يكشف الباحث المصري عن أن التقدم العلمي المذهل منذ ستينيات القرن العشرين إلى الآن، أحدث تغيرات سريعة مذهلة وصادمة، ومن سيمتد به العمر لاشك أنه سيرى عالم آخر. فالنانو تكنولوجي وتكنولوجيا المعلومات يغيران العالم بشدة، إن المعدل السريع للتطور التكنولوجي أدى إلى حدوث خلل اجتماعي.

الانسان في عصر التحولات الشرسة

خالد عزب

 

لاشك أن التقدم العلمي المذهل منذ ستينيات القرن العشرين إلى الآن، بالنسبة لمن ولدوا في ستينيات القرن العشرين مثلي، تغيرات سريعة مذهلة وصادمة، ومن سيمتد به العمر لاشك أنه سيرى عالم آخر.فالنانو تكنولوجي وتكنولوجيا المعلومات يغيران العالم بشدة، إن المعدل السريع للتطور التكنولوجي أدى إلى حدوث خلل اجتماعي، فالتكنولوجيا يمكن أن تتغير بسرعة حيث تنتقل من الدراجات إلى سفن الفضاء مرة واحدة في العمر، من الهاتف المستقر بين جدران المنزل إلى الهاتف المحمول بين يديك في كل مكان، إلى الهاتف الذي يقوم بعدة وظائف ومنها تحويل الأموال والدفع الفوري والتقاط وإرسال الصور والأخبار. كل هذا في أقل من عقد من الزمان، هذا يطرح لدى علماء الأنثروبولوجيا وعلماء النفس والاجتماع سؤالا ملحًا هو: هل يمكن أن تتغير أشكال المجتمعات المؤسسية والقيم بشكل كبير في مثل هذا الوقت القصير؟
الحقيقة أن قيم الإنسان وسلوكه من الممكن أن تتشكل بسهولة في العصور الماضية، وبحلول الوقت يصبحوا مراهقين ثم تترسخ القيم التي تشكل جوهر شخصيتهم وهويتهم، ويبني الانسان حياته حول هذه القيم، وبذلك تصبح القيم ثابته يتأقلم الإنسان عليها وكيمياء المخ تتوافق معها؛ بحيث لا يستطيع عقل الانسان تخيل المجتمع بدون هذه القيم.معظم الناس يتكيفون مع البيئة التي تربوا فيها، ولكن ماذا يحدث عندما يتغير العالم بشكل كبير، والقيم التي تعني شعورا بالذات الانسانية يعفو عليها الزمن؟
كثيرا من الناس لا يستطيعون تقبل تغير القيم التي تعتمد عليها حياتهم، والتي كثيرا ما تثبت نجاحا كبيرا، فأغلب الناس يتمسكون بالقيم التي شربوها وامتصوها مثل الأطفال. هذه القيم تمكنهم من مواجهة الكوارث والصدمات وجعلت المجتمعات متماسكة والأسر متضامنة والأفراد متعاونون، حتى في اقامة شبكة تضامن مالي على غرار ما يسمى ب(الجمعيات)في مصر؛ وهي عبارة عن شراكات مالية تضمن للأفراد عبر تعاونهم مبالغ مالية كبيرة، يكون بالاشتراك الشهري بين عشرة أو عشرين شخص، يحصل الشخص الواحد منهم في أول الشهر على مجمل ما يتم جمعه من المجموع. ويعتبر هذا الشكل من الادخار التشاركي نوعا من قيم التضامن المجتمعي ، مكن العددين في المجتمع المصري من البناء الاقتصادي ومواجهة متطلبات الحياة.
