم يكن عدماً مضمونناً ولا يقين للخلائق التي تسرب ظلالها

جعلوه عدداً وأشياء لأرواح ممنوعة ..ثم ابتكروا كل التخمينات والعذاب لأجله.

 

"ربما لعنة"

تدهس دمُنا بصمت هذه المدن

نتذكر: حياةٌ باهته بأزقة الصور

كبصقة دم بكابوس طويل

فمن يَنّزع عن جسدينا أشجار السرو

لو نسينا

....

لاذ فرارهم فأحاطونا

كأن ما تبقى

لا ينهي المسرحية

ذاتُ البلادِ

تُبقي "هولاكو" بنافذته

وذات حياة، كان نحّرها مرآة

وكان الموتى يغسلون ضحكاتهم بداخلي

لأجل رجفة الماء بثوبها، البنت البيضاء

وقدمها تدهس ما استيقظ من النايات

ما شاجر الدكات الحزينة

لو ثمة لحنٌ غير هذه الصخور!

 

بريحانة من طفولتنا

اعتلينا خشبة الغياب

الآن _ الأبد

ثم بالكاد :أشياء تُلامسنا بصعوبة

رجال آليون يبيعونا لهفتهم

 

غرباء حبيبي

بمتاهة "مهزومين"

نحتسي نصف الغابة

دون طقوساً للماء،أو إخوة للفرح

تبرر لهذه الأشجار حدادها.

 

"فقط : لأني حزين"

القُبلة التي خنقتها أصابعك

صارت الآن : جثمان لعابك على البلاطات

و...

ستنحسر أكثر من المسافة والله

من ابتسامة على شفتي قاتل

لذا سيخصني المطر

بقُبلات الكائنات كلها

وتباركني أشجار أنهكت أنت رئتيها ،

ببتر المواعيد المشاغبة ،

قططك الصغيرات

المواعيد التي ستأتي حتماً ،

بعد خريف

ولا تنقب عنك، لحسن الحظ

بينما تنكر الدمعة التي صارت بالون الآن يملئ غرفتك

انتمائها لي

أذاً

هكذا أنت وحيد /

لأني لست أرمل نساء العالم بالضرورة

ولأنك تحبني!

بينما رجل على الحائط :

قد يحبك أكثر مني

يجفف روحة على فراغاتك كلها

و يراقص صفاتك الخائفة ببراعة شريد

أكثر من حيزه الضيق للبهجة هناك ،

البهجة التي تشبه ندمي الآن

لكن، قد لا يكفي لنسياني كما نظن

لأنه وببساطة لن يلهث أسمك مثلي ، في المرة القادمة.

 

كانوا ثلاثة أو أكثر

كانت ظلال تجر أرواحا حزينة للنبع

و زنبقات الكرز وصبايا الحدائق

يلوحون أسمك لعاملة المطار

بدبك صامت

لا حظ المسافرون ثمار تسقط

محاذاة مرايا الزجاج

وعليها كتابه بحبر البلوط

تمهل ..

لا تفسر كيف جفت الغنيات بأفواه البيوت

يا ظريف الطول ..

وجاء المساء والواردات على الماء

يسقينك وصايا بأيديهن ..

كيف والأمكنة هاربة

ارتقيت الغيمات الصغيرة ،

وقلصت المواسم

واقتنعت بقيثارة أحبتها أساطير المدن

وحصدت المياه بليل الندامى

وألفت دفئ الأكواخ بمونولوج الخيال

وامتطيت ذاكرة المساء

قُلت لك :

معلوم السماء" حجرة أفيون"

أو مزاح قديسات خلف الجسر

...

اذهبوا قال "اله" الندم مقابل علبة سجائر

احفروا على الصخور أيامكم

مطر يدل العابرون

إلى منابتهم في المنام

سطوة النارنج على الجبال

كلمات تغشى قلوبهم وحنين جنائز

..

انا الذكريات

نسيتني في الأمس فراشات فوق بعضي

ملئت بي الغرفة بالونات فرح

كنتُ طفلها ...

