ينطلق الباحث المغربي من مفهوم باختين لتعدد الخطابات في السرد الروائي ليكشف لنا عن قدرة الرواية على استخدام خطابات أدبية مختلفة في سرد ينفتح على أشكال غير نصية كالتشكيل والموسيقى والمسرح والسينما، بصورة تثري العمل فنيا ومعرفيا وتمكنه مع المرجعيات الفكرية والفلسفية من طرح الفن من مواجهة التطرف.

السرد عبر النوعي وإنتاج الدلالة

في «موسم سقوط الأوراق الميتة» لعبد الباسط زخنيني

محـمد أعزيز

 

مدخل
"إن الرواية تسمح بأن تدخل إلى كيانها. جميع الأجناس التعبيرية الخاصة التي تلعب دورا بناء جد هام داخل الروايات، بل إنها أحيانا تحدد بنية المجموع خالقة بذلك مغايرات للجنس الروائي، تلك الأجناس هي الاعتراف والمذكرات الخاصة ومحكي الاسفار والبيوغرافيا، والرسائل إلخ... وكل واحد من تلك الأجناس يملك أشكاله التنظيمية والدلائلية لتمثل مختلف مظاهر الواقع"(1)، بهذا التنويع الخلاق والتجاور المنتج تشكلت رواية "موسم سقوط الأوراق الميتة" لعبد الباسط زخنيني حين عمد الكاتب إلى "ذلك الانفتاح الذي يسمح للرواية باستيعاب كل البنيات وكل النصوص وبمختلف الأنواع المتعارف عليها"(2) من ثمة فالمبدع" يهجس بكتابة مختلفة عن الكتابة السردية بالتحديد وينشغل بما يمكن أن يسمى الكتابة عبر النوعية وكأنه منجذب بالبحث عن شكل جديد يعبر عن تعقيد عالم متشظ وعن ذاتية مسكونة بالخلق والنص هنا نوع عابر للأنواع أو رواية مغايرة"(3)

1 المذكرات:

تستند الرواية في تشييد عوالمها التخييلية على أدب المذكرات، فالكاتب يعمد إلى تقديم مادتة الحكائية متكئا على مذكرات البطل صابر، موظفا في ذلك تقنية السرد الموازي، إذ قام بالتنويع في الايقاع السردي للرواية، عبر هذا المزج بين الحكي بصيغة " الأنا السارد الذي يروي قصته مع شخصية " المخرج" قائد التنظيم الإرهابي، حيث نتعرف على ما تعرض له من إجراءات تسبق انضمامه إلى التنظيم، وذلك، بالموازاة مع تقديم تاريخ هذه الشخصية (البطل) عن طريق محكي المذكرات، الذي نتعرف من خلاله عن أزمة البطل العاطفية المسهمة في تعقيد وضعه قبل الارتماء في أحضان التنظيم الإرهابي.

إن الروائي عبد الباسط زخنيني قد توفق إلى حد كبير في توظيف هذه التقنية، على اعتبار التناغم الذي تحقق له بين الصوتين، صوت صابر في الحكي المباشر الآني وهو يحكي عن ظروفه مع الإرهابيين، إلى جانب صوته المسترجع عن طريق محكي المذكرات، الذي نقترب فيه من الحياة الشخصية لصابر في مرحلة الماضي، وقد تجلى هذا التناغم في قدرة الكاتب على الربط بين حدود الأزمة والانفراج بين الصوتين، في المرحلتين معا، مرحلة البطل في التنظيم الارهابي ثم مرحلة البطل وتاريخه الشخصي قبل التورط في التنظيم، لنسترجع عبر المذكرات سيرة البطل العاطفية ونكتشف ما لحقه من ألم ناتج عن خيانة محبوبته (نرجس) مما أسهم في أن يصبح فريسة سهلة في يد الإرهابيين.

إن ارتكاز الكاتب في نسج خيوط روايته على هذه التقنية المعتمدة في توظيف أدب المذكرات لم يقتصر على ما سبق ذكره، بل نلمسه أيضا في قدرته على تضمين المذكرات أيضا في الحكي المباشر المعتمد على الأنا الساردة، فالسارد حين يحدثنا عن وضعه في التنظيم الإرهابي يقدم لنا مذكرات رشيد العضو السابق في التنظيم الإرهابي. يقول السارد " وتعالت التصفيقات بعدها طلب من المخرج أن نقف دقيقة صمت ترحما على روح رشيد، ثم ناولني شيئا ملفوفا، رجل لا أعرفه يورثني همه، في اليوم الموالي وجدت الوقت الكافي لقراءة مذكرات رشيد.

