في نص شعري قصير تسبك الشاعرة الجزائرية المغتربة، لحظة شعرية كثيفة، تربط ذاتا مسكونة بوجع الحب في تماهي مع شجن القمر، ولأنهما معا فعلا حلول يرقبان أفقا لامرأة تتذكر دائما أن قدر أنوثتها هو ما يشكله الآخر على الجسد.

ليلة بكاء القمر

أسـماء بوزيـد

 

أحببت طول شعري

وأردته أطول

لكي تبقى يداك عليه مطوّلا

حين تمرّر أصابعك بين خصلاته

أحببت أماكن كثيرة

لأنّك مررت بها

وعشقت أشياء

لأنّك لمستها

أحببت ذلك العطر

لأنّه لا يناسب رجلا غيرك

أحببتك

لأنّك لا تشبه رجلا غيرك

ولأنّك لا تناسب امرأة غيري

كان يجب أن تحبّني

كان يجب أن تداعب ورودا

وتزيّن بها جدائلي

كان يجب أن تهدي شفاهي

حمرة أكثر

كأن تنفخ روحك فيّ

قبلة

أو أن تمسح عن عيوني

كحلها الهارب مع ماء المطر

فتلطّخ وجهينا معا

ونضحك كثيرا

في عمق ليلة

بكى فيها القمر

ذلك الذي شهد على أنوثتي

وأنا أقف أمامه

كمرآة تتآمر معي

على خيط ثائر تمرّد

على فستاني الأسود

فقطعته

ثمّ سألت بلؤم لذيذ:

قمري يا قمري

من أجمل امرأة في قلبه؟

 

شاعرة جزائرية مقيمة في فرنسا