مع ماتيس في طنجة

قدم السينمائي مومن السميحي، الجمعة الماضية 12 ماي، بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، محاضرة تحت عنوان : الخطاب الجمالي المغربي في فيلم : "مع ماتيس في طنجة". وتندرج هذه المحاضرة الثانية في إطار سلسلة المحاضرات التمهيدية للندوة الدولية التي يعتزم المعهد الأكاديمي للفنون، التابع لأكاديمية المملكة المغربية، تنظيمها ما بين 25و28 أكتوبر 2023، وبعد محاضرة الأستاذ ريمي لابروس (وهو من كبار المتخصصين في أعمال هنري ماتيس) حول مدى تأثُّر هذا الرسام بالنزعة الاستشراقية ودرجة انعكاسها على لوحاته، وفي هذا الصدد، ركزت هذه المحاضرة على الأسباب العميقة التي دفعت مُثقفًا مغربيًا إلى التفاعل السينمائي مع الأعمال التشكيلية التي أنجزها هنري ماتيس في طنجة، وعلى كيفيات التخطيط لمشروع فيلمه عن "ماتيس في طنجة" في بداية تسعينيات القرن الماضي، وعلى طرق بنائه فكريا وجماليا.  كما تناول حيثيات التركيز على لوحات بعينها من بين ما أنجزه هذا الرسام في زيارتيه إلى طنجة سنتي 1912 – 1913؛ وستكون المحاضرة، أيضا، مناسبة للوقوف عند ما يمكن نعته "أصداء" تركها هذا الرسام الكبير في مسار الفنون التشكيلية المغربية، وعند ما يوفره التفكير بالسينما من إمكانيات لإعادة تملُّك التراث الفني الذي تركه الفنانون الأجانب عن المغرب.

ويُعتبر الأستاذ مومن السميحي من بين السينمائيين البارزين الذين أغنوا السينما المغربية بأفلامهم. درس السينما بفرنسا (بالإيديك)، تأثر بالعلوم الانسانية والاجتماعية في دراسة الإبداع والإنتاج الرمزي.وبالإضافة إلى أعماله السينمائية ("الشركي، أو الصمت العنيف"، " ٤٤ أو أسطورة الليل"، "قفطان الحب منقط بالهوى"...وغيرها من الأفلام)، كما صدرت له مجموعة من الكتب مثل: حديث السينما (الجزء الأول) والجزء الثاني قيد النشر؛ والسينما العربية؛ وظل الدليل؛ وهو بصدد تحرير ثلاثة كتب عن "حي ابن يقظان" لابن طفيل، و"ابن خلدون حسب طه حسين"، و"ابن بطوطة".