الأربعاء 18 مارس 2003

أعرف أن الكون جذاب، فيه صنعة كبيرة، جودة وإتقان..."(4)

إن هذا التنويع في المقاطع السردية في الرواية قيد الدراسة، يأخذ طابع التناوب، مما يجعل القارئ مشدودا إلى عوالمها المبنية أساسا على الانتقال في الفعل الحكائي بين مشاهد مختلفة في أزمنة متباينة، ومتداخلة، حيث تتجاور العديد من الوحدات السردية، المعبرة عن انهيار صابر والمبرزة لمعاناته المركبة سواء اتجاه ماضيه الأليم، المجسد لجرح الخيانة في علاقته مع زوجته، أو في علاقته بحاضره حيث يجد نفسه متورطا في الوسط الجديد، في بيئة جديدة شاذة من حيث أفكارها وممارساتها. بل قد صار طرفا مسخرا لتصفية الحسابات بين أعضاء التنظيم الإرهابي. " في الفترة الأخيرة لم تعد الامور تسير بشكل جيد بين المخرج وسفيان حتى أن هناك من بدأ يوشوش بأن سفيان قد ينشق عن المخرج، أظن أن هذا ما جعل المخرج " يفكر بالتخلص منه ، أقصد سفيان. هذا تخميني للوضع. صوفيا كانت عشيقة سفيان حتى قبل أن تدخل أنت القرية"(5)

إن مأساة محمود صابر ستعزز لأنه سيكون ضحية هذه الصراعات الداخلية في التنظيم الإرهابي، وبعد ذلك سيتعرض لطعنة خيانة أخرى مدبرة من قائد التنظيم حتى يصفي هذا الأخير حساباته مع سفيان عشيق صوفيا. لذلك جاءت الرواية وفق وحداتها المقطعية المتراصة معبرة عن " عملية انهيار المشاعر المتباينة والذكريات المتقطعة التي تعبر عنها عادة في جمل ناقصة... وفقرات متتالية... بحثا عن مشاهد بصرية... ولقطات متقطعة ترجمة لهذا العالم الداخلي(6) ، ولعل ذلك ما دفع الروائي إلى اعتماد هذه التقنية إضافة إلى الرغبة في أن " يفسر أو يوضح مدى قسوة الحياة وعنف البشرية حيث يمتزج لؤم البشرية والبؤس الخانق والحقيقة العارية عن الأرض الجافة والإحساس الصابر المتشائم(7).

انطلاقا مما سلف يغدو" التوازي أو التناوب بين وحدات سردية ذات مضمون مختلف، لخلق فكرة نابعة من هذا الاقتران... كل هذا يؤدي إلى أثر مقارب لما تحدثه أفلام الرعب والجنس في السينما من لذة التشويق والعنف الغريزي الشديد(8) ولنا أن نستدل على ذلك من خلال هذا المقطع: " لو أنني لم أر بعيني لما صدقت كان" المخرج" ينط فوقها كذئب ماكر وكانت هي مستسلمة له تبادله اللذة بآهات كأنها سهام تنغرس في صدري... عدت إلى المطبخ واستللت سكينا حادة دفعت الباب دفعة واحدة وغرست بسرعة نمر السكين في ظهر" المخرج" العاري المسخ كنت عازما على تطهير شرفي بدمه... انفلتت السكين من يدي دون شعور وانطلقت راكضا أعانق الليل الدامس.(9)

إن هذا المقطع يعكس بجلاء استراتيجية المبدع في بناء روايته وفق الوحدات المشهدية، ولعل متابعة الرواية كفيلة بالوصول إلى هذا الاستنتاج لأن المقطع المشار إليه أعلاه ستعقبه مشاهد أخرى تتسم بحركيتها واقترابها من السينما، فبعد تنفيذ الجريمة يضعنا السارد أمام مشهد الفرار، ثم مشهد الحادث والسقوط، لينتهي الروائي إلى مشهد البطل وهو في البيت يلملم جراحاته النفسية والجسدية. يقول السارد" وفي مشهد ثالث أنظر إلى وجهي في المرآة فيبدأ وجهي في الانسلاخ ويظهر تحته وجه ذلك الرجل الذي كان يصر على أنني هو... أدلف من السرير، فأشعر بألم في ساقي فأجدها مغلفة بالجبس، رأسي يوشك أن ينفجر، أتلمسه فأجده مشدودا بضمادة(10)

بالاستناد إلى هذه التقنية يتجه الروائي عبد الباسط زخنيني في روايته هذه إلى التركيز على" القسوة إذ تتمظهر في بنياتها ومقوماتها مما يؤهلها لإثارة الانفعال... عبر التقاط الصور والمشاهد التي تعيش معنا. لهذا لا ينبعث من هذه الآثار الشعور بالعبث وحده، بل نوع من الدفاع عن الإنسان، دفاع عن العناد الإنساني الأصم الأعمى الأخرس، الشكل البدائي المتوحش، اللاوعي الأخرق... العنيف في أغلب الأحيان ... من هنا فإن المأساة لا تتولد عن عبث العالم، بل من العنف الذي يعارض به الإنسان هذا العبث(11)