والهواء المملؤه به

لا يثقلني موتي ..

عيوني ستغمض على سيرتك

..

وكنتُ رأيتني في الحلم

ذهبتُ البقالة بدون ملابس ،

لا انظر إلى الحرب

أعود ببوظة بفمي كولد تائه

انتظر المطلقات بظلام السلالم

وأصحو بعد مائة عام استقبل المعزين بموتي

اسقيهم الكحول أو الدمع

...

كيف سنشرح ضرورة الماء

لأشباحنا الهاربة

...
وقال:

وضعنا بحقائبكم الجغرافيا كاملين

كأم حنونة تحشي حقيبة أطفالها بالمعلبات

أوقفوا حافلة في نشوتكم إلى "نابولي"

وكونوا مسرورين كطفلين فقيرين في صباحات الأعياد

وانتحروا في نومكم برحيق الزهر

...

لكم ليل

ساح في القرى مثل ريح

ونفض الغبار عن أفواه الريفيات بلعابه

وسامر ذكورة الوعل

وتسلل بقصب الذرة سكر

وتمثل فزاعات الحقول

وخاف من مبصرين يعبثون شرفته

...

ولكم نهار

ينقل الجثث المتعفنة من المزاريب

على ظهور الحدب

يقرص النائحات من تكشفهن

يشيع ساحر الحي برقيتين

يخرج أبرصا من السجن

ثم يشاجركم على القصائد

هكذا جعلناه ثعبانا في المياه المجروحة

...

ثم ستنجون من انفجار بشارع الكتب

على الأقل ستأكلون "دواوينكم" قبل الحادثة

بينما لكم باق

قارن بين مبهم بداخلة،

ونكهات بجسده

الذي شبه له مثل "زرادشت"

يضحك للنمل ويوخز الديدان ببصاقه

...

هذا الفرح لكم

طفل مستضعف يرجع من مدرسته

لرطوبة بصدور بنات الشوارع.

وهذه الحياة لكم استثيروها كطاووس

يجلب أنثاه بنفير مزيف عن وجود الأعداء

وأضحكوا ...

حتى تقتلعوا كل أسناني من سيركم.

 

"بورتريهات عائمة"

1

مجرد تمويه

إن نشاجر العاصفة بالخارج

نمرر أصابعنا بقبور قطنية

لنهودهن الصغيرات البائعات للحياة

 

2

أتقمصني لعبة

على وشك الانهيار

فتسقطين أنتِ

 

3

عينيك يا سمراء

يذكران حتى الموتى بإحصاء أعمارهم

 

4

على حذاءيك الزجاجيتين

تنمو ذبابة ملونة، وتحتفل بمآتمنا

 

5

وأنا على مايرام

يُسقط البيت على عريشة العنب

تقتل رائحتك بقسوة

هاأنت :

كأنك إناء

كأنك مطر

ولا أخاف على ضحكتك

 

6

نلمح بهذا الشحاذ

مدينة قديمة

تغلقنا أبوابها

 

7

لما افترقنا

وتركت بقلبي بقعة صدا صغيرة

فعل هذا آخرين ، وفعلت أنا أيضاً

كما لو فسرنا عودتك الآن

بكل هذه الهشاشة

 

8

قُبلتنا في النهاية

لها الرنين نفسه لقبلتنا في البداية

كإنذار قاس بفراقنا

 

9

دموعي كبذور هجينة

سهواً مرت بحقلك

فانبتت آخرين،

لا أكف الآن عن حصادهم

 

10

احبك كأني وجهك ، فتتسع ابتسامتك

سنجرب إن نصحوا كسريرين

ننظر في المرآة ونضحك

بالتأكيد سنشبه حبيبين، بحكاية بعيدة!

