يقدم الباحث قراءة للبحث الموسوم بـ"العصر الجديد الشِّعر العَربيّ في مائة عام". ويقارب الموضوع من خلال كيفية التبدّي الشعريّ في تاريخ الثقافة العربية. ويخلص للقول بأنَّ نشأة عنوان المجموعات الشِّعريَّة جَاءت من رحم الموروث، ولم تكن نتيجة التأثر بالغرب.

العصر الجديد: الشِّعر العَربيّ في مائة عام

مَاهر عِيسى حَبيب

 

مِمَّا صدرَ حديثاً عن دار أرواد للطباعة والنشر في طرطوس (الطبعة الأولى 2020) كتابُ: العصر الجديد الشِّعر العَربيّ في مائة عام، وهو مكوَّنٌ من بحثين: الأول: نشأة المجموعة الشِّعريَّة للدكتور الطبيب إياس أحمد حسن، والثاني نشأة قصيدة النثر للأستاذ علم الدين عبد اللطيف، فالبحثٌ الأول من الأبحاث العالية التي سنتوقف عندها قليلاً سابرين بعض عمقها، ومتعرِّضين لأهم الأفكار التي عالجتها، ومحاولين قدر الإمكان أنْ نُلِمَّ في عرض أهمِّ أفكار مفاصل الموضوع المُتناول دون أنْ تؤثِّرَ عجالة وفقتنا هذه على جدَّة الفكرة المُتناولة في الكتاب وسموها، وإتقان تناولها، على أنْ تَكونَ لنا وقفةٌ ثانيةٌ مع البحث الثاني، في مقام آخر.

إذْ يتناولُ البحثُ الأولُ فكرةً مُبتكرةً جديدةً لم يُسبَق إليها الكاتب – فيما أعلم- وهي في الوقت نفسه تنمُّ عَنْ نَظَرٍ ثاقبٍ، وخبرة نقديَّة كبيرةٍ، وقدرةٍ كبيرةٍ في الرَّصد والتَّصنيف، وتتمثَّلُ تلكَ الفكرةُ في تقصِّي العوامل التي ساهمت في تكوين المجموعات الشِّعريَّة، وبيان وظيفة عُنوانِ المجموعة الشِّعريَّة التي يختارها الشَّاعر بنفسه من قصائده، كما يختارُ عنوانها، ممَّا يجعلِ العنوانَ مُشاركاً في العمل الإبداعيِّ من جهة كونه نصَّا مُوازياً للنصِّ الشِّعريِّ (مضمون الدِّيوان من القصائد الشِّعريَّة)، لتتحدَّدَ مُشكلةُ البحث في إثبات مقولة مفادها: إنَّ نشأة العنوان المُصاحب لظهور المجموعات الشِّعريَّة لم تكن نتيجة التأثر بالغرب، بل جَاءت من رحم الموروث الذي وصلنا بعد التغيُّرات التي أصابتِ المجتمعَ العَربيَّ، وبخاصةٍ في القرن التَّاسع عشر، عصر النهضة العَربيَّة.

