تحمل القصيدة، للشاعر المغربي، رقما دالا ما يلبث أن يتحول الى استقصاء لدلالات سنة من خيبات العالم، وانكساراته، وويلاته.. نفس تلك الدورة الاستيعادية التي تتكرر في كل مرة.. وككل مرة يجد الشاعر نفسه أمام هذا الخراب الكبير ويعيد صياغته.

2018

عبداللطيف بن اموينة

 

هؤلاء أولئك

الذين يجرون عربات النشوة والجنون

الذين يمسكون بخيوط الوقت

قطط الجسور الخائفة

ذئاب القصور والأسوار المعتمة

جنود اليأس

طحالب الطرقات والسجون والوديان الدامعة

العرافون

السحرة

المضاربون

العالم القادم

الجنود البعيدون ورسائلهم

الحب

الشرفات المطلة على نهر الظهيرة

أنا أنت

نحن وهم

المستحمون خلف غابات الانتظار

صعاليك الشمس

أحفاد الأيام والقرون والساعات

فئران المنافي والخراب

أبناء الليل

صراصير الوجع

ثعالب الصحاري الباردة

سدنة المجرات الحزينة

الهائمون السفلة الأبرياء

الأيتام واللصوص وأنصاف الرهبان

العابرون

الجرحى

الدجالون

الميتون

الأحياء

والعسس الشهداء في جنازة الريح

الأولون

الآخرون

العشاق

الغائبون

الأنبياء

النار والضوء والنشوة والجنون

والمقابر

ودموع الإله

الضباع التي تثاءب في شارع الفجيعة

الأقفاص والجثث والمناديل

والقطارات الصدئة في حديقة العقل

والخوف وأشجاره

واليأس ورائحته

والظلام وعيونه

 

الشتاء والموت والعطر

وسلاسل الأبدية الجريحة

 

الهاربون النزقون والجبناء

القتلى الباقون هنا وهناك

والناجون

الحالمون و الصاعدون إلى جبل الماء

العزاء

النشيد

النسيان والقداس الأخير

الأرض

الأرض العذراء

الأرض العجوز

الأرض

الأرض

 

شاعر من المغرب