عندما تتحلل الذات الى شظايا وكينونات تحلق وتنسج وجودها في كل الأشياء والأمكنة والذوات، تشع الى درجة تجعل الشاعر التونسي يحاول جاهدا أن يشكلها من خلال نص يتقصى هذا الفعل في أرقى مجازات تجلياته.

أنت الضوء

غـازي لغـماري

 

أنت الضوء

الساكن في اليرقة وفي الفراشة

في ترقرق المياه المترشرشة من الحيتان

في ثبات المرجان وفي تحوّل الحرباء.

 

أنت الضوء

المنعش لغابات الأمازون ولبحيرات آلسكا

الوامض من ذاكرة الأوتار ومن أحلام الأشجار

المتدفّق في النور وفي عبق الورود

المتلألئ في الصورة والرنّة والدمعة.

 

أنت الضوء

المتجلي في الجسد المنفتح على اللحظة

في الروح العاشقة للكل

وفي كل ما كان ولم يكن.

 

أنت الضوء الأول والأخير وما بينهما

الحاضر في إشراقة الشعر وفي غربة السحر

المشع المنتشي بألف شمس أرجوانية

العادي البسيط الخفيف الخارق للعادة

ولمجالات الزمن، كشلال ماسات أزلية

الأبيض الأسود، الكامن في كل لون

وفي كل كون،

القلب الأعظم

حيث يذوب القمر كجوزة هندية مثلجة

وتتساقط النيازك -من حولك - كأوراق الخريف الزرقاء

وتسبح المجرات وتتلألأ النجوم

كعيون سرية لا تعرف النوم ولا اليقظة.

 

بنزرت – تونس