فمن الذي يستطيع أن يقول أن القيم التي يتمسك بها هؤلاء الناس لم تكن صالحة؟ فقيمهم هي التي مكنتهم من الصمود والاستمرارية؟
هنا تواجه المجتمعات تساؤلات صعبة: هل القيم التي جعلت الأجيال السابقة ناجحة ليست بالضرورة هي القيم التي سوف تكون ملاءمة في المستقبل لتحقيق نجاحات؟
هنا يحضر معيار القيم، فهذا المعيار مهم لأن المجتمعات تكرر نفس الأمور ونفس الإيمان، فتخيل أن الشاب يتزوج خارج منزل الأسرة في مصر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أمر مستحيل. لكن مع بدايات القرن العشرين بدا وكأنه أمرا مسلم به، ومع القرن الحادي والعشرين أمرا بديهيا، ترتب على ذلك انتهاء فكرة الأسرة الممتدة بالتدريج، ومنزل الأسرة، والحي الذي يعرف الناس سكانه أبًا عن جد؛ هذا ارتبط بتغيرات في الأشكال المعمارية للعمارة السكنية، فأصبحنا نتعامل مع وحدات في بنيات سكنية، كل وحدة مغلقة على ذاتها، هذا ما أدى اتلاشى قيمة الجوار والقيم المصاحبة لها. كل هذا ولد من رحم توسع المدن وظهور الطاقة المحركة للسيارات ووسائل النقل، ثم الصحافة والتعليم وصعود الفردانية أو الفرد عبر استقلاليته المالية، خاصةً مع تعليم الفتيات وعملهن، بل ومشاركتهن في الصرف المنزلي، وهو أمر كان من المستحيل من ذي قبل.إذ كان هذا يعد من شيم الرجال في المدن، بينما في الريف المصري كانت المرأة تساعد زوجها في الحقل، ترعى الحيوانات التي تربيها في المنزل، كانت امرأة مساهمة ومشاركة اقتصاديًا في المنزل. الآن هي تحولت في الريف لمرأة مستهلكة لمنتج المدينة بدءًا من الخبز الذي يعد خارج المنزل إلى المصنعات الغذائية التي كانت تنتجها منزليا. بالرغم من هذا فإن المرأة المساهمة بالفعل الاقتصادي في الريف لا تعترف بها الدولة كمنتج ومساهم اقتصادي، بل تضيق عليها إلى درجة تهميشها، على الرغم من ان انتاج الالبان ومشتقاتها لهذه المرأة مساهم في انتشال أسر من الفقر المدقع، بل ساهم في دعم هذه المرأة المعيلة.
هنا نستحضر ما يمكن أن نسميه "قيم مهجورة" هذه القيم يرى البعض أن غيابها يؤدي إلى انزلاق المجتمعات للمجهول، في عالم يزداد كل يوم تعقيدا وتتسارع وتيرة التقدم التقني، خاصة في وسائط التواصل الاجتماعي، وهي مجتمعات افتراضية غير حقيقية، تشكل أحيانًا شبكات تكون خاصة بقضايا النوع والمرأة واهتماماتها، أو شبكات تربط متخصصين كالمؤرخين أو الصحفيين، مع تحولات في أنماط الاقتصاد والاستهلاك تستحق التأمل.
العزلة الفردية أصبحت أزمة تعاني منها المجتمعات، لدرجة توحد الفرد مع وسائط التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي، حتى رجال الدين وكبار السن يشعرون بالعزلة، حتى دور العبادة التي كانت تحتشد بالمصلين في أوقات الصلاة أصبحت شبه فارغة، إلا في أيام الجمعة أو في صلاة التراويح في شهر رمضان، ولم يعد الأبناء يولون الآباء والأمهات نفس رعاية هؤلاء لآبائهم وأمهاتهم، وأصبحت صلة الرحم تتم عن بعد وفي المناسبات، إلى ماذا يؤدي هذه كله؟
هذا يقود إلى موت العاطفة الإنسانية في المجتمع، ويشكل دون وعي احباط يتم التعبير عنه في سلوك عدواني غير طبيعي، وإلى تطرف بعض أفراد المجتمع وانخراطهم في ردة فعل سلبية تصل إلى التدين الصارم واستدعاء مقولات تراثية وتحميلها ما لاتتحمله من المعاني، كذاك إلى حالة من اللايقين بالوطن والبحث عن الهجرة من مجتمعات محبطة أو الانتحار في مجتمعات كالسويد التي توفر الرفاهية المحبطة للإنسان.