2 الرسائل:
يشكل الخطاب الرسائلي أحد أهم المكونات النصية التي استند عليها الروائي في صياغة عمله الروائي، إذ إن الرواية تحتضن مجموعة من الرسائل التي تسهم بدورها في بلورة الأحداث وتشكلها. بل إننا يمكن أن نعتبر الرسالة في هذا العمل الروائي بمثابة الشكل الخطابي (البطل) وذلك بالنظر إلى طريقة تعامل الروائي مع هذا الفن السردي، حيث جعل من الرسالة عاملا بناء في مختلف أطوار الرواية، إضافة إلى ذلك فإن الرواية تتسم بالتنوع والتعدد من حيث رسللها تبعا لمعيارين اثنين:

  1. المعيار الاول: يتجسد في طبيعة الرسالة، حيث تنقسم الرسائل إلى قسمين: رسائل ورقية، وأخرى إلكترونية.
  2. المعيار الثاني: يتحدد في طرفي التراسل وهنا يمكن التركيز على منحيين في التواصل الرسائلي في هذه الرواية، المنحى الأول حيث تتراسل نرجس مع البطل محمود صابر، أما المنحى الثاني فيجسدها التراسل الجامع بين" المخرج" قائد التنظيم الإرهابي من جهة وحمود صابر من جهة ثانية. عموما إن الرسائل التي تحفل بها هذه الرواية يمكن أن نصنفها بالاعتماد على إنتاجيتها الدلالية وفق النمذجة الآتية:
  1. الألم:
    ضمن هذا الصنف يمكننا أن ندرج رسالتين هامتين تشكلان منعطفا حاسما في حياة البطل محمود صابر، وذلك بالنظر إلى وقعهما المؤثر في نفسيته، فالرسالة الأولى، تقع بين يديه صدفة، يقول السارد" ضبطتها تحمل رسالة إلى صديقة مجهولة، أخذت منها الظرف عنوة، أمسكته بيد مرتعشة... على ظهر المظروف كانت هناك" إلى الآنسة هاجر" بخط عريض، خط نرجس طبعا..."(12)

يكشف المقطع أعلاه بداية تشكل الأزمة في حياة البطل صابر، إذ من خلال ضبط هذه الرسالة التي كانت تحملها زوجته، ستنقلب حياته رأسا على عقب، فعبر هذه الرسالة سيعرف بعض الحقائق التي ستوجه مسار الرواية نحو عوالم جديدة يقول السارد " سأمر إلى صلب الرسالة إلى الجزء الذي أفقدني صوابي تقول نرجس:

ركبنا السيارة، كان يقود بهدوء... كنا أنا وهو نتمرغ في صمت رهيب، والناس بالخارج... الأضواء تتوهج وتنطفئ، وأنا أصارع وحشا صغيرا بداخلي يرفض أن يهدأ: تأنيب الضمير"(13)

  • هنا تتعزز مكانة الخطاب الرسائلي في الرواية إذ يتدخل بشكل حاسم في تغيير أطوارها، فاكتشاف البطل صابر لحقيقة الخيانة التي يتعرض لها من طرف زوجته، سيولد لديه آلاما لا حد لها، من ثمة تتقلص إمكانية الاستمرار في العلاقة، بين الزوجين، حيث يتحقق الانفصال المؤقت لأن الزوجة نرجس ستفضل الهروب بعد أن تتدهور العلاقة بينها وبين زوجها، هروب نكتشفه من خلال الرسالة الثانية ضمن هذا النموذج الممثل للألم، يقول السارد" أفقت في الصباح فلم أجدها، ووجدت على وسادتها مظروفا يحمل في أحشائه رسالة، رسالة ها، رسالة لي..." عزيزي محمود ... أنا موجة عابثة فقدت نزقها في بركة راكدة، أنت هو تلك البركة الراكدة، وأنت تقرأ هذه الرسالة أكون في طريقي إلى محيط هادر، هذا بالضبط ما لم أجده معك، اعذرني إن جرحتك بكلماتي... سامحني.. نرجس"(14)

تُوغل نرجس من خلال رسالتها هاته في إلحاق الألم بصابر على اعتبار هذا الهروب المفاجئ، المُصاحَب بهذا الخطاب المعمق لجراحات البطل، الشيء الذي سيدفع بمحمود صابر إلى أن يتردد على طبيب نفسي عله يجد حلا لآلامه المترامية الأطراف، هذه الآلام عمد عبد الباسط الزخنيني إلى إدماجها ضمن الخطاب الرسائلي، لتحافظ على حيويتها من حيث التأثير في المتلقي، لأنها تجسد الصدمة من خلال محافظتها على آنيتها، محافظة تتأتى لها عبر هذا الإدماج في الوضعية التراسلية المباشرة، فالقارئ لا ينتقل إليه خبر الهروب بصيغة الغائب، بل إنه ينخرط في اكتشاف الحادث مباشرة مع البطل، وهذا ما يقوي الجانب التشويقي في الرواية المتخذة من خطاب الصدمة المؤلمة استراتيجية متعمدة في تنامي الأحداث وتطورها، وهذا نستشفه في طريقة توظيف الكاتب لهذه الرسائل التي تحضر بقوة في روايته، فبعد هروب الزوجة (نرجس)، سيتوصل البطل برسالة من الزوجة الهاربة، يقول السارد" انزلقت الرسالة في صمت من تحت الباب: " انتظرني مساء السبت على الساعة السادسة، عند محطة القطار أحضر لك مفاجأة"(15)