ففي أواسط القرن التَّاسع عشر عَرفَ الشِّعرُ العَربيُّ ظاهرةً جديدةً؛ وهي ظهور شعر الشَّاعر على دفعات مُتتالية يجمعها الشَّاعر بنفسه، أو أحد أصدقائه مِمَنْ يُكلِّفه الشَّاعر بتلك المُهمة، بينما كانَ من المعروف في تاريخ الشِّعر العَربيّ أنَّ الرُّواةَ والنسَّاخَ هم من كان يجمعُ دواوينَ الشِّعراءِ ويُرتّبها، فاكتسبَ الرواةُ والنساخُ بذلك صفة الفاعل الأدبيِّ، ولم يكن عملهم بدايةَ الأمر ينصبُّ على أعمالِ شَاعرٍ بعينه ! بل على شعر القبيلةِ، وليس بغرض حفظه وحسب، وإنَّما تخليداً لمآثرها وما يتصل بذلك من حوادثَ تاريخيَّةٍ، إلاَّ أنَّ عناوينَ تلك المَجمُوعَات لم تحملِ اسمَ ديوان؛ بل جاءت تحت اسم: شعر، أو أشعار، أو كتاب، أو خبر، أو أخبار، أو أشعار وأخبار؛ ثمَّ ظهرت، في مرحلةٍ لاحقةٍ، المجموعاتُ الشِّعريَّةُ المُبوَّبَةُ وفق مواضيعَ مُحدَّدةٍ، لغرضِ السَّمَرِ، والثَّقافة العامَّة، أو تأديب أبناء القصور، وذلك: كالمُعلقات، والمُفضليَّات، وديوان الحماسة. ومع وصول صناعة الورق وظهور المخطوطات في العصر العباسيِّ من جهة كونها أداة تواصليَّة جديدة سهلة التَّناول ظهرَ تَجميعُ شعرِ كل شاعرٍ على حدة، ولكنْ على يد غير الشَّاعر؛ فجمعَ ابنُ جني ديوانَ المُتنبي، الذي جمعه الصولي أيضا إلى جانب جمْعِهِ لأشعارِ ابن الرومي، والبحتري، وأبي تمام، وابن المعتز.. ووصلت تلك المجاميع الشِّعريَّة إلينا تحت اسم: ديوان فلان، ثُمَّ مع ظهور ديوان الشَّاعر ظهر تصنيفٌ آخر للشعر يتمثَّلُ في تصنيفِ قصائدِ شَاعرٍ وَاحدٍ في موضوعٍ واحدٍ؛ استقرَّ في عناوينها، فظهرت: اعتذاريَّات النَّابغة الذُّبيانيِّ، وحجازيَّات الشَّريف الرَّضيِّ، وسيفيَّات المُتنبي وكافوريَّاته، وروميَّات أبي فراس...، كما ظهرت عناوينُ قصائدَ مُفردةٍ لشاعرٍ واحدٍ؛ من مثل: قصيدة المتجرِّدة للنابغة، واليتيمة، والرصافيَّة. كما صُنفت قصائدُ تبعاً لصفةٍ تميّزها؛ من مثل: شعر المُنصفات، التي جاءت تسميتُها من كونها أنصفت العدوَ رغم أنَّها في موضوع الفخر، وظهرت عناوينُ قصائدَ أخرى من مطلعها؛ من مثل: بانت سعاد، أو من قافيتها؛ من مثل: سينيَّة البُحتري، وثمَّة قصائدُ استقت عناوينَها من المُناسبة التي قيلت فيها؛ من مثل: فتح عمورية؛ إلاَّ أنَّ كُلَّ التَّسمياتِ السَّابقةِ كانت من وَضْعِ الرُّواةِ، وليس من وضع الشِّعراء.

ويَرصدُ الباحثُ استثناءين وحيدين عرفهما تاريخُ الشِّعر العَربيّ؛ أولهما: ما كان من الشَّاعر أبي فراس الحمدانيِّ الذي قام بتجميع شعره وصار تحت اسم ديوان فلان، وثانيهما: ما قام به أبو العلاء المعريِّ من جمع شعره، ولأول مرةٍ أيضا، واختار لها عنواناً من مثل سقط الزند، والسَّقْطُ هو أولُ ما يخرجُ من النَّار من الزَّند، فكانت تلك الأشعارُ أولَ شعره، مما يُقابل ما وضعه الشِّعراءُ من عناوينَ لمجموعاتِهم الشِّعريَّة في القرن التَّاسع عشر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللزوميات فقد أسماها المعريّ كذلك دلالةً على الطريقةِ التي قفَّى بها قصائدَ تلك المجموعة، رغم أنَّ تدخُّل الرواة في تجميع القصائد استمرَّ حتى مع شعر المعري حيثُ أعاد أحد شُرَّاح سقد الزند ترتيب القصائد على الحروف المعجميَّة مما اضطره إلى زيادة بعض القصائد حتى اكتمال الحروف الهجائيَّة.

