قدرة الشاعر على تحوير الأشياء والتفاصيل والتي نراها في صيغة المعتاد هو ما يقدمه الشاعر المصري في قصيدته حولاء حيث ينقل الشيء العضوي الى المجال الاستعاري ويرتكز من سياق ما قد يراه البعض "نقصا" الى مراوغة الشيء نفسه، وهو ما يجعل من هذا النص الشعري في انبنائه على التكثيف قادرا على لمس أفق الانتظار وتحقيق الفعل القرائي

حولاء

عـمرو البطَّـا

 

عِرفانًا بالحَيَاةِ

نَصَّفَتِ الكَونَ، ووَهَبَت

كُلَّ نِصفٍ عَينًا.

 

تَستَنسِخُ الأَشيَاءَ التي تَتَأَمَّلُهَا

طَيفَينِ شَفَّافَين.

 

تُرَاقِبُ وُجُوهَ البُسَطَاءِ

دُونَ أَن تَنظُرَ إِلَيهِم

لِئَلَّا يَشعُرُوا بِالحَرَج.

 

تَرسُمُ نُقطَةَ الهَدَفِ مُتَأَخِّرًا

حَيثُمَا ارتَشَقَ السَّهمُ،

ثُمَّ تَضحَكُ فِي ظَفَر.

 

لَا تَسِيرُ في الطُّرُقِ، إِلَّا

بعَينِ قَلبِهَا

فَقَط.

 

لَا تَهْتَمُّ بِالثِّقَةِ

التي تَملَأُ حَنَاجِرَهُم،

فالأَشيَاءُ -بِطَبِيعَتِهَا- مُرَاوِغَة..

 

شاعر من مصر