إن انبناء الرواية على الصدمة يتجسد فعليا من خلال هذه الوحدة السردية التي لجأ فيها الكاتب إلى توظيف هذه الرسالة، إذ بعد تلقيه الرسالة سيجعل القارئ متشوقا إلى اللقاء الذي وعدت به الزوجة الهاربة زوجها، هذا الانتظار المؤسس لأمل مشرق بالنسبة لأزمة صابر، سينخرط فيه القارئ بشغف على اعتبار حال الاندماج والتعاطف التي تنتابه والأمر الباعث على هذا الشعور يرجع إلى تلك الدينامية السردية التي تتيحها الرسالة، باعتبارها تجسيدا لوضعية تواصلية سياقية، يتبعها اشتغال ماهر على الجانب النفسي لشخصية البطل صابر، وذلك عن طريق آلية الاستبطان التي يبرع فيها الروائي حيث مكنته من نقل الأحاسيس الداخلية التي تشتعل في جوانيات البطل، صابر، وهي أحاسيس متناقضة حد الألم، فالرجل رغم ثبوت صك الخيانة إلا أن هروب زوجته جعله في حال تيه فظيع واضطراب نفسي متواصل، يقول السارد:" بدأ قلب يخفق ذلك الخفقان المجنون، بدأت يدي ترتعش، حينها فكرت أن أتفحص الظرف جيدا، كان وجه الظرف خاليا من أي كتابة... لكن خيوط الأمل الوهاجة التي غزتني حينها بددت كل شيء وفي اللحظة الثانية، أخذت أعد الأيام كعجوز شمطاء على رؤوس أصابعي:

الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة، السبت..."(16)

بقدر هذا الأمل المتوهج، الذي يحذو البطل ستكون الصدمة أكثر توهجا حين اللقاء، إذ أن الزوجة سيوجهها الكاتب لتمارس ساديتها في اللقاء، معززة بذلك جراح البطل صابر المتلهف إلى لقاء تندمل به جروحه" حضرت إلى محطة القطار بساعات قبل الموعد بدوت متلهفا جدا، أشرئب بعنقي أحاول أن أترصد طليعة قطار قادم من بعيد، أبعد من الذكريات... وفجأة يدرك مسامعي ذلك الصفير الممتد، فيتجمد الدم في عروقي..تطل مقدمة القطار... تمر المقصورة الأولى تليها الثانية فالثالثة... ثم تظهر في آخر القطار... ترتدي فستانا أحمر... تقترب أكثر، يجف حلقي... تجحظ عيناي... تستدير ببطء، تنظر إلي مباشرة اللعنة، إنها ليست هي... وتخمد نيراني المتلظية كلها... لماذا كل هذه القسوة؟ لماذا؟ "

إن هذا التساؤل الناتج عن هذه الحيرة التي تتملك البطل ماهي إلا نتاج هذه المعاناة اللامتناهية التي اجتاحت محمود صابر المكلوم، فالرجل على الرغم من الطعنات التي تلقاها سلفا سواء عبر الخيانة أو عبر الهروب، كان يمني النفس بعودة المحبوبة إلا أن ذلك كله سيغشاه السراب لأن نرجس الهاربة ستزيد من تعميق آلام صاحبنا عن طريق رسالة ثالثة سيكون أثرها أشد إيلاما في نفسية البطل. فإذا كانت الرسالة الأولى قد أحدثت الجرح لأنها كشفت الخيانة والرسالة الثانية عمقت هذا الجرح لكونها كانت الوسيلة التي سيعرف من خلالها صابر هروب زوجته، فإن الرسالة الثالثة، سيبلغ معها الألم منتهاه حين يتلقاها صابر عن طريق الهاتف، وهو في المحطة مشدوه في حيرته، تعتريه خيبة الصدمة، حين تبخر اللقاء الموعود. يقول البطل: " توصلت برسالة نصية على هاتفي النقال" أنت لم تتغير أبدا، يا لك من بسيط أنت مثير للشفقة" نرجس.