ويرصد الباحثُ في القرن الثالث عشر الميلادي مسلكا جديداً للعنوان لم يكن معهوداً من قبل ألا وهو: اعتماد بنائه على الصَّنعة المُتمثلة بِالسَّجع والجناس والطِّباق بهدف التَّناغم الموسيقيِّ، وذلك من مثل قصيدة البوصيري: (الكواكب الدريَّة في مدح خير البريَّة)، والتي عُرِفَت باسم البُردة، وقصيدته: (أم القرى في مدح خير الورى)، التي عُرِفَت باسم الهمزيَّة، لتبرزَ ثلاثُ ظواهرَ جديدةً على العنوان: تتمثَّلُ الأولى بإدخال الوظيفة التَّرويجيَّة عليه مع الاحتفاظ بوظيفته التَّصنيفيَّة، بينما تتمثَّلُ الثانيةُ بأنَّ تلك العناوين كانت من وضع الشِّعراء أنفسهم إلا أنَّها تنافست مع عناوين وضعها الرواةُ، وهي التي كانت لها الغلبة في الرَّواج مما يُدلُّ على أنَّ العنوان مازال في هذه المرحلة مفصولا عن العمليَّة الإبداعيَّة، في حين تمثَّلت الظاهرة الثالثة بخلو تلك العناوين من أيِّ بُعد تأويليٍّ، ذلك البعد الذي سيكتسبُ أهميةً بعد وضع الشَّاعر عُنوان مجموعته بنفسه.

ليصلَ البحثُ إلى القرن التَّاسع عشر مع عدةِ أنماطٍ من العناوين؛ وهي: نسبة الدِّيوان إلى اسم الشَّاعر، والعنوان المسجوع، والعنوان التصنيفيّ، فالعنوان المؤلف من كلمة واحدة جاءت على الأغلب بصيغة جمع مؤنث سالم. إذ على نحو ما ترك رواجُ صناعةِ الوَرَقِ أثرَه على نَشْرِ الشِّعرِ، وعلى نشأة المخطوطات الشِّعريَّة في العصر العباسيِّ كذلك تركَ دخولُ المطبعة في القرن التَّاسع عشر أثراً أكبرَ على العمليَّة التَّواصليَّة الشِّعريَّة؛ إذْ ساهم ذلك في ظهور الدِّيوان الشِّعريِّ المطبوع من حيثُ هو أداة تواصلية للشعر، واستقلال ذلك الدِّيوان بعنوانٍ خَاصٍّ به حاملاً وظيفية ترويجيَّة، ويفرض في الوقت نفسه حيزاً مكانيًاً على الغلاف.