هنا تبدو اشكالية: هل تتغير العلاقات الاجتماعية استجابة للتغيرات التي تحدثها التكنولوجيا بكافة أشكالها، هل يتغير معيار القيم لكي يتكيف مع التغيرات الحادثة؟
هنا نجد أن اليد امتدت للتشكيك في دور الدولة وأهميتها. بل ناقش البعض مستقبل الحكومات إلى حكومات افتراضية تدير وتنظم و تتدخل في الشأن الخاص وتعظم الفردانية، هذه اليد تمثل الرأسمالية المتوحشة، التي تتاجر في المبيدات المميتة أو الاسماك المسممة وتسرب الغاز ونفايات النشاط الاشعاعي والمواد الصناعية المسببة للسرطان وأنواع البكتريا المخلقة بواسطة البحوث العلمية، هذه الانشطة المضرة للإنسان تمنعها الحكومات ولو تركتها لأفنت البشرية من أجل مكاسب البعض، هنا تظل الدولة لها أدوار في كبح البعض وجماحه وممارسة دور رقابي وتنظيمي قوي، بل هز نجاح الصين فكرة انسحاب الدولة من كثير من المجالات.
الفردانية
لم تكن المرأة عبر عصور التاريخ خارج سوق العمل، لكن الثورة الصناعية في أوروبا، جعلت الناس يتنافسون على أسس فردية بغض النظر عن الجنس، وترقت سيدات إلى وظائف عليا وتنافسن مع الرجال من أجل الربح الشخصي والترقي الاجتماعي، ترتب على ذلك عزوف النساء عن انجاب الأطفال وتأخر سن الزواج على نحو متزايد، في المقابل تزايدت حالات الطلاق، حتى أن أيديولوجية الزواج والأسرة تتراجع بسبب هذا. هنا تبدو الأسرة مهددة سواء بسبب الشابات أو الشباب في الأجيال الجديدة، بدا هذا بوضوح في العديد من الدول الصناعية كالولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وألمانيا، لكن ينعكس هذا أيضًا بصورة أو بأخرى في بلد كمصر وفي تونس؛ حيث ارتفع سن الزواج في المدن الكبيرة الصناعية أو التجارية وتزايدت حالات الطلاق، فهل الحياة الاستهلاكية ونماذجها السبب في مصر وتونس؟ أم التقدم الصناعي والتكنولوجي؟ أم أنها أسباب معقدة تختلف من مصر إلى تونس؟
لكن في الدول الصناعية التنافسية في العمل قوية، خاصة أن الآلات تحل محل البشر يوما بعد يوم، خاصة في النموذج الياباني الذي يعتمد على الروبوت بصورة أساسية، فصار نموذجا يدفع أصحاب الأعمال إلى الاستغناء عن العمال، لتعتني هذه الصناعات بالمهارات الفنية التي تحتاجها عناية فائقة، هنا هي تستثمر في الفرد لا في أسرته أو حتى محيطة الاجتماعي العمالي، والخبراء والعلماء منهم يتفانون في عملهم بحماسة تنافسية خارقة، والشركات والمخابر البحثية والمصانع والجامعات تتمتع بهم وبأي قدرة ابداعية لهم، ليدمن هؤلاء العمل، ولتدفع لهم أجور تفوق أجور الوزراء في حكومات بلدانهم، فهل الفرد المدمن للعمل والمبدع هنا متوحد بشخصه مع عمله؟
في حقيقة الأمر إن هذا التوحد انتقل من هؤلاء إلى الأجيال الجديدة المدمنة لأشكال التقنيات الجديدة على الأجهزة اللوحية أو الهاتف المحمول، ليتوحدوا معها، فتحل هذه الأجهزة محل الأسرة والاصدقاء والمجتمع بدرجة تهدد قدراتهم على التواصل مع الآخر أيا كان، بل يبني هؤلاء عالمهم عبر هذه الشبكات، ويصبحون منغمسين في هذا العالم، باحثين عن مجتمع افتراضي. هنا يكونون فريسة سهلة لجماعات التطرف الجاذبة لهم، أو لعنصرية حمقاء.
