هذا شاعر مغرم بقصيدة الومضة، يضيء لنا صورته الشعرية في سطر، أو سطرين، ليخلق استعارته الخاصة به، وقد استمدها من مصادر متعددة، من المدن، أو الصحراء، أو تناصا مع شعراء آخرين، أو الحرب التي قتلتنا، ليتغزل مرة، أو يسخر سخرية سوداء مرة أخرى.

أقراط

محمد كاظم جواد

 

منديلكِ ليلٌ       

يورقُ بالنجوم

×××

في جيدِكِ أُغنيةٌ سَمراء

×××

بائعة الأزهار

مختلف عطرها

×××

الثلج قميص الشتاء

والبرد غطاؤه السَّميك

×××

في بيروت

دلّتني امرأةٌ على مقهى الشُّعراء

×××

في شَعرك أغنية بيضاء

×××

في الروشة

كان البحر يدخّنُ بإفراط

×××

على جبل

ضاعت أمنيتي

×××

المساء يحلق لحيته

بضياء بسمتك

×××

في الحرب

دلّتني قذيفةٌ على خندق طويل

×××

اهتديت إلى غيمة

تنتخب المطر

×××

في الربيع

يستلقي الصباح على ظهره

×××

رأيت الحرمان

ببدلة انيقة

×××

في الظل أرى ظلك

×××

سأرشح ظلي

دون دعايات تذكر

×××

في حي الميدان بدمشق

سألت عن خان أيوب

مادلني أحد

×××

في المتنبي

رأيت دواوين كثيرة

(حاجة بربع)

×××

قلت لصالح البهرزي

متى تبتسم؟

فأمسك ذقنه ورحل

×××

في مقهى البرلمان

رأيت هاشم شفيق

بقميصه الكاوبوي وشعره الطويل

يغني قصائده الاليفة

×××

في الصحراء

كان الرمل ملح طعامنا

×××

في جيبي

عثرت على قصيدة تائهة

×××

كل محاولاتي في رسم صورتك الآن

باءت بالفشل

×××

الطريق الذي يفضي إليك

ضاعت بوصلته

×××

الشاي الذي ارتشفناه

على رصيف منسي

أشربه الآن بلا سُكّر

×××

       المطر الناعم قادنا

إلى ساحة الكلام

×××

الطائر الذي رأيته يهوي

كان بلا أجنحة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

شاعر عراقيّ، صدر له: الطائر الذي ابتل بماء الشمس، دمشق، 2010. بريق أسود، دمشق، .2018 . أريد أن أكون شاعر صغيرا، بغداد، 2022. وصدر له عدد من المجموعات الشعرية والقصصية الموجهة للأطفال، منها (القط الذي حلق شاربه) (أين ظلي) (غراب بريشة بيضاء) فاز بعدة جوائز شعرية.