قرأت الرسالة الإلكترونية عدة مرات وكأنني أريد أن أتشرب مرارة كل حرف على حدة، حتى إذا ما أقدمت على فعل شنيع بات هينا مبررا... أحكمت قبضتي على الهاتف بشدة وضربته بالأرض، فتحطم كليا... أريد أن أفرغ شحنة الغضب بداخلي، كانت صرخة قوية"(17)

يعكس هذا المقطع تفجر الوضع الداخلي للشخصية البطلة، نتيجة ماراكمته من انجراحات متتالية، ناتجة عن هذا التعذيب الذي تتلقاه من حين إلى آخر، إلى الدرجة التي صار معها البطل موضع شفقة من المرأة التي نكلت به، فأوغلت في فعلها عن طريق هذه الإهانة التي مررتها إليه، هذا التمرير تحقق عبر هذه الرسائل التي كانت بمثابة سهام خارقة تنغرز في قلب صابر، السهم تلو الآخر، مما سيؤدي إلى توجيه حياة البطل إلى مسار مغاير تماما لوضعه الأصلي، كل ذلك بفعل التأزم النفسي، من ثمة يغدو هذا الجانب النفسي بمثابة قوة فاعلة تقود العملية السردية، وقد تأتى للكاتب ذلك بفعل قدرته الكبيرة على استبطان الدواخل من خلال توليد هذه الإحساسات من بواطن الشخصية البطلة، إذ تمكن من جعلها تطفو على السطح يتلمسها القارئ، عبر هذا التركيز على الوحدات السردية المشهدية المبنية على المراوحة بين الفعل التواصلي الحي، المتحقق عبر التراسل، وبين المشهدية البصرية المرتكزة على تقنية السينما السالفة الذكر.

بهذا كله يرسم الكاتب عبد الباسط زخنيني مسار تطور الشخصية عبر رصد سلوكياتها الانفعالية وجعلها بمثابة العنصر الأساسي الموجه لأفعالها وتحركاتها وبذلك تغدو هذه السلوكيات هي المحدد الفعلي لمآلات البطل في الرواية.

  1. التورط

إن الكاتب عبد الباسط زخنيني وهو يرسم مآلات شخصياته بالاستناد إلى انفعالاتهم السلوكية إنما يقودها إلى مصير التورط، على اعتبار أن الاستجابة للانفعال الغاضب الناتج عن الألم ما هو إلى اندفاع سيكولوجي غير محسوب العواقب، فهروب نرجس تتبدى عواقبه الوخيمة حين تعود إلى زوجها منكسرة محطمة يقول السارد: "عدة شهور بعدها... سمعت طرقا مألوفا على الباب فتحت... الكلمات عاجزة قاصرة،كان شعرها مبعثرا فقد لونه الأصلي لفرط إهماله، ثيابها ممزقة رائحتها نتنة ووجهها مليء بالكدمات بالبقع الخضراء وبنقط الدم المتكلدة..."(18)

إن المآل الذي آلت إليه نرجس ما هو إلا نتيجة رسالة الخيانة المتسببة في توليد الألم بالنسبة لصابر، أما في علاقة هذه الرسالة بنرجس فقد أنتجت دلالة أخرى، ألا وهي، التورط، فنرجس تورطت من خلال رسالتها في وضع متأزم، أوبالأحرى نقول إن الروائي يواصل لعبته في قيادة شخصياته إلى مصائرها المأساوية، نظرا لاشتغاله في هذه القيادة على استجاباتها للسلوك الانفعالي في اتخاذ القرار، "وفق اللاأبالية تجاه العالم التي تنشأ عن إلغاء الشعور العاطفي، وأكثر من ذلك من اللاكتراثية النرجسية تجاه مصير الإنسان، إن هذه اللاأبالية يحتفى بها استيطيقا كمعنى لهذا المصير."(19)

بهذا الاحتفاء تواصل شخصيات الروائي تنفيذ برنامجها السردي، إذ إن محمود صابر لن يكترث بكل الآلام التي سبق وأن تسببت فيها نرجس فرق لحالها، و بادر إلى انتشالها من وضعها، يقول السارد: "حملتها بين ذراعي بدت نحيلة عاجزة.. خلعت ثيابها ووضعتها في حوض الحمام... سكبت الماء عليها ودلكت بشرتها.. كل نقطة من خارطة هذا الجسد أعرفها جيدا، تعرفني جيدا، وتشهد بمقدار من الحنان الذي سقيتها به، وذهبت تبحث عن السعادة في أحضان غيري... نشفت أعضاءها بالفوطة ودثرتها بثياب جديدة، وضعتها في الفراش وغطيتها جيدا"(20)

يتبدى من خلال ما سلف أن الروائي عبد الباسط الزخنيني ظل وفيا لاستراتيجية الصدمة في تشييد العوالم التخييلية، لأنه يضع القارئ أمام خيارات جديدة غير متوقعة، فبعد كل مشاعر الألم والحنق الذي استطاع أن يعكسها عبر استبطان شخصية صابر في لحظتي اكتشاف الخيانة والشفقة، إلا أن الدور الذي أناطه إلى صابر في لحظة عودة نرجس يقلب كل التوقعات والاحتمالات التي قد تتبادر إلى القارئ، على اعتبار أن اللحظة ملائمة لانتقام كفيل برد الاعتبار للذات الجريحة، إلا أن الروائي يصور الشخصية البطلة (صابر) وهي في حالة إلغاء تام لكل مشاعر الحقد والحنق السابقين، إذاك يمارس الروائي تقنيته المعتادة في جعل شخصياته دائمة الانقياد للسلوك الانفعالي الآني. كما سبقت الإشارة إلى ذلك في موضع سابق.

