القُدسُ في حَبسِها المشؤُومِ نازفَةٌ | تَهفو للُقيا الذُّرى والدَّمعُ مُنسَكِبُ | |
مَرْمَى العَصا حَبْسُها والحَشْدُ مُلتَئِمٌ | في قَلبِ يَعْرُبَ والتَّاريخُ مُرْتَقِبُ | |
كلُّ الخِطاباتِ ما أَروتْ لناظَمأً | ولا شَفى مِن ضَنىً نَفطٌ ولا ذهبُ | |
إِنَّا نُريدُ دواءً يُستَطَبُّ بهِ | قِوامُهُ العَزم والنِّيرانُ والغَضَبُ |
وتضمّن الديوان قصائد عاطفية وفي الغزل أجاد فيها بنقل القارئ من خلالها الى فسحةٍ رحبة جمالية للحياة نذكر منها قصيدة أزف الرحيل وقصيدة ضيعت ألف عشيقة وقصيدة من قبل أن أراك، كما تضمن الكتاب بعض إشعار الرثاء كقصيدة ورأيت وجهك وقصيدة رد عنك الأسى وشعر الحكمة بأبعاده الفلسفية العميقة التي عودنا عليها الذي برز جلياً في قصيدة الشاعر والسيجارة وقصيدة الأرض والفأس، في حين أن الحكمة لم تغب عن بقية قصائده، نذكر منها:
لولا ارتحالي في عيونِكِ فتنتي | ما انْهَلَّ صُبْحٌ أَوْ أَطَلَّ مَسَاءُ | |
لولا اشتعالاتُ الغرامِ لمِا علا | صَرْحُ الحضارةِ أو أُقيمَ بِنَاءُ |
قالا وكانت في الربوع طلائعٌ | تَطَأُ اللهيبَ وفي القلوبِ كلومُ | |
قالا وكانا يرصدان بحسرةٍ | نُذُرَ البلاءِ على الربوع تحومُ | |
ويجيءُ دوري والهوانُ مخيّمٌ | والأرض نهبٌ والبلاءُ مقيمُ | |
نَشرُ الحقائقِ أولُ الدّربِ الذي | يبغيه نهجٌ للصلاح قويمُ | |
فإذا صبغْنا بالرياء عقولَنا | تفنى العلومُ ويسقط التعليمُ | |
ويوسِّع العدوانُ دولةَ حقده | فالنيلُ حدٌّ والفراتُ تُخومُ |