ويُفصِّلُ الكاتبُ في العوامل المُؤثِّرة في تكوينِ المَجموعة الشِّعريَّة، تحتَ عناوينَ ثلاثةٍ امتدت على ست وخمسين صفحة (ص 33 – 88) من مساحة الكتاب وهي: الطِّباعَة والثَّقافة الكتابيَّة، والنَّزعة الفرديَّة، والنَّزعة الرومنسيَّة، ثُمَّ رصدَ الباحثُ انعكاسَ تلك العوامل على العناوين، حيثُ بدأ العُنوان في هذه المرحلة بالتخلِّي عن دوره التصنيفيِّ وصار جزءاً من العمليَّة الإبداعيَّة مثله مثل القصيدة تماماً، فمع انتشار ثقافة الكتابة، وتأثير الطِّباعَة، لاحظَ الباحثُ تخلِّي العُنوان عن السَّجع والبديع الموروث عن الطريقة الشفاهية، واعتماد التَّحقيب وذلك بذكر تاريخ نظم القصائد؛ فالشكل الذي كان سائداً على العَناوين هو أسلوب السَّجع الموروث من القرن التَّاسع عشر، والمؤلَّف من شطرين الأول ترويجيٌّ، والثاني تصنيفيٌّ وذلك مثل: (زهر الربا في شعر الصبا لخليل الخوري، والكنوز الفنيَّة في الرموز الميمونيَّة لفرانسيس مراش)، وعدد الباحثُ أربعة عشر مثالاً من عناوين مجموعات شِعريَّةٍ تعود إلى نهاية القرن التَّاسع عشرة وصولا إلى بداية العقد الثَّاني من القرن العشرين، ثُمَّ لاحظ الكاتبُ في الحقبة الزمنيَّة نفسها سقوطَ الجزءِ الثاني من العُنوان المسجوع ذي الدلالة التَّصنيفيَّة والإبقاء على الجزء الأول منه ذي الدلالة الإيحائيَّة، لتصبحَ العناوينُ مكوَّنةً من جملة اسمية مُؤلَّفة من مضاف ومضاف إليه، أو من صفة وموصوف، من مثل: العصر الجديد، والسمير الأمين لخليل الخوري، مرآة الحسناء لفرنسيس مراش.

ويُعَدُّ اعتماد التَّحقيب في تجميع القصائد وطبع الدواوين ثالث التحولات المُرتبطة بالطِّباعَة لأنه صار بالإمكان طباعة المجموعة الشِّعريَّة حال الانتهاء من نظمها، وأخذ التَّحقيب صيغا عديدة؛ من مثل التَّرقيم، أو الإشارة إلى مرحلة من العمر، أو الاكتفاء بوصف مرحلة الإنشاء؛ من مثل: النبذة الأولى لناصيف يازجي، وتذكار الصبا لنجيب الحداد، والبواكير لبدوي الجبل، ثم يرصد البحثُ تطوراً جديداً في التَّحقيب من خلال الإشارة إلى الزَّمن بالمواربة، مما يُشيرُ إلى خطوة باتجاه البعد الإيحائيّ أو الدلاليّ للعنوان، وذلك من مثل: ضوء الفجر لعبد الرحمن شكري، ويقظة الصباح لعباس محمود العقاد.

أما عامل النَّزعة الفَرديَّة فُيلاحظُ الكاتبُ تجليه بوضوحٍ في دواوين شُعراء عصر النَّهضة، إذْ تكوَّنت لدى الكُتَّاب رؤيةٌ جديدةٌ للذات، وإحساس واضح بالاستقلال، ويجد الباحثُ أحمد فارس الشدياق خير من يُمثِّـلُ هذا الأنموذج، فأولى مذكراته الشَّخصيَّة أهميةً من خلال كتابه: السَّاق على السَّاق، وبعد صراعه مع المُؤسَّسة الدِّينيَّة بسبب تبديل مذهبة من الكاثوليكيَّة إلى البروتستنتيَّة، ثم إلى الإسلام، أدرك دور المطبعة، فدعا إلى نشر الكتب والمطبوعات، مما أغرى مجموعة من السِّجالات بينه وبين عددٍ كبيرٍ من مُعاصريه تناولت موضوعات اللغة والترجمة وبخاصَّةٍ ترجمة الكتاب المُقدس، وكان مُجدِّداً في ميدانِ الطِّباعَة فكان رائداً في استخدام علامات التَّرقيم.