لا تقتصر دلالة التورط في ارتباطها بالرسائل على، ما سبق، بل إننا نلفي في الرواية رسالة أخرى تعزز هذه الدلالة، إلا أن صابر هذه المرة لم يكن طرفا فيها، أي لا مرسلا ولا مرسلا إليه، بل كان مجرد قناة ناقلة لهذه الرسالة، وقد تأتى ذلك بعد أن قرر التنظيم الإرهابي تكليفه بهذه المهمة، جاء في الرواية " سيد محمود، حدد المجلس وضعك بتدقيق، ونظرا لوسامتك فقد قرر المجلس أن يجعل منك حماما زاجلا، تكون مهمتك هي نقل الرسالة... وضع يده في جيب سترته الأيمن وأخرج ظرفا يحمل رسالة ناولني الظرف وهو يقول" لي صديق قديم... أريدك أن تحمله له... هذه مهمتك الأولى"(21).

يجسد هذا المقطع التورط الفعلي لمحمود صابر في عمليات التنظيم الإرهابي، فالبطل، وكما سبقت الإشارة، انخرط بعد أن اكتشف زوجته نرجس وهي متلبسة بفعل الخيانة، مما انعكس على نفسيته ليصبح لقمة سائغة في براثين هذا التنظيم الذي احتضنه وهو فار من جريمة القتل التي نفذها بحق زوجته، إذاك يأتي نقل الرسالة كتتويج لصيرورة تشكل الإرهابي، تشكل ما هو إلا نتاج استفحال التأزم النفسي في ظل الخيبات المتكررة لصابر، إذاك نقول إن عبد الباسط زخنيني رتب بعناية هذ الانضمام، ليبرز آليات اشتغال التطرف في المجتمع، موضحا الأرضية التي يتحرك وفقها هؤلاء القتلة، في استغلال الأزمات النفسية للأفراد: " وهكذا فبفضل المنطق الروائي، تستعيد الكتابة ذاتية الإرهابي، ومعنى ذلك أن الكتابة الروائية تسائل وضع الإرهابي هويته وغيرته وتستحضر مرجعياته، وأصوله العائلية والاجتماعية، وعيا منها أن شخصية الإرهابي ليست كائنا مستقلا، وليست كائنا من دون محددات وأن العنصر العائلي يؤدي دورا جوهريا في تأسيس شخصية الإرهابي"(22).

وفقا لهذا المنطق، يقع محمود صابر متورطا في التنظيم الإرهابي، بل مساهما في جرائمه، عبر الانخراط فعليا في تنفيذ المهمات الموكولة إليه، فالرسالة التي نقلها سيكتشف أنها قصيدة شعرية تجسد أول حروف أسطرها عند تجميعها موعدا للعملية الإرهابية. يقول السارد: "حملت قطعة الورق غير مصدق." أعلن المسمى أبو أحمد العامري مسؤوليته عن عملية محطة القطار السابع من أبريل، العملية التي خلفت..." وإلى جانب المقال صور للخراب لبقع الدم ولأشلاء الأبرياء وأخرى لذلك الرجل الملتحي الذي سلمته الرسالة... أمر مريع... نظرت إلى يدي كانتا حمرواين جدا، وكان الدم يتقطر منهما"(23).

من خلال هذا المقطع تتجلى دلالة التورط في ارتباطها بالنوع السردي وفي علاقتها بتغيير مسار حياة محمود صابر، هذا الرجل الذي كان يشتغل في شركة محترمة يسيرها ويعيش حياة مستقرة إلا أن الأزمات النفسية والعائلية التي مر منها ستجعل من القادم سيئا، فالرجل أصبح عضوا شريكا في منظمة متطرفة تسفك الدماء ببرودة، وقد ساهمت الرسالة في عملية التورط هاته، من ثمة يبدو أن الكاتب عبد الباسط زخنيني استثمر السرد عبر النوعي بطريقة لافتة، إذ جعل هذا المكون منخرطا في بناء الدلالة التي يتغياها وفق المسار الذي رسمه لشخصياته.

