يرسم القاص المصري الشاب لوحة يضع فيها الطبيعة في اختلاف احوالها مرتديا بضمير المتكلم روح الفأر وهو يصف لنا المكان ومشاعرة، وروح البومة وهو يصف لنا معاناتها في لعبة الصيد والتخفي وهي لعبة البشر أيضاً في حروبهم.

بومة وصخرة وفأر

حسام الدين يحيى

 

دنوت من الحفرة .. بيتاً ومأوى، حتى قابلني الغسق فغفوت فوق صخرة قبالة المنحدر أمامي،أصابني تعب وأرهاق ..أرحت ظهري ،أم إنه اليأس من انتشارهم حولي في الأونة الأخيرة،تأتي ..فأعتدل ..ألوك معها بضعاً من كسرات الخبز فتتناثر بقاياه من حولنا.. السماء تغيم، فننتظر البدء، ومن داخل الحفرة

بيت ومأوى

نرتقب ماهو آتٍ

تُحجب الشمس، وتغيب السماء، هم هناك يترصدون، يتابعونهم من بعيد. أجنحتها تسكن فوق شجرة قريبة، تتناثر قطرات المياه من حولي وأنا أراقب لأشهد تلك البداية أو النهاية ، تنزلق قطرات المطر من فوق جسدي الناعم لمياه النهر العظيم. قال لي غراب حكيم فيما مضى:

- قد تستطيع قطرة مطر أن تنحت وتشكل صخرة .

وإلى الأن أنا أنتظر ..النحت والمستجد.

تفرد أجنحتها، فتختبئ الشمس تحت وطأتها الدانية منه، يلوذ هو وهي بالفرار

ولكن إلى أين أيها التعيس تهرب مني؟

الآن.. أو بعد القليل أو الكثير سترضخ لي ..تحت مخالبي ستتمدد..مملكتي البؤس

وأنت لاشئ فيها سوى لمشيئتي. المطر المنهمر في الأيام الماضية لم يمنعهم من الظهور

فخبأتها ..وأختبأت.

أنا مازلت أراقب لأشهد النحت والمستجد

لم يتبقَ لهم سوى القليل ..أو الكثير سيأتون إلي طواعية حتى ألوك اللحم

وأقرمش العظام.

لازلت أراقب لأشهد ..النحت والمستجد

بأقدام مرتعشة خافتة أتسلل وأختبئ.. نفد الزاد. حاولت أن أثنيها عما تريد ولكن اهتراءات الجوع قد غلبت علينا ، اليوم انزاح الستار. فرأيتها ممددة بين مخالبها، أتحسس بصعوبة كل شئ. يصيبني الأعياء والغضب ولكن ماذا يفعل فأر مثلي..؟ سوى أن يختبئ

السماء تهدأ، وأنا مازلت أرتقب ..النحت ..والمستجد.