وظهرت النَّزعةُ الفَرديَّةُ في المجموعاتِ الشِّعريَّة في تقديم الشَّاعر لنفسه، أو بوضع صورته الشَّخصيَّة؛ كما ذكر شوقي في مُقدِّمَة ديوان الشوقيات؛ إلاَّ أنَّ أثر النَّزعة الفَرديَّة كان أكبرَ في عناوين المجموعات الشِّعريَّة من خلال أشكالٍ ثلاثة: الإبقاء على اسم الشَّاعر في عُنوان الدِّيوان بطريقة مُواربة، وظهور ياء الملكيَّة، والتَّعبير عن المَشَاعر الذاتيَّة، وذلك مثل: السحر الحلال في شعر الدلال لجبرائيل دلال، ثم صار بعد التَّخلي عن السَّجع ديوان الخليل، لخليل مطران، أو اقتصر على كلمةٍ مُفردةٍ؛ من مثل: الشوقيات لأحمد شوقي، والرشيديات للشاعر القروي (رشيد سليم الخوري)، وظهور ياء الملكيَّة مثل: وطنيتي لعلي الغاياتي، والتَّعبير عن المشاعر؛ مثل: النفثات لرزق الله حسون، وفاجعة الفواجع للأسعد داغر.

وبقي أثرُ النَّزعة الرُّومنسيَّة حيثُ يُلاحظ الكاتبُ أنَّ الميلَ الرومنسيَّ كرَّاس عناصرَ الطبيعةِ من أزهار، ونسمات، وبدور، رياض، وحدائق... في عناوين المجموعات الشِّعريَّة لتحلَّ مَحلَّ أسماءِ الجواهر والأحجار الكريمة في صياغة العنوان؛ وذلك مثل: زهر الربا في شعر الصبا لخليل الخوري، والروض الأريض ليوسف الأمير. ويعددُ الكاتبُ أربعةً وثلاثين عنواناً لمجموعاتٍ شعريَّة منسوبة لأصحابها وصادرة ما بين عامي 1857 و1925، كما يُرصدُ مُلاحظةً قيِّمةً؛ وهي أنَّ الصُّحفَ والمجلاتِ التي صدرتْ في تلك الحقبة نحتْ منحاً رومنسياً أيضاً في أسمائها كما في: حديقة الأفكار، والزهرة، والجنان، والجنة، وبستان الأخبار.. ليصلَ بنا البحثُ إلى آخر التحوُّلات في صياغة العناوين، إذْ انتقلت دلالةُ العنوان من توصيف كائنٍ موضوعيٍّ خارجيٍّ إلى وصف مكنونٍ ذاتيٍّ، داخليٍّ، فظهرت عناوينُ مكثَّفة مُكوَّنة من كلمةٍ واحدةٍ على الأغلب، ومعظمها جاءت بصيغة جمع المؤنث السَّالم مما يُجسِّدُ ذروةَ التخلِّي عن السَّجع، من مثل: الأثر لِرشيد مصويع، والينبوع لأحمد زكي أبو شادي؛ ويذكر الكاتب ثلاثة عشر عنواناً على هذا النمط.

وبعد...

ولكن مما يُؤسف له –حقاً- ألا يكون هذا البحث الرصين أكاديمياً! أي: موضوع رسالة ماجستير أو دكتوراه في إحدى الجامعات، فهو بحثٌ جدير بالقراءة والمُتابعة ويمتلك، فضلا على كل ما سبق، أهميَّةً كبيرةً من جهة توثيقه صدور المجموعات الشِّعريَّة في تاريخ الشِّعر العَربيّ المُعاصر والحَديث، فيُعَدُّ سجلاً تاريخيَّاً أدبياً لم أجد، فيما أعلم، بحثاً آخر امتلك تلك الخاصَّة، ومما ينبغي الإشارة إليه أيضاً أنَّ طريقته في التَّوثيق طريقة مبتكرة وذكية استغنى الباحث فيها، قدر الإمكان، عن الحواشي السفلية.

فهو من الأبحاث العالية والمهمة جداً في تأريخ الشعر العَربيّ، ويُعَدُّ وثيقةً تأريخيَّة مهمة.

* * *

(نقلا عن النَّشرة الدَّورية للجنة الفرعيَّة للتمكين للُغَة العَربيّة)