"الثقافة في العلاقات الدولية"

لمحرق: مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث

عبّرت معالي الشيخة مي بنت محمد ال خليفة رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد ال خليفة للثقافة والبحوث في بداية اللقاء الذي استضاف عبر السكايب وزير الثقافة الفلسطيني السابق الدكتور إيهاب بسيسو عن أسفها لمنع السلطات الإسرائيلية معاليه من مغادرة فلسطين، كما أكد سعادة السفير الفلسطيني السيد طه عبدالقادر عن شكره لإصرار معالي الشيخة مي في تنظيم هذا اللقاء رغم كل الصعاب، وجاء وذلك خلال الموسم الثقافي " ولي جبل ملقى على الغيم يدعوني لأرفعه"، للمركز، يوم الاثنين 3 فبراير 2020، في مقر المركز.

ومن جهته عبّر معاليه عن شكره ودعوة مركز الشيخ إبراهيم للمشاركة بالموسم الثقافي للمركز من أجل أن تكون فلسطين حاضرة في فعالياته، كما انتقد ما حدث معه ومنعه من قبل إسرائيل والذي حال دون وصوله إلى مملكة البحرين.

في حديثه عن" الثقافة في العلاقات الدولية: الآفاق والتحديات"، توقّف بسيسو عند الحفاظ على الموروث الثقافي والذي يلعب دورا في تكريس العلاقات بين الدول ناقلاً المعرفة للأجيال، ولذا "ندرك سياسات الدول واهتمامها بالثقافة كي تنقل غناها الحضاري". وفيما قاله ضمن مداخلته "ندرك تماماً ان التطوير للعلاقات الثقافة يقوم بالتغلب على كثير من المعيقات، ولهذا تمثل الثقافة القاسم المشترك الثقافي الأبرز بين الدول، كما تتيح المجال للتعاون الثقافي". كما ركز على المعنى التراكمي الذي يعكس الغنى الثقافي للدول، لذلك "السياسات الثقافية تبرز كل هوية ثقافية، لأن الثقافة لها دور في احلال السلام في العالم وهذا ما تقوم به اليونسكو ومنظمات أخرى تهتم بالحراك الثقافي. الدبلوماسية الثقافية هي آداة من أدوات العلاقات الخارجية ويهتم الكثير من الدول بدعم البرامج الثقافية الذي تكسر الهوة بين الاختلافات، ويخفف النزاعات، ويطور العلاقات بين الدول"

 

وسلّط بسيسو الضوء على الثقافة وحضورها الفعال في المجتمعات، "فبرامج العواصم الثقافية يعكس أهمية هذا الدور لتطوير العلاقات بين الدول، والسياسات الثقافية تمهد لذلك على المدى البعيد وبالأخص فيما يتعلق بالبنى التحتية وتطوير البرامج الإبداعية".

كما توقف عند معيقات التعاون الثقافي ومنها النزاعات المحلية أو الإقليمية، "ودول الاستعمار تقوم بمحاولة سرقة الآثار والكتب والمخطوطات للدول وهذا ما نعيشه في فلسطين مثلا، وفي الدول التي شهدت نزاعات نرى ان الثقافة أول من يدفع الثمن"، كما ذكر أن التحديات هي الاضطرابات السياسية وهذا ما يفسر اهتمام اليونسكو بدعم السياسات الثقافية والاهتمام بالتراث العالمي.

قال بسيسو إن الاقتصاد الثقافي أو المعرفي يشكل منصة في تطوير العلاقات الاقتصادية بين الدول، ولذا على الدول الاستفادة من هذا المخزون الكبير لتحفيز الشباب والإبداع لمستقبل يصون هذا الموروث الثقافي. أما بخصوص أهمية البنى التحتية فقال إنها تأتي في إطار تطوير السياسات الثقافية مشيدا بهذا التطوير الذي لمسه أثناء زيارته لمملكة البحرين التي تشكل نموذجا في ادارة وتطوير الحراك الثقافي. 

جدير بالذكر، أن الدكتور إيهاب بسيسو، هو رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية ووزير الثقافة الفلسطيني السابق، وهو أيضاً مهندس معماري، وشاعر وأكاديمي، نال دكتوراه  الإعلام من جامعة كاردف البريطانية، شغل منصب مستشار أكاديمي وإعلامي لعدد من المؤسسات، كما كان أستاذاً في جامعة بيرزيت، له العديد من المقالات والأبحاث، كما أصدر 4 مجموعات شعرية.