لحظة بكل حمولاتها الرمزية يلتقطها الشاعر المغربي، كي تصبح مليئة بفيض المشاعر، ولأنها اللحظة التي تؤشر على ميلاد الحضور، ما تلبث أن تتحول الى الغياب كي تعيد للشاعر صوته الدفين وهو يخط بعين المتيم بعضا من سيرة ما حدث.

وجهكِ شاحب كفيلة كليلة ودمنة

ياسين الحـراق

 

الليلةَ

ستمرين من هنا

حيث كنا طفلين يُشيدان خلف نَبْعٍ موحش

بيوتا من حصى وعٓجينة طين

ستنظرين إلى الدار التي كَبُرت

بلا أبواب وبلا مستوطنين!

إلى الأحجار الميتة تحت لحاف شجرة

دون أن تقولي شيئا

لليرقات الكثيفة التي اكتظّت هناك

أو تَضحكين للنبع

حين يَعكس وجهكِ شاحبا

كفِيلةِ كليلة ودمنة

لأن الدار التي نَبتت في خيالك

كحياتي أنا

ليست سوى فكرة

 

الليلة تمرين

وتذكرين الطير الذي انسلّ من ثقب أمنية

وحط على راحتيك وغاب

غير عابئ بالنبع

والأعين الكَسِيرة

أوه... !

يا لضحكاتنا يوم تهاوت أسقف البيت

بلا سبب

قلتِ :

بيت بلا سقف، بيت تلثمه النجوم

- كانت النوافذ مُشرعة والباب

و الحياة أقلُ قامةً من جديلة شعرك

أو أكثر قليلا

عدا أنها أجمل -

فيما الطير العَابِرُ

يواصل الرحيل

دون أن نعرف

أن الذي رفَّ شريدا في سماء

لم يكن سوى الحب.

 

شاعر من المغرب

elharrak.yassinee@gmail.com