هنا تبدو ثقافة المجتمع وكأنها قدرته على البقاء والمقاومة، فالثقافة هي مجموعة من السلوكيات والمعرفة التي مررت من فرد إلى آخر عبر التفاعل بين أفراد المجتمع، والنظم الثقافية هي شبكات معقدة من السلوكيات المترابطة المتكيفة والمعرفة هنا بمثابة أدوات يستخدمها البشر من أجل تحقيق أهداف أو حل مشاكل، لتبرز هنا الأفكار الثقافية التي تتاح للناس وهم يدركون أن في مصلحتهم استخدامها، لكن في النهاية وعبر الزمن نجد سلوكيات تتلاشى ليتم تجاهلها أو نسيانها، إن أكثر الأمثلة على ذلك في مصر هي عادة الأربعين بعد الوفاة؛ حيث يقام عزاء بعد أربعين يوما من وفاة أحد أفراد الأسرة، هذا سلوك عرفه المصريين منذ قديم الأزل، لكنه في عصرنا تلاشى تدريجيًا ويكاد يختفي.
الإنسان وأهدافه
كل إنسان لديه مجموعة من الأدوات السلوكية والايديولوجية والاجتماعية للاختيار من بينها في محاولة لتحقيق غايته مثل الغذاء ووسائل الراحة والترفيه والصعود الاجتماعي والاستحواذ الاقتصادي ، هنا لكل انسان تجربته الذاتية من خلال اختياراته من بين هذه الأدوات، وهناك من يستسلم للأنماط السائدة فيختار كما يختار الآخرون، وهناك من ينوع خياراته، لكن في النهاية هناك أنماط محددة في كل مجتمع يفرضها الذين يديرونه أو أوجدوه وبالتالي تقع على عاتقهم مسئولية بقاء هذه الأنماط، بينما قبول خرقها إما لإحداث تغيير سلبي أو إيجابي يقع على عاتق هذا المجتمع الذي إما أن يقبل أو يرفض هذا الخرق، فماذا لو كان هذا المجتمع، الفردانية هي قوامة، وأفراده متوحدين أمام آلة تخلق مجتمعًا آخر افتراضي يتصاعد دوره؟
إن هرمية السلطة سواء سلطة المجتمع أو الدولة أو الأسرة، تلتقي في آن واحدعلى رأس التسلسل الهرمي من يفرض سلطته ويتخذ القرارات، ويسعى إلى تحقيق مصالح الآخرين على حسابنا، مما يؤدي لقيود على سلوكنا وكذلك على فرصنا، إن المهم هو الممارسة العملية للسلطة مع مصالح من تمارس عليه سطوتها، فتقيد تصرفاته لصالح هذه الممارسة. هنا نستعيد التجديد في قيم المجتمع، فلو أن هناك أداة سلوكية لم تنجح، فانه في النهاية يتم التخلص منها من قبل معظم الناس تلقائيا بغض النظر عن الاساس الايديولوجي لها، لكننا في عصر تسيطر فيه الآلة بصورة متعاظمة ومتغلغلة على الإنسان، فالذين يتحدثون عن ذكاء الآلة وادراكها، ينسون أن مبتكر الآلة هو الإنسان، أتاح لها أن تحدد مشاعره ورغباته وهوياته، بل تسلبه وقته لكي تسيطر عليه عبر عملية الهائية لاتتوقف، فهل يستطيع الإنسان وقف هذه الأداة السلوكية أو حتى تحجيم تأثيرها فيه؟
لاشك أن العواطف تزود الإنسان بالطاقة الإيجابية. العواطف المستمدة من الروح الإنسانية، وهو ما تفتقر إليه الآلة، فالمشاعر الإنسانية هي الصمغ الذي يحفظ النظم الثقافية، فميلنا للحب والكراهية والاهداء والعطاء وممارسة الشعائر الدينية وموروثاتنا الجينية العاطفية نحو الأقرباء، كلها لا يمكن أن يكون للآلة دور فيها؛ حتى لو ادركت الآلة احاسيسنا نتيجة تطويرها برامجيا، فهي ستظل عاجزة عن ادراك المشاعر على طبيعتها، فالحياة الإنسانية فعل به روح وحركة ديناميكية غير فعل الآلة الخاضع للحساب الرقمي الدقيق.
إن العديد من الأفراد يحلمون بتحرير أنفسهم من النظام الثقافي المعقد، بينما نحن قادرون على إعادة تشكيل نظام ثقافي لجعله يتناسب مع تطلعاتنا نحو الأفضل، إننا لا نستطيع أن نعيش بدون نظام ثقافي يحدد طبيعة تفاعلنا، نحن لا يمكننا أن نختار ما إذا كنا نشارك في النظام الثقافي أولا، إلا أذا كنا لا نريد أن نبقى على قيد الحياة، فبدون المشاركة في نظام ثقافي وتعلم قواعد مناسبة للمشاركة والتفاعل لا يمكن أن تستمر بنا الحياة أو يتحقق نمو في حياتنا، ومثلما أن الناس سيموتون بدون الأدوات التكنولوجية فإنهم غير قادرين على البقاء على قيد الحياة بدون الأدوات الثقافية المعرفية التمي تمكنهم من العمل في مجتمع معقد.
الحقيقة التي نتغافل عنها أننا كبشر مقيدون، حتى الملوك والوزراء والنخبة، مقيدون. هذه القيود هي نتاج النظام الثقافي، لذلك فان علينا دعم هذا النظام وخصائصه، والذي يكون عادة معقد وأحيانا غير مفهوم بالنسبة لنا. حتى لو شعرنا بأنه يعمل ضد مصالحنا الشخصية بقيوده، فهذه القيود هي التي تحد من قدرة من هو في أعلى التسلسل الهرمي لمصلحة من هو في أدنى التسلسل. من هنا تأتي أهمية الثقافات المعقدة والمركبة فمن خصائصها أنها تعيد بناء نفسها بنفسها وفق مقتضيات السياق الزمني، بل تتيح للمجتمع القدرة على التعايش حتى بمتناقضاته على نحو ما هو حادث في الثقافة الهندية بكل تناقضاتها، بل نري قدرة مصر على التعايش بصورة مذهلة منذ غزو الاسكندر إلى الفتح العربي إلى العصر الحديث، فكم مرة اعادة الثقافة المصرية إنتاج نفسها عبر العصور؟
إن معظم الناس لديهم القدرة على استيعاب القيم الأساسية لمجتمعاتهم، ومدركين أن عدم التفاعل معها سلوكيا يؤدي إلى تفكيك نظام الي وتهديد فرص الجميع في البقاء أو النجاح، وشيوع جرائم تهدد النسيج الاجتماعي ومصالح الأغلبية، ولذا فانه في كل المجتمعات من يشكل تهديد لمصالح الأغلبية ويخرج عن قيمها يتم تهذيبه واصلاحه، لذا فلابد من وثيقة ترابط اجتماعي تمثلها منظومة القيم التي أصبحت الآن محل تساؤلات؟ فالسؤال المطروح ماهي التغيرات التي يمكن أن تحدثها الثورات العلمية في منظومة القيم؟ وماذا يجب أن يقول الماضي والحاضر عن المستقبل؟