  1. التطهير

استكمالا في بناء المعنى بالاعتماد على إمكانيات السرد عبر النوعي يواصل الكاتب عبد الباسط زخنيني استثمار فن الرسالة في الدفع بالدلالة إلى أقصاها من خلال اتكائه على البعد النفسي دائما، فصابر تحول من محطم يجر أذيال الخيبة والآلام الممزوجة بالغضب، إلى متورط في مستنقع الإرهاب وسفك الدماء البريئة، ليصل الكاتب ببطله إلى منتهاه واضعا بذلك حدا لمغامراته في اتباع أهوائه الانفعالية، وقد تجسد ذلك من خلال الرسالة التي وجهها صابر إلى المخرج، إذ عبرها ستتجسد دلالة جديدة يمكن أن نسميها دلالة التطهير، فصابر الذي تألم وتورط حان الوقت ليتطهر ، تطهير يتجسد عبر فعل الكتابة، كتابة تروم التحرر من الحمل الثقيل الذي رزخت تحته شخصية صابر في تحولاته الدراماتيكية، ليتحقق ذلك عبر هذه الرسالة: يقول السارد: "يجب أن أنتهي من كل هذا سحبت الورقة وكتبت:

" عزيزي المخرج،

لازلت أذكر تلك الليلة التي وجدني فيها سفيان تائها في المدينة والدم يسيل من يدي طلب مني أن أصعد إلى السيارة بعدها تعرفت عليك،... قد أكون ارتكبت جريمتين، لكن دوافعي فيهما كانت قوية أما أنت فلا دوافع لك غير غرورك..قد يكون بداخلي شخص يعشق إراقة الدماء لكن جانب الخير يدافع باستماته ليحتل ولو رقعه صغيرة مني، حتى أكون صادقا معك لا يمكنني أن أستمر في التنظيم..."(24)

إن المقطع أمامنا يبرز هذا النزورع الجديد في تصرفات صابر، على اعتبار صحوته من الانجرار وراء سلوكياته الانفعالية، إذ قرر أن يضع حدا لعلاقته بالتنظيم الإرهابي، من ثمة جاءت الرسالة الموجهة إلى قائد التنظيم لتذكر بسياق توريطه، كبداية لإعلان التنصل بما يقوم به التنظيم، فصابر يعتبر انضمامه مجرد استغلال لوضعية نفسية متأزمة كان يمر بها، من ثمة تعد الرسالة ها هنا بمثابة صك إدانة للآخر الإرهابي، المستغل لأزمات الأفراد الشخصية والعائلية، كما يعترف بكونه يعيش تجاذبا صارخا بين الخير والشر، فهذا الاعتراف يعزز دلالة التطهير التي تنتجها الرسالة كما يحيل على إشكالية فلسفية عميقة نجد صداها عند فرويد حيث يقول: " ليس الإنسان بذلك الكائن الطيب السمح ذي القلب الظمآن إلى الحب، والذي يقال إنه يدافع عن نفسه حينما يهاجم، وإنما هو على خلاف ذلك، كائن تندرج العدوانية لديه بالضرورة وبقدر لا يستهان به ضمن معطياته الغريزية"(25)

على الرغم من هذا التبرير الذي يقدمه صابر، إلا أن الرسالة في عمومها تجسد المرحلة الأولى للتطهير، فإصراره على الابتعاد عن التنظيم ومواجهته لذاته عبر فعل الكتابة، إنما يجسد "في هذه التراجيديا الدامية التفتت... الذي يصيب النفس البشرية عندما يخون الإنسان طبيعته الخيرة."(26)

تلك الخيانة هي التي ستقود صابر إلى مصيره حيث يقول" زارني عصام في الزنزانة وأخبرني أنه كانت لديهم شكوك كثيرة بشأن المخرج وأنهم كانوا يراقبون كل من له صلة به بعدما سلمت أبا أحمد العامري الرسالة القصيرة، وقعت انفجارات محطة القطار الشهيرة، فتأكدت الشكوك"(27)

هذا المصير جعله الروائي عبد الباسط زخنيني، متواشجا مع استراتيجيته المعهودة، في استثمار السرد عبر النوعي لبناء الدلالة بطريقة مباغتة، وفقا لذلك سيكشف القارئ بعد الانتهاء من القراءة، أن الرواية إعادة تركيب لمذكرات صابر سواء في علاقته بنرجس في المرحلة الأولى، أو في علاقته بالمخرج في المرحلة الثانية. يقول صابر وهو في السجن: " طيلة خمسة أيام بلياليها لم أتوقف لحظة واحدة عن الكتابة، حاولت أن أستحضر مذكراتي عن نرجس بتواز معه علاقتي بالمخرج داخل التنظيم"(28) إن إسناد عبد الباسط زخنيني فعل الكتابة إلى صابر لا يخرج عن الإسهام في تعزيز دلالة التطهير، تطهير يتحقق عبر فعل الكتابة ، بما هي فن: "فالعالم أبو الهول و الفنان أوديب أعمى، والأعمال الفنية تشبه جوابه الحكيم الذي دفع أبا الهول إلى أن يرمي بنفسه إلى الهاوية لذلك تقف الفنون كلها ضد الميثولوجيا"(29).