 

"بلل"

ارقب المطر

يجمل وجوه العجائز على ألبيبان

تمتلئ أصابع الذكور بالزهر

ويصبح للجدات حمرة على خدودهن

هكذا

تنفذ علبة سجائري

و أنا أتخيل خضوع الخليقة لعملية تجميل مشابهة

لكن الآلات لا تشبه المطر

حتى إن مسائي الخريفي يدمن المسكنات

أخمن هذا

عدد خطوات أمراءه تحمل عروقي

على أخطائها

بالفكرة التي تنبت بين شفتين ذاويتين لمعاق

وحلمة خاوية بفم رضيع

الخليقة التي تشبه الغفران

الغفران :ربما الجنون وحدة سيغفر له

وحده يرتب الموت بمقاس رسوم كاركتيرية

لكن...

اللعنة

الشجرة المشنوقة بي لا احد سينقذها

امرأتي الحزينة كسجاد عربي

كانت شجرة، غادرت كابوس انيق ذات مساء

وأجبرتني إن اكون ابا لهذا الغصن

إن أكون الغصن ذاته

إن اكون الشجرة نفسها

ثم ماذا؟

طيرً يصل بين القبور

يوصل بين سلالتين بثمرته للحزن

وحلمت

أني تواضعت تواضعت كثيراً

صرت نرجس

الصخرة بيتي

وتقرني السماء بذاكرة مثقوب

 

مقاربة

كحزن الأشجار بمدينة مهجورة

شراييني مثقلة بك كأنك اسمي

"ليل ما كنت أفكر ان خلي عينكر حبنا في ثواني

ليلاه ليلاه ليلاه:و يا مطول الليل"

من اخترع هذا العقاب، مضاعفة أغنية؟

وانا ولداً سيء الحظ مثل لص وشاه السعال

احبك حد ان ارفض محبتك لي

اشتهي صنعاء بطفولة شفتيك،

بعينيك التائهتين كأطواري على الطرقات

اشتهي ان ارشفُ من دمك:

رم هذا الضياع ،

نبضك البعيد

اشتهي رسمك لؤلؤة أخرى ،

كدمعة أمي على النبع

اشتهي ابتسامتك،

مخيفة وحنونة مثل قلبي عند وقوفك بنظرته

أريد كل ما تريد وأنسى

 

"الطَريق الطويل يُذبل حتماً"

ثمة ما أخفيه عليك

الأشياء التي انتقمت لي

صفعتني اولاً

..

ظلك الذي يمد لي الحبل الآن

كم مرة تعثر بي

بفرَاشّة ميتة/بُقبلة /بغنية تلوذ بك/بكتاب

ثم انفصل عنك بطريقة كوكب مهمل

كم مرة احتضنته، وتركني وحيداً

..

وهذا الحب

الذي عاملناه كطفلنا بالتبني

يركلني ويبحث عن أمه

كم سيستغرق من الحزن

لنعود

كُرما لمخلوقات الله

..

قليلاً ما أتقن البكاء

كمدارات موسمية

عندما تذبل وردة بداخلي

بينما تتقنه دهرا عند ذبولك

..

سأغتسل بما تبقين من روائح

وأشطفك قليلا من مرآتي

فقط: اذكرني / بعيدا عن "الدولفين"

الذي يستلقي على مقعدك قُرب البحر

أنا السمكة التي غادرة علبة السردين ثانية

بفعل الشوق والندم

..

اليدان اللتان مرتَ على جسدي يوما

بدلتا لون بشرتي

حتى أُناسب صباحك البارد

كأني أتآمر معك

..

الأموات ضيوفك هذا المساء

كلنا مدعوين

حتى النجمات المشقوقة نصفين/لأن لا احد ينظر أليها

الغابة التي انتحرت قبل مجيء الحطابين/أجراس المدينة

غداً نحتفل بزفافها:

"آلهة النسيان"

هذه الردهة لمَ انتِ حزينة؟

..

الأشجار الصامتة

قتلت العصافير بداخلنا كما نظن

بينما الطريق الطويل يُذبل

 

كتبت هذه النصوص ما بين العامين2011-2014م وهم نصوص غير منشورة، تم جمعهم تحت هذا العنوان "يثير اللهفة.. وشيئاً كهذا".. كأول "مجموعة شعرية" كاملة تنشر للمؤلف.