انعقد أول منتدى ثقافي خليجي، احتضنته مسقط بدعوة من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ومن أهدافه الإسهام بفعل إيجابي يعزز دور المثقف ويرفد الكتاب ويطور قدرات الإنجاز الإبداعي، الى جانب النقاش الذي توقف عند راهن الثقافة في الخليج والتحديات المطروحة على الكتاب والمثقفين، الى جانب خلق فضاء للتلاقي والتفاعل مع القضايا الراهنة وتبادل المعارف والنشر المشترك.

أول منتدى ثقافي خليجي

 

مسقطنظمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بين مدينتي مسقط ونزوى المنتدى الثقافي الخليجي الأول وذلك الاثنين والثلاثاء الموافقين للسابع عشر والثامن عشر من يناير الماضي. وتضمن حفل افتتاح المنتدى فعاليات متعددة منها كلمة المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، أشار فيها إلى أهمية هذا المنتدى الذي يهدف إلى استقطاب المثقفين والكتاب الخليجيين تحت مظلة الثقافة والأدب في سلطنة عمان، لافتا إلى ما يتضمنه المنتدى من أعمال متعددة في يوميه بين مسقط ونزوى ليكون حضور الأدب أكثر تنوعا وشمولية.

ولفت الصقلاوي إلى أن الهدف من المنتدى أيضا هو الإسهام بفعل إيجابي يعزز دور المثقف، ويرفد الكتاب، ويطور قدرات الإنجاز الإبداعي، من خلال تقديم الخدمات والمحفزات والممكنات، وإتاحة التلاقي بين المشتغلين في إنجاز الثقافة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى إتاحة اللقاء بين أدباء مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شتى المجالات والتثاقف بينها، وتوثيق عرى الصلات الأخوية، والتعرف على منجزهم الإبداعي والكتابي، والنشر والمشترك لأبحاثهم ودراساتهم.

من جانبه عبر الناقد والإعلامي السعودي محمد بن عبدالله بودي الأمين المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب العرب في كلمة الوفود المشاركة، عن الأهمية الثقافية لمثل هذه المنتديات الثقافية النوعية الخليجية التي تجسر التواصل الثقافي بين الأشقاء في منطقة الخليج العربي وما تقدمه من رؤى وأفكار مغايرة تضاف إلى واقع الثقافة العربية على وجه الخصوص.

وقال “المنتدى يجمع أدباء ومثقفي مجلس التعاون لدول الخليج العربية في سلطنة عمان فتلتقي العقول وتتلاقح الأفكار وتنضج الخبرات وقبلها تلتقي القلوب على المحبة والمودة والسلام فتقوى لحمة أهل الخليج على كافة الصعد: الفكرية والأدبية والثقافية”.

وتضمن الافتتاح توقيع اللائحة التنسيقية للمنتدى الخليجي، إضافة إلى الأمسية الشعرية الخليجية الأولى التي أدارها الشاعر عبدالرزاق الربيعي بمشاركة الشعراء: بدرية البدرية وأشرف العاصمي وشميسة النعمانية وإبراهيم السالمي من سلطنة عمان، ومحمد عبدالرحيم أحمد من الإمارات العربية المتحدة، ونوف نبيل من مملكة البحرين وأحمد العمار من السعودية، إضافة إلى الجلسة النقدية المصاحبة بمشاركة عدد من الباحثين.

وتناول الباحث حمود الدغيشي خلال الجلسة التي أدارتها الباحثة عزيزة الطائي في ورقة عمل بعنوان “متلازمة الظلام والظلال”، قراءة نقدية في شعر عبدالله البلوشي، وتتبعت القراءة النقدية المتلازمة بتشظياتها المتناثرة في التجربة الشعرية لدى البلوشي، لتشكل ظاهرة تستحق الوقوف عندها، حيث إن عبدالله البلوشي شاعر يعيد صياغة الطبيعة بحجم الجرح النازف فيه، وشكل رحيل الأم انقلابا على المستوى النفسي والشعري، وشكلت صورة الليل والشجرة في ديوانيه “معبر الدمع” و”أول الفجر” كثافة دلالية انبثقت منها متلازمة الظلام والظلال.

أما الباحث يوسف المعمري فقدم ورقة عمل بعنوان “قصيدة النثر العمانية: سنوات من الإنتاج الشعري، سماء عيسى نموذجا”، وتناول فيها قصيدة النثر العمانية، ودور الشعراء الثلاثة الأوائل في ريادة قصيدة النثر في سلطنة عمان وهم سماء عيسى وسيف الرحبي وزاهر الغافري، وإلى الشعراء الذين أتوا من بعدهم، كما أضاءت الورقة بشكل خاص جوانب من تجربة سماء عيسى الشعرية، ودورها زمنيا وشعريا.

وقدمت الباحثة الكويتية أمل عبدالله ورقة عمل بعنوان “الحركة الشعرية في الكويت: مقاربة لتحديد المراحل والمرابح”، وتطرقت إلى بداية هذه الحركة التي برزت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مع الركود المصاحب لفترة الخمسينات نتيجة ظروف عديدة من بينها سياسية واجتماعية مع بروز التيار المحافظ الذي استمر في عدم استقرار في الحركة صعودا ونزولا، مع بيان التيار المجدد الذي ظهر مع حركة الشعر العربي المعاصر.

كما تطرقت إلى المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي بدأ شعراؤها يبرزون في السبعينات والثمانينات مع ذكر السمات الفنية للشعر في هذه المرحلة ومن أهمها سلامة اللغة الشعرية وجودة التشكيل وبيان الموهبة الفذة.

من جانبه قدم الناقد عبدالله الزهراني من السعودية ورقة عمل بعنوان سلطة بقاء القصيدة البيتية”، وتحدث عن بقاء القصيدة البيتية عند جيل من الشعراء يزيد على خمسين شاعرا من الشعراء الذين انضووا تحت مسمى هذه الجماعة في نادي “مكة الثقافي الأدبي” لمدة عام، متطرقا إلى فضاء الموضوعات في هذه القصيدة.

كما تطرق الزهراني إلى الفضاء والتشكيل الفني الذي عمل على بقاء القصيدة البيتية، وفصله ضمن عتبات العنوان، والفضاء الشعبي، وما يسمى بالتصريع بين البيتي والتفعيلي مرورا بالرافد الشعري في هذه القصيدة.

وتواصلت أعمال المنتدى الثقافي في مدينة نزوى الثلاثاء، حيث تضمن جلسة نقدية شارك فيها عدد من النقاد من سلطنة عمان هم: عيسى السليماني بورقة عمل بعنوان “بنية الخطاب الشعري.. قراءة أنموذجية في النص العماني” وحافظ أمبوسعيدي بورقة عمل بعنوان “أنساق ثقافية في الشعر العماني”، ومن السعودية شارك عبدالحكيم الشبرمي بمداخلة حول “صورة الفأل في الشعر السعودي – جائحة كورونا نموذجا”، ومن الإمارات مريم الهاشمي بورقة عن “تحولات القصيدة الإماراتية الجديدة”، ومن البحرين قدم الشاعر كريم رضي مداخلة في “التجربة النقدية للشعر المعاصر في البحرين”.

وشارك في الأمسية الشعرية الختامية للمنتدى كل من نجاة الظاهري من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن سلطنة عمان هشام الصقري وحمزة البوسعيدي وحمد الحراصي وبدرية البدرية، ومن البحرين صالح يوسف، ومن السعودية حمد العمار.