تركيب

إن تأمل رواية عبد الباسط زخنيني قادنا إلى تأويل مجموعة من الخطابات المتخللة في عمله الإبداعي، لبيان مدى إسهامها في بناء الدلالة المحركة لفعل الحكي، وقد أبرزت الدراسة هذه الدلالات التي يمكن اعتبارها مركزية في خطاب الرواية، ولعل هذا جدير بفتح آفاق قرائية واعدة تتأمل العمل في انفتاحه على الخطابات والأشكال الفنية غير النصية كالتشكيل والموسيقى والمسرح والسينما، بالموازاة مع ثرائه معرفيا من حيث المرجعيات الفكرية والفلسفية الثاوية في "موسم سقوط الأوراق الميتة"، وفقا لذلك يمكن أن تفتح الدراسة انطلاقا مما ذكرنا مداخل مغرية بخصوص الانتقال من بناء الدلالة إلى إرساء الموقف تجاه قضية التطرف، وهذا الإرساء يتأسس على المعرفة والفن باعتبارهما سبيلا لمواجهة هذا التطرف.

  1. الهوامش

[1]- باختين ميخائيل، الخطاب الروائي، ترجمة محمد برادة، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1987 القاهرة ص. 89.

2- يقطين سعيد، سؤال الأنواع السردية في الرواية العربية،" الرواية المغربية وقضايا النوع السردي"، دار الأمان، الرباط 27.

3- حافظ أحمد" الكتابة عبر النوعية في العريس، الرواية المغربية وقضايا النوع السردي، دار الأمان الرباط ص. 126.

4- زخنيني عبد الباسط، موسم سقوط الأوراق الميتة منشورات ديهيا، مطبعة نجمة الشرق 2014 بركان ص. 60.

5- موسم سقوط الأوراق الميتة، ص. 99.

6- صلاح فضل. أساليب الرواية العربية دار الصباح الطبعة الأولى 1992 ص. 210.

7- الحاري محمد ، خصوصيات الرواية العربية الحداثية بين نزعة التجريبية واستراتيجيات التفاعل النصي،. فكر ونقد السنة السادسة ع 53 نونبر 2003 ص 78.

8- أساليب السرد في الرواية العربية ص. 212.

9-موسم سقوط الأوراق الميتة ص. 95.

10- موسم سقوط الأوراق الميتة ص. 96.

11- خصوصيات الرواية العربية الحداثية. فكر ونقد، مرجع سابق، ص 79.

12- وسم سقوط الأوراق الميتة ص. 54.

13- موسم سقوط الأوراق الميتة ص. 54.

14- موسم سقوط الأوراق الميتة ص. 23.

15- موسم سقوط الأوراق الميتة ص. 85.

16-موسم سقوط الأوراق الميتة ص. 85.

17-موسم سقوط الأوراق الميتة ص. 94.

18-موسم سقوط الأوراق الميتة، ص 115.

19- على الشوك، أسرار الموسيقى المدى للثقافة والنشر ط 1، 2003 ص 183

20- موسم سقوط الأوراق الميتة ص 116

21-موسم سقوط الأوراق الميتة، ص 88

22- حسن المودن، شخصية الارهابي، عقد أوديب أم عقدة الأخوة، مجلة ذوات عدد 38، 2017، ص 38.

23- موسم سقوط الأوراق الميتة، ص 123

24-موسم سقوط الأوراق الميتة، ص 145

25 Sigmund Freud "malaise dans la civilisation" Presses universitaires de France ; paris 1971, p 64.

26 نهاد صليحة، المسرح بين الفن والفكر، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1986، ص 98.

27موسم سقوط الأوراق الميتة، ص 155.

28 موسم الأوراق الميتة، ص 178.

29 علي الشوك، أسرار الموسيقى، المدى للثقافة والشرط 1، 2003، ص 177

  1. مصدر الدراسة

زخنيني عبد الباسط، موسم سقوط الأوراق الميتة منشورات ديهيا، مطبعة نجمة الشرق بركان،2014.

  1. المراجع
  • باختين ميخائيل، الخطاب الروائي، ترجمة محمد برادة، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1987 .
  • حافظ أحمد" الكتابة عبر النوعية في العريس، الرواية المغربية وقضايا النوع السردي، دار الأمان الرباط .
  • الحاري محمد ، خصوصيات الرواية العربية الحداثية بين نزعة التجريبية واستراتيجيات التفاعل النصي،. فكر ونقد السنة السادسة ع 53 نونبر 2003.

الشوك علي ، أسرار الموسيقى المدى للثقافة والنشر ط 1، 2003.

  • فضل صلاح. أساليب الرواية العربية دار الصباح الطبعة الأولى 1992.
  • المودن حسن ، شخصية الارهابي، عقد أوديب أم عقدة الأخوة، مجلة ذوات عدد 38، 2017.
  • نهاد صليحة، المسرح بين الفن والفكر، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1986.
  • يقطين سعيد، سؤال الأنواع السردية في الرواية العربية،" الرواية المغربية وقضايا النوع السردي"، دار الأمان.
  • Sigmund Freud "malaise dans la civilisation" Presses universitaires de